بعد شرح جالان لإتفاق، بدأت جولة جديدة مطولة من المشاورات إستغرقت حوالي ساعتين بين الدوقان و الجينرال إدوارد و البطريرك براين، و حتى ميلا التي تعرف كلاً من اوضاع عائلتا برادلي و بورتون..
أما روبين فإستأذن من هذه الجلسة و ذهب لتجهيز ما وعد به… كُتيبان واحد لصنع طلسم انفجار النار من المستوى السادس و الأخر لصنع طلسم الظلام ذا الخمس ثوانٍ…
واحد غيره كان ليُنزل دمعة مع كل خط يرسمه و كل حرف يكتبه، فهو على وشك تسليم إثنان من اغلى إبتكاراته، لكن روبين أعد الكُتيبان وبسرعة و بدون مشاعر تقريباً..
ربما السبب هو ان روبين لم يكن ينوي من البداية إخفاء إبتكارته او جعلها حكراً لعائلة بورتون… بل لكل شئٍ أوانٍ و ثمن.
و الثمن هذه المرة كان اكثر من مُرضي.
في الحقيقة لو كان روبين عرض نفس عروضه على الدوقين في اي وقت اخر لرفضوا رفضاً قاطعاً، فلا احد مستعد ان يتخلى عن كل هذه الأرضي مهما كان الثمن، لكن الأن و لديهم هدف ضخم امامهم و يحتاجون للقوة، ممتلكاتهم الحالية لم يعد لها قيمة هائلة في نظرهم كما في السابق..
بعد الساعتين روبين عاد و معه الكُتيبين فوزعهما على الدوقين، ثم جلس مع الجميع يحاول إستيعاب ما يقولونه.. لكن بلا فائدة.
الحديث على الإستراتيجيات العسكرية و الإمتدادات و تقسيم المهام اثناء الهجوم و الوضع المالي و الأوضاع داخل الدوقيات اثناء غياب جيوشهما.. كأن الخمسة كانوا يتكلموا بلغة غريبة لم يفهمها روبين
وضعه رأسه في أبحاث القوانين طوال تلك السنين أتى ثماره بالنسبة لذلك المجال لكن جعله مُغيب بشكل كبير عن بقية مجالات الحياة..
هذا لم يعجب روبين كثيراً.. و من حسن الحظ ان الجلسة لم تطُل، بعد ساعة إضافية وقف الدوقان و غادر كل واحد منهما إلى دوقيته حاملاً معه تقنية صنع الطلاسم التي لا تُقدر بثمن.
———————-
مر إسبوع بسرعة..
الموعد المُتفق عليه لبدأ الحرب هو بعد خمس سنوات، لكن الجميع يتصرف كأنه بعد خمس ساعات…
ميلا لم تخبر احد من اسياد الطلاسم بالموضوع لكنها بدأت تضغط عليهم بشكل قاسٍ في الصناعة، من كان يعمل طلسمان يومياً أجبرته ميلا على تدريب روحه و الضغط على نفسه اكثر لصنع ثلاث طلاسم!
كما انها و زارا بدأتا بتدريب افراد جدد على صنع طلاسم الظلام و الحيوية لتوفير الإحتياج الكثير بعد خمس سنوات..
البطريرك بدأ العمل على توفير الأموال الكافية لضغط العمل على المصانع الجديدة و مزارع الوحوش لتوفير احتياجات التسليح و الطلاسم للفترة القادمة
الجينرال إدوارد بدأ فوراً بحشد المزيد من الجنود، حالياً جيش عائلة بورتون مكون من شقين..
الشق الأول و الاكثر جاهزية مكون من حوالي 10 الاف جندي فقط و كلهم موجودين في الأراضي الجديدة، و معظم القديسين و الفرسان هناك..
اما الشق الثاني فهم الجيش القابع بجانب مدينة يورا، مكون من 90 الف جندي بلا خبرة و بتسليح خفيف، و لا يوجد بينهم فارس او خيال… هؤلاء هم الهدف
يجب تقوية الجيش الجديد بسرعة في ظرف خمس سنوات فقط ليساعه قتال ماركوسيتين متتاليتين بالإضافة لحلفاء اعدائهم ان وَجد!
أما روبين فظل في غرفته حبيساً لبضع ايام، حتى ظن الجميع انه رجع لإختراع شئ خارج… حتى خرج اخيراً و ذهب للبطريرك مباشرةً و اخبره، ” إبن لي هرماً.”
“….هاه؟” طلب روبين كان غريب جداً لدرجة ان البطريرك لم يستطع إعطاء رد طبيعي
” اريد هرم رباعي الأوجه، إرتفاعه 5 أمتار و طول كل ضع في قاعدته على الاقل 3 امتار.. يجب ان يكون مصنوع بالكامل من معادن عالية القوة، يُفضل ان يكون من التي تُسيلها الأفران المُعدلة لصنع الأسلحة المصنفة متوسطة المستوى.” تكلم روبين بلا توقف
“لـ.. لماذا قد تريد شيئاً كهذا؟ هذا سيكلف إنتاج العديد من الافران لأشهر، و عند إنتهاءه سيكون بلا فائدة!” تعجب البطريرك
“ستعرف بعدما أنتهي، اخبرني اولاً.. عند إنتهاء ذلك الهرم أسيكون من الممكن تدميره؟” سأل روبين
هز البطريرك رأسه، ” تدميره؟ حتى الحكماء لن يُحدثوا به إنبعاجاً إن هاجموه ليل نهار!”
“جيد، أعط الأوامر ببناء بضع افران بالحجر النار هنا في يورا و سأقوم انا شخصياً بوضع النقوش عليهم، و إجعلهم مخصصين لبناء الهرم فقط.”
“هيه~ كما تشاء..” تنهد البطريرك و رد، الأن لديه مهمة اخرى كبيرة فوق رأسه عليه إنهائها…
” شئ اخر..” أضاف روبين، ” ارسل لقصري نسخة من كل تقنيات القوانين التي إستخدمها افراد عائلتنا للإختراق للفروسية”
“هذا.. حاضر!!” رد البطريرك متحمساً، لا يدري السبب وراء طلب روبين لكنه بالتأكيد سينتج عنه شئ جيد.. ” ألديك طلب اخر؟”
” اجل.. إمنع كل من هم يحملون إسم عائلة بورتون و في المستوى العاشر من بناء أعمدة الفروسية من اليوم فصاعداً، و احتاج لقوائم بأسماء وأعمار كل افراد العائلة الذي وصل مستواهم ليكون بين 8 و 10.”
“هذا.. انا كنت اخطط لتحفيز الشباب على الإختراق للفروسية بكثرة خلال الاعوام القادمة قبل بدأ الحرب..”
إبتسم روبين، ” لا تقلق، ستحظى بفرسانك قبل الحرب… اريدك ايضاً ان ترسل لبيلي بأن يجمع معلومات عن ابناء العائلات التي اقسمت على الولاء لنا و يكونوا في المستويات بين 8 و10 و يستعد لإرسالهم إلى هنا ايضاً.”
“روبين.. ما الذي تنوى فعله بالضبط…” شعور مُقلق بدأ يضرب صدر البطريرك
“شئ كان يجب ان يتم منذ زمن…” رد روبين، ثم إلتف و غادر…
الموضوع التاليالموضوع السابق