بعد بضع ساعات —

السوق العشوائي حول روبين بدأ يهدأ شيئًا فشيئًا، حتى تلاشى كليًا خلفه.

اتضح من حديث الناس أن ذلك المكان يُسمّى “ممشى الفرص”، وأنه يتمركز حول البوابات الفضائية فقط.

أثناء سيره، سمع روبين أحد الأثرياء يتذمّر من هذا المنظر المقرف في مدخل الكوكب، واعتبره واجهة غير لائقة لـ”زارون”، و انه اشبه بنشر القمامة عند مدخل مدينة عظيمة. وأضاف أنه، مجددًا، سيرفع شكوى للمجلس الحاكم من أجل ترحيلهم إلى بقعة أخرى.

لكن، حسب رأي المجلس الحاكم، فهذا أمر صعب؛ فـ”ممشى الفرص” يُعدّ أحد أكبر عوامل الجذب في هذا الكوكب التجاري.
يأتي أشخاص من جميع أنحاء المجرة المحيطة بحثًا عن حلم الثراء السريع، أو لاكتساب القوة من العدم، فيشترون ما يرونه مناسبًا ثم يرجعون إلى حيث أتوا.

وجود “الممشى” في ذلك الموضع يُعجّل بعملية بحث أولئك الأشخاص الأقل شأنًا عن مبتغاهم ورحيلهم، فلا يدخلون عمق الكوكب ويفسدونه. هذا كان رد المجلس في كل مرة، على الأقل.

 

“…” بصمت، أخذ روبين يتلفّت حوله.
بعد الخروج من تلك الفوضى، بدا المكان وكأنه يليق بكوكب تجاري غير مملوك لأحد. لم يعد هناك باعة جوّالون، الشوارع اتّسعت، والنظافة أصبح بالإمكان شمّها.
كبرت المحلات لتصبح بحجم عدة طوابق، وظهرت ظواهر أخرى، مثل قوافل التجنيد للعشائر والأكاديميات!

(مالكي مالكي، ارجع وانظر في ذلك الاتجاه مجددًا، نحو الطابق الثالث!)

“همم؟” بعد سماع نداء إيفرجرين، توقّف روبين ونظر إلى الاتجاه الذي قصدته.
لقد كان معرضًا للسلاح مكوّنًا من خمس طوابق، واجهته بالكامل من الزجاج.
ومع ذلك، وبنظرة واحدة، أدرك روبين أن ذلك لم يكن زجاجًا عاديًا؛ حتى إمبراطور قتالي لا يمكنه كسره بسهولة!

“أيّ واحد منهم تقصدين؟” أشار روبين نحو الطابق الثالث بحاجبيه.
هناك، كانت تُعرض سبع قطع من العتاد، كل واحدة منها معروضة على عمود خاص، وأسفل كل منها كُتيّب شرح.
وبمجرد النظر، استطاع روبين تقييم أن كل واحدة من تلك القطع تُصنَّف كـ”ملحمية منخفضة”!

(أليس هذا واضحًا؟ إنها تلك النظارة!) قالت إيفرجرين وهي تقفز وتشير بحماس.

حوّل روبين نظره فورًا نحوها.
كانت تقصد نظارة فضية بالكامل، بلا عدسات، أشبه بعصبة رأس أكثر منها نظارة!

“هممم… الوصف يقول إنها قطعة تكميلية للدروع. لديها القدرة على مقاومة هجمات الروح بفاعلية أعلى بـ20٪… مثير للاهتمام.”
ثم ضيّق عينيه قليلًا: “السعر… 950 درة؟!”

تعجّب روبين فورًا من السعر الرخيص للنظارة، مقارنة بكونها قطعة ملحمية.
لكنه تذكّر مباشرةً عدد القطع التي تُكوِّن دروع الأباطرة القتاليين في إمبراطورية البداية الحقيقية.
كل طقم منهم يتكوّن من 16 قطعة، لكل منها وظيفة مختلفة، وعند تجميعها تظهر خاصية إضافية للمرتدي.
فما ثمن طقمٍ كامل كهذا يا ترى؟
هنالك عشرات الآلاف منهم في الجيش حاليًا!

بل، وإن وضع هذا جانبًا…
فكم كان سعر طقم الدروع الملحمي الأسود “متوسط المستوى” الذي كان يرتديه هولاك؟!

“…يبدو أن جيشي مرفه أكثر من اللازم.”
قال روبين وهو يحك ذقنه ضاحكًا، ثم التفت إلى إيفرجرين:
“على أيّ حال، لماذا تريدين مني شراء تلك النظارة؟ لا تبدو عملية، ولا أعلم حتى إن كان مرتديها يستطيع الرؤية من خلالها!”

(من يهتم؟! بعين الحقيقة يمكنك الرؤية بسهولة عبرها حتى لو كانت حاجبة تمامًا للرؤية… ولو أن هذا مستحيل~)

لوّحت إيفرجرين بيدها عدة مرات، ثم دفعت نيري بلطف: (أخبريه، هو يسمع منك أكثر.)

أومأت نيري منزعجة وهي تقول: (أخشى أن معها حق. لا يمكنك التجوّل في الأرجاء مكشوف العين الذهبية كلّما رأيت شيئًا يستحق الاستكشاف، أو نشبت معركة.

حتى إن لم يلاحظك من حولك، قد تلاحظك روح الكوكب.)

“…أوه.”
هبط حاجبا روبين للأسفل، لقد فهم الآن أن إيفرجرين لم تكن تمزح.
“لكن هذا مستبعَد… صحيح؟” ثم حكّ رأسه وقال:
“حسب فهمي، روح الكوكب لا تراقب كل شيء طوال الوقت.
حتى لو استخدمت عين الحقيقة الآن، فغالبًا لن تلاحظها لأنها لن تهتم لأمري.”

ثم تابع:
“ثانيًا، ما المشكلة إن توهّجت ذهبيًا قليلًا؟
ألا توجد تقنيات تجعل العين تتوهّج بهذا اللون؟
شروط معرفة أنني مُرشّح لذلك الشخص صعبة للغاية… أن تراقبني روح الكوكب، وأن تعرف أنني أستخدم قانون الحقيقة السيادي… وهذا أمر صعب.”

(صعب على غيرك، أما أنت فلا! قريبًا ستجد نفسك في بؤرة الأحداث من جديد! أنت موهوب بالفطرة في جذب الأضواء!!) أمسكت إيفرجرين رقبة نيري وبدأت تهزّها بغضب.

طاخ! نيري لكمتها بعيدًا، ثم عادت لتقول لروبين: (أرواح الكواكب على الأغلب لن تشي بك حتى لو اكتشفت أنك مُرشّح له، لأنهم سيخشون التورّط في مشاكل أكبر منهم.

لكن لا يمكن توقّع طريقة تفكير كل روح، فنحن وُلدنا بشخصيات مختلفة. الأفضل أن تبق حذرًا.)

“هممم… كلماتك تحمل من الحق ما يكفي لشراء النظارة.”
فرك روبين ذقنه، ثم رفع كتفيه وتابع سيره:
“لكنها قبيحة جدًا.”

(هل حقًا ستخاطر بوقوع مصيبة فقط لأنها قبيحة؟!) صرخت إيفرجرين بجنون.

“طبعًا! أنا إمبراطوري كوكبي، حتى لو لم يعرفني أحد، يجب أن أُبقي على حد أدنى من الهيبة!”
ضحك روبين وهو يتقدم.

التحرك في كل مكان بتلك النظارة سيكون مهين،
وإن أخرجها وقت القتال ليرتديها، فقد يستسلم خصمه من شدة الضحك!

“هممم؟”
أثناء سيره، التقط شيءٌ ما انتباهه أخيرًا.

في تلك البقعة من الكوكب، حيث الشوارع شبه خالية من الناس، كانت تلك النقطة تعجّ بجمهور ضخم.
شكلوا حلقة كبيرة حول ما يبدو كـ”سفينة طائرة خاصة”.

“…”
مدفوعًا بفضوله، تقدّم روبين بخطوات قليلة نحو الجانب، ثم ربت على كتف البشري الوحيد في الحلقة: “يا أخ، ماذا يحدث هنا؟”

نظر الشاب إلى الوراء بعينين واسعتين، ثم ردّ بلطف:
“أوه، ألا تعلم؟ اليوم تُقام اختبارات لتحديد نوع الروح. من وُلد بروح مميزة سيتمكن من دخول عشيرة الأرواح السبعة… مجانًا وبدون دفع أي شيء!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/53

من Zeus

-+=