1416 -النمط الاول

اذكر الله//

بعد 30 عامًا — مر 300 عام على التتويج.

“هووو~” أطلق روبين زفيرًا طويلًا، ثم فتح عينيه ببطء، وظهرت ابتسامة لطيفة على وجهه.
“المستوى 31 أخيرًا… أهذه المرة الثانية أم الثالثة التي أقوم فيها ببناء هذا الأساس المشؤوم؟! … لا يهم.”

في تلك اللحظة، ازدادت ابتسامة روبين من الأذن إلى الأذن، ثم رفع يده وبدأ يرسم شيئًا في الهواء.

استغرق الرسم حوالي عشر دقائق، حتى تُرك روبين في النهاية غارقًا في عرقه، يلهث، لكن بالمقابل ظهر أمامه نمط عائم مرسوم بطاقته الداخلية. كان النمط عبارة عن نصفين متطابقين من الرسوم شديدة الدقة، كأنهما جناحا فراشة.

كان هذا النمط مألوفًا جدًا في نظر روبين، بل كان:
“أول نمط قام الشيخ الكوني برسمه داخل مركز تجمّع الطاقة الخاص بي، نمط من المستوى الأول لقانون التوازن السيادي، هيهي.”

أخذ روبين يُحرّك النمط حول نفسه بابتسامة بلهاء على وجهه. قبل ما يقارب 30 عامًا، قام الشيخ الكوني بصنع ستة أنماط من قانون التوازن داخل مركز تجمّع طاقته لتثبيت الأساس رقم 1، وكلها تلاشت، لكن هذا لا يعني أن روبين لم يلاحظها جميعًا.

كان لديه إنجازات عالية في قانون التوازن السيادي، بعد قراءة مؤلفات مختار السماء الثاني، ومقارنة المادة المظلمة والطاقة المظلمة، بعدما اقتطع شهورًا من وقته لدراستها. يمكن القول إنه كان على بعد خطوات من وضع أول قدم على طريق استكشاف التوازن الحقيقي.

من كان يصدق أن نقوش التوازن ستأتيه حتى عنده، وترسم نفسها داخل جسده!!

أخيرًا، وبعد 30 عامًا، تمكّن من مصارعة ضغط وقيود الحزام المتوسط عليه للوصول إلى نطاق الحكيم. فقط الآن أصبحت طاقته متماسكة بما يكفي ليُعيد بناء أول نمط منها من الذاكرة، أو على الأقل نسخة مصغّرة منه.

تحولت نظرة روبين إلى فرح بجنون:
“إنها مسألة وقت الآن! لو تمكّنت من استيعاب تلك الأنماط وجمعتها مع فهمي لقانون التوازن، سأتمكن بالتأكيد من الحصول على الدرجة الأولى منه. وطالما لدي الدرجة الأولى، فالتقدم سيكون أسهل بكثير، هيهي… هاهاها!!”

دق دق

“إيه؟” التفت روبين نحو باب غرفته بحاجبين معقودين، “من هناك؟”

“هذا أول يوم في الأسبوع، أحضرت الغداء!”
جاء الرد بصوت خشن، صوت يعرفه روبين جيدًا.

“أرغغ…” ضرب روبين جبهته، ثم ألقى نظرة أخيرة نحو النمط قبل أن يلوّح بقلبٍ ثقيل، فتلاشى النمط مع الهواء. ثم اتخذ خطوات سريعة نحو الباب وفتحه،
“كم مرة علي أن–”

بعد أن فتح روبين الباب، لاحظ أن هناك بابًا آخر بُني أمامه. لكنه سرعان ما تذكّر ما يحدث، فأخذ نصف خطوة إلى الأمام، ونظر إلى الأعلى:
“شداد، كم مرة علي أن أخبرك أنك لست بحاجة لجلب الطعام لي أسبوعيًا؟ انشغل بأعمالك يا أخي!!”

منذ بدأ روبين خلوته لاستعادة تدريبه ومحاولة إعادة صنع الأنماط، استمر شداد بالمجيء كل يوم تقريبًا بحجّة جلب الغداء، وكان يقضي بضع دقائق في التحدث معه قبل أن يُطرده بهدوء.

“كيف أعمل والأخ الأكبر جائع؟ ذهني سيتشتت.”
مدّ شداد يده بحقيبة ترحال صغيرة، “ستجد هنا كمية طعام تكفيك شهرًا كاملًا!”

“أعرف… كل مرة تأتي لي بطعام يكفيني شهر، لكنك تعود بعد أسبوع لجلب المزيد على أي حال.”
استلم روبين الحقيبة بتنهيدة، ثم عاد لينظر للأعلى، “ماذا تريد اليوم؟”

“هذا.”
بدون تأخير، أخرج شداد لوحة ناقصة:
“إنها جزء من المصفوفة التي أعمل عليها مؤخرًا، لكن ربط هذه النقطة بالذات يمثل مشكلة بالنسبة لي، فهل يمكنك أن تعطيني بعض النصائح–”

ووش!
أخرج روبين قلم ريشة ثم رسم شيئًا بسرعة، وأعاده إلى خاتمه مجددًا،
“هل لديك شيء آخر؟”

بالنسبة لروبين، كان الربط بين أنماط القوانين المختلفة قد أصبح لعبة أطفال. ففي عزلته بعد تتويجه، قضى عقودًا يحاول حل معضلة المسار الخامس، يجرب يوميًا عشرات الحلول وطرق الربط المستحيلة. وبدون أن يدرك، كان قد جرّب كل الطرق تقريبًا، وعرف فوائد ومشاكل كل واحدة.

لذا، بغض النظر عمّا يجلبه شداد، من الصعب جدًا أن يضع أمامه أي طلسم، أي مصفوفة، أي شيء دون الدرجة الخامسة… شيء يحتاج لتلك القطعة الأخيرة، ويأخذ منه أكثر من دقيقة لإيجادها!

“…؟!”
لفّ شداد اللوحة بسرعة ليرى ما حدث.

دريب، دروب
بضع قطرات من الدمع نزلت من عينيه:
“هذا… جميل.”

“سأترككما معًا لبعض الوقت.”
شرع روبين في إغلاق الباب بعين ناعسة. على الأقل الآن سيتمكن من قضاء أسبوع بدون إزعاج.

لكن حتى هو لن يعترف أن شيئًا بداخله، شيء عميق جدًا، كان يستمتع بهذه اللحظات لسببٍ ما… وإلا، لما ساعد شداد بأي شيء.

“لحظة، من سمح لك بالدخول؟!” دفع شداد الباب بغضب، “عليك أن تسمح لي بالتعبير عن امتناني!”

“عبّر عنه بالغروب عن وجهي!!”
دفعه روبين بقوة أكبر.

لكن قوته الجسدية لم تكن شيئًا يُذكر أمام شداد:
“لا، أرجوك، اسمح لي بفعل أي شيء.”
أدخل رأسه الضخم داخل الغرفة:
“ما رأيك أن أعزمك على مشروب على الأقل؟ اليوم هو أحد أيام مهرجان الأكاديمية الذي يُعقد كل قرن، اخرج ودعني أريك المكان بدلًا من حبس نفسك هنا!!”

“…مهرجان؟”
توقف روبين عن دفع الباب، “احكِ لي المزيد.”

ابتسم شداد بلطف، سعيدًا بمنحه فرصة:
“إنه أسبوع يُقام كل قرن، يعود فيه كل الأساتذة، وكل واحد منهم يراقب طلابه وهم يتنافسون مع الآخرين. أفضل ثلاث مجموعات من الطلاب يحصلون على الكثير من الهدايا، وأفضل ثلاثة معلمين يُكرّمون بجوائز محترمة.”

“…بخلاف ذلك، فهو مهرجان ضخم، تنتشر فيه كل أنواع المأكولات والمشروبات والألعاب الترفيهية. تعال معي لنشاهد المباريات، أو على الأقل لنشرب شيئًا على حسابي، ما رأيك؟”

“….”
حدق روبين في عيني شداد المتلألئتين لبضع ثوانٍ. كان واضحًا أن ذلك الضخم لن يتركه بسلام قبل أن يوافق.

وأيضًا… ربما احتفال صغير بدخول نطاق الحكمة لن يضر كثيرًا.

“أغغ، حسنًا، هيا بنا!”
خرج روبين من الباب وأغلقه خلفه، ثم دفع شداد جانبًا وبدأ ينزل السلم، مرتديًا عباءته البيضاء الذهبية أثناء نزوله.

“هاها، لن تندم!”
فرك شداد يديه بقوة، ونزل خلفه.

“لكن اسمع، أنا لا أريد الاختلاط بأحد بشكل مباشر، ولا أريد أن تُعرّفني على أـ–”
كان روبين على وشك أن يُملي قوانينه لكيفية متابعة اليوم، عندما قاطعه مشهد عجيب:
“من هؤلاء بحق الجحيم؟!”

المدرّج الواقع أسفل غرفته الشخصية لم يكن فارغًا.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 95/41