مدينة يورا .. بعد شهر ..
إنتهى تدريب أسياد النقوش مع زارا قبل اسبوع و بدأوا جميعاً بإنتاج طلاسم إنفجار النار بكميات كبيرة يومياً مدعومين بتقنيتي تقوية الروح و تجديد الروح، بينما عادت زارا لرسم النقوش التي يستعصى على الاخرين فهمها حالياً..
أما روبين فقد قضى الشهر الماضي يُعيد تأهيل طلسم الصوت بدمج ختم تشغيل المرة الواحد مع نمط الصوت لإنتاج الطلسم الجديد، ثم قام بـ *تقليم* نقش القسم حتى يساع قسم واحد فقط و يكون اكثر ملائمة و سهولة في رسمه
هذا كان جُزءه الاكبر من الإتفاق حول التمويل الذي إتفق عليه مع البطريرك و بيلي سابقاً..
مع ان العملية كانت معروفة بالنسبة له و خطواتها سلسة إلا انه اخذت منه شهر كامل، فعملية دمج ختم التشغيل بين ثنايا النمط لم تكن سهلة ابداً فهو عليه وضع الختم بشكل ليؤثر على النمط بالكامل و في نفس الوقت لا يفسدهما و يعمل كلاً منهما بشكل مستقل، و موضوع نقش القسم كان اصعب حتى لأنه كان عليه إعادة بناءه من البداية تقريباً..
عندما انتهى اخذ تصميم طلسم صوت الإستخدام الواحد و نقش لوح القسم الواحد، ذهب لزيارة زارا و مُتدربيها في الأكاديمية – التي إنتهى الجزء الأول من بنائها قبل بضع ايام –
ثم اختار عشرة من بين الـ 23 سيد نقوش، كانوا هم اعلى عشرة من حيث القوة الروحية و من بين الأصغر عمراً ايضاً.. روبين لم يختر أي واحد من العجائز الذين يقتربون من الموت
ثم قضى يومين يُعلم اولائك العشرة و معهم زارا كيفية رسم ختم الصوت ذا الإستخدام الواحد و نقش لوح القسم ذا الإستخدام الواحد، بينما الـ 13 الباقيين ظلوا يكملون العمل على طلاسم النار وحدها
العشرة المُختارين لديهم الان فكرة كبيرة عن النقوش و بعض الخبرة عن رسم النقوش عملياً، لذلك لن يكون تعليمهم بنفس المشقة الاول.. تقرر انهم سيقضون شهر إضافي للتدرب على الطلسمين الجديد مع زارا قبل ان يبدأوا بإنتاج اول اعمالهم منها،
اولائك العشرة شكلوا اول فريق نخبة بين أسياد النقوش…
و بعدما إطمئن روبين ان كل شئ في مكانه و ان اسياد النقوش الـ 13 الجدد بدأوا بإنتاج طلاسم النار بالفعل بكميات جيدة و رأى عينات منها، رجع روبين لمنزله بصمت..
حان الوقت للرجوع لما كان يفعله قبل ما يقاطعه بيلي.
————-
الإختراق للفروسية.
حُلم روبين منذ فترة طويلة…
تأسيس الأعمدة للفروسية بشئ غير ملموس كمسار الحقيقي لم يكن سهلاً، حتى مع انه يكاد يجزم انه لم يبقى شئ اكثر ليستكشفه في المستوى الأول من المسار، إلى انه مع ذلك يستعصي عليه ربط كل شئ ببعضه بالدرجة الكافية التي تجعله يشكل أعمدته منهم
على الارجح هذا سيأخذ منه بعض الوقت، هنالك أشياء كثيرة يرده فعلها أهم منذ الإختراق الأن
لكنه لم يرد ضغط نفسه للإختراق من اجل القوة او إطالة عمره كما يفعل الجميع، بل من اجل تقليص وقت أبحاثه القادمة…
انه إستثمار طويل لكن لا مفر منه… كم انه مهم لـ زارا اكثر من أي احد اخر
روبين سابقاً قرر ان يوفر لزارا قانون الحياة الرئيسي، لكنه ادرك مدى سزاجته عندما بدأ فعلياً بمحاولة البحث في المسار
مع ان قانون الحياة الرئيسي ليس كمسار الحقيقة السيادي، حيث ان مسار الحياة كمسار النار له قانون رئيسي و قوانين فرعية كثيرة… إلا انه من اعلى المسارات المعروفة بلا شك
بعد محاولات كثيرة منذ وعده لزارا لم يتمكن سوى من خدش سطح المسار و إكتشاف قانون الحيوية الثانوي…
لهذا ايضاً زارا تحاول تأجيل تدريبها بقدر إمكانها، فهى تتأمل بلا تسرع، تنتظر حتى تحدث الإختراقات تلقائياً و تكون لا مفر منها.. فهى لا تملك قانون بعد يمكنها دراسته لبناء أعمدتها، لذلك لا فائدة من الوصول للمستوى العاشر على أي حال..
لذلك فمن اجل زارا اولاً، و اجل أبحاثه المستقبلية ثانياً.. كل شئ يجب ان يوضع على الرف حتى يُنهي إختراقه.
….و في غمضة عين مرت خمسة اشهر.
روبين إنشغل فيهم بالتدريب وحده، لكن ليس بنفس درجة الإنعزالية التامة كالسابق…
معظم الوقت كان يقضيه في التدريب و محاولة افضل الطرق للإختراق، لكنه ايضاً كان يجد وقتاً لعمل بضع طلاسم لكسب أرباح كثيرة من المزادات كما إتفق مع البطريرك
هو لم يكن حتى على عِلم بمدى الصدمة التي كان على المملكة و العالم كله مواجهتها عندما ظهرت ألواح القسم المصغرة و خواتم الصوت في مزاد يورا الكبير اول مرة…
هذا بجانب طلاسم الظلام ذات الـ 50 ثانية و حبوب تنشيط الروح ذات المستوى الثالث التي حرفياً نشبت عراكات بسببها، مدينة يورا إشتعلت بالحياة خلال هذه الأشهر!
حتى انه جهز بضع ألواح قسم ذات العشر أماكن من اجلي بيلي بسبب تدفق الكثير من العائلات في الأراضي الجديدة للقسم بالولاء لعائلة بورتون بعدما رأوا اعداد غفيرة من العائلات الأربعة الأولى يصلون للفروسية امام أعينهم..
أما داخل منزل روبين نفسه، كل شئ كان هادئ… هادئ لدرجة ان ميلا طلبت منه ان تنضم لفريق أسياد النقوش بدلاً من الملل الذي يحيط بالكامل
بعدما رفض اكثر من مرة، جُلبت ميلا احد ألواح القسم بنفسها و اخذت المبادرة لتقسم نفس ما أقسم عليه بقية أسياد النقوش…
عندها فقط روبين وافق ان تنضم لهم و اخبر زارا ان تُعلمها، لكن ميلا لم تذهب قبل ان تعطيه ضربة قوية على جانب رأسه و تنعته بالوغد…
و اليوم ايضاً كان يمر بهدوء داخل منزل روبين، حتى صدر صوت طرق الباب و شخص يتكلم، ” عمي روبين، هنالك بعثة من العائلة الملكية يريدون رؤيتك.”
“العائلة الملكية؟ اوه.. السنة الثالثة قد بدأت بالفعل.. حسناً اخبرهم ان ينتظروا حتى اخرج لهم.” روبين صاح من داخل المنزل، لم يتحرك من مكانه..
“عمي روبين، هم عند البطريرك الأن و قالوا انهم سينتظروك فعلاً، لكن البطريرك يطلب منك ان لا تبقهم منتظرين كثيراً هذه المرة..” الفتى امام الباب رد إحراج..
بعد بضع ثوان فتح روبين الباب، ” و لماذا هذا بالضبط؟”
روبين يعلم ان البطريرك ما كان ليطلب شئ كهذا بدون سبب، اخر مرة تم تجاهل المبعوث لأكثر من شهر و لم يخبره احد
انحنى الشاب قليلاً عندما رأى روبين و رد، ” الذي أتى هذه المرة، هو الأمير المتوج المستقبلي، الأمير ويليام مارلي شخصياً!”
الموضوع التاليالموضوع السابق