بعد بضع ايام— في مكانٍ ما في القطاع 100 اليافع

*صمـــــــــــــــــــــــت*

“….” عبر مضيق ضيق جداً في بحر الفضاء اللامتناهي، روبين جسده متصلب كأنما بقي في الجليد لمليون عام، عملياته الحيوية كلها متوقفة، و مع ذلك كان ير كل شئ من وراء جفناه المغلقين!

هذه لم تكن اول مرة يختبر فيها روبين هذا الشعور، شعور القهر كأنه كالميت لا يمكنه حتى تحريك مقلة عيناه، هذا نفس الشعور الذي خاله عندما ذهب لنيهاري اول مرة، ثم مجدداً عندما سافر لجرينلاند برفقة جيشه!

و مع ذلك، لم يبدو منزعجاً جداً.

-…مقارنةً بالدرجة الرابعة، الدرجة الخامس من الفضاء في مستوى مختلف كلياً، لو تمكنت من استعمالها سأستطيع السفر عبر الكواكب القريبة بدون الحاجة لبوابات!- روبين تمتم لنفسه، مذهولاً.

لكنه وجد انه لا عجب في ذلك، فبوابات الفضاء المعدنية تحمل انماطاً عبارة عن مزيج بين الدرجتين الخامسة و السادسة فقط!
داخل حدود كواكب النطاق اليافع لم يتمكن روبين من رؤية أي شئ فوق الدرجة الرابعة، ليس لأنهم محجوبين، بل لأنهم غير موجودين اساساً.. لم ير شئ سوى تلك النقوش العملاقة المتراقصة في الأفق. لكن هنا في الفضاء الوضع مختلف، بمجرد بدأ روبين رحلته تمكن من رصد الدرجة الخامسة من قانون الفضاء!

و هذه لم تكن اول مرة ير فيها قانون من الدرجة الخامسة، فـيوماً ما اثناء خلوة الـ 100 عام قرر انه عليه الاستراحة و النظر لشئ جديد، فذهب لكوكب نيهاري، نحو بحر الحمم، نحو الهاوية. هنا تمكن من رؤية الدرجة الخامسة من قانون الترميد بوضوح، مجرد اخذ لمحة عنه سرعت عملية اكتشافه لقانون الدمار الرئيسي!

لكن هنالك شئ غريب…

-الدرجة الخامسة فعلاً مذهلة، لكن لماذا أراها؟ أتسائل لو كانت هذه قدرة عين الحقيقة الطبيعية، ام الغلاف الذهبي الذي اعطاني ايها المستبصر كان له فضل في ذلك؟-
حسب كلام رايدين، و كلام ايفرجرين من قبل، فالمنتقلين من الحزام اليافع إلى الحزام المتوسط يلقوا نوعاً ما من القيود. وصفها رايدين انها صعوبة في التدريب و الترقي للمستوى الاعلى، و إستحالة الشعور بالقوانين فوق الدرجة الرابعة!

روبين فكراً كثيراً في السبب وراء ذلك، أليست الفكرة من ارواح الكواكب و تقسيم الاحزمة من البداية كان الحصول على القوة، فلماذا التقييد؟ لكنه سرعان ما جاء ببضع اجوبة لنفسه.

لو لم تكن تلك القيود مفروضة لتقاتلت القوى العظمى في الحزام المتوسط على جذب الموهوبين في الحزام اليافع و تدريبهم عندهم، كأثرياء يذهبوا لشراء صغار الاسود و النمور لتكبر عندهم! هذا كان ليُصفي الحزام المتوسط من اي عباقرة، من اي امل لأي كوكب جديد او اي قوة جديدة لتنهض.

على النقيض، التقييد جعل اولائك العباقرة عديمي الفائدة نسبياً في الحزام المتوسط، مثلهم مثل الجنود العاديين، فذهب الإتجاه العام إلى دعمهم في كواكبهم لينشؤوا امبراطوريات و يُقووا شعوبهم حتى يترقوا اخيراً.

بالإضافة، اذا تمكن اولائك العباقرة بطريقةٍ ما من الوصول لنطاق كارثة عالم اثناء وجودهم في الحزام المتوسط، فهذا سيُجبر كواكبهم على الصعود فوراً، بينما بقية اهل الكوكب في حالة ضعف و غير استعداد فيتم تحويلهم لمزرعة على الفور. من اين نُظر للأمر، هذه كانت ستكون نهاية الحزام اليافع و اي قوة جديدة قد تخرج منه مستقبلاً.

من قام بوضع هذه القاعدة كان يعرف ماذا يفعل جيداً.

-هممم؟- اثناء استمرار روبين في فحص الدرجة الخامسة من الفضاء، لاحظ شئ امامه، -ما هذا الشئ؟!-

لقد كان جدار هائل من الطاقة، يطغى عليه اللون البرتقالي، مهما حاول روبين النظر للأعلى او للاسفل لم يتمكن من رؤية حدود لذلك الجدار -جدار من الطاقة الصافية، شديدة السماكة لدرجة انها بدأت تتصلب؟ من قد يضع شئ بهذا الحجم هنا؟-

-اوه.. لا لا..- روبين لاحظ انه يتوجه بسرعة مهولة نحوه، سيصطدم بذلك الشئ في اي لحظة، -لااااااا—-

*فوووووووووووم*

بالفعل روبين وجد نفسه يصطدم برأسه اولاً مع ذلك الجدار، لكن الاصطدام لم يكن كارثي كما كان يعتقد، لم يشعر بتغيير في حالته الجسدية او الذهنية، وجد نفسه انها ما يزال في حالة التجمد. و مع ذلك، بدأ يتقدم داخل ذلك الجدار ببطئ شديد، لا يقارن بسرعته الاولى!

لو كان على روبين وصف شعوره الان، لقال انه اشبه بحشرة كانت تطير بسرعته القصوى قبل ان تصطدم بوعاء ملئ بالمربى!

-همم؟- من وراء جفنيه، روبين لاحظ شئ غريب حوله، كان هنالك عدة اشخاص في نفس حالته، بعضهم يتوجه لنفس طريقه، و بعضهم قادم من الناحية الاخرى، كلهم في حالة التجمد، كلهم يتقدموا ببطئ شديد… لكن فقط روبين، او مختار حقيقة اخر، يمكنه رؤية ما يحدث الان!

كان واضح ان طاقة الجدار تفحصهم بطريقةٍ ما، فبعد الاصطدام الاول روبين تباطئ قليلاً ثم بدأت سرعته تتزايد، و البعض الاخر تباطئت سرعتهم اكثر، خاصةً اولائك القادمين من الناحية الاخرى، لقد علقوا!

*سوووووش*

مرت عدة ايام اخرى سريعاً—

-مذهل- خلال تلك الفترة، روبين رأى مئات الاشخاص يحاولوا التحرك ذهاباً و اياباً.

رأى حقل الطاقة الهائل الذي يسبحوا فيه يهاجم اشخاص معينين و يقتلهم، و رأه يهاجم خواتم و اسوار لأشخاص معينين و يدمرها، معظم تلك الحوادث كانت تقع مع الاشخاص القادمين من الناحية الاخرى، لكن بعضها كان يحدث مع اولائك القادمين من ناحية الحزام اليافع

-هذا بالتأكيد هو الخط الفاصل بين الحزامين اليافع و المتوسط!- تابع روبين النظر حوله بعجب

*فوووووم* فقط بعد ما يقارب الاسبوعين تمكن روبين من التحرر الجدار العازل. اول شئ اراد فعله هو القاء نظرة على الجانب الاخر لير ما يحدث، لكن فوراً بدأ الممر الفضائي بالعمل بكامل قوته مرة اخرى و بـ*وووش* اختفى فوراً فور العبور للناحية الاخرى

لقد وصل رسمياً للحزام المتوسط!

من Zeus

-+=