في مبنى خشبي ضخم … على بُعد آلاف الأميال من مدينة يورا…

” هنالك إثنان يحاولان الهرب من المخرج الخلفي!” صرخ بيون و اشار في اتجاه معين

“عُلم.” اجاب احد الفرسان بجانبه و قفز نحو المكان الذي أشار له بيون

*سوووش* سووووووش*

الدماء بدأت تتناثر في الإتجاه المضاد، تطايرت الرؤوس ولم يرى احد سبب تطايرها

” اعصار اللهب!! ” صيحة صدرت من قلب المبنى، حيث إرتفعت إعصار شديد البياض لأكثر من 15 متراً و أخذ يفتك بما حوله، في غمضة تحول السقف لرماد و قُتل العشرات

“ااااااااااه”

“انه شيطان اللهب البيضاء!!”

“نحن نستسلم! ارجوك يكفي!!”

تعالت الصيحات و إنخفضت الأسلحة، كل ما لديهم من شجاعة و عزم على القتال إختفى بظهور النار البيضاء… لقد عرفوا عدوهم الأن

فرقة شيطان اللهب الأبيض المشؤومة التي تطارد بؤر المتمردين أينما ذهبوا، الفرقة التي تشبع كل اعضائها من أظافر اقدامهم و حتى شعورهم بدماء المتمردين.

“قيصر، هنالك 3 فرسان على بعد 200 متر نحو الشمال.” صاح بيون

“مفهوم! ثيو، ألفريد تعاليا معي!” أبطل قيصر الإعصار من حوله و قفز بإتجاه الشمال مُسرعاً، و خلفه إندفع ظلان

بعد مغادرة قيصر قفز بيون لأعلى نقطة في المبنى الخشبي و اخذ يعطي الأوامر، ” السرية الأولى، حاصروا المكان.. السرية الثانية، قوموا بجمع الأسلحة من الذين إستسلموا و اقبضوا عليهم… السرية الثالثة، هاجموا كل من لم ينبطح على وجهه بعد.. السرية الرابعة توجهوا للمبنى الطيني على بعد 150 متر في الجنوب الشرقي و اعتقلوا من فيه، المجموعة الخامسة—-”

“سيدي، دع سريتي تتجه لمساعدة قيصر، ثلاثة فرسان كثيرون عليه!” احد الفرسان تقدم قليلاً

” إسمع و نفذ أوامرك ايها ضابط السرية السادسة!” شخط فيه بيون، ثم عاد ليكمل توزيع المهام… هو كان يعرف جيداً قدرات أخويه بعدما إرتقوا للمستوى الـ 12 من الفروسية

“حاضر.”

مجموعات من ثلاث فرسان بدأت تندفع تباعاً لينفذوا ما أُمروا به، مع ان بعضهم اقوى من بيون و كلهم اكبر منه عمراً إلا انهم تحركوا بتنفيذ مهامهم بدون تهكم

بيون اصبح ضابط عالي المستوى بالفعل في الجيش بعد جني العديد من الإنجازات، و قدرته على مسح محيطه و تحديد كل كبيرة و صغيرة فيه تعتبر بلا مثيل بينهم، خاصةً بعد إختراقه للمستوى الـ 12 من الفروسية!
حتى قبل ان ينتهي بيون من قول كل أوامره، إعصارا لهب إندلعا على بُعد 200 متر شمالاً بدون سابق إنذار…

بعد مرور نصف ساعة…

عاد قيصر و ألفريد و ثيو لموقع القتال، لكن ليس بنفس حرارة خروجهم منهم.. منظرهم كان اكثر مأساوية من الجثث الملقاة حولهم..

كل المقاومة الباقية قد إنتهت، السرية التي ذهبت للمنزل الطيني عادوا غارقين في دماء أعدائهم.. و انشغلوا جميعاً بتقييد عبيدهم الجدد

قفز بيون من مكانه نحو الثلاثي مبتسماً، ” يبدو انكم حظيتم بقتال جيد، يالحظكم!”

“اخخخ اخخ يا ظهري” بعد بضع خطوات اخرى إنهار قيصر ساقطاً و جلس على احدى الجثث، ” لا تذكرني، واحد منهم كان جاسوس طبيعي في المستوى 13 و الاخر كان 15، اما ثالث اولائك السفلة كان فارس مستوى 16!! ما الذي قد يفعله فارس بهذا المستوى في مكان كهذا؟!”

جلس الاثنان الأخران ايضاً مكانهما، ثيو في صدره فجوة صغيرة واضح انها من ضربة صاعقة، و ألفريد حالته اسوأ من الإثنان شعره و ملابسه و كل جسده يوحيان انه لم يتوقف عن تلقي الصواعق لحظة واحدة، لم يبدو انه بعيداً جداً عن الموت..

“تسك تسك~ يالحظكم.. لو عرفت ان بينهم واحد مرتفع المستوى لجئت معكم، المهم قتلتوهم؟” لم يُعر بيون اهتماماً لشكاوى قيصر، فهو يعرف جيداً انه سعيد بإيجاد قتال جيد.. لم يحظوا بفرصة قتال شخص بهذا القوة في قتال للموت منذ اكثر من شهر

أخذ قيصر شهيقاً عميقاً و رد، “قتلنا الإثنان الضعيفان، اما صاحب المستوى الـ 16 فقد تمكن من الهرب، لكن لا بأس.. انا شويته جيداً و ثيو قطع له ذراعاً، إن لم يمت فلن نراه مجدداً.”

” انا.. اسف… لو كان.. الاخ بيون معكم.. لقتلتم.. ذلك الشخص..” إستجمع ألفريد شيئاً من قوته و رد

” لا تقسو على نفسك، انت ساهمت معهم في الهجوم و يبدو انك ساهمت كثيراً في تلقي الضربات هاها، لا تقلق المرة القادمة سترى اخاك بيون و هو يرسل أنصال الرياح يميناً و يساراً!” ضحك بيون من تحت قناعه الاسود، خلال السنوات الماضية من القتال بشكل يومي تقريباً أعادت له الشعور بالأخوة و اعادت له شيئاً من ضحكاته السابقةً

اومئ قيصر، ” صحيح.. لقد تعلم اعصار اللهب بالفعل، لديه مستقبل جيد,”

” هذا طبيعي من لا يتعلم بسرعة في بيئة عدائية كهذا سوف يـ- …همم؟”

توقف بيون في منتصف الكلام و نظر نحو خاتمه قبل ان يمرر الطاقة فيه و يكمل، ” اهلاً عمي بيلي، هل وجدت لنا الهدف التالي بهذه السرعة؟ لدينا بضع إصابات حالياً و … ماذا؟ … حاضر … حاضر….” ثم إختفى توجه الخاتم و نظر بيون لقيصر و قال كلمة واحدة، ” غريب..”

” ما الغريب؟ ما الذي يريده العمل بيلي منا؟” سأل قيصر

” أبانا طلب عودتنا الفورية لمدينة يوراً.” رد بيون بصوت مُستغرب، لقد مر بضع سنوات منذ بدأ الحرب على التمرد و منذ وقتها لم يفكروا بالعودة، فهذا افضل مكان لتدريبهم، و روبين ايضاً لم يعد يحتاج وجودهم حوله بما انه تحت حماية قديسين في قلب مدينة يورا… ما الذي قد يدفعه لإستدعائهم؟

من Zeus

-+=