1426 -فنون الاشتباك القريب

اذكر الله//

“أييه…” ترددت ميرينا لبضع ثوانٍ وهي ترى ذلك الجبل الصغير يقف أمامها، ثم أخيرًا تشجعت وبدأت تُحرّك يديها كالأمواج.

بلوء بلوء
بدأ شعرها يلتف حول رأسها، تخرج منه أشياء تبدو كالفقاعات اللزجة. تجمعت تلك الفقاعات معًا وشكلت تنينًا صغيرًا مصنوعًا من الهلام اللزج، أخذ يدور حولها بسرعة، ثم قفزت إلى الأمام، “ها أنا ذا قادمة!”

تثاؤب فانير لم يبدُ مهتمًا جدًا.

سووش انطلق التنين الهلامي بقوة إلى الأمام.

“همف!” فانير ببساطة لوّح بيده وكأنه يرى بعوضة تقترب، فانفجر التنين الصغير وتناثر في كل مكان. لكن الأمر لم ينتهِ عند هذه النقطة.

“…؟!” عقد فانير حاجبيه قليلاً، بدأ يشعر بتخدُّر في ذلك الذراع.

ووش مستغلةً لحظة الارتباك تلك، اندفعت ميرينا إلى الأمام، تُمسك بسيف مصنوع من الهلام ذاته، وقفزت لتُسدِّد ضربة نحو رأس فانير.

“لقد لعبتِ بما فيه الكفاية!” اليد الأخرى لفانير تغيّر لونها لتصبح أكثر دكانة، قبل أن يهاجم بها خصمه.

الهالة حول تلك اليد تضاعفت أضعافًا، هالة مختلفة بين القوة والتعطش للدم تجعل أي أحد يتراجع. لكن ميرينا لم تتراجع، بل نزلت بالسيف الهلامي على تلك اليد على أي حال.

بام انفجر السيف الهلامي فورًا، لكنه عاد ليتجمع بين يدي ميرينا مرة أخرى قبل أن تحاول الضرب مجددًا. لم تتخدّر يد فانير هذه المرة، فاستعملها كمخلب ليهاجم الفتاة التي أصبحت على بُعد خطوة، لكنها أخذت خطوة للخلف لتتفادى، ثم هاجمت ساقه.

اختفى اللون الداكن من ذراع فانير، ثم تحوّل إلى تلك الساق بسرعة، فتصدى لهجوم الفتاة بسهولة. ثم عاد التسليح إلى ذراعه ليهاجمها بكوعه الداكن، إلا أن الفتاة تفادته إلى الجانب قبل أن تستخدم سيفها الهلامي لمهاجمة عنقه…

“…” روبين عقد حاجبيه تدريجيًا وهو يُشاهد.

أولئك الشُبان الذين يُفترض أنهم ملتقى المهرجين لديهم خبرة في الاشتباك القريب لم يرَ مثلها من قبل. في خلال أقل من ثانية، تبادل الاثنان أكثر من 30 حركة بين هجوم ودفاع، ولم يستطع أيٌّ منهما توجيه ضربة مباشرة للآخر.

هذا المستوى من الاشتباك القريب لم يعهده روبين… أو بالأحرى، لم يتدرّب عليه. وجيشه كذلك لا يتدرّب عليه.

لقد اشتبك عدة مرات مع أشخاص أقوى منه بكثير، وأكثر عددًا. كقتاله ضد جابا وأعوانه قبل أن يصبح تلميذًا له، أو قتاله ضد أسياد الحرب. كانت كلها قتالات سريعة، شديدة الوطأة، لكن هجماته ودفاعاته كانت تعتمد بالكامل على القوانين، لا على الأسلحة أو فنون القتال الجسدية!

…فانير أخرج رمحًا بحلول الآن وبدأ يلفّه حوله حتى أحدث تيار هواء قوي، وفي نفس الوقت يحركه بسرعة وخفة لا متناهية ليحاول اصطياد خصمه. لكنها استخدمت السيف والتنين الصغير للتراجع مرارًا، ثم التقدُّم في اللحظة المناسبة لتسديد أي ضربة، والتي بالطبع كانت تُصدّ كل مرة. سرعان ما وصل القتال بينهما إلى نحو مئة تبادل!

في الأكاديمية النجمية، حتى من يُدعَون بالمهرجين، وصلوا لهذا المستوى؟ فكر روبين بحاجبين معقودين قليلاً.

حتى أولاده ليس لديهم هذه القدرة على الاشتباك القريب والتلاعب بالأسلحة!

“هيااا!” في هذه اللحظة، أطلقت الفتاة صيحة عالية، حيث استخدمت التنين لضرب ذراع فانير الأخيرة والتمسك بها، ثم استخدمت السيف لضرب ساقه القريبة منها، فأصيبت بالتخدُّر. ثم بام ضربت الأرض بقوة واندفعت نحوه فاتحةً ذراعيها، طاقتها بالكامل وقوتها الجسدية موجهة لدعم كفيها وصدرها، مستعدة لتعطيه “حضن الدب” أخيرًا.

“…!!” شداد فتح عينيه وفمه فرحًا، وضم يديه ليبدأ بالتصفيق.

لكن–
بام
اكتمل “حضن الدب”، لكن ميرينا وجدت وجهها عند سُرّة فانير، ويديها على مؤخرته.

“آه.. أهه…”
بوجهٍ مُحمر وعيون مُدمعة خجلًا، رفعت رأسها ببطء، فقط لتجد قبضة سميكة تتجه إلى وجهها مباشرةً.

باااام
“أوتش…” الطلاب كلهم نظروا بعيدًا، حتى شداد غطى عينيه. لابد أن تلك اللكمة موجعة!

“ميرينا!!” شداد هز رأسه وصاح، “ما الذي تفعلينه بحق الجحيم؟!”

“ماذا أفعل يا أستاذ؟ إنه ضخم جدًا بالنسبة لي!!” تكلمت الفتاة بغرابة وهي تقوم من على الأرض، تفرك خدها بعينين دامعتين. لم تتعرض لمثل هذه الإهانة منذ… الأسبوع الماضي.

“اقفزي! استعملي قدرة الهلام خاصتك لصنع أيدٍ أطول! تصرّفي!” صرخ شداد عليها، ثم هز رأسه بتنهيدة، “ارجعي للجلوس في مكانك، يجب أن تعملي أكثر على فنون الاشتباك القريب!”

“حاضر…” كانت تفرك خدها بلطف، وبدأت ميرينا ترجع نحو مقعدها دامعةً.

“انتظري!”
جاء صوت من الخلف جعلها تلتفت. لقد كان الأستاذ الجالس فوق المنصة.”أنا؟”

“من سواك؟” نظر لها روبين باستغراب، “ما الذي حدث للتو؟ لماذا هُزمتِ بتلك السخافة؟”

“أنا… أنا ضعيفة الجسد.” أمام الشخص الذي يدعوه الأستاذ شداد بالأخ الأكبر، ترددت ميرينا قليلاً. “أنا أقوم بما في وسعي. أنا آسفة حقًا.”

“…؟” استغرب روبين أكثر، والتفت إلى شداد، “لماذا لا تستخدم هذه الفتاة قدرتها كما ينبغي؟ هل تعلم عائلتها ما يحدث هنا؟”

شداد حك رأسه، “همم، لا أفهمك أيها الأخ الأكبر. عائلتها هي إمبراطورية هلاموريا المتعددة، التي تستمد قوتها من ملك الوحوش البحري: غطاخ. يمكنك تخيّله كقنديل بحر ضخم يستعمل سمه الهلامي لشلّ فرائسه. لقد تم إرسالها هنا بمبلغ ضخم لتتعلّم استخدام قدرتها بشكل مناسب في المعارك، وتُهيّأ لتكون الإمبراطورة التالية!”

“…” رفع روبين حاجبه، القدرة القتالية التي أظهرتها كانت مبهرة فعلاً، على الأقل مبهرة بالنسبة لوريثة إمبراطورية متعددة. لولا أن خصمها قوي أيضًا، لكانت أسقطته بالتأكيد.

ومع ذلك…

“هاي،” أشار روبين نحو فانير برأسه، “استعد، سأهاجمك. استخدم ما تشاء من طرق دفاعية. إن أردت وقتًا للراحة، فخُذ ما تحتاج.”

“لا حاجة للراحة.” ابتسم فانير، ثم تنهد، “فقط حاول كبح قوتك لقمة نطاق إمبراطور.” ثم رفع حاجبيه قليلاً، “أوه.. تذكّرت أنك في المستوى 31، سأكبح نفسي أنا.”

“هيهي، كم هذا لطيف. لا، لا داعي لكبح نفسك. أُقدّر عرضك اللطيف.” ضحك روبين ثم مد راحة يده إلى الأمام.

هوو
غطّت عدد من الأنماط الذهبية الجزء العلوي من ذراع روبين تحت ملابسه، فلم يرها أحد.

ثم
بلوء بلوء

بدأ هلام أخضر يخرج من مسام أصابع يده، حتى تجمعت كتلة من الهلام الطائف الأخضر فوق راحة يده، ثم أخذ ذلك الهلام يتحور بسرعة، حتى اتخذ شكل تنين صغير.
“أأ… أأههـ…” فتحت ميرينا عينيها على آخرهما.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 100/51