“روبين بورتون، انتظر!!” صوت انثوى انفجر فجأة هز السماء و الارض، جاذباً كل الانظار
“جلالتك.” على الفور الـ 12 شيخ انحنوا قليلاً، و دارميك اومئ بتحية عسكرية مُتسيبة.
“جلا–” رئيس حراس البوابة حاول اداء التحية العسكرية، لكن مخلوق الروح سيليبوس لم يترك له اي وقت للتنفس، فضلاً عن عمل اي تحية. و في هذه اللحظة كان محاصر من جميع الجهات، فكل الحراس الاخرين تمت تسوية وجووهم بالارض.
الحراس القادمين من القصر لم يكونوا افضل حالاً ايضاً، كلهم الان اما مُلقين على الارض في حالة يرثى لها، او ما يزال قتالهم ساري، محاصرين بثلاثة او اربعة مخلوقات روح!
“ماذا يحدث هنا؟” رينارا فتحت عيناها على اخرها، الوضع الفوضوي التي تراه في باحتها الخلفية لم يحدث منذ مئات الاف السنين، “روبين بورتون، لماذا تقاتل حراسي؟!”
…روبين رفع رأسه للأعلى قليلاً، اوقف تفعيل التقنية لكن جسده ما يزال متلئلئ بالاوشام، ثم بهدوء اشار نحو الجندي المًصفد على الارض، “أهكذا كان اتفاقنا؟ أهذه هى *الصداقة* التي كنت تتطلعين لها؟!”
“أتجرؤ على رفع صوتك على جلالتها؟!” دارميك لوح عباءته البُنية بغضب و نبل
“صمتاً، دارميك!” رينارا اطلقت صيحة خفيفة، ثم اشارت نحو الجندي، “ما هذا بالضبط؟”
“انه نائب خائني فرقة البشر، جئت به حتى نقرر ما علينا فعلها بهم.” دارميك عقد حاجبيه قليلاً، لا يفهم لماذا تُكلمه جلالتها بهذا الشكل
عين روبين انتفضت، “من الخائن ايها العجوز الخرف؟!”
“يكفي، روبين بورتون!” رينارا رفعت يداها لتهدئ روبين، ثم عادت لتواجه دارميك، “…هل امرتك بفعلة كهذه؟”
“ألم تخبرني ان أتي بالنائب لنستجوبه عن انسحاب جينراله؟” رفع دارميك صوته قليلاً، شاعراً بالظلم
“هل فسرت كلامي على ان تسجنه و تهينه؟!” بالمثل رفعت رينارا صوتها قليلاً، عليه، ثم عادت لتبتسم نحو روبين، “انه مجرد سوى تفاهم، روبين بورتون، أرجع اسلحتك مكانها و تعال للداخل نتفاهم.”
“…..” دارميك، كل الشيوخ، و حتى الحراس عقدوا حواجبهم، ألسنتهم معقودة، لا يفهموا و لو قليلاً لما تتكلم الامبراطورية الكوكبية رينارا بهذا الإسلوب مع مجرد قروي مُستخدم للدرجة الرابعة من القوانين
في الحقيقة لو حاول احدهم التركيز قليلاً كان ليجد قطرة عرق وحيدة تنسال من على جبهة رينارا… هى لا تعرف ان كان روبين يمكنه قتال كل الموجودين فعلاً ام لا، و هذا غير مهم، هى فقط لا تريد ان تغضب شظية الروح الكامنة في نطاقه الروحي.
و روبين، الذي كان يراهن على هذا، اشار نحو الجندي المُصفد، “انا سأرضى ان رضي هو، هذا الجندي الجيد الذي تم اهانته لمجرد انه فرد من جيشي، أعيدي له كرامته.”
“…..” رينارا ابتسمت بصعوبة شديدة و إلتفتت نحو الشاب المُصفد، “نحن نعتذر عن سوء التفاهم، سأمر فوراً بصرف مكافئة 10 الاف درة للمساعدة على عملية شفائك و للتعويض عن الاضرار النفسية.”
“جلالتك!!” الشيوخ الاثناعشر صاحوا في نفس اللحظة، 10 الاف درة؟ هذه الكمية تعادل تقريباً 3% من عدد الدرر في الخزينة الامبراطورية!
“صمتاً.” رينارا لوحت بقوة، هى تتذكر جيداً منظر العاصمة الامبراطورية في يورا و كَم الترف الذي يعيش فيه شعب البداية الحقيقية، هى فقط تأمل ان 10 الاف سيكونوا رقم كافٍ للخروج من هذه الأزمة.
ثم اشارت نحو احد الشيوخ، “انت، خذ السيد جندي و عالجه ثم احضر لك مكافئته، يجب ان يُعامل كضيف مُكرم.”
“أأ…” الجندي فتح عيناه المليئة بالدم و الدموع على اخرها، لا يصدق ما يسمع.
رقم الدرر نفسه لا يهم، فبعد كل البطولات التي قام بها للجيش فعدد نقاطه الهائل يكفيه، لكن… الامبراطورة رينارا التي سمع عنها الكثير لـ 50 عام، تعتذر له شخصياً؟!
“هاي، هل انت راضٍ؟” روبين اومئ نحو الجندي.
“ر- راضٍ! راضٍ تماما!!” الجندي ساعد نفسه ليقوم قليلاً و ركع على ركبتيه امام روبين، حتى لو لم يُعطه احد اي شئ، هو لا يريد ان يجلب المشاكل لجلالته!
روبين اومئ بلطف، ثم اختفى الرمحين من يده، بعدها الوشوم التي تملئ جسده سُحبت تباعاً، و ببطئ لف رأسه نحو دارميك الذي كان ينظر نحوه بغضب. فأشار نحوه، “يمكنني ان اطلب من رينارا ان تعاقبك الان، و انا اعرف انها ستعاقبك، لأنه ان لم تفعل فما جلبته لها اليوم لن ير النور ابداً.” ثم انزل يده ببطئ، “لكن هذا سيضعها في موقف سئ، و انت بصراحة لا تستحق ان تُزرع ضغينة بيني و بينها.”
*هووم* *هووم* بوابات فضية فُتحت عشوائياً و بدأت مخلوقات الروح تقفز فيها منسحبين
*باام* رئيس حراس القصر، خبير في كارثة عالم، نزل على ركبة واحد فوراً بعد انسحاب خصمه. فاتحاً عينه على اخرها، لاهثاً من اجل الهواء بينما الدماء تنهمر منه فمه… كان هذا وشيكاً!
“…” رينارا اعطت مسحة سريعة للمكان بعيناها، الاستياء بادٍ في عيناها، كمية الدمار التي خلفتها المعركة ستحتاج سنوات و كم هائل من الموارد لترميمه!
اما روبين فلم يُكلف نفسه بالنظر نحو الحراس الذين تُركوا بين الحياة و الموت، هو فقط فتح ذراعيه و رفع صوته، “فليعلم القاصي و الداني ان امبراطورية البداية الحقيقية ليست اتباع لأحد، امبراطورية البداية الحقيقية أعوان لكم ان انا أردت، و اعداء ان انا اردت.”
“حسناً هذا يكفي الان، تعال معي.” بتلويحة خفيفة من رينارا، هى و روبين اختفوا من الموقع.
تاركة ورائها اكثر من مئة حارس، شيوخ و دارميك نفسه، كلهم فاتحين اعينهم على اخرها، يتعرقون، يفكرون في نفس الشئ… هل تم تهديدهم للتو من قبل شخص في المستوى 44؟ بل و امام الامبراطورة؟!
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/45