لم يمر الكثير قبلما وصل روبين و قيصر -يقودهما الخادم- للمؤسسة، أسوارها الحالية و بوابتها المهيبة كانت كافية لزيادة تطلعات روبين و بث بعض المهابة في قلب قيصر، نادى الخادم اثناء إنحنائه” انا انا بأمر من السيدة ميلا و معي رسالة للسيد فيليكس برادلي رئيس المؤسسة الموقر”
جاء حارسان في المستوى العاشر و بعد مبادلة بعض الاسئلة قاما بمرافقة الثلاثة لمكتب رئيس المؤسسة، في الطريق كان يتلفت كلاً من سيزر حولهما لأخذ فكرة عامة عن المكان الذي سيقضيان في السنوات العشر القادم..
المؤسسة كانت شاسعة جداً من الداخل و منظمة بشكل جيد، رصد روبين مناطق فيها فيلات كبيرة بباحات خلفة و منطقة اخرى في مباني صغيرة الحجم، كان هنالك ايضاً مباني شاهقة و ضخمة عليها حراسات مشددة
سرعان ما وصل الخمسة لوجهتهم، مبني متوسط الحجم عليه عدة حراس ، بعد تبادل بعض المعلومات بين الحراس المرافقين و الواقفين امام المبني تراجع الحارسان و عادا للبوابة، بينما احد الحراس الخادم امام مكتب الرئيس اخذ الرسالة من يد الخادم قال ” انتظروا هنا قليلاً” ثم دخل ، غاب لبضع دقائق ثم نادى ” تعالوا”
بعدما انهى الخادم دوره تراجع في صمت بينما تقدم روبين و قيصر للداخل ، فوجدا رئيس الحراس قادم نحو الباب ليخرج و وراءه رجل يبدو كتلميذ يبدو في منتصف العمر جالس وراء مكتب مبتسماً ، انتظر حتى خرج الحارس و اصبح الثلاثة وحدهما ثم قال الرجل ” انا فضولي، من تكونان بالضبط حتى ترشحكما ميلا شخصياً و تعطي توصية بمبلغ كهذا شهرياً؟ هذه ليست من عوائد تلك الفتاة المستوحدة ”
=” رداً على رئيس المؤسسة، السيدة ميلا مدينة لي و هذه طريقتها لرد المعروف، انها حقاً سيدة كريمة” لم يعد روبين يحاول اخفاء أي شئ منذ عرفته ميلا من الوهلة الأولى، عائلة بورتون فيها الآلاف و الكثيرين من الذين رأوه في الماضي ما يزالون على قيد الحياة، لذلك إن لم يغير مظهره بالكامل فيستحيل عليه التملص من هويته.. كما انه لا حاجة لذلك على اي حال.
-” هاه؟ ميلا مدينة لك انت؟!” استغرب فيلكس و نظر للفتى الفاني الذي يقف امامه.. بعمرالـ 12 لكن لم يصل للمستوى الاول بعد؟ هذا حثالة بين الحثالات! كيفما نظر له و للشخص بجواره لم يجد اي شئ مميز.. لكنه لم يضغط اكثر، أياً يكن السبب طالما ميلا لم تقله بنفسها فلن يكون من اللائق معرفته بطرق اخرى
” لا بأس.. سأخصص لكم االرقمين 207 و 208 يكنكما إستلام شارات الطلاب من مكتب التنسيق و مفاتيح المنازل بنفس الأرقام، يمكنكما الإنضمام للمحاضرات كل يوم في تمام العاشرة صباحاً، و….. بهذه الورقة يمكنكما صرف مصروفكما من الخزينة شهرياً على هيئة نقود او موارد.. هذا يعود لكما~ ” قالها بينما ختم بضع اوراق بقرار و ألقاها نحو روبين ثم أشار لهما بالخروج، فإنحنى روبين قليلاً و تلاه قيصر ثم خرجا
————————
عمليات تسلم الشارات و المفاتيح المنازل تمت بسلاسة ، و عندما ذهبا للخزينة اختار روبين ان يستبدل الـ 200 عملية كلها بأحجار طاقة ، مظهره هو و قيصر حاملين حقائق ضخمة مليئة بالأحجار كان لافت جداً للإنتباه، بين كل حين و اخر يمر عليهما مجموعة طلاب فيندهشون من المظر ثم يضحكون و يكملون طريقهم، إستمر هذا حتى وصلوا لمنازلهما الجديدة.
داخل المنزل رقم 207 ” فيو~ كان هذا يوم حافل.. لكن اخيراً يمكننا بدأ التدريب بشكل لائق!” قالها روبين ضاحكاً بينما استمر بينما استمر قيصر بالإيماء، عندما رن جرس الباب..
ذهب روبين و فتحه ليجد مجموعة شباب ، كان رئيسهم مبتسماً في البداية لكن وجد ان روبين مجرد فان زالت ابتسامته و قال بقرب ” اذهب و ادعو سيدك”
=” لا سيد لي، انا مالك هذا المنزل، أهناك من خطب؟”
-” انت؟! كيف لمجرد فان مثلك ان يملك نفس حقوقنا؟ لقد سمعنا ان هنالك اثنان جدد.. لا تقل لي ان الاخر مثلك؟” قال الشاب مصدوماً
=” انه مثلي تماماً، أهذا كل شئ؟ لدينا ما نفعله حالياً، لذا….” قال روبين بدون مشاعر بينما يشير لهم بالمغادرة
-” تشةِ.. لا اعلم من اي مكان جئت انت و الحثالة الاخر ولا اهتم ايضاً، فأنا ريموس إبن الماركوس روفوس، لذا تأدب معي! خِلت انه يمكننا تكوين بعض العلاقات مع النبلاء المنضمون حديثاً لكنكم لا تستحقون هذا، لا بأس.. هذا ليس يكون سئ ايضاً ، يصادف ان منزلي اصبح ضيق علي مؤخراً و احتاج واحد اخر لأحوله لملهى ليلي لي و زملائي.. أنت لن تمانع لو اخذت أحد المنزل رقم 208 صحيح؟” قالها ريموس و على وجهه إبتسامة قاسية
=” في الحقيقة انا امانع بشدة ”
-” اتقول انك تود اللجوء للعنف؟” رفع ريموس قبضته
=” كلا، انا فقط ممانع، لو اصررت على اخذ المنزل سأسلمك المفاتيح.” قالها روبين بلا مشاعر، بينما قيصر في الخلف ينظر بإستغراب
-“…. اعطني المفاتيح” لم يصدقه ريموس و طلب، لا احد عادي يدخل المؤسسة، مع انه واثق من خلفيته إلا انه على الاقل توقع بعض المقاومة و التهديدات.. في الحقيقة طلب المنزل كان مجرد طريقة لجس النبض
=” تفضل” ألقى روبين المفاتيح له ثم دخل و اغلق الباب تاركاً مجموعة الشباب في صدمة قبل ان ينفجروا ضحكاً، و سرعان ما صوت الكؤوس و الضحكات صدى من لمنزل 208
نظر له قيصر ” كان بإمكانه طلب بعض المال منهم مقابله على الاقل..” المنزل لم يكن مهماً فالحالي يمكنه ان يساع كلاهما بسهولة..
و بالطبع هو كان يعلم انه لا يمكنهم الدفاع عنه لذلك فتصرف روبين طبيعي، كما انه يناسب اسلوبه..
ضحك روبين ” كلا، قد لا نحتاجه الان لكن قطعأً سنحتاجه فيما بعد.. لو اخذت المال او اعربت عن قبولي فسأكون فلن يكون لي عين لأعاود بطلب المنزل منهم، دعهم يحظون بمتعتهم للأن، سأرسلك لتضربهم لاحقاً عندما تصبح اقوى و تستعده من اجلي”
الموضوع التاليالموضوع السابق