صُدم روبين من رد الدوق و إختفت إبتسامته، كان يعتقد ان جالان سيطلب منه المزيد من الطلاسم او حصة اكبر من التسليح، لكن هذا… ” شهيتك مُقلقة جداً ايها الدوق..”

” هاهاهاها بصراحة انا لدي بعض الحسد في قلبي، بضربة واحدة عائلة بورتون إكتسبت اراضي تكاد تكون كافية لإعلان دوقية، و انا دوق أملك جيشاً جراراً ما زالت لدي نفسي أراضيّ.. أيرضيك هذا؟”

“لكن التوقيت…” روبين لم يحسب حسابه على تشتيت إنتباهه لشئ جانبي كبير كهذا، ما تزال لدي مشاوير طويلة قبل ان يضبط الأوضاع داخلياً، بغض النظر عن التفكير في التوسع اكثر!

جالان رد مبتسماً، ” أهناك توقيت افضل؟ هيبة مملكة الشمس السوداء بين الممالك في أوجها الأن و الجميع ما يزالون يترقبون أي تحرك منا،حتى ان دوق المياة الراكدة الملاصق لي أصبح يرسل هدايا و يتعامل بحذر مع قوات حرس الحدود بعدما كان جنوده يتصفون بالعنجهية هاها! اكاد أُجزم اني لو تحركت الأن سأكسب نصف المعارك قبل ان تبدأ حتى بسبب شدة خوفهم من الطلاسم.. لو إنتظرنا اكثر قد يتبدد هذا الخوف و سأخسر جنود كُثر”

اومئ روبين، ” لديك وجهة نظر.. إذاً؟ ما دوري انا بهذا؟”

” كيف لا يكون لك دور، طلاسم هى أساس هذا الطموح..” قال رايموند

إلتفت له روبين، ” اعتذر عن سؤالي، لكن ما دورك انت بهذا؟”
نظر ريموند لجالان بجانب عينه فوجد يقهقه، ثم تنهد و رد على روبين، ” ردودك وقحة فعلاً كما حذرني جالان، أياً يكن.. انا سأشارك جالان في الهجوم.”

“لماذا؟!” نظر روبين نحو جالان، ” لديك الجيش و لديك طريقة صنع طلاسم النار، لماذا تحتاج عائلة ألتون..؟!”

تكلم جالان بجدية، ” لن اكذب عليك، موضوع إشراك عائلة ألتون كان مشورة الحكيم ألبيرت عندما ذهبت إليه لأخبره أني انوي مهاجمة الدوقية التي تقع بجواري…

بيننا و بين المياة الراكدة حدود ضخمة تمتد بين دوقية ألتون و دوقيتي من ناحيتنا، و بين ثلاث دوقيات من ناحيتهم.. انا كنت أود مهاجمة الدوقية التي أشارك معها اكبر حدود، لكن الحكيم ألبيرت إقترح ان اخذ عائلة ألتون معي و ان نغزو الدوقيات الثلاث الحدودية في نفس الوقت.

هذا كان مجرد حلماً في الماضي، لكن ليس الأن… الأن نملك فرصة لن تعوض لزيادة مساحة الشمس السوداء و جعلها أكبر مملكة بين الثمانية، فبعدما تعتاد الممالك على الحروب بإستخدام الطلاسم و ربما يجدون طريقة لتقليل خطرها فستنتهي افضليتنا بشكل كبير، لذا علينا الإستفادة من أفضليتنا الحالية و لا نمنحهم وقت إضافي لإيجاد حلول.”

فرك روبين ذقنه لبضع ثوانٍ، ثم أومئ ” الحكيم ألبيرت يعرف كيف يستغل الفرص فعلاً، لكن هل من السهل بدأ حروب بهذا الشكل؟ دوليفار لم يتدخروا جهداً خلال عشرات السنوات السابقة من اجل ان يجرونا إلى حرب..”

هز ريموند رأسه، ” حصل بيننا الكثير من الحروب بالفعل لكنها كانت بين دوقتي آفرين و تينلي.. الحروب على المستوى الفردي سهلة و يمكننا إبتكار أي سبب تافه لبدأها، المشكلة في الحرب الملكية..”

اومئ جالان، ” صحيح، انا ذهبت للحكيم لأرى ما إن كان سيدعمني في حالة رد العائلة الملكية لمملكة المياة الراكدة ام لا، و هو وافق و حتى انه اخبرني ان ازيد رقعة الهجوم بأخذ عائلة ألتون و مهاجمة ثلاث دوقيات بدل واحدة هاها”

“اووه.. يبدو ان كل شئ جاهز، إذاً.. ما دوري انا؟ على ما اذكر انت معك طريقة صنع طلاسم انفجار النار من المستوى السادس؟” رد روبين على جالان بدون مشاعر، هو لم يرد الإنخراط في كل هذا..

“إسمه اصبح طلسم إنفجار النار الأن؟ أياً يكن… بصراحة انت تركتني في معضلة، انا لم استطع إيجاد اشخاص بالمواصفات التي تطلبها – ارواح قوية او فرسان – و يكونوا اوفياء لي بالكامل، لذا انا قمت ببناء زنازين تحت الأرض و ملأتها بآلاف العبيد و قد بتعليمهم كلهم طريقة رسم طلسم النار، و مع ذلك لا ينتجوا لي اكثر من 500 طلسم فقط شهرياً! بعضهم فشل في الرسم فقتلتهم، و بعضهم ينتجون طلسم واحد كل اسبوع… الموضوع مُحبط”

“انت.. فعلت.. ماذا؟!” وقف روبين و صاح غاضباً، ذلك الغبي علَم التقنية *السرية* لآلاف الاشخاص!!

“ماذا كنت تريدني ان افعل؟ انت إبتكرت ألواح القسم مؤخراً فحسب، و حتى بعد إبتكارهم فهم غاليين جداً علي لأشتريهم..” رفع جالان كتفيه ببراءة

بعد سماع هذا لم يقل روبين شيئاً اخر، بلجلس مكانه مجدداً و وضع يده على جبهته، لم يكن واضح ما إن كان مكتئباً ام غاضباً..

شعر جالان انه افسد الأمور فحاول تغيير الموضوع بسرعة و عدم التمادي،”إحم، المهـــــم… ما املكه حالياً لا يكفي غزو بهذا المقياس، سابقاً غزونا دوقية تينلي بحوالي 8 الاف طلسم، لكن هذا نفع لأنه كان إبتكار جديد، و بصراحة لو نظموا هجوم واحد إضافي لقُضي علينا لأن الطلاسم كانت قد نفدت،

كما اننا سنهاجم ثلاث دوقيات و ليس واحدة، و الاخ ريموند هنا لا يملك ولا طلسم انفجار نار واحد، طبعاً بغض النظر عن طلاسم الظلام و الحيوية و الخواتم… نحن بحاجة ماسة إليك.”

أومئ ريموند و إرتسمت إبتسامة كبيرة قاسية على وجهه، ” يمكنني شراء أي كمية طلاسم لديك، فأنا أريد خدمة مملكتي…”

من Zeus

-+=