1400 -اخذ خطوة

اذكر الله//

“…نحن نعتقد أن مستخدم قانون الحقيقة هو من أنهى الكون ذات مرة!”

“هل لديكم دليل على هذا؟” روبين عقد حاجبيه بقوة.

“لا دليل دامغ، مجرد تكهنات مبنية على واقع.” العجوز هزّ رأسه. “باستخدام قوانين معينة يمكننا تحديد عمر الصخور، وهناك كواكب في الحزام المتوسط حالياً عمرها يصل إلى مليارات السنين. هل يُعقل أن الكون ظل يصنع حجارة طائفة لمليارات السنين، ثم ظهرنا نحن قبل 97.8 مليون سنة فقط؟ لماذا هذا التاريخ مفقود كلياً؟”

ثم هزّ رأسه، “ومع ذلك فنحن لا نجد أثراً لحرب مدمرة أو شيء كهذا. كما أخبرتك، لا يوجد أي دليل، ورقة، نقش، أي شيء قبل ذلك التاريخ. ومع ذلك، توجد دلائل على بداية حضارة في جميع الكواكب تقريباً في الوقت ذاته… الأمر ببساطة وكأن المخلوقات الذكية كلها اختفت في نفس الوقت، وظهرت كلها في نفس الوقت.”

“ما دخل هذا بمستعمل قانون الحقيقة؟” روبين شدد على سؤاله، “إن ظهر الجميع في نفس الوقت، فكيف تعرفون أن مختار الحقيقة هو من فعلها؟!”

“لأن شيئاً بهذا المقياس، مسح كل الحضارات والبدء من جديد دون ترك أي أثر، ودون الإضرار بالكواكب، أمر مستحيل كلياً… ما عدا قانونين اثنين: الحقيقة والمشيئة.” العجوز رفع إصبعين. “زعزعة أي قانون سيادي آخر تعني انهيار الكون المادي كله.”

ثم وضع يده خلف ظهره، “أما بالنسبة للمشيئة فهذه بسيطة، لو أن شخصاً استوعبها حتى الدرجة السابعة وشاء أن يختفي الجميع أو تُعاد ترتيب ذكرياتهم، فكل شيء سيفسّر بهذا الشكل. لكن خلال 97.8 مليون سنة لم يتمكن أحد منا من لمس ذلك القانون… هذا يترك لنا المرشح التالي: الحقيقة.”

ثم تابع، “نحن نعتقد أن الدرجة السابعة من الحقيقة يمكنها أن تتلاعب بمحتوى الكون. يمكن لصاحبها أن يُلغي أنماطاً معينة، يمكنه أن يُلوّح ويختفي كل ما يراه ليعود إلى الفراغ. شخص لديه هذه القوة يمكنه أيضاً إتمام فاجعة كهذه.”

“تعتقدون؟ تكهنات مرة أخرى…” روبين قهقه بغيظ، “من البداية، كل كلامك عبارة عن تكهنات، عن تخمينات. إن لم يعرف الشيخ الكوني شيئاً يقيناً، فمن يجب أن يعرف؟”

“لا أحد!” العجوز لوّح بقوة، “…نحن نعيش في قوقعة مغلقة، الفواجع ألمّت بنا في السابق ولا نعرف عنها شيئاً، وفواجع تنتظرنا في الحزام العتيق ولا يمكننا سوى محاولة الابتعاد عنها… نحن قطع شطرنج، روبين. قطع لا تعرف شيئاً، ولا تملك سوى التخمين والتكهن.”

“…” روبين صمت أمام تلك الكلمات، لقد شعر أن العجوز على وشك أن ينفجر غضباً. ليس منه، بل من حقيقة جهله.

لكن بالتفكير في الأمر… لم يصل أيّ شخص للدرجة السابعة من قانون سيادي أبداً. لا أحد يعرف ما حدث في الماضي، ولا أحد موقن مما سيحدث في المستقبل… وبالنسبة لأشخاص يُفترض أنهم صانعو قرار وكيانات قديمة، لا يمكن أن يكون هناك شعور أسوأ.

“هل عرفت الآن لماذا أرفض وجودك؟” ثم، في حالته الغاضبة تلك، أشار العجوز الأعمى نحو روبين، “أنت كمستخدم حقيقة لديك طريقان: الأول هو أن تكون فاشلاً ككل من سبقوك وتستعمل عينك التافهة لصنع طلاسم لتلميع المؤخرة، أو تنجح وتصل للدرجة السابعة، ثم يكون أمامك زر مسح كل الأنماط، تدمير الأرضية، وإلغاء الكون ببساطة. في الحالة الأولى، فاشل بلا فائدة، وفي الحالة الثانية، طاغية مجرم لا حاجة لك.”

“….” روبين ابتسم، ثم وقف واضعاً كفاً على كف، “ما أنا إلا مختار حقيقة بسيطة، أقل شأناً ممن سبقوني، لا أريد شيئاً سوى صنع إمبراطورية وأحكمها في سلام. طلاسم تلميع المؤخرات تبدو فكرة جيدة لجلب المال، سأعتمدها. هيهي، استمحيك عذراً، أريد أن أغادر.”

“همم، ألست أنت من اختار تدمير العالم والبقاء وحيداً قبل قليل؟” العجوز رفع رأسه باستنكار.

“آه، أهاها، كانت مجرد حماسة شباب. لو مات الجميع، من سيبقى ليمجدني؟ شخص متطلب للأضواء مثلي سيموت وراءهم سريعاً، أهاها.” روبين أخذ بضع خطوات نحو البوابة المغطاة بالحشائش، “لقد كان يوماً مثيراً مليئاً بالتكهنات… أقصد المعلومات. رجاءً، اعذرني الآن. أنا أستطيع استعمال البوابات، لا داعي لتتعب نفسك.”

“أنت ترتكب خطأً جسيماً. باستخدام التوازن يمكن تحقيق كل أحلامك وأكثر. باستخدام يرثي يمكنك أن تتسيّد على أي قطاع وتضع رأسك فوق السحاب.” العجوز تبع روبين بعينيه وهو يتحرك نحو البوابة، “أنا أعطيك فرصة لتحقيق ما لا يمكن للحقيقة جلبه لك، فلماذا ترفضها؟”

“…” روبين توقف لحظة، “وأنا عمري 7 سنوات، قمت بتعديل تقنية امتصاص الطاقة وجعلتها أفضل من التقنية المتوارثة لعائلتي. وأنا في الـ 14، غادرت عائلتي بحثاً عن استكشاف القوانين مع أنه كان أمامي فرصة لأصبح رئيس العائلة. لا أعرف كيف أقولها… أعتقد أني وُلدت لأكون باحثاً في القوانين؟ لا أهتم إن كنت ترى أعمالي تافهة، أختار أن أتابع.”

ثم صفق بقوة، ابتسامة كبيرة على وجهه، “على أي حال، شكراً على كل شيء. سأعطيك خصماً كبيراً عندما تطلب مني شيئاً لاحقاً فلا تتردد بالتواصل، أهاها.” ثم أخذ بضع خطوات سريعة نحو البوابة، وبـ شوو قام بتنظيف لوحة التحكم، “همم؟”

“البوابة لم تُستعمل منذ مئات آلاف السنين، لا طاقة بها.” العجوز استدار ليواجه روبين كلياً، ضحكة غريبة على وجهه، “كما أن هذا الكوكب القزم بلا إحداثيات أساساً.”

“إذاً كيف أتينا إلى هنا؟!” روبين انتفض، لكنه سرعان ما استعاد ابتسامته، “لا يهم، لا يهم أبداً… هل يمكنك أن تساعدني بالمغادرة، سيد شيخ كوني؟ سأكون ممتناً.”

“مؤسف… حاولت استخدام الكلمات لأعرّفك على حقيقة الطريق الذي تمشي فيه، لكنك عنيد جداً لا ترى الصالح.” العجوز هز رأسه.

“أهاها، آسف بشأن هذا، لقد ضيّعت وقتك.” روبين فرك يده وأشار نحو البوابة مجدداً، “مساعدة صغيرة هنا؟” ثم أشار عدة مرات، “أتعلم؟ لا داعي للمساعدة، لا تتعب نفسك، أنا سأصلحها. فقط أعطني بضع دقائق وستجدني غربت بعيداً عن ممتلكاتك الفاخرة.”

“خسارة… يا لها من خسارة…” العجوز هزّ رأسه، ثم تنهد وبدأ يرفع يده اليمنى نحو روبين واليسرى نحو البحر، “تريد المغادرة؟ لا بأس.” ثم ثبّت يديه نحو روبين، “لكن ليس قبل أن تصبح مستخدم التوازن!”

“ما–”
روبين صرخ بقوة والتفت خلفه، لكن الآن قد فات الأوان.

شيء ما حوله تغير، وجد نفسه داخل فقاعة من الطاقة. حاول التحرك لكنه فشل في تحريك حتى لسانه.

ثم شعر بشيء… لقد شعر بأن أساساته الصلبة تتفتت وتتلاشى.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 90/25