1429 -صفقة خاسرة

اذكر الله//

“….” تبادل جميع الطلاب النظرات لبضع ثوانٍ.

حتى تجرأ أحدهم، وكان من أكثرهم جرأة، فسأل وهو معقود الحاجبين: “هل تقول إنّ سيادة العاهل مخطئة؟ وأنّ جميع الأساتذة غيرك مخطئون عندما يخبروننا ألّا نعتمد على القوانين، وأنك أنت فقط على صواب؟”

“أجل، أجل، أنا على صواب!” أجاب روبين بثقة.

ثم تابع وهو يُمرر عينيه على الجميع: “لا أهتم بقرارات سيادة العاهل الشخصية، إن كانت ترى أن هذا أفيد لها، فلتفعله. لكن إنْ أشارت بتعميم نفس الأسلوب على الجميع، فهي مخطئة!” ثم أردف بنفس الثقة: “القوة الجسدية مفيدة، وفنون الاشتباك القريب لديكم ممتازة، لكن تجاهلكم للقوانين هو إهانة لها، وبصراحة، أجدها إهانة لي لسببٍ ما!”

ثم ضيّق عينيه بلا مبالاة، وما زالت ملامحه توحي بالغطرسة اللامتناهية: “ما رأيتموه اليوم هو أسلوبي، أسلوب هذا المبنى الأكاديمي. التركيز على القوانين وفهم أعماقها وتسخيرها لأقصى درجة. لن أسمح للمزيد من الكسالى والملاكمين بالمرح تحت شقتي بلا فائدة، لن يدخل أحد منكم هذا المبنى مرة أخرى قبل أن يحقق اختراقاً في فهم قانونه الخاص ويقفز عشر رتب في حدث القتال القادم، أو أيًا كان ما تسمونه، مفهوم؟”

“أنا أرفض هذا المنظور!!” صرخ طالب آخر غاضباً، ذلك الأستاذ يريد قلب كل ما تعلموه رأساً على عقب.

“اذهب وارفض عند أمك.” أشار روبين نحو الباب، ثم رفع صوته: “جميعكم، إلى الخارج، الآن، من أجده أمامي بعد ثلاث ثوانٍ سأهاجمه!”

“هذا.. هذا غير مقبول كلياً!”

“هذه غطرسة محضة!”

“أيّ نوع من الأساتذة أنت؟!”

روبين تظاهر بأنه لم يسمع شيئاً، وفتح فمه مجددًا: “واحد.. اثنان..”

ووش ووش
خلال لحظات، اختفى معظم الطلاب، بينما استغرق البقية لحظاتٍ لأخذ زملائهم فاقدي الوعي، ثم اختفوا هم أيضًا. شوهدوا ذلك اليوم يركضون في الشوارع بفزع.

“… كان هذا قاسيًا أكثر من اللازم.” تنهد شداد وهو يرى حوالي 70 طالبًا وطالبة يختفون في اتجاهات مختلفة وكأن وحشًا يطاردهم.

“انسَ الأمر، لا حل آخر سينفع في هذا الموقف.” لوّح روبين بضحكة، “الآن ستنتشر شائعات أني مخيف، شديد التطلب، وأهاجم طلابي، والأهم، أني طردتهم. ربما تأتي بعض الشكاوى هنا وهناك، لكن من يهتم؟ هذا أفضل من بقائهم هنا وانتسابهم لي، على الأرجح لن أرى واحدًا منهم مرة أخرى، هيهي.” ثم نظر نحو شداد، “ولا أريدك أن تنشغل معهم، ليس بدون مقابل… شكرًا على نيتك الحسنة، لكن لم يكن لذلك داعٍ.”

“…” أومأ شداد بابتسامة محرجة… هل يفرح لأنه تلقى المديح، أم يشعر بالإهانة لأن تدخله كان بلا داعٍ؟!

“هل لديك أيّ مشكلة تعوقك؟” مدّ روبين يده نحوه بابتسامة.

“أجل!!” على الفور، تجمدت كل أفكار شداد العشوائية وأخرج ثلاث لوحات غير مكتملة.

“هممم..” فحص روبين الأولى بسرعة، ثم ابتسم وأومأ بضع مرات، “لا بأس أبدًا، يبدو أنك كنت تتعلم من مساعداتي السابقة.” ثم أخرج قلمًا وبدأ يرسم في المكان الفارغ.
“إن لم أنتهز هذه الفرصة للتعلم، فمتى؟” تنهد شداد، فوجود روبين بالنسبة له أقرب للمُعلم، ولو أنه يرفض اتخاذه تلميذًا بشكل رسمي.

“أحتاجك في خدمة.” قال روبين بينما لا يزال يُكمل الرسم.

على الفور فزع شداد، “أرجوك، اطلب!!” تعليمه من روبين وفّر عليه آلاف السنين من البحث والتجارب، أيّ شيء يطلبه المُعلم سيفعله!

“همم، قبل زمن كنت أستخدم الوشوم لتقوية الجسد، لكن حصل شيء ما دمر جسدي وفقدت كل التقدم الذي أحرزته. المهم.. لم أضع على جسدي أيّ وشوم بعدها، قررت أن أنتظر حتى أحل مشاكل الوشم أولًا، ربما أصل لنتائج أفضل.” حكّ روبين رأسه بالقلم للحظة ثم تابع الرسم، “المهم~ لا أعتقد أن لدي وقتًا لحل تلك المشاكل بنفسي، وبما أنك هنا ومتخصص في قوة الجسد، فأنا أحتاج لنصيحة.”

ثم توقف للحظة ونظر في وجه شداد: “أيهم أفضل، الوشوم وتقنيات جذب الطاقة للجسد… أم التسليح؟”

“التسليح.” ردّ شداد دون لحظة تفكير.

“…” نقر روبين بظهر القلم على اللوحة بضع مرات ثم رسم الخط الأخير، وسلّمها لشداد، “ظننت أنك ستقول هذا. كم يكلف الوصول لقوة تكافئ الدرجة الرابعة تقريبًا؟”

“ستحتاج إلى 5 حمامات، بعد كل واحد منها سيستغرق الجسد فترة لامتصاص العناصر بالكامل، وتزداد أثناء ذلك القوة تدريجيًا حتى تصل إلى قمة النطاق، بعدها يمكنك الحصول على الحمام التالي.” أمسك شداد باللوحة وبدأ يدرسها بدهشة، “ثمنهم مجتمعين… أعتقد أن 70 ألف درة ستفي بالغرض لأربعتهم.”

روبين رفع حاجبًا: “70 ألف حتى الدرجة الرابعة فقط؟ هذا غير عملي أبدًا.”

“سأوفرهم لك مجانًا على أي حال إن أردت خوض تجربة التسليح، أقسم أني لن آخذ منك درة واحدة، النقاش انتهى!” انفعل شداد فجأة.

“…” رفع روبين حاجبًا مندهشًا من ردة الفعل ثم بدأ يضحك، “لا بأس، لكني لن آخذهم بلا مقابل.” ثم سلّمه اللوحة الثانية.

“…؟!” مندهشًا من سرعة التسليم، توقف دماغ شداد لوهلة. هذه المشاكل من نوع مغلقة الطرق التي يمكن أن تعرقله لآلاف السنين أو حتى تُقفل مجال البحث ذاك كليًا، لكنهم لم يكملوا دقائق في يد الأخ الأكبر… أهذا هو الفارق بين مختار سماء عظيم، وواحد عادي؟!

“هيه~” شداد تنهد بصوت منخفض، الفجوة كانت واسعة جدًا.

“و…” رسم روبين قوسًا في مكان ضيق جدًا، ثم اختفى القلم من يده، “انتهينا.”

“هذا…” تسلم شداد الثالثة، يده ترتعش.

وبتلويحة من يده، خرج لوحان معدنيان في يد روبين، ثم أغلق عينيه لبضع دقائق وهو يمسك بهما…

ثم فتح عينيه بابتسامة ومرّر لوحًا لشداد: “ستجد هنا وشم تقوية الجسد من الدرجة الأولى إلى الرابعة. صنعها مختار درجة ثالثة متخصص في الأوشام، ستجدها غريبة بعض الشيء لأنها مصممة خصيصًا لعرق يُدعى عمالقة نيهاري، لكن يمكنكم تعديلها لأيّ عرق مع بعض الجهد.”

ثم مدّ يده باللوح الثاني: “هنا ستجد أفكار نفس المختار لتطوير الوشم وسدّ كل ثغراته.” ذلك اللوح كان يحتوي على الكتاب المُبعثر الذي وجده روبين في مكتبة مختار نيهاري الثاني. ثم أشار نحوهما، “حسب رأيي المتواضع، هنا ستجد حلًا لتطوير مسار جسدي رخيص حتى الدرجة الرابعة، وربما مفتاحًا لإكماله إلى الخامسة، من يعلم~”

“هذا سيكون ثمن تجهيزك لتلك الحمامات الأربعة، أرجو أن تكون كافية!” صفق روبين ثم ابتسم ووقف، “الآن، بعد إذنك، سأصعد إلى شقتي، أريد أن أدخل إلى مجتمع الروح لأرى إن كانت تلك الجنية الصغيرة قد جهّزت لي أي طلبات من غرفة الحقيقة، هيهي.”

ثم ربت على كتف شداد، وتخطاه صاعدًا السلالم إلى شقته.

تارِكًا المسكين فاغرًا فمه، وعيناه على آخره، لعابه يسيل دون أن يشعر، وعقله توقف عن العمل…

مفتاح لحلمه… لصنع مسار جسد للجميع؟

ثمن حمام تسليح؟!

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 100/54