1390 -الشئ

اذكر الله//

“…هنالك فارق بين عين الحقيقة… وقانون الحقيقة؟ أنا… أنا كنت أستخدم قوتي بشكل خاطئ طوال الوقت؟!” روبين عصر رأسه عصراً، يعيد التفكير في حياته كلها.

“بالنسبة لسؤالك الأول، فهذا طبيعي.” تنهد العجوز الأعمى، “عين الحقيقة تُعد هدية للمجتهدين. إنها كقانون السببية، الذي يساعد أحياناً عبر وضع الحظ السعيد في طريق المبتكرين. لكن العين هدية طويلة الأمد، عالية القيمة. عين الحقيقة جزء من القانون، لكنها ليست كله.”

ثم ضحك، “أما سؤالك الثاني عن استخدامك الخاطئ، فهنا نرجع لكلامنا الأول، عن أن قانون الحقيقة عديم الفائدة للجاهلين به. كلا يا تلميذي العزيز، أنت لم تستخدمه بشكل خاطئ، هو ببساطة بلا استخدام بالنسبة لك.”

“كيف يُعقل أنه بلا استخدام؟ إنه قانون سيادي بحق الجحيم، بنفس درجة التوازن والسببية والهوية!!” صاح روبين بقوة، شيء بداخله جعله يريد الدفاع عن شغف حياته.

“أثبت أني مخطئ إذن. ما الذي تأخذه منه؟ ترى قوانين أعلى كلما اخترقت؟ هذا هراء.” التفت العجوز نحوه، “ما الذي تراه ولم يره الذين من قبلك؟ الفضاء، الزمن، وكل القوانين الجوهرية مُكتشفة بالفعل. كلها مُكتشفة من قِبل الطواغيت أنفسهم. حتى لو كانت محتكرة، فهي موجودة. ما الذي تضيفه عينك للوجود؟”

ثم أشار نحوه رافعاً صوته، “أنت وأمثالك، لو أن كل مختاري الحقيقة عبر التاريخ، الذي يقارب المئة مليون عام، اختفوا، ما الذي سنخسره؟ عينك لا تستطيع حتى رؤية القوانين السيادية! إنها محدودة، ضعيفة، مجرد غرض مساعد بلا فائدة.”

“لا… لا، أنت مخطـ” أخذ روبين خطوة إلى الخلف، ثم تقدم خطوة، أراد أن يصرخ ويتكلم عن تقنيات ملء الروح والقوانين المدمجة والعشرات من ابتكاراته التي لم تكن موجودة من قبل.

لكن كل هذا لم يكن له علاقة بعين الحقيقة. إنها ابتكارات شخصية له. ربما عينه ساعدته في جمع الأنماط التي يريدها، لكن عقله ويده هما اللذان جعلاه يُكمل ويبتكر كل هذا. لو لم يكن أسلافه طماعين أوغاداً، لكانت تلك الأنماط كلها منشورة ومتاحة للجميع، عندها كانت عينه لتكون بلا فائدة كلياً!

… ربما فعلاً عين الحقيقة مجرد غرض مساعد؟ شيء بلا وزن في المسرح العام للأحداث؟!

“هذا غير ممكن… الحقيقة التي كنت أبحث عنها لا تنحصر في غرض مُكمل.” أخذ روبين بضع خطوات أخرى إلى الخلف.

“ما الذي كنت تبحث عنه يا روبين؟” أخذ العجوز خطوة نحوه.

“أنا؟ …كنت أريد أن أستكشف طريقي، أعرف ما يدور حولي، حتى ضللت طريقي، و… حادثة الحانة، أرغغ…” ضغط روبين على رأسه بقوة.

“ما الذي كنت تبحث عنه يا روبين؟” كرر العجوز سؤاله، متقدماً بخطوة، صوته أشد صرامة.

“…كنت أبحث عن الحقيقة. الحقيقة وراء كل شيء…” تمتم روبين ببطء، ثم رفع رأسه، “الحقيقة التي أبحث عنها هي أساس كل شيء…” ثم حل الصفاء والحزم في عينيه بقوة، “الحقيقة التي طاردتها هي كل شيء!”

“….” توقف العجوز الأعمى عن التقدم. حدق بعينيه الفارغتين في وجه روبين الذي يغطيه الحزم لبضع ثوانٍ، ثم أومأ بضع مرات، “هكذا إذن.”

عاد بعدها لينظر نحو البحر، يداه ترتعشان قليلاً، “إذن، أنتم يا مختاري الحقيقة العظام يكون لديكم نبذة عمّا تسعون خلفه. أنتم تقصدون ذلك الطريق دون علم. لا أعلم إن كان هذا مطمئناً… أم مرعباً.”

ثم قبض على يديه ليوقف الرعشة، “…لعل هذا هو السبب الذي يجعلكم مختلفين، يجعلكم أكثر مستعملي القوانين السيادية ندرة.”

تحولت تعابير روبين الحازمة إلى دهشة، “تقصد العكس؟ مختارو الحقيقة هم الأكثر انتشاراً.”

“اخرج المختارين المزيفين أمثالي من المعادلة، من يبقَ لك؟” لوّح العجوز بقوة رافعاً صوته، “خمسة مختارين حقيقيين فقط ظهروا في التاريخ المعروف، بقية القوانين السيادية المعروفة لديها مستخدمون أكثر من هذا الرقم!”

“كل القوانين السيادية كان لديها أكثر من خمسة مستخدمين عند نقطةٍ ما؟!” بالنسبة لروبين، كان هذا خبراً جديداً كلياً.

هو اختبر القوانين السيادية ويعرف قوتها. شخص واحد قوي يستخدم قانوناً سيادياً كان يجب أن يوحد الكون تحت سلطانه!

“مستخدمو القوانين السيادية حالة خاصة. نادراً ما تجد واحداً منهم يصل لقوة هائلة لا تُقهر. فالتقدم في القوانين السيادية صعب جداً. من يصل للدرجة الرابعة يكون قد حقق إنجازاً هائلاً بالفعل، أما مستعمل الدرجة الخامسة من قانون سيادي فيمكنه قتل حالة وصل بسهولة، ويمكنه مقارعة طاغوت حتى يتراجع أحدهما! أما مستعملو الدرجة السادسة من القوانين السيادية، فهذا أندر شيء في الوجود. هنالك سبعة قوانين سيادية معروفة، وفقط ثلاثة أشخاص وصلوا للدرجة السادسة من قانون سيادي، ثلاثة فقط عبر التاريخ! ولا واحد منهم كان من مختاري الحقيقة!”

“….” فتح روبين عينيه ببطء. ثلاثة فقط وصلوا الدرجة السادسة من بين كل مستعملي القوانين السيادية عبر التاريخ؟

“بالطبع، مستخدم الدرجة السادسة من قانون سيادي يمكنه سحق طاغوت بسهولة، يمكنه تحويل كل القطاعات التي يريدها والتسيد عليها.” ثم هز رأسه، “لكن لم يحاول أحدهم فعل شيء كهذا.”

“لماذا؟!” سأل روبين بسرعة.

“…لا أحد من الثلاثة، لا، بل لا أحد من كل مستعملي القوانين السيادية الذين وصلوا للدرجة الخامسة، ابتغى مكانة عالية من ناحية السُلطة. معظمهم لا يريدون الانخراط في هذا الهراء، أو ببساطة خائفون… خائفون من شيء لا يعلمه إلا هم، فينظرون لذلك النوع من السيطرة والسُلطة كشيء فارغ بلا داع. ومع ذلك، نادراً ما تجد واحداً فيهم يعيش طويلاً. مفارقة غريبة، هاه؟” لوّح العجوز بضع مرات.

“يخافون من شيء؟ ماذا قد يهدد مستعمل الدرجة السادسة من قانون سيادي؟!” بعض الرهبة دخلت إلى قلب روبين.

“هيه هيه هيه~” ضحكة ساخرة عتيقة هربت من فم العجوز، “هل نلف وندور على بعضنا الآن؟” ثم أشار نحو روبين برأسه، “ألست اعلم مني بذلك الشئ… يا ذا العيون الذهبية؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 80/15