1378 -عبيدٌ محظوظون

اذكر الله/

في مكانٍ ما في أعماق القطاع 100 المتوسط…

خطوةً خطوةً،
بصوت أخفت من الخطوات القاتلة، فتح ثيو فمه:
“هل حصلت على المطلوب، سيد بولداغ؟”

“أنت تعرف كم أن طلبك يتعذر الوصول إليه.”
شخص قصير ذو كرش كبير وخدود متدلية كان يتحرك أمام ثيو بخطوات متسارعة، أنفه أحمر، وعيناه دامعتان كأنه يتعاطى المُسكرات كالماء، لكن طريقة كلامه لا توحي بذلك،
“فضلاً عن بضع سنين، ربما لن أستطيع توفيره لك حتى بعد بضع عقود.”

“هذا ليس ما سمعته عنك.”
توقف ثيو، وظلت نبرته كما هي،
“وليس ما اعتدتُ عليه في صفقاتي معك.”

“هيه~ أنت تعرف كم أحبك يا سيف الظل الصغير، أنا فعلاً معجب بأعمالك في القطاع 100، لكنك تطلب الكثير هذه المرة.”
توقف القزم وهز رأسه، ثم عاد لينظر في عيني ثيو،
“صحيح، من أين لك كل هذا المال فجأة؟ أنا أعرف ذلك المجال جيداً، إنه يدر دخلاً جيداً، لكن ليس لدرجة مليارات… هل وجدتَ راعياً جيداً؟”

“أفضل من الجيد.”
أظهر ثيو ابتسامة مظلمة،
“لكن لا يبدو أنك تريد نقوده.”

“الأمر لا علاقة له بما أريد أو لا أريد، أنت ببساطة طلباتك عالية جداً يا صاحبي الصغير.”
عاد القزم ليمشي داخل زقاق ضيق مظلم، عنوانه الرطوبة والرائحة النتنة،
“من يظهر فجأة ويطلب شراء العشرات من كوارث العالم… وحالة وصل؟”

“إن لم توفر أنت هذا النوع من العبيد، سيد بولداغ، فمن سيوفره؟
أنت لا تريدني أن أبحث عند غيرك، صحيح؟”
تابع ثيو المسير خلفه بثبات.
هو كان يعرف أن هذا الشخص هو أكبر تاجر عبيد في القطاع 100 المتوسط، كما أن له صلة بتلك النقابة.
إن لم يجد ما يريده هنا، فلن يجده في مكان آخر. لكنه كان يحاول تسريع الأمور قليلاً.

“يا صاحبي الصغير، في تجارة العبيد من هذا المستوى عليك وضع طلب مسبق،
فحتى بأسعارهم العالية، ما يزال الطلب عليهم ليس بقليل.”
ثم وقف واستدار نحو ثيو،
“ألم أوفر لك 8 كوارث عالم بالفعل؟ هل رأيت من أحدهم مشكلة؟ مطيعون كالخراف، صحيح؟”

“ليسوا كافين.”
أردف ثيو بهدوء،
“أحتاج ثلاثة أضعاف ذلك الرقم على الأقل.”

“هل يريد داعمك أن يعلن الحرب على القطاع 100 المتوسط أم ماذا؟!”
ضحك القزم بصوت عالٍ، ثم لوّح بعدم اهتمام،
“أمزح، احرقوا القطاع كله إن أردتم، هذا سيترك المزيد من العبيد لي، هيهي.”

بعد بضع خطوات أخرى، أخذ ذلك الزقاق يتّسع حتى انتهى بجدار عريض، مليء بالسلاسل والأجساد.
توقف ثيو أمام ذلك المنظر، وضع يديه وراء ظهره، ثم بدأ يتلفّت عليهم ببطء…
كان يوجد 15 شخصاً مُكبّلين بأغلال من أيديهم وأرجلهم إلى الحائط، كلهم شباب صغار أو أطفال، عراة أو شبه عراة، وكلهم يضعون طوقاً واسعاً على أعناقهم يضيء كل بضع ثوانٍ.

وفي وسطهم، كان هناك شخص مُكبّل بطريقة مختلفة.
كان راكعاً على الأرض، ينظر إلى الأسفل، قدماه مقيّدتان ببعضهما وللأرض، يداه مشدودتان وراء ظهره، والطوق مشدود على رقبته بقوة حتى ضغط على العروق وأظهرها.
ذلك الشخص كان أسود بالكامل، كأن وُلد من الليل نفسه، وله نتوءات على جبهته كأنما قرون غير مكتملة النمو.

اقترب القزم بولداغ بخطوات سريعة من أول الجدار، ثم التفت نحو ثيو وبدأ يشير،
“كما جاء في الطلب تماماً، بشر متميزون لم يبدأوا التدريب بعد.
لقد عصرت لك مخازني عصراً بحثاً عنهم، وهذه أول دفعة،
وبصراحة، لا أعرف إن كنت سأستطيع إيجاد 15 آخرين منهم أو لا.
كل واحد من هؤلاء لديه إما أُلفة قوية نحو قانون معين، أو لديه خصلة روح!”

ثم صفق بقوة،
“في العادة أطلب مليون لأصحاب الألفة الفائقة نحو القوانين، و500 ألف لأصحاب الخصلة، أي 12.5 مليون…
لكن بما أنك أصبحت زبوناً دائماً عندي، سأضع لك خصماً كبيراً، ادفع 12.4 مليون فقط.”

“يا لها من تضحية كبيرة.”
اقترب ثيو من الجدار بدون تعابير،
“ألا ترى أن الأسعار عالية قليلاً؟”

“صاحبي السيف الصغير،
كل واحد من أصحاب الألفة الفائقة يمكنه تأسيس عائلة حاكمة من أجلك لو تركته يتزاوج لبضع قرون،
وكل واحد من أصحاب خصال الروح سيتمكن من التقدم نحو طريق سيد روح ملكي بسهولة لو تم دعمه بالموارد اللازمة،
وبصراحة، أنت لا تبدو أنك تفتقر للموارد!”
ثم ضرب القزم على فخذ ثيو مرتين، وأشار نحو الشخص المكبّل على الأرض،
“وهذا هو سبب دعوتي لك اليوم.”

“همم؟”
التفت ثيو إلى جواره،
لا يمكنه الشعور بشيء من ناحية السجين مطلقاً بسبب الطوق على رقبته،
“هل يُعقل أنك وجدت طالتي؟”

“انسَ الأمر، لن أستطيع توفير حالة وصل بهذه السرعة.
ثانياً، ألم تستأجر واحداً لمئة عام بالفعل؟
أعطني وقتي، وقد أجد لك واحداً لتشتريه خلال القرن القادم.”
هزّ القزم ذراعيه منزعجاً، ثم ذهب وراء السجين الأسود وضرب على ظهره،
“صاحبك هنا هو قمة كارثة عالم.
لديه أُلفة نحو مساري الظلام والرياح.
لقد حفظته من أجلك كبادرة حسن نية!”

“الظلام والرياح؟ قمة كارثة عالم؟!”
أخذ ثيو بضع خطوات نحوه سريعاً يتأمله،
“…مستحيل، هل يُعقل أن هذا هو المغتال الأسطوري، الشعاع الأسود؟
هو لم يمت في ذلك الكمين؟!”

“هيهي، هو بعينه، ذلك اللعين الذي أرعب كل من له ضغينة عند شخص ثري.”
رفع القزم رأسه فخوراً،
“لقد تحالفت عدد من القوى لوضع كمين لاستدراجه، وتحركت ثلاث حالات وصل لتمكنوا من إيقافه والقبض عليه!”
ثم أشار بفرك يديه،
“ثم باعوه لنا لندفع حق تدخل كل تلك القوى وحالات الوصل، بشرط أن نضعه تحت السيطرة… والآن سنبيعه لك إن وافقتَ على السعر.”

“…بكم؟”
تمتم ثيو، يفحص الشعاع الأسود بدقة.

أغلق القزم عيناه واضعاً يديه وراء ظهره،
“بـ 600 مليون درة، أعلم ما ستقول، لكن هذه المرة أنا لن–”

“سأشتريه.”
قطع ثيو الكلام.
600 مليون؟ لا بأس، ذلك الشخص يستحق كل درة.
مجرد انتشار خبر أن الشعاع الأسود انضم إلى سيوف الظل ستتضاعف أرباحهم عدة مرات فوراً.

كلانج

رفع الشعاع الأسود رأسه، عيناه المظلمتان تحاولان إخافة سيّده الجديد، ليضع حدوده وقوانينه من البداية…
فقط ليجد عينين أحلك ظلمة من خاصته، “….”

بعد بضع ثوانٍ من تبادل الحديث الصامت مع عبده الجديد، وقف ثيو وأعلن:
“سآخذهم جميعاً.”

ووش

خرجت كمية من الملابس الجديدة من خاتم ثيو، ثم تمتم بكلمات مألوفة جداً بالنسبة له:
“استروا أنفسكم، أنتم ملكي الآن.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 52/3