بعد اربعة ايام اخرى– كوكب ازاكرا

هذا المكان دائماً يبدو و كأنه لا يتغير ابداً، لا تنال منه عوامل الزمن مهما مر من سنين. حديقة شاسعة تمتد بإمتداد الافق مليئة بالتماثيل الفخمة و الاشجار الضخمة، مع ذلك لا يوجد فيها طفل ليتمتع بالحدايق ولا حشرة لتتغزى على جذور النجيل، لوحة فنية خالية تقريباً من اي حياة. تقريباً.

ففي وسط هذه الحديقة الهائلة كان هنالك صرحين عظيمين، الاول هو قصر ضخم يمكن للمرء ان يكسر رقبته و هو يحاول رؤية ارتفاعه، و الثاني يقع امام القصر بمسافة ليست بالبعيدة او القصيرة وهو مدرج عالٍ و اعلاه يقع نصف قوس معدني، بوابة فضاء، و حولها حراسة مشددة.

*بززت* تلك البوابة تفعلت فجأة، و كل الحراس حولها وضعوا أسلحتهم وراء ظهورهم بإحترام و تجهزوا لأداء التحية.

فهذه البوابة بالذات مخصصة لكبار الشخصيات اياً كان من سيخرج منها يجب ان يكون شخص ذا قامة عالية في امبراطورية المسارات التسعة. اما دورهم هم كحراس؟ زينة. او ربما ليساعدوا القادم الجديد على حمل شئ.

و مع ذلك، لم يخفض الحراس رؤوسهم انحناءاً قبل خروج القادم الجديد، اعين الثعالب الحادثة خاصتهم مُركزة على البوابة تأكلها آكلاً، فـ لعل و عسى، بعد ملايين السنين، يحدث الخطأ اليوم و يخرج عدو غير مرغوب.

لكن اليوم كان مقدر له ان يمر كأي يوم اخر، فالشخص الذي خرج يعرفونه جيداً. “نحيي اللورد دارميك.” جميع الحراس انحنوا انحناءة كاملة.

“تعال.” من وراء دارميك خرج بشري يرتدي درع ذهبي اسود، مُكبل بالأصفاد.

بعدما امسك بذلك البشري من وراء رقبته بشكل مهين، دارميك إلتفت للحراس، “جلالتها موجودة في قاعة العرش اليوم؟”

“اجل، لورد دارميك، لقد استقبلت زائر قبل قليل، ستجدها في قاعة العرش.” رئيس الحراس اومئ بإحترام، ثم اشار بهدوء نحو البشري ذا الاصفاد، “اتريد مساعدة، لورد دارميك؟ هل نودعه السجن المؤقت؟”

“كلا، انه مجرم حرب سيتم عرضه على جلالتها اولاً.” دارميك بعدها سحب السلسلة على عنق الجندي و بدأ يتقدم بينهم نازلاً من على السلالم.

“هذا لن يمر على خير… عندما يعرف الجينرال رايدين بما تفعله ستدفعون الثمن!” ذلك الجندي أصر على اسنانه بقوة، هو كإمبراطور متوسط المستوى، لم يشعر بهذه الاهانة ابداً من قبل!

*بام* دارميك لطمه على مؤخرة رأسه فجعل عيونه تهتز من شدة الصدمة، “كلام اقل ايها الهارب.”

*بزززززززت*

“همم؟” مجدداً البوابة تفعلت و كل الاعين عادت نحوها مرة اخرى، حتى دارميك وقف و نظر نحوها. فأي احد منه احداثيات هذه البوابة هو شخصية كبرى، لن تكون فكرة جيدة لو تابع المشي و هنالك شخص اعلى منه مقاماً قد وصل.

*خطوة* لدهشتهم، من خرج للتو كان بشري يرتدي ثوب ابيض عادي، خامته ضعيفة لا يبدو انه مُعزز بأي طريقة، هو نفسه كان يضع يداه وراء ظهره و ينظر حوله مبتسماً كأنه في رحلة.

*شهيق* ذلك البشري اخذ نفساً عميقا، “…تركيز الطاقة فعلاً اقل من نيهاري. هممم.. يمكننا بالفعل الشعور بالحدود المفروضة حول الشعور بالقوانين، لا اشعر بشئ فوق الطبقة الرابعة. كما ان هنالك ثِقل غريب بدأ يؤثر على مركز تجمع الطاقة؟ مذهل…”

“هل يمكنني ان اسأل من انت، ايها البشري؟” رئيس الحراس تقدم واضعاً يد واحدة وراء ظهره.

الاستنقاص في نبرته واضح جداً، خاصة عندما رأى ان القادم الجديد لا يرتدي اي دروع او يملك غرض عالي المستوى، عندما شعر بقوته كشخص في المستوى 44 فحسب، يتكلم كفلاح يرى المدينة لأول مرة، هذا كله بالإضافة إلى انه بشري!

لكنه مع ذلك حاول الحفاظ على غطاء من الرسمية، فلا يفترض ان يأتي احد من هذه البوابة إلا ان كان شخصية مهمة، او ضيف.

“اوه، اعتذر، اين لباقتي؟ انا جئت من الحزام اليافع و معي غرض للسيدة رينارا، رجاءً اخبروني اني هنا.” روبين صفق بقوة، الإبتسامة لا تفارقه، ثم عاد ليتفحص كل شئ حوله، فربما لا يمكنه الشعور بالقوانين الناضجة تلك مباشرةً، لكن على الاقل يمكنه إستنتاجها من مخلوقات الكوكب!

“السيدة رينارا؟” رئيس الحراس عقد حاجبيه بقوة، “جلالتها لا تقابل كل من هب و دب، رافقني للمكتب المخصص بشؤون التابعين من الحزام اليافع، هناك سيعرفوا كيف يتعاملوا معك.”

“لا بأس.” روبين رفع كتفيه، لا يهم بالروتينات كثيراً

“جيد انك تفهم.” رئيس الحرس اشار لأحد اتباعه ان يأتي ويصطحب روبين، ثم عاد لينظر نحو القادم الجديد “لا تقف في الطريق للمس اي شئ، كل حبة رمل هنا غالية بالنسبة لك.”

“اجل اجل اياً يكن..” روبين تمتم و هو ينظر نحو شجرة ضخمة بالقرب، واضح انهم لم يكن يستمع اصلاً، بالفعل بدأ يتحسس بعض القوانين العتيقة فيها!

“تعال من هنا ايها القروي.” الحارس المخصص لإصطحاب روبين اشار له نحو السلالم

“هممم مذهل…” روبين تمتم، ما يزال يراقب كل شئ حوله، لكنه غريزياً تحرك نحو السلالم

هناك حيث سمع صوت جديد، “انت هناك، نحن لا نملك بشر كأتباع في الحزام اليافع غير امبراطورية البداية الحقيقية، ما الذي تفعله هنا؟ هل ارسلك ذلك الهارب رايدين لتحسس الوضع؟ ام ارسلك امبراطوركم التافه للإعتذار؟ لقد فات الاوان.”

“اخرس!!” السجين المُصفد صرخ عليه، “حتى الجينرال رايدين لو كان هنا يمكنها ان يدعك تفلت بإهانته، لكن لن اسمح لك بإهانة جلالته!!”

*طاخ* مجدداً، لطم دارميك الجندي المصفد على مؤخرة رأسه، هذه المرة انسكب الدم من عيناه، اذنه و فمه، “أتحسبني اهتم بهذا او بذاك؟”

“هممم؟” تركيز روبين قوطع عندما سمع كلمة رايدين، و عاد لينظر امامه مباشرةً، هناك حيث رأى شخص بثمان ذيول، يجر انسان يرتدي درع ذهبي اسود، فوراً إسودت الدنيا في وجهه، حاجباه غطسا لدرجة ملامسة انفه: “ماذا يحدث هنا بحق الجحيم؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/42

من Zeus

-+=