صلوا على النبي//


قبل ثوانٍ – في أحد أركان المدرجات العادية

“سأشتريه… 2.6 مليون درة.”

“هممم، ذلك المنجل مُغرٍ إن أخذتِ رأيي.” شابة ترتدي ملابس مثيرة تمتمت بصوت لعوب.

ملابسها الفاضحة، بشرتها الصافية التي تبدو وكأنها تلمع، كانت جذابة جدًا للنظر. أذناها التي تشبه أذني الثعلب، ذيولها التسعة المتلاعبة، وأنفها الصغير زادوها حُسنًا وتفرّدًا. أما ابتسامتها الواثقة، جلستها المنفتحة، ورفعها لرأسها، فكان كفيلًا بجعل أي شيء يتردد مرتين قبل النظر إليها مطولًا، خوفًا من مخالب هذه الثعلبة المتعالية!

“ما حاجتنا بهذا السلاح المنحوس، ألينور؟” بجوارها، امرأة خلابة تجلس بانغلاق، ضامّةً ساقيها، واضعة يدًا فوق يد على ركبتها، رافعةً رأسها أيضًا، لكن النظر نحوها يوحي فقط بالجلال والخضوع، لا بالخطر، “هو جيد بلا شك، حتى نحن يمكننا استخدامه كمآل أخير… لكن أخشى أنه سيكون مثوانا الأخير أيضًا.”

“ليس لنا بالطبع~” ألينور لوّحت بيمينها عدة مرات، “إنه لذلك الولد الذي يقود جيوش إمبراطورية البداية الحقيقية. إنه يستخدم قانونًا مدمجًا أحد شقّيه الموت، صحيح؟”

“شش!” فتحت رينارا عينيها بقوة والتفتت نحو أختها الصغيرة بتهديد، “منذ متى صارت هذه كلمات يُمكن أن تُقال بسهولة؟” ثم عادت لتنظر للأمام بهدوء أكثر، “ثانيًا، من قال إن الموت مُنخرط؟ ربما هناك شق آخر… لم يُفصح أحد أبدًا عن تلك المعلومة بشكل مباشر.”

“أختي الكبرى، ليس عليكِ استخدام الدبلوماسية معي، هذه أنا، ألينور. لقد رأيتُ ذلك اللهب، إن لم يكن مسار الموت هو ما يسبب هذه المشاهد المرعبة، فماذا سيكون؟” لوّحت الفتاة عدة مرات، “فقط اسمعيني. ألا ترين أعداد الشخصيات الكبيرة اليوم؟ الحصول على عتاد الإزاحة سيكون صعبًا جدًا، حتى لو أعطيتك كل مدّخراتي الشخصية كما طلبتِ. فقط اشتري منجل الخمود كبطاقة مساومة مع ذلك الروبين في حالة فشلنا.”

“…” عقدت رينارا حاجبيها قليلًا.

لقد جاءت اليوم ومعها 200 مليون درة، هذا تقريبًا كل ما أمكنها سحبه من العشيرة. كما أنها حصدت حوالي 30 مليونًا من ثروتها الشخصية، وأقنعت أختها بالمجيء وجلب 70 مليونًا إضافية بطرقها الخاصة… أي جاءت اليوم بـ 300 مليون درة تنوي الفوز بعتاد الإزاحة من الدرجة الرابعة، لتتفاوض به مع روبين!

ولم يحاول سادة القاعات الوقوف في وجهها هذه المرة، بل هم من جمعوا كل درة يمكن سحبها وأعطوها لها برضا. لقد رأوا ما حدث منذ آخر استثمار… قانون مدمج، به شق من الزمن بـ 118 مليون درة فقط! بهذا القانون تمكنوا من قلب الطاولة والصمود في وجه توسّع إمبراطورية أطياف الشفق، بل قريبًا سيستعيدون كل ما خسروه!

إن كان ديمومة الصقيع حتى الدرجة الرابعة بـ 118 مليون درة فقط، فماذا ستتمكن رينارا من جلبه لهم إن تمكنت من الحصول على عتاد الإزاحة من الدرجة الرابعة؟!

لكن عندما جاءت إلى هنا ورأت هذا الجمع العظيم… الشك دخل قلبها. ربما المزاد لن يقف عند 300 مليون درة!

“لا داعي للتفكير كثيرًا، اشتري المنجل، هو ما يزال عتادًا من الدرجة الثالثة وسيفرح به الفتى روبين، سيكون هدية ممتازة لابنه.” ثم أشارت نحو اللورد ديرث بحاجبيها، “اللاّموتى معروف عنهم الفقر، لو زدتي إلى 2.7 فغالبًا لن يُنافس أكثر. ثم يمكنك أن تخبري الفتى روبين أنك اشتريته بـ 200 مليون مثلًا، وعلى الأغلب سيُصدقك!”

“أتعتقدين هذا؟” التردد ظهر في عيني رينارا، ثم تنهدت وعقدت العزم، “…حسنًا، التجربة لن تضر. حتى إن لم يُصدّق السعر، طالما السلاح في يدي يمكنني أن أتجادل معه لأخذ تقنية أخرى جيدة.” بعدها فتحت لوحة التحكم للمزايدة.

لكن في هذه اللحظة، وقبل أن تضع رقمًا، سُمع صوت عالٍ:
“أنا أريده، ثلاثة ملايين درة!”

“ماذا؟”
“من تكلم؟”
في لحظة، كل الأعين اتجهت نحو اتجاه معين، هناك، نحو غيمة كثيفة مضاءة بالأزرق.
“من الشخص بداخلها؟”
“الغيمة رقم 100؟ هممم، غريب، نادرًا ما يُبقي أصحاب الغيوم أنفسهم مستترين.”
“أحد قانطي الغيوم؟” حاجبا رينارا ارتعشا، فحتى هي، بعظمة مكانتها، لم تكن مؤهلة للجلوس في إحدى تلك الخيام. لكن في النهاية عقدت عزمها وزايدت على أي حال،
“3.1 مليون درة!”

—–

“تسـك~” روبين انزعج عندما سمع أن مُزايدًا آخر انضم للحفلة، بدون إلقاء نظرة نحو المزايد الجديد، رفع إصبعه ووضع رقمًا آخر: “3.5 مليون درة.”

لكن سرعان ما أضاءت اللوحة فوق اللورد مورفال برقم:
“3.6 مليون درة.”

“من ذلك الفقير المزعج؟!” روبين التفت بسرعة ليلقي نظرة أخيرًا، وبنظره تتبع المقاعد حتى وصل للوحيد المُضاء، هناك وجد شكلًا مألوفًا،
“…رينارا؟”
عدم الفهم تلبّس وجهه للحظات، قبل أن يبدأ بالضحك،
“هيهي، هكذا إذًا. لا أعلم إن كان عليّ النظر لهذا كلفتة لطيفة، أم طريقة أخرى لاستغلالي؟”

ثم، ضاحكًا، هز رأسه… تلك المرأة وأتباعها استغلوا جنوده لخمسين عامًا بدون مقابل، سيكون من الصعب تخيل أنها تقوم بشيء لطيف!

ثم رفع إصبعه مجددًا لوضع رقم جديد،
“أربعة ملايين درة.”
ثم فورًا التفت نحو الشخص المدعو اللورد ديرث.

“……..”
ذلك الشخص ظل جالسًا بدون كلمة، بل عاد ليجلس بهدوء ناظرًا نحو المنصة.

هدوؤه كان شيئًا دفع روبين لرفع حاجبيه… ذلك الشخص، على الرغم من قوته ومكانته، لم يحاول الضغط عليه. عندما وجد أن السعر لم يعد يستحق الرفع أكثر، صمت فحسب. كمية الاحترام التي يملكها الجميع نحو مجتمع الروح وطريقة العمل هنا مذهلة!

هذا جعل روبين يتنهد براحة… السمعة الطيبة التي حصدها مجتمع الروح على مدى عشرات ملايين السنين هي السبب وراء الاحترام الجبري الذي يتلقونه. هذا أيضًا ما دفعه لبيع ذاك الغرض هنا بدون الخوف على حياته من ناحية مجتمع الروح، فهم لن يخاطروا بسمعتهم، السمعة التي تجلب لهم كل تلك الثروات، من أجل شخصية مثله لم تنضج بعد.

في الأسفل، ضغطت رينارا على أسنانها بشيء من القوة، ثم رفعت يديها بصعوبة ووضعت رقمًا آخر،
“…4.1 مليون درة.”

“تسك~ ليس اليوم.” روبين لوّح بشيء من الانزعاج،
“10 ملايين درة!”
“آه..!!”
عند هذا الرقم، فتحت رينارا فمها قليلًا، ثم نظرت للأسفل فحسب.

عندما رأى روبين هذا، ضحك ساخرًا ثم التفت نحو الجنية،
“أنتِ تستفيدين من قيمة هذه الصفقات التي تنخرطين فيها، صحيح؟ أخبري رؤسائك أني اشتريته بسبب ترشيح منك، هيهي.”

<حقًا، ستفعل هذا من أجلي؟؟>
الجنية دارت حول نفسها بضع مرات.

“بالطبع، لقد كنتِ رفيقة جيدة، هاهاها!”
ضاحكًا بصوت عالٍ، روبين ربّت على رأسها وعاد لينظر نحو اللورد مورفال، منتظرًا الإعلان. بالنسبة له، مسألة مزايدة رينارا قد حُسمت~

وبالفعل، بعد دقيقة كاملة، ارتسمت ابتسامة خاصة على وجه اللورد مورفال وأشار نحو روبين،
“منجل الخمود، ملكًا الآن للورد صاحب الغيمة رقم 100!”


 

4.8 24 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
10 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
خالد العربي.
1 يوم

اول

خالد العربي.
1 يوم

اخيرا عملتها

خالد العربي.
1 يوم

فصل دمااااار.

Omr
1 يوم

فلوثثث
يسلموو ياغالي على الفصل

فيمتو
1 يوم

عاااش اخبر الثعلبه الغبيه ماهي مكانتها حتى لو تصرف ملياار عااش

IMG_7768
Xaldurion
1 يوم

كتير يسطا 10 مليون 😂

Teepha
1 يوم

كده هيفشخ رينارا على مزاجه 😂

ShadyKing
1 يوم

شكرا علي الفصل
الله يهديك و يغفر لك ويرحم والدك وجميع موتي المسلمين و يشفي جميع مرضى المسلمين و يساعد المستضعفين من المسلمين

Killer miller
1 يوم

شكرا علي مجهودك

FHD1425
1 يوم

شكرا على الفصل

-+=