1417 -الطلاب

اذكر الله//

“…من هؤلاء بحق الجحيم؟!” روبين أشار نحو المدرج بصيحة خافتة.

في هذه اللحظة، كان يوجد في المدرج عدد من الشباب من مختلف الأعراق. بنظرة سريعة، تمكّن روبين من عدّهم، لقد كانوا سبعةً وعشرين طالبًا وطالبة، متناثرين حول المدرج الكبير كأوراق شجر متساقطة عشوائيًا… بعضهم لديهم قرون، وبعضهم ذوو ألوان بشرة عجيبة، أو لديهم صفات جسدية خاصة جدًا. الشيء الوحيد الذي يربطهم معًا هو ارتداؤهم الزيّ الموحد الخاص بالأكاديمية.

“همم؟” أحد الشباب رفع رأسه من على مقعد المدرج بكسل، “لِمَ تصيح بصوتٍ عالٍ يا أخ؟ هذا مكان للراحة!”

“تسك~” بقية الطلاب قلبوا وجوههم نحو الجهة الأخرى ليتابعوا النوم، أو قراءة ما بأيديهم، أو أرسلوا لروبين نظرات منزعجة.

كان المشهد كافيًا لجعل العروق على جبهة روبين تنتفض غيظًا.

“ها ها،” من حسن الحظ أن شدّاد كان قد نزل بالفعل وبدأ يضحك، “ألم تكن تشعر بوجودهم طوال تلك السنين؟”

“الأستاذ شدّاد!”

“الأستاذ شدّاد.”

عند نزول النصف دبّ الضخم، وقف الطلاب جميعهم على الفور، واضعين أيديهم خلف ظهورهم، رافعين رؤوسهم، فيما يبدو كتحية موحّدة.

“شدّاد، ماذا يحدث هنا بالضبط؟” روبين عقد حاجبَيه، وعيناه تقفزان من طالب إلى آخر بانزعاج.

“…..” تبادل الطلاب النظرات على الفور. لماذا ذلك البشري يخاطب الأستاذ شداد باسمه المجرد؟ وبهذه اللهجة؟ ألم يعُد يريد العيش؟!

حتى هم، كلّ واحد منهم ابن لإمبراطور كوكبيّ متعدد، أو سليل عائلة مشهورة، أو فرد من عشيرة شهيرة، كل واحد منهم دفع مبالغ هائلة ليتمكن من الدراسة هنا… لا أحد منهم يجرؤ على معاملة أيّ من الأساتذة بشكل سيئ!

لكن على خلاف ما اعتقدوه جميعًا، احتفظ شداد بالنظرة اللطيفة على وجهه، وقال:
“هيه هيه، لا تعكّر صفوك عليهم، لو كنت قلقًا من محاولتهم العبث بشقّتك، فهم قطعًا لن يجرؤوا على محاولة دخول شقة أستاذ. الجميع في الأكاديمية أذكياء كفاية لتجنّب أشياء كهذه… تعال، تعال، سأشرح لك ما يحدث ونحن نحتسي شيئًا ساخنًا.”

“…” روبين عقد حاجبَيه بشدة، وألقى نظرة أخيرة نحوهم، ثم خرج من المدرج منزعجًا.

“هيه~” أخذ شداد تنهيدة طويلة عندما رأى روبين يخرج، ثم عاد لينظر نحو الطلاب بتعابير غاضبة، “ما الذي تفعلونه هنا أيها الكسالى؟ اذهبوا وتدرّبوا بأيّ طريقة، وتوقّفوا عن إحراج أنفسكم وإحراج معلّمكم معكم!!” ثم أخذ خطوات سريعة ليلحق بروبين.

“فيو~” فقط بعدما خرج شداد عاد الطلاب للاسترخاء.

“ما كان هذا؟”

“أهذا هو معلّمنا؟”

“لقد غادر مجددًا، خسارة.”

“من يهتم…”

في غضون بضع ثوانٍ، من كان يقرأ شيئًا عاد للقراءة، ومن كان ينام عاد للنوم.

——

“…مبنى الأستاذ روبين بورتون؟” روبين توقّف عندما خرج من بوابة مبناه الضخم ورأى يافطة على الجانب. الانزعاج بدأ يتراكم على وجهه وصوته:
“لماذا هذه اليافطة موجودة هنا؟ لماذا عليها اسمي الحقيقي؟ لماذا الباب مفتوح على مصراعيه؟ لماذا واجهة المبنى تم تنظيفها وأصبحت كبقية مباني الأساتذة؟ هل قبلتُ بشيءٍ ولا أدري به؟!”

قبل بدء عزلته، قام روبين بوضع حاجز صوتي حول الشقة، ونشر حسّه الروحي حتى حدودها أيضًا. لم يكن يهتم بأي شيء يحدث خارجها، تركيزه بالكامل منصبّ على دراسة أنماط التوازن ورفع قوّته سريعًا… لكن يبدو أن الكثير قد حدث طوال تلك السنين!

“هل من الممكن أن سيادة العاهل لم تُخبرك أنك ستُصبح أستاذًا، الأخ الكبير روبين؟” شداد وصل إلى جواره أخيرًا.

“كل ما تراه الآن موجود منذ ثلاثين عامًا، كما أن باب الانضمام لمبناك مفتوح أيضًا منذ ذلك الوقت. من رأيتهم للتو… هم تلاميذك!”

“تلاميذي؟ كيف يكون لديّ تلاميذ وأنا لم أُعلن نيّتي إعطاء أيّ محاضرة بعد؟! أنا حتى لم أختر تخصصًا!”

روبين تساءل بعدم فهم:
“ولماذا هناك سبعة وعشرون شخصًا حيًّا في كامل قواهم العقلية يختارون معلّمًا لم يظهر منذ ثلاثين عامًا؟ ولماذا كلهم محشورون في مدرّج فارغ؟! أرغغ…”

“ها ها،” بضحكته الغليظة المعهودة، بدأ شداد يتحرك للأمام وأشار لروبين أن يتبعه، “تعال، سأفسّر لك كل شيء.”

“…” روبين ألقى نظرة للخلف على الأولاد الذين عادوا للنوم بالفعل، ثم غادر المبنى منزعجًا، “تسك.”

سووو

فرقعة فرقعة

كانت الألعاب النارية تملأ سماء الأكاديمية اليوم. من كثرتها، غطّت حتى على مشهد الكواكب الخرافي في الأعلى. في حين أن الحديقة الضخمة بجوار المباني التعليمية تحوّلت بالكامل إلى أكشاك صغيرة، والقائمون عليها هم في الحقيقة الطلاب أنفسهم!

عند الوصول إلى كشك معيّن أمامه عدد من الكراسي، أشار شداد لروبين بلطف أن يجلس، ثم نادى على الطالبة في الداخل:
“عشر شطائر من الحجم العائلي ومشروبان ساخنان هنا!”

“في الطريق، أستاذ شداد!” الفتاة أدّت تحية سريعة ثم عادت للعمل.

“هيهي، طلاب جيدون…” شداد جلس أيضًا بابتسامة كبيرة على وجهه.
“الطلاب الذين يفتتحون الأكشاك ويعملون على تنظيم الاحتفالات ويساعدون في تنظيف الأكاديمية، غالبًا ما يكونون قادمين من عائلات أقل شأنًا من البقية، ويريدون دخلًا إضافيًا ليدفعوا المصاريف لأنفسهم. لهذا نحن الأساتذة نحاول المساعدة بإعطائهم هذه الفرص، ومنحهم بقشيشًا جيدًا كلما أمكن!”

“هذا مؤثّر،” روبين أخذ يلتفت حوله. روح المكان تليق بمهرجان فعلاً.
“لكني لن أتناول خمس شطائر. يمكنني إعطاؤها ثمنها فحسب.”

“أوه، لا تقلق بشأن هذا، لقد طلبت تسعًا لنفسي وواحدة لك، هيهي.” شداد لوّح بخجل، “هاه، ما رأيك في اجواء الأكاديمية؟”

“رأيي في ماذا؟ أنا لم أخرج سوى اليوم!”
روبين مال إلى الأمام قليلاً،
“والآن أخبرني، ماذا يحدث مع أولئك الأشقياء تحت شقتي؟”

“الأمر بسيط جدًا، يا أخي الكبير. قبل ثلاثين عامًا، تم تنظيف المبنى الأكاديمي الخاص بك وفتح أبواب الانتساب. ظل المبنى فارغًا لعشر سنوات تقريبًا. كل يوم يأتي الطلاب والأساتذة يُلقون نظرة من بعيد، ثم يتابعون طريقهم. حتى، في النهاية، عندما تم التأكد أن الأستاذ لا يظهر أبدًا، بدأ عدد من الطلاب في التسجيل عندك.”

“يُسجّلون كطلاب عندي… لأنني لا أظهر؟!” روبين استغرب بشدة.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 95/42