1374 -توتر بين الحلفاء-3

اذكر الله//

“…سيدة آلينور، زيارتك أبهجت يومي وأضاءت الكوكب كله.”

“هيهي.” إلينور التفتت بجسدها كله نحو قيصر، عضّت على إصبعها السبابة بلطف، “ابتسامة بسيطة كانت ستجعلني أصدق.”

ابتسامة بسيطة ظهرت على وجه قيصر، “مراقبة الحروب وشم رائحة الجثث يومياً تُفقد المرء التمتّع بالجمال حين يراه، هذا كل شيء سيدتي.”

خطوة… خطوة…

آلينور اقتربت وأخذت دورة كاملة حول قيصر، “مذهل… لا أشعر بأيّ خوف، لا رهبة… أشعر فقط بانزعاج خفيف، وكأنك تريد طرد ضيف ثقيل الظل.” ثم وضعت يدها على فمها وقهقهت، “يبدو أن الحروب أتلفت خلايا مخك فعلاً.”

“أتقولين إنه عليّ أن أشعر بالخوف، سيدة آلينور؟” قيصر رفع رأسه قليلاً، “لماذا أشعر بالخوف من حليف؟ على ما أذكر، نحن زودناكم بمعلومة الحرب الهائلة القادمة، ونزوّدكم حالياً بالسلاح والموارد. حتى كوارث العالم الذين خصّصتموهم لنا يتقاضون رواتبهم دون أن يفعلوا شيئاً. أنا أنتظر امتناناً، لا تخويفاً.”

“همم، بالنسبة للمعلومة، فنحن لا نعلم إن كانت حقيقية بعد أم لا، حتى أنا لم أرصد أي تحركات. وبالنسبة للسلاح، فأنتم دائماً تبيعوننا سلاحاً أدنى شأناً مما ترتديه قواتك. أما الموارد فنحن نشتريها، لا نأخذها صدقة. وأما كوارث العالم، فهم السبب وراء كل نجاحاتك حتى اليوم.” عينا آلينور لمعتا، “عن أي امتنان تتحدث؟”

“بالنسبة للمعلومة، فمصدرنا لا غبار عليه. ولولا أن أبي أصرّ على إعطائكم إياها، لما فعلتُ، ليس بدون مقابل على الأقل. وأتمنى من قلبي ألا تستمعوا للتحذير… وسنرى ماذا سيحدث في ساعة الصفر.” قيصر رفع رأسه قليلاً. “أما السلاح، فأنتم تشترون نوعاً أدنى لأنكم لا تملكون ما يكفي من المال لتسليح جيش كهذا. وأما الموارد، فنحن نبيعكم الفائض لدينا بنصف سعر السوق.”

ثم استدار وترك فارقاً بينه وبين آلينور، “أما الكوارث، فهم مشكورون فعلاً، أخذوا رواتبهم ومكافآتهم على أكمل وجه، يمكنك سحبهم اليوم إن أردتِ.”

“هذا ليس لطيفاً جداً. تتخلّى عن حلفائك عندما تجد حليفاً جديداً؟ حليفك القديم سيحزن هكذا.” دماء آلينور بدأت تغلي. لماذا طفل في نطاق إمبراطور يحدثها بهذا الشكل؟!

“تسك~” قيصر نظر إلى الخلف بانزعاج، “ماذا عن بعض الخجل؟ منذ بدأنا هذه الحملة على إمبراطورية الخنزير الحديدي، ونحن نطلب يومياً دعماً إضافياً. سواء دعماً للهجوم أو دعماً للدفاع. كل ما كنا نطلبه هو وقوف بضع كوارث في الخلف، يأكلون بعض المقبلات ويتفرجون على الحرب، لكن كم مرة استجبتم؟”

“سيطرنا على أربعة كواكب فقط خلال 170 عاماً بسبب عدم تعاونكم الفج. في كل مرة نتقدم، يجب أن ننتظر سنين، وأحياناً عقود، حتى ترسلوا لنا بضع كوارث، ثم يغادرون في نفس اليوم فنفقد كل أراضينا مرة أخرى ونتعرض لخسائر فادحة!” قيصر رفع صوته قليلاً.

“لدينا جبهات أكثر أهمية.” عينا آلينور تحوّلتا إلى البرود. “هل علينا أن نوقف كل شيء لأنك تريد المزيد من الأراضي لإمبراطوريتك؟ إمبراطورية غير تابعة لنا؟”

“هراء، هل نحن أطفال لنصدق هذه الكلمات؟ نحن نملك علماً مفصلاً بكل كارثة عالم لديكم، أماكنهم، حروبكم، وجبهاتكم الفعالة. لو ساعدتمونا بنصف ما لديكم عند الحاجة، لكنا نملك عشرين كوكباً على الأقل بحلول الآن، لكنا سحقنا إمبراطورية الخنزير الحديدي سحقاً!”

“ليس علينا أن نستجيب كما يحلو لكم، أيّ إمبراطورية عظمى لديها أولويات!” آلينور ردت بانزعاج شديد، “ولا، إمبراطورية الخنزير الحديدي لن تسقط بهذه السهولة. كلما ضاقت السبل على إمبراطورية عظمى، ظهرت أسلحتها السرّية. كلما ضيّقت الخناق، حتى القط اللطيف سيبدأ بهجوم شرس.”

“أولوية إمبراطورية المسارات التسعة العظمى هي منع تمدد إمبراطورية البداية الحقيقية على ما يبدو.” قيصر رفع صوته بفخر لا مثيل له، “ثانياً، ما المشكلة إن أظهروا أسلحتهم أو قاتلوا بشراسة؟ ما زلنا سنسحقهم! أجرؤ وأقول إن فقط جيش طاغوت يمكنه التصدي لجيشنا العظيم، وحتى حينها… سننتصر!”

“…” آلينور أطلقت زفيراً خافتاً، عيناها ضاقتا قليلاً. هالة هذا الشخص طاغية… غريبة جداً… لا يُفترض بمُستعمل من الدرجة الرابعة من القوانين أن يضع هذا الضغط عليها!

لقد رأت أباه من قبل، يتحدث مع أختها الكبيرة بأريحية تامة وكأنهما صديقان قدامى، مع أن أختها يمكنها مسحه من الوجود بتلويحة بسيطة. لكن يمكن تفهم غروره، فهو شخص على وشك أن يصبح مختار الحقيقة العظيم.

لكن من أين يستمد هذا الشاب غطرسته الهائلة التي تخترق السماء؟ …ذاهو لك اللهب الأسود الذي طارد به كارثة عالم ذات مرة؟ أو ربما من والده نفسه؟!

“…لقد جئت اليوم لأسأل عن حلفائكم الجدد، مصدر كوارث العالم الذين ظهروا مؤخراً بين صفوفكم. لم أكن أعلم أن لديك هذه النظرة عن إمبراطورية المسارات التسعة.” عينا آلينور أضاءتا للحظة، “هذا خطير.”

“بوجود أبي، فحلفاؤنا لا نهائية لهم. لقد فضّلكم واختاركم من بينهم، هذا كل شيء.” قيصر رد ببرود، “ورجاءً، لا تشغلي بالك بأي خطر من ناحيتنا، بل في الحقيقة… هذا أفضل لكم، صحيح؟ أخبري جلالتها أننا لن نطلب تعزيزات مرة أخرى، يمكنها التركيز على الجبهات الأخرى على كامل راحتها. نحن سنتقدم حسب وتيرتنا الخاصة.”

“هذه كلمات كبيرة، لكن هل يمكنك تنفيذها؟” آلينور عقدت حاجبيها باستياء واضح، “كلما قلّت كواكب إمبراطورية الخنزير الحديدي، كلما زاد عدد الكوارث فيها. وكلما زاد عدد الكواكب تحت اسمك، كلما احتجتَ لكوارث لحمايتها. لا أعلم من هم حلفاؤكم، لكن لا أحد يقدّم دعماً غير مشروط مثلنا!”

كلك

في هذه اللحظة، فُتح باب الخيمة ودخل العجوز الأصلع راين، “صاحب السمو قيصر، أنا موافق على الشروط. عائلة مايزر، بكل كوارث العالم الستّة، جاهزون للانضمام تحت رايتك، والائتمار بأمرك.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 83/82