في كوخ صغير وسط احد الغابات..
” ننتظر مجدداً؟! انهم يقومون بتصنيع اسلحة مصنفة بأعداد كبيرة، داخل أراضي مملكتي!! ماذا سننتظر اكثر؟ حتى يأخذون عرشي؟!”
*كوااك واك واك*
صياح إنفجر فجأة داخل الكوخ، اخاف كل الطيور و الوحوش في حدود بضع كيلومترات، حتى الخبراء الواقفين خارج الكوخ إضطروا لأخذ بضع خطوات للوراء تلقائياً..
“إهدأ يا تشارلز، رفع صوتك لن يحل شيئاً، دعنا نتكلم بعقلانية”
كان هذا تشارلز دوليف، ملك مملكة دوليفار… رجل معتدل القامة لديه جسده مفتول العضلات و حركات يده السرعة يوحي بأنه شاب صغير، لكن ملامحه و و شعره الأبيض يقولان عكس ذلك
“همف! من يده في الماء ليس كمن يده في النار، أجلتم الخطط يوم بعد يوم حتى جاؤوا يعيدون بناء جيشهم في أرضي و من مواطني مملكتي!!” جلس تشارلز واضعاً كفه على جبهته..
لقد كان كبقية الملوك منشغلاً بإكتشاف قوانين ثانوية و تقنيات جديدة و ترك كل شئ إداري لإبنه الكبير لويس.. لكنه أُجبر على الخروج بسبب الكارثة التي حلت على مملكته.
” نحن لسنا ساكتين، لقد وافقنا على الإجتماع هنا لإيجاد حل، صحيح؟ دعنا نتكلم بهدوء.. اخبرني اكثر عن موضوع تلك السلحة المصنفة.. هل انت متأكد مما تقول؟” تكلم احد الرجلان الجالسان امام تشارلز،
هذا هو جيفري هامبتون، رجل قصير القامة كثيف الشعر لكن عيناه تنضحان بالقوة.. كان هذا ملك مملكة المياه الراكدة.. الرجل الذي له حدود مع مملكة دوليفار، و له مع مملكة الشمس السوداء حدود اكبر حتى من حدود مملكة دوليفار معها، حيث ان مملكته لها حدود مع كلاً من دوقتي ألتون و برادلي من ناحية الشرق،
“مؤخراً بدأت عائلة بورتون تلك بناء مصانع على الأراضي المحتلة و قدموا مرتبات كبيرة للعمال.. عند إفتتاح فوجئ اولائك العمال انهم يشتغلن على أفران غريبة يمكنها صهر المعادن عالية المستوى، و قد بدأوا بالفعل بصنع الأسلحة المصنفة كأنها اسلحة حديدية عادية! بمجرد قوالب!!!” تشالرز رد منفعلاً
” هذا…” نظر الإثنان امام تشارلز بعضهما، ثم سأل الثالث ” ربما تكون مجرد إشاعات؟”
كان هذا جورج أوكلي، ملك مملكة أوكليا، قوي البُنيان اطول من الإنسان المتوسط ذا عينان سوداون حادتان..
مملكته بعيدة جداً عن كلاً من دوليفار و المياة الراكدة، لكن ما يجمعهم ان لها حدود في غرب مملكة الشمس السوداء، تحديداً مع دوقية جوليان
هز تشارلز رأسه، ” مستحيل، مع اني لم أرى احد الأسلحة بعيني، إلا ان هنالك آلاف العُمال يأكدون هذا، كما ان التعدين في أراضيّ المحتلة كلها عن المعادن التي تستخدم لتصنيع الأسلحة ذات التصنيف المنخفض و التصنيف المتوسط… ماذا افعل؟ بينما نتكلم الأن هم يقومون ببناء المزيد من تلك المصانع المشؤومة!!”
بعض حوالي دقيقة من الصمت تكلم جيفري، ” الإنتظار يكون جيد معظم الوقت، فهو يمنحنا المعلومات، و المعلومات هى القوة.. لكن اخشى ان الوقت ليس في صالحنا هذه المرة..”
أومئ الملك جورج موافقاً..
عندما رأى هذا فرح تشارلز، ” أهذا يعني انكما مستعدان للهجوم اخيراً؟”
هز جورج رأسه ثم وقف، ” ليس لدي مشاكل كبيرة مع الشمس السوداء، لقد وافقت على هذا الحلف لأني اريد قطعة من الكعكة.. طالما الأمر وصل لطريق مسدود، فأنا راضٍ بأرضي مملكتي الحالية!”
“ايها الخائن!!” وقف تشارلز و كان مستعداً للهجوم، إن كانت ستسقط مملكته، فلن يسقط وحيداً!
حتى القديسين المنتشرين خارج الكهف ايضاً رفعوا درجة إستعداداهم.. مستعدين للقتال في أي لحظة
“تمهلوا!!” رفع ملك المياة الراكدة جيفري يديه، ” انتم ملوكاً و لستم اطفال في الشارع يتتصرفوا بهذا الشكل… لدي خطة.”
نظر تشارلز بجانبه عينيه، ” قل ما لديك”
“واضح انه لم يعد بإمكاننا الإنتظار حتى محاولة جمع المعلومات، فعدونا يتطور بسرعة و لن يعطينا الوقت الكافي للتفكير بشئ.. يا جورج، قد لا يهمك الأمر حالياً لكن عندما تصل الشمس السوداء لقوة معينة و ينكسر الميزان الذي تقوم عليه الممالك، فستؤخذ مملكتك إلى تحت اقدامهم سواءً شئت ام أبيت!” تكلم جيفري بهدوء
رد الملك جورج متهجماً ” و انا لن اهاجم الأن!! حتى لو تركنا موضوع الأسلحة المصنفة على جنب لأنهم لم يستطعوا جمع الكثير بعد، لقد مر تقريباً عام و نصف مش نهاية الحرب على دوليفار، لابد انهم جمعوا مقدار كبير من الطلاسم بحلول الأن.. انا لست مسُتغنى عن جيشي لألقيه في حفرة من نار!”
عصر تشارلز قبضته، ” جورج!! لا تكن متردداً كالنساء، من يعلم كم من الوقت إستغرقته مملكة دوليفار لجمع تلك الطلاسم التي إستخدمتها في الحرب؟ ربما عشرات او مئات السنين، ربما هم لم يصنعوهم اساساً و الرجل الذي أمدهم بتلك الطلاسم لم يمدهم بغيرها، أنبقى خائفين و نوقف كل شئ من اجل شئ قد يكون وهماً؟!”
رجع جورج ينظر لتشارلز بقرف، ” يستحيل ان تكون تلك الطلاسم لدى دوليفار منذ عقود كما تقول و نحن لا نعرف عنها شيئاً، اول ظهور لها كان في دورة الممالك الثمانية التي أظهر خليفتك غباؤه المستفحل فيها، و بعدها مباشرةً ظهرت بأعداد كبيرة في الحرب، إن كان الرجل الذي يمدهم بالطلاسم توقف عن إمدادهم فمن أين ظهرت تلك الأفران الغريبة و من الذي يصنع الطلاسم التي تباع في مزاداتهم شهرياً؟ … إن كنت تريد المراهنة انه لم يبقى معهم الكثير من الطلاسم فتفضل هاجم براحتك انت و جيفري، أما انا فلست مستعداً للمراهنة على سلامة جيشي.. و الأن هيا إبتعد من امامي!!”
في الحقيقة الملك جورج أوكلي جاء اليوم بنية إيجاد خطط للتعاون مستقبلاً و رسم خارطة للطريق.. لكن سماع موضوع الأسلحة المُصنفة كسر كل ما تبقى لديه من جرأة..
نية القتل طغت على الكوخ الصغير و أثرت على من يقفون خارجه.. في أي لحظة قد ينقلب الإخوة إلى أعداء.
الموضوع التاليالموضوع السابق