الكوكب التجاري – زارون

بززت
“همم؟” خرج روبين من البوابة، متأهبًا في البداية. لم يكن يعرف شيئًا عن هذا المكان سوى أن رينارا قد قامت بترشيحه.

استعد نفسيًا لاحتمال أن عليه شرح هويته لمشغلي البوابة وسبب قدومه، فحضّر عددًا من السيناريوهات واستعد للقتال أو الهرب إن لزم الأمر.

لكن سرعان ما ارتفع حاجباه من الدهشة.

“تعال تعال، أجود أنواع الأخشاب لدي هنا!”

“محتال! أمسكوا المحتال!!”

“تعالَ يا ابن عرس، لدي زوجة جيدة لك!”

بمجرد أن خطا روبين أول خطوة خارج البوابة، رأى سوقًا ضخمة! كانت البوابة منصوبة فوق منصة حجرية ترتفع بضعة أمتار عن مستوى الأرض، وأمامها سلالم تؤدي للأسفل.
من نهاية آخر درجة في السلم الحجري، امتد شارع عريض بامتداد الأفق، مزدحم بالبائعين والزبائن!

“هاي، هل تنوي التقدم وفتح الطريق لغيرك أم تنتظر دعوة؟” وضع مشغل البوابة يده على كتف روبين القادم الجديد.

“…؟!” نظر روبين بعدائية إلى جانبه، نحو شخصٍ تنزل من وجهه مجسات تشبه مجسات الأخطبوط، وزادته الرائحة الكريهة المشابهة للسمك النتن قبحًا فوق قبحه.

بهدوء، أزال روبين يد الرجل وقال، “سأغادر.” ثم بدأ ينزل السلالم.

بززت
فورًا، اشتغلت البوابة مجددًا، وخرج شخص آخر. هذه المرة اندفع راكضًا نحو السوق متجاوزًا روبين بسهولة وكأنه يريد خطف شيء قبله.

لكن روبين لم يهتم، وتابع النزول بهدوء، واضعًا يديه وراء ظهره، يتلفت حوله محاولًا فهم ما جاء إليه قدر الإمكان…

بنظرة جانبية، رصد روبين عددًا كبيرًا من بوابات الفضاء الأخرى، كلها منصوبة بنفس الطريقة، وكل واحدة تقود إلى سوق كبير أسفلها.

جميع تلك الشوارع الكبرى الممتدة امام البوابات كانت متصلة بعدد من الشوارع الجانبية، في شبكة هائلة، خالقةً ما بدا كسوق تجاري بحجم كوكب!

بززت
من خلفه، اهتزت البوابة مجددًا، وقفز منها شخص آخر، كسابقه، يركض نحو السوق.

لكن هذه المرة لم يدعه روبين يمر. ووش! بيدٍ خاطفة، أمسك به روبين، وسأله: “لو سمحت، لأي إمبراطورية يتبع هذا الكوكب؟ ما حجم وجودهم العسكري بالضبط؟”

الشاب الذي بدت ملامحه وكأن له أصولًا فئرانية، أبعد يد روبين وصاح غاضبًا:
“تابع لأي إمبراطورية؟ هل أنت مجنون؟ هذا كوكب تجاري حر!!”
ثم بـ سووش قفز مجددًا واختفى عن الأنظار.

“كوكب تجاري حر؟ هذا يبدو لطيفًا…” مبتسمًا، تابع روبين طريقه نزولًا حتى اجتاز السلالم ودخل السوق.

كلمة “مزدحم” لم تكن تكفي لوصف ما يحدث هنا.
آلاف فوق آلاف من جميع أنواع المخلوقات متمركزون في بقعة ضيقة، مجرد التحرك فيها كان صعبًا. ومع ذلك، لا أحد كان يطير… ولا أحد يستطيع.

فحسب تقارير رايدن العديدة التي قرأها، في الحزام المتوسط الطيران ممنوع على أي شخص تحت مستوى كارثة عالم!

وليس الأمر وكأن مُلاك الكواكب اتفقوا على ذلك، بل تركيبة القوانين هنا مختلفة.

القوانين السماوية التي كانت تسمح لقديس في المستوى 21 بالطيران في الحزام اليافع، لا تسمح بذلك هنا. أو على الأقل، لا تسمح بالطيران العادي، حيث يقوم المتدربون بعمل غلاف من الطاقة حول أنفسهم ليتحركوا بحرية في الهواء الملئ بالطاقة الطبيعية و كأنهم جزء منه. من يريد الطيران هنا عليها استعمال حيلة، او شرائها!

“هممم؟”
رفع روبين رأسه قليلًا، ينظر للأعلى.

كان هناك ما يشبه رصيفًا خاصًا لهبوط السفن… رصد عددًا من السفن الصغيرة المتشابهة، كل منها يسع لفردين أو ثلاثة بالكاد، وتحمل جميعها نفس الشعار.

“أوه، تبدو كسفن للإيجار، لكن تلك النقوش ليست نقوش فضاء، تبدو مخصصة للنقل داخل الكوكب نفسه…” روبين تمتم و هو يراقب ذاك النظام من مركبات الاجرة، انه ببساطة منطقي جداً امام الازحام الذي يراه!

بخلاف تلك السفن الصغيرة، لمح روبين عددًا من المركبات الأكبر والأكثر فخامة، لكنها كانت تطوف فوق رصيف خاص، وأمامها حراس.

“همم؟” رفع حاجبًا محاولًا التخمين. لكنه لم ينتظر طويلًا ليعرف جوابه، بززت

البوابة خلفه تفعّلت مجددًا، خرج منها شخص آخر لم ينزل مسرعًا، بل اتجه مباشرةً نحو إحدى السفن الخاصة.
انحنى له الحراس احترامًا، تبعوه للداخل، ثم تحركت السفينة فوق السوق واختفت بسرعة عن الأنظار.

“هذه إذًا سفن خاصة تنتظر الأغنياء. لا ألومهم، منظر السوق لا يساعد على المرور أبدًا. أتساءل إن كان عليّ استئجار واحدة…”
حك روبين رأسه لبضع ثوانٍ، قبل أن يبتسم ويتابع التقدم:
“…ربما ليس اليوم.”

“تعالوا هنا! لدي كنوز عتيقة ستغنيكم بين ليلة وضحاها! بدرّة واحدة فقط ستؤمِّنون حياة أحفادكم!”

“أغنِ نفسك أولًا أيها الجربوع!”

“معي هيكل عظمي لرضيع تنين أسطوري! من يشرب حساء العظام لن يصاب بنكسة على السرير أبدًا! ثلاثة ألتار من جوهر الطاقة وهو لك!”

ابتسم روبين وهو يتقدم.

الشارع كان عبارة عن فوضى منظمة.

كانت هناك محال كبيرة محترمة، لها أبواب عريضة وتعرض بضائعها داخل ألواح زجاجية محمية بمصفوفات ضد السرقة والاقتحام، لكن لم يكن يدخلها أحد تقريبًا.

أما أمام تلك المحال، فقد امتلأت الأرض بطاولات صغيرة أو مجرد ملاءات يعرض عليها الباعة أغرب الأشياء شكلًا واسمًا، والزحام كله كان حول هؤلاء الباعة المتجولين.

كان واضحًا أن معظم تلك المعروضات مجرد تقليد ونصب، فمن يبيع هيكل تنين بعشرة أكواب من جوهر الطاقة؟!

لكن ربما، فقط ربما، قد يحالف أحدهم الحظ ويصيب صيدًا ثمينًا.

وحسب الزحام الرهيب، يبدو أن الفرصة موجودة بالفعل — بعملية شراء واحدة، قد يتحول شخص من فقير إلى فاحش الثراء…
كل شيء كان مسألة مهارة وحظ.

“هاي! أيها البشري هناك! تعالَ، لدي صفقة العمر لك!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/49

من Zeus

-+=