1382 -اجتياح

اذكر الله//

في الخارج

باااااااام
مدخل المدينة الهائل الذي ظل قائمًا لمئات آلاف السنين تحطّم في لمح البصر، وبدون سابق إنذار.

“ماذا يحدث؟!”
على الفور، كل سكان المدينة وضواحيها نظروا نحو ما كان يومًا بوابتها بعجب. الضعاف منهم شعروا أن يوم الدينونة قد جاء!

وللأسف، لم يُترك لهم الكثير من الوقت لفهم ما يحدث.

بززت
فُتح شق صغير في الفضاء فوق البوابة المُدمرة، وقفزت من خلاله لاتانيا، ترتدي درعها الأسود الكامل، حتى وجهها يحتمي تحت الخوذة:
“أين هو تابعي، أيها الرعاع؟!”

فور هبوط لاتانيا على الأرض: بااام

على الفور، أرجعت يدها للخلف، ثم أطلقت كفًا للأمام: سووش، قوس من الهواء المضغوط انطلق.

“لااا—” المئات من أبناء عرق ثعبان الدم حاولوا الهرب حتى لا يصيبهم قوس الهواء ويدفعهم بعيدًا أو يكسر عظامهم.

لكن للأسف لم يتمكنوا من الهرب، وهذا لم يكن مجرد هواء.

بوف بوف بوووم

كلما لامس ذلك القوس المهيب شيئًا، تبخّرت تلك البقعة على الفور. إن ضرب صدر أحدهم، يختفي صدره، قبل أن تسقط رأسه وبقية جسده على الأرض. وإن لامس بناءً، جزء منه يختفي وينهار أعلاه على أسفله.

هذا كان قوس الطنين. باستخدام موجات ترددية شديدة الدقة، يمكن لهذا القوس تفكيك أي مادة على المستوى الذري.

أي أن تلك الأشياء لم تختفِ حقًا أو تتبخّر، بل ذراتها ابتعدت قليلًا عن بعضها فحسب، فتحوّلت لشيء آخر، لهوية أخرى.

في غمضة عين، وفي هجوم واحد، محيط بوابة المدينة تحوّل إلى ركام.

المئات قُتلوا على الفور، معظمهم لا يعرف ما الذي حدث. أما البقية ممن تُركت رؤوسهم، فاستغرقوا بضع أجزاء من الثانية للنظر للخلف نحو ملاك الموت الأسود بفزع، قبل أن يُسلب النور من أعينهم للأبد.

بززت بززت

باام باام

بجوار لاتانيا نزل اثنان آخران من شق الفضاء قبل أن يختفي. مالك وويد كانا أيضًا في هيئة التدريع الكامل.

وقوف الثلاثة بهذا الشكل، مُطلقين هالاتهم كليًا…

المواطنون شعروا أنهم فرسان نقوش أُرسلوا من الجحيم شخصيًا!

“كييييه!”
على الفور، كل من نجا من الهجوم ركض في الاتجاه المعاكس للبوابة. حتى من كانوا داخل بيوتهم ومتاجرهم، تركوها وركضوا بكل قوتهم، تاركين كل شيء وراءهم، حتى أبناءهم وأزواجهم!

“ماذا الآن؟” ويد قهقه وهو يرى ذلك المشهد المألوف.

على اليمين، مالك طقّ رقبته مرتين، “سنتابع التقدم حتى يخرج لنا خصوم حقيقيون.”

“أنا سأأخذ المنتصف.” لاتانيا أعلنت بصوتها الأجش، “ذلك الأحمق الذي تم القبض عليه جزء من فرقتي أنا!”
ثم قفزت للأمام تستعد لقوس طنين آخر!

“كي كي كي، هذه فقط طريقتك لتحصدي أكبر كم من المساهمات.” ويد بدأ يأخذ بضع خطوات نحو الميسرة، “لكن لا بأس، لو كنت مكانك لتمسّكت بهذه الحجة أيضًا.”

ثم أخرج خنجره الضخم وبدأ يلوّح به بحركات قطع. “باي باااي!”

سوووش سوووش سوووش

القطع الناتج من الخنجر لم يقف شيء بطريقه.

ما هي وسيلة أفضل لقطع شيء، من إحداث فارق فضائي في وسطه؟

قعقعة قعقعة
ببضع حركات فقط، انقسمت كل المباني وتداعَت، لا يهم إن كانت متاجر أو أبراجًا عالية، أو حتى تحصينات بُنيت لتحمّل أقوى الضربات، كل شيء قُطع!

“هممم، لا أريد تدليك أقدام أحد اليوم.” مالك تنهد، ثم بدأ يتمشى نحو الميمنة، ثم بحركة خفيفة لوّح بالعصا القصيرة.

كراااك كرررر
في لمح البصر بدأت كل المباني في اتجاهه تشيخ بسرعة. ألوانها بهتت، حديدها صدئ، حجارتها بدأت تضعف وتنضغط، لم تعد تتحمّل الوزن، الخشب تصدّع وبدأ يتفتّت.

باااااااام
ثم، وكأي مبنى عفى عليه الزمن، كل شيء بدأ بالتساقط.

“آاااااهه—”
كل العالقين في المباني لم يسلموا من التأثير.

في بداية الصرخة كانوا شبابًا ذوي أصوات قوية، وفي نهايتها تحوّلوا لعجائز، ثم عجزت قلوبهم عن الدق أكثر، فسقطوا قتلى قبل أن تسقط المباني فوقهم.

صااااا
حتى النسور في السماء نظرت للأسفل للحظة، قبل أن تُحلّق بعيدًا في فزع.
لم تمر أكثر من ثانيتين على تدمير البوابة، وإذا بـ10% تقريبًا من المدينة العظيمة تحوّل إلى ركام بثلاث طرق مختلفة!

“يكفي!!”
في هذه اللحظة صدرت صرخة قوية، إذ جاء خمسة أشخاص مختلفين مسرعين من داخل المدينة، طائرين.

“أخيرًا خرجت الرؤوس؟” لاتانيا ضحكت، توقفت عن التقدّم كليًا، بل وأخذت خطوة للخلف: “أين هو تابعي، أيها الأوغاد؟!”

“انظروا للدرع، إنها مع الدبابير السوداء!”

“اقبضوا عليها!!”
سووش سووش

“كيكيكي، هل أصبحت غير مرئي الآن؟”

“نحن هنا أيضًا~”

من الجانبين أطلق مالك وويد هجمات قوية.

اثنان فقط من بين كوارث العالم توقّفا وأخذا وضعيات دفاعية، أحدهما يواجه اليمين، والآخر اليسار:
“همف!”

هووووو~

“مستحيل؟!”
الاثنان من كوارث العالم فتحا أعينهما على آخرها.

في مواجهة أشخاص يستعملون الدرجة الرابعة من القوانين بالكاد، ظنوا أنه يمكنهم وقف الهجوم بمجرد تلويحة، صانعين جدران طاقة صافية.

لكن تلك الجدران سرعان ما قُطعت، أو بدأت تتلاشى.

بسرعة رفعوا أيديهم الأخرى وقاموا بتقوية تلك الجدران بقوة حقيقية، عندها تمكنوا من إيقاف الهجومين فعلًا.

حتى الزمن والفضاء كان عليهما التوقف أمام جدران من الطاقة صُنعت بواسطة كوارث.

“لن تهربي اليوم!” كوارث العالم الثلاثة الآخرون اندفعوا بقوة نحو لاتانيا، وكان أولهم قد ضرب للأمام، منتجًا كفًا شديدة الحمرة كالدم.

“لم آتِ لأهرب، سأدمّر إمبراطوريتكم تحت أنوفكم!!” لاتانيا صرخت بقوة، ثم شبكت أصابع يدها وضغطت للأمام: “حجاب التداخل!!”

هوووووم
أصابع لاتانيا اهتزت بقوة مرعبة، وانطلقت منها شبكة شبه مرئية أخذت تتضخّم مع كل خطوة.

باااام
تصادم الكف مع الشبكة نتج عنه ردّ فعل غريب.

الشبكة صمدت مكانها، بينما الكف أخذ في التقلّص.

تلك الشبكة كانت ناتجة عن موجات متضادة عالية التداخل، تهدف إلى تفكيك مفاصل الهجمات وتشتيت الطاقة.

“ماذا؟!”
كارثة العالم الذي أنتج الهجوم صُعق مما يحدث وتوقف، بدأ يعيد تحليله… هل عدوه إمبراطور قتالي حقًا؟

بززت
خلال أجزاء من الثانية كان حجم الكف قد تقلّص للنصف، بعدها، وبدون سابق إنذار، الشبكة اختفت.

بااااااااااام
الكف سقط بأقل من نصف قوته، ومع ذلك كانت قوة مدمّرة لمسح مناطق كاملة من المباني.

لكن للأسف… هدفه لم يعد موجودًا في تلك البقعة!

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 60/7