“أبي… اسف لكن لا يبدو انك تعي ما تقول، ذلك الشخص يكره كل حرف من اسمك، هو فضل ان تحترق يورا و من عليها حتى يغيظك قليلاً، فضل ان يتعامل مع غزاة اجانب بدل ان يزعن عليك، خاله.” اقترب ريتشارد خطوتان لوالده، عيناه مفتوحتان على اخرها بعدم تصديق، “أتريد لشخص مثله ان يدير لك امبراطوريتك؟!”

“و ما المشكلة؟ المصالح تُصالح.” روبين تقدم و لف ذراعه حول رقبة ابنه، “اسمع.. انا ادرك ان العباقرة من هذا النوع لا يركعوا لأحد ويحملوا الكراهية في قلوبهم للأبد حتى لو كان على حساب حياتهم. انا فعلت هذا عندما ماتت امك فجلبت العفاريت، انت فعلت هذا مع قبيلة عزيل فقتلت عشرات الملايين منهم و سحقت اساساتهم، و هيلين عديمة الصبر فعلت هذا بأنها ألقت كل شئ ورائها و جائت لقتلي مع انها تعرف ان ستجلب لنفسها مشاكل كارما… هذا خصلة في جميع من لهم شأن. لكن هل علينا ان نقتله لأنه حاول و فشلت؟ ارى انه اخذ جزاءه و بزيادة”

“عن نفسي لا ارى ذلك. ألا تتذكر كيف نظر لك؟ كيف حاول شتمك عندما رآك؟ واضح جداً انه لم يتعلم شئ بعد.” هز ريتشارد رأسه، “لو اردت ان تقارن ما حدث معه، بما حدث معي… فأخش ان حتى لو امسكت بي قبيلة عزيل مجدداً و استمروا بتعزيبي للأبد لظللت اكرههم حتى يوم موتي، هذا سبب اضافي يحثني على عدم تركه!”

“اوه لكن وضعك مختلف قليلاً.” روبين ربت على كتفه، “عائلة بورتون، عائلة امه، هى العائلة الحاكمة للإمبراطورية حالياً و يتلقوا افضل رعاية ممكنة، مساعدته للإمبراطورية هى مساعدة لأمه و تكريماً لذكراها نوعاً ما.”

“…لا اعتقد انه ير الامر على هذا النحو.” ريتشارد عقد حاجبيه قليلاً

“هنا يأتي دورك.” روبين ضرب على كتفه بضع مرات، “إليك ما سيحدث الفترة القادمة… اريدك ان تتوقف عن تعذيبه بيدك لبضع سنين، بعدها اريدك ان تجلس معه و كأنه تُفضفض له، تخبره انك تشعر بأن قلبك يؤلمك لأنك تفعل به هذا و هو ابن عمتك، بعدها تتركه لبضع سنين اضافية… ثم تعود له بحكايات عن تقدم عائلة بورتون و تريه تسجيلات عن ضحكات الاطفال و تدريبات الشباب و هذه الحماقات، ثم تنسحب مجدداً لبضع سنين… عند هذه النقطة هو سيتشوق ليراك مجدداً، سيُدمن على وجودك، هو من سيطلب منك التعاون!”

“هل تعتقد ان هذه *الحماقات* ستلين قلب مجرم كهذا حقاً؟!” ريتشارد هز رأسه، “في يوم التمرد عندما اعطى اوامر الخروج كان يعرف ان اعداد القتلى على يده ستتراكم لمئات الملايين، لكنه فعلها على اي حال.”

“انت ألنت قلبه بما يكفي ايها الوغد المريض، من يُعذب احد لهذه الدرجة؟ ان لم يكن ابن قدر بالفعل لجُن خلال اول بضع ايام” روبين ضرب ابنه على مؤخرة رأسه، “ما بقي منه هو شخص ضعيف مهلهل، يتغطى وراء قناع الغضب و الصمود لأنه يعرف انه ميت لا محالة فيريد ان يموت بكرامته، لكن لو اعطيته خيط من الامل فسيمسك به لا محالة، من يريد ان يبق في ذلك الجحيم؟!”

“…ألا يمكنك ان تضع عليه ختم عبودية فحسب؟” ريتشارد حك رأسه

“و ماذا سأفعل به بعدها؟ ختم العبودية يقود تفكير العبد لدرجة معينة مهما كان الختم ضعيف، يجعله دائماً يريد الرجوع لسيده عند اي اقرار او اي مشكلة، انا اريده ان يكون حلال المشاكل و ليس دمية!” روبين هز رأسه، “فقط افعل ما قلته لك، بعدما يطلب منك هو بنفسه التعاون اجعله يُقسم على لوح قسم مُقوى تُعده لك زارا، و اخرجه للنور بصفته رئيس الوزراء، فقط أبقه تحت عينك و كل شئ سيكون على ما يرام.”

“….” ريتشارد امسك جبهته بقوة و جز على اسنانه حتى كادت تتحطم، لكنه سرعان ما هز الافكار السلبية، و رد بتعبير خالٍ من اي مشاعر، “كما تشاء.”

“…” روبين ابتسم و ربت على كتفه، “الكراهية لن تجلب لك شئ يا بُني، حتى عندما انتقمت انا لأمك من اهل يورا، انهيت انتقامي بقتل كل من هم في مستوى فارس او اعلى، ثم بدأت افكر في طريقة للإصلاح، يجب ان تتعلم متى تتوقف و كيف تنسى، حتى تترك لقلبك فرصة للإستشفاء، و عقلك فرصة ليهدئ.” ثم رفع يده عنه، “حسناً، سأترك كل شئ في عهدتك الان، حان وقت رحيلي.”

“إلى اين؟!” ريتشارد نسي كل شئ فوراً

“إلى الحزام المتوسط…” روبين تنهد، “لا اعلم إلى متى، لكن اغلب الظن اني سأغيب لفترة.”

ريتشارد فتح عيناه على اخرها، “لكن لماذا؟ لدينا كل شئ هنا، حتى لو قطعت علاقتك مع امبراطورية المسارات التسعة يمكننا الحصول على كل ما نريد بأنفسنا، و انت ببضع من خلواتك يمكنك الوصول لكل ما تشاء. لقد سمعت شيئاً حول ما وزعته للأخت زارا و البقية، خلال 100 عام فقط انت ضاعفت قوة الامبراطورية عدة مرات، فماذا لم استمررت بضع قرون اخرى فيما تفعله؟”

“الامر لا يتعلق بما يمكننا فعله، بل بالفترة الزمنية التي علينا فعلها فيها.” روبين تنهد، “لأصدقك القول، خلال 900 عام سيكون علينا الترقي للحزام المتوسط، هناك سندخل حرب ضد كوارث عالم، ربما ضد حالات وصل… ماذا ستفعل اختراعاتي ضد هؤلاء؟”

“ماذا؟!” عينا ريتشارد الحاظتين فُتحتا اكثر، “لماذا؟ لماذا 900 عام فقط؟”

“لا يمكنني ان اخبرك، لكن هذا ما سيحصل.” روبين نظر نحو الافق، “كل ما اعطيته لكم خلال الايام الماضية كان حتى لا اقلق عليكم من الجيوش العادية، لتصبحوا منيعين، غير قابلين للهزيمة حتى لو جائت لنا جيوش القطاع كلها.” تكلم روبين بفخر، ثم هز رأسه، “لكن هذا لن ينفع ضد الرؤوس الكبيرة للأسف، علي التفكير في شئ اخر.”

“…ما الذي تنوي فعله بالضبط؟” ريتشارد بدأ يشعر بشئ من الضغط الذي يقع على اكتاف اباه، مشاكل حركة استقرار و مشاكل كرستان بورتون اصبحت تافهة الان فجأة!
“لا اعلم…” روبين اطال النظر نحو الافق، ثم عاد لينظر في وجه ابنه بضحكة، “لكن علي ان ابدأ في مكانٍ ما، صحيح؟”

“سأتي معك.” ريتشارد عقد حاجبيه بقوة

“ليس الان.” روبين ربت على ذراعه، “عندما تعمل حركة استقرار بدون تدخلك و تنتهي من اخضاع كرستان بورتون، إلحق بي، جدني ان استطع.” ثم ضحك، “عندما يعلم اخوتك و بقية الشباب سيودوا المجئ ايضاً، فأخبرهم بنفس ردي… من فيهم يرى انه لم يعد له اهمية في وجوده و ان مرؤوسيه يمكنهم ارادة كل شئ في غيابه، فليتبعني… و لو اني اشك ان هذا سيحدث في اي وقت قريب.”

ضحك روبين، هو كان يعلم جيداً ان هذا الرد هو لإمتصاص غضب ريتشارد و البقية… فكل واحد من ابناءه و جينرالاته غارق في العمل، حتى هولاك الذي لا يحمل اي هم في الدنيا كان مشغول بتدريب الحراس الامبراطوريين.

هذه الرحلة مقدر لها ان تكون طويلة، و وحيدة.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/40

من Zeus

-+=