ذهب الحراس و ألبغوا المختصين في الإستخبارات، ثم عادوا لمنزل الميت و وقفوا وراء روبين بصمت

أما روبين نفسه فتصرف كأنهم غير موجودين، جلس في منزل صاحب الجثة الأخيرة لساعتين، يفكر في ما حدث.. العواقب المحتملة.. و طريقة منعه مستقبلاً

أبحاث مجدداً!

كلما أنهى روبين خلوة بحث طويلة و فكر انه يستحق إجازة لفترة مطولة، تنبثق له عشر طرق عاجلة اخرى تستوجب إنتباهه

في النهاية تنهد و أمر بإرسال الجثة لمكتب البطريرك ايضاً مع الثلاثة الاخرين، و إرسال الجثث لعائلات الموتى إن كان لهم عائلات، او حرقها إن كانوا مجهولين.

ثم عاد لمنزل، ناظراً للأرض عاقداً حاجبيه طوال الطريق…

في نفس اليوم ايضاً أرسل حراس من بينهم فرسان إلى خارج قاعة الإجتماعات، عندما خرج مُتدربي أسياد الطلاسم رافقوهم إلى منازلهم و اخذوا منهم الكُتيبين ثم أعادوهم إلى منزل الضيوف لروبين.

من الجيد و المؤسف في نفس الوقت انهم لم يجدوا عائلات للأربعة الموتى… جيد انه لن تقع مشاكل، و مؤسف ان الان التحقيق بشأن الجهة التي اخذت الكُتيبين سيطول

عندما علم روبين ذلك لم يُلقي للموضوع بالاً اكثر، لا فائدة من التفكير في شئ إلى ما لا نهاية، لذلك قرر نسيان الأمر مؤقتاً و الرجوع لخُطته الأولى..

الشئ الوحيد الذي إستفاده من خيانة الأربعة انه تفحص الألواح التي أقسموا عليها و وجد ان 4 خانات زيادة قد تحرروا، و هذا يعني ان الموت لا يُفسد اللوح بل يجعله قابل للإستخدام مجدداً، و هذا أسعد روبين قليلاً..

أما الأن فقط حان وقت الإنطلاق للخطة التالية، و الخطة هى.. الإسترخاء و التدريب!

مر عام و خمسة اشهر منذ جاء روبين لموطنه، لكن منذ اليوم الأول و هو في خِلوات بحث مطولة، لم يخرج خلالهم من غرفته الضيقة سوى بضع مرات، و مجموع الوقت لا يتخطى ساعة او ساعتين!

الضغط و العصبية لم يكن يفيد أي شئ، لذلك قرر روبين اخذ إستراحة مطولة من أي بحث كبير، و البدأ بالتجهيز للموضوع المهم…

إرساء اعمدة الفروسية!

روبين أتقن بالفعل مسار الحقيقة لذلك لن يكون هنالك نقلة نوعية معينة، لكن بالتأكيد مقدار ما يمكن رؤيته سيزيد و الوقت الذي يحتاجه لإنهاء أبحاثه سيقل، و ماذا قد يطلب اكثر؟

و ايضاً.. بناء الأعمدة من مسار الحقيقة لم يكن كنزهة سهلة ايضاً، الثلاثة فتيان إستطاعوا الإختراق للفروسية بسهولة نسبية لأن روبين اكتشف لهم طريقهم و كتب لهم طرق بناء الاعمدة داخل كتاب التقنية و سلمها لهم على طبق من ذهب

أما هو فما يزال عليه إكتشاف طريقه في واحد من أصعب المسارات على الإطلاق..

و بالتدريب و البحث في مسار الحقيقة، مر شهر بسرعة…

زارا ما تُعلم الـ 23 سيد نقوش المُحتملين يومياً في قاعة الإجتماعات بلا كلل ولا ملل، بل كانت متحمسة لأنها اخيراً وجدت من يشاركها هذه الحياة و يفهمها و تناقش معهم الصعوبات التي تواجهها اثناء الرسم

و مع انها اصغرهم و اضعفهم إلا انها كسبت إحترام الجميع بعِلمها و موهبتها و لم يعاملنا أياً منهم بتكبر، حتى الفرسان العجائز كانوا ينادونا بكل الإحترام الذي تستحقه

اما روبين، مع انه إنشتغل بمسار الحقيقة وقطع شوطاً كبيراً فيه، إلا انه اصبح امامه وقت متاحو ليس مضغوطاً كالسابق، فباتت لديه عادة الخروج للتنزه برفقة ميلا يومياً و أصبحت علاقتهما اقوى بكثير

و اليوم ايضاً كان يوم كسابقيه، روبين أنهى تأمله اليومي و اخذه ميلا في نزهة حول المدينة، ثم ذهبا لزيارة قبر والدته، لكن اليوم لم يمر لنهايته بنفس الوتيرة..

“روبين، اخيراً وجدتك!”

جاء صوت من خلف روبين و ميلا الواقفان امام احد القبور، عندم إلتف روبين وجد بيلي قادم نحوه مبتسماً، ” اوه، انت جئت اخيراً من الأراضي الجديدة؟”

عندما وصل لهم إنحنى نحو قبر والدته روبين إنحناءه كاملة، ثم نظر نحو روبين مجدداً، “جئت قبل قليل و منذ جئت و انا ابحث عنك، في النهاية اخبرني احد الحراس انه رآك تتجه إلى هنا… نحن بحاجة للتكلم قليلاً، البطريرك ينتظرك في مكتبه.”

اومئ روبين، ثم نظر لميلا، ” انا سأذهب الأن، إفعلي ما تشائين لكن بعدها عودي لبيت زوجك بطاعة.”

” حاضر يا حبيبي” ردت ميلا مبتسمة، ثم لطمت روبين على جانب رأسه و غادرت

“أهاها عنيفة هذه المرأة، هيا بنا نحن ايضاً..” ضحك روبين بصوت عالٍ و هو يفرك مكان الضربة بدأ يتحرك نحو مكتب البطريرك، ساحباً وراءه بيلي الذي ما تزال تدهشة علاقة هذين الإثنين…

——————

“مرحباً عم براين، لم أرك منذ مدة.” دخل روبين على البطريرك مباشرةً و معه بيلي

” هاها انا مشغول و انت لا تأتي لتسأل على حالي، فكيف نرى بعضنا؟” ضحك البطريرك

قهقه روبين، ” هذا ليس عدلاً، انا مشغول اكثر منك! يبدو انكما في مزاج جيد، على الاقل لا يبدو انه هنالك مشاكل كبيرة اليوم.. ما الذي تريدون ان نتكلم بشأنه؟”

“لا مشاكل، لا مشاكل ابداً هاها، اليوم يوم جميل! نريد ان نتشاور قليلاً فحسب.. قبل أي شئ تعال و ألقي نظرة هنا.” البطريرك أشار نحو صندوق كبير بجوار مكتبه

اخذ روبين بضع خطوات نحوه و بدأ يتفحصه، فوجد 30 لوحاً مشابه لتلك التي رسم عليهم انماط قسم الروح، و وجد ايضاً و سيوف عادية المظهر طولها حوالي متر، لكن يبدو عليها القوة… و هنالك واحد فيهم بالذات بدى واضحاً انه اقوى من البقية بطريقة او بأخرى…

“هذا..؟” تمتم روبين و يمد يده نحو ذلك السيف

“هاهاها لديك عين جيدة، انت تمسك الأن أول سلاح من التصنيف المتوسط تنتجه المصانع!!” ضحك البطريرك فخوراً

من Zeus

-+=