اذكر الله//
في مكانٍ ما في القطاع ٩٩ المتوسط —
على قمة جبلٍ شاهقة، هبطت فجأة، ثم، وبضع خطوات قليلة، وصلت إلى الحافة.
سُمع صوتٌ أنثويٌّ عميق، أجش، كأن صاحبته طُعنت بخنجر في عنقها وما تزال تتعافى: “ها هو ذا… فلنبدأ.”
تلك المرأة التي ظهرت فجأة لم تكن كسائر البشر، وأيُّ شخصٍ متخصص في دراسة الأعراق سيجد صعوبة في تحديد عرقها، لكنها كانت إنسانة بلا شك.
كان طولها يقارب المترين، وشعرها قصير بالكاد يخرج من رأسها، أقصر من الجوانب وأطول قليلًا من الأعلى.
ترتدي قفازين معدنيين يظهران أصابعها، وفي هذه اللحظة كانت تقبض يديها بقوة، وكأنها تقصد سحق القفاز.
على جسدها توجد عدة قطع دروع سوداء متناثرة، معظمها يحمي ساقيها، وقطعتان على الكتفين، وقطعة على المعصم، وأخيرًا قطعة لحماية صدرها البارز، وقد ربطته بأربطة مطاطية ووضعت حوله الدروع حتى لا يظهر، و مع ذلك محاولتها بائت بالفشل.
أما عيناها، وهي تنظر لأسفل الجبل، فلم تكونا مختلفتين عن عيني لبؤة تنظر لفريستها.
“كي كي كي… نبدأ ماذا؟ أنا سأتكفّل بهم وحدي.”
من خلفها جاء صوتٌ ضاحك، ضحكة مرعبة كضحكة الضباع،
“اذهبي لتجهيز الشاي وانتظري الأخبار السعيدة من الرجال.”
“ويد، ألم تتعلّم من المرة الأخيرة؟”
التفتت المرأة الضخمة ثم أمسكت القادم الجديد من ياقته:
“كيف تريد عقوبتك هذه المرة؟ اها، ماذا عن ان اجعلك مقعدي ليوم كامل؟ أم ربما وجهك لم يكتفِ بعد؟ اوه ربما تريد اصابة جديدة في وجهك اللطيف هذا؟”
القادم الجديد، ويد، كان شابًا يبدو في العشرينات من عمره، يرتدي ملابس عادية ما عدا خنجر ضخم مربوط على خصره.
شعره كان حليق الجوانب، أما الجزء الأسود فكان طويلًا للخلف يصل إلى كتفيه.
الجزء العلوي من جسده كان قويًا بشكل خاص، مفتول العضلات لدرجة أن قميصه يكاد يتمزق من عليه.
وأمام تهديد المرأة الضخمة، ازدادت ضحكاته، وعيناه الضيقتان لمعتا وهو يميل رأسه إلى الجانب:
“وجهك لا يبدو بحالٍ أفضل، لاتانيا. لو أردتِ جولة، فلا بأس… هذه المرة سأجبركِ على لفّ الكوكب وأنتِ في وضعية البطة. كي كي كي.”
اضطراب
بين لاتانيا التي تبدو مستعدة دومًا للافتراس، وويد الذي يضع يديه في جيبيه متحديًا،
بين عيونٍ تطلق شرارًا وقوة، وعيونٍ أخرى تملؤها الخبث والسخرية… الجو اضطرب بشدة.
سواءً لاتانيا أو ويد، كلاهما كان مليئًا بالإصابات والندوب.
وجوههم والأماكن المكشوفة من أجسادهم لم تخلُ من بقعة بلا علامة مميزة — بعضها على شكل صاعقة، أو قلب، أو حتى على شكل عظمة فخذ… أو قضيب!
خطوة
“يكفي. هذا ليس الوقت المناسب. افعلا ما تشاءان بعد أن ننتهي اليوم.”
من وراء الجميع، ظهر ثالث.
“لماذا لم ترتديا طقم الدروع الكامل بعد؟ ماذا؟ هل أتعامل مع أطفال؟”
القادم الجديد كان يرتدي عباءة مفتوحة من المنتصف، وأسفلها ملابس واسعة مربوطة بخيوط وأحبال.
إحدى يديه كانت مختبئة تحت العباءة، والأخرى كانت تشير نحو الاثنين بعصا قصيرة.
أما وجهه فبدى كشخص في أواخر العشرينات، لديه لحية خفيفة، وشعر لا بالطويل ولا بالقصير، فقط طويل بما يكفي ليتم تصفيفه للخلف.
لون بشرته حنطي، وعيناه هادئتان نصف مغلقتين، ناعستان كأنه استيقظ من نومٍ طويل للتو.
“مالك، من الأفضل أن تُبقي نصائحك لنفسك وترتدي درعك أولًا.”
لاتانيا تركت ياقة ويد وهي تُكلم القادم الجديد، ثم عادت لتُقرّب وجهها نحو ويد بتحدٍ واضح:
“فقط انتظر بعد انتهاء المهمة… سأجعلها ٢٩٨ لـ ٢٩٨ اليوم، بالتأكيد.”
“أموواه.”
ويد قبّل أنف لاتانيا القريب من وجهه:
“كي كي كي اشربي الحليب ونامي… لم تتخطيني من قبل، لماذا تستمرين بالمحاولة؟”
“هذا فقط لأنك وغدٌ مخادع!!”
لاتانيا مسحت أنفها بقرف، ثم رفعت قبضتها، وأنزلتها —
ووششش
القوة والاهتزاز الشديد وراء القبضة جعلا الهواء ينتفض.
“كي كي كي!!”
ويد أخذ خطوة للخلف قبل أن تنزل القبضة.
الفضاء وراءه انشق واختفى!
“سحقًا…”
عندما لاحظت لاتانيا أن ويد قد هرب، أوقفت قبضتها وأمسكت بها بيدها الأخرى غاضبة…
الغريب أن الاهتزاز والاضطراب اختفيا فورًا، ولم تتحرك ذرة غبار واحدة من الزخم الهائل الذي جمعته وأنهته في لحظة!
“هيه~”
مالك هزّ رأسه بنعاس:
“على هذه التحديات أن تتوقف. كلما فاز أحدكم وضع ندبة على الآخر وجعله ينفذ شيئًا مهينًا!
أهذه تصرفات قادة فرق الحراس الإمبراطوريين؟ ماذا سيقول جلالته عندما يراكم ممتلئين بالإصابات بهذا الشكل؟
أتعلمون كم سيكون الأمر مهينًا لو اعتقد أنكم تلقيتموها في معارك، ولستم حمقى يقطع بعضكم بعضًا في لعبة؟”
حتى مالك، بتعابيره الناعسة الأبدية، اضطر ليعقد حاجبيه قليلًا عندما فكّر في الأمر:
“نحن أول من وصل إلى المستوى ٥٠ في القوانين الجوهرية الثلاثة بين الحراس.
تحت نطاق كارثة عالم، يجب ان لا نُمس بأدنى اذى حتى لو ضد جيوش، وحتى ضد كارثة عالم يمكننا التعامل معهم بأريحية.
مناظركم هذه تُسيء إلى كل شيء يمثلنا، تسئ لجلالته شخصياً.”
“هدئ من روعك يا مالك. نحن لم نرَ جلالته منذ تم اختيارنا، من يعلم متى سنراه؟”
ويد خرج من فتحة صغيرة في الفضاء بجواره، ثم لفّ ذراعه حول مالك من الخلف:
“وعندما تحين الفرصة، سنعالج أنفسنا بسرعة. إنها مجرد خدوش سطحية~”
“صحيح.”
لاتانيا كتّفت ذراعيها بابتسامة واثقة:
“إن كان هذا هو سببك لعدم دخول التحديات، فهو سبب تافه جدًا يا مالك.
اعترف أنك تهرب فحسب.”
“هيه~ لا تحاولي جذبي لحماقاتكم… لديّ أشياء أفضل لأقوم بها.”
مالك أطلق تنهيدة مغلقةً عيناه، ثم أخذ بضع خطوات إلى الأمام بأريحية شديدة.
“هممم؟”
ويد لاحظ أن ذراعيه ما تزالان معلّقتين، لا تزالان تتكئان على شيء…
طوال الوقت لم يلمس مالك من الأساس.
ذراعاه كانتا ما تزالان تنزلان… ببطء.
“هاي، هذا لم يكن لطيفًا يا رجل. لو استخدمت قانون الزمن الرئيسي معي، سأستخدم قانون الفضاء الرئيسي عليك!”
“تعال نستخدمهم على عدوٍّ مشترك أفضل.”
مالك مرر يده اليسرى بين شعره اللامع المصفف بعناية، ثم أشار بالعصا القصيرة للأسفل:
“إمبراطورية دماء السلف المتعددة، يجب أن تُمحى اليوم.” ثم التفت بابتسامة:
“لكنه كمين على الأغلب.”
“كي كي كي… هذا هو المطلوب.”
ويد طقّ رقبته يمينًا ويسارًا.
لاتانيا رفعت حاجبًا واحدًا:
“ماذا؟ هل تخشى من الكمائن الآن يا مالك؟”
مالك ابتسم، وحتى هو ارتسمت على وجهه تعابير جامحة قليلًا:
“أقلُّ شخص يُقدّم اساهمات اليوم سيدلّك أقدام البقية، ما رأيكم؟”
“هاها، هذا هو مالك الذي اعرفه. موافقة، أنا فعليًا أحتاج لتدليك!”
لاتانيا ضربت يديها بقوة:
“رجاءً، ارتدوا دروعكم يا سادة، واسمحوا لي أن أفتتح اليوم!”
ثم ببساطة التفتت نحو المدينة، وسحبت مطرقة سميكة من وراء ظهرها، رفعتها للأعلى، ثم ضربت:
كاتشاااا
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 60/5
صور للثلاثي في ديسكورد!
حاسس أن تصميم الشخصيات غير إعتيادي بالنسبة للرواية
شكرا علي الفصل
الله يهديك و يغفر لك ويرحم والدك وجميع موتي المسلمين و يشفي جميع مرضى المسلمين و يساعد المستضعفين من المسلمين
قضيب… قضيب فعلًا… تبًا
نتمنى انه قضيب حديد مو قضيب الي في بالي وبالك
نسختين مصغرين من هولاك ونسخة عاقلة
شكرآ كبير على الفصل ياابا احمد شافاك الله وغفر الله لوالدك
هولاك جننهم
نويس فصل جميل
أستمر يا وحش
يسلموو على الفصل
شكرا على الفصل
في بداية الفصل حسيتني دخلت رواية غلط 🙂
بس اجا الحرس الامبراطوري دلوقت يقدر يتعامل مع كارثة عالم باريحية؟!
يعني كده فعلا هولاك وقيصر وساكار ممكن يواجهوا حالة وصل على الاغلب!!
ده وسعت منك خالص دي يعني ع الاقل قول كارثه متوسطه
يعني هو بما ان قادة الفرقة هزمت كارثة عالم بالفعل وهولاك اقوى منها بفارق ( قانونه المدمج والوشم ) وكذلك ساكار بالفعل كارثة عالم ( اذا تذكر وهو امبراطور مستوى 50 واجه 300 بين 48 و49 ) وقيصر لا يختلف عنهما المفروض… فلا استبعد انهم يواجهوا حالة وصل
هذا بعيدا عن ريتشارد الذي دمر مملكة وحده ( فاكر نفسه في ببج ابن الجزمة بيلعب 1 على 100 )
شكرا علي مجهودك
شكرا على الفصل
الثلاثي المرح برعاية هولاك … ممتاز
هولاك الأنثى +هولاك البشري +هولاك العاقل
عندما تترك المسؤولية في يد مجنون