*باااا* الصفعة نزلت على وجه بيون دوت في القاعة، ثم تبعتها كلمات روبين اللازعة، “…لقد اخطأت عندما اشتريتك ذلك اليوم.”
“…..” عينا بيون فُتحت على اخرها، دموعه التي ظن انها جفت، خرجت للسطح و هو يتطلع في وجه اباه الغاضب
“عندما رايتك على تلك المنصة، لم اخترك لأن لديك بضع مستويات اساسية، لم اخترك لأن لديك ذراع واحد و سيسهل علي التنمر عليك!” روبين امسك أذن بيون بقوة، “لقد اخترتك لأني لاحظت كم العذاب الذي خضته، و لاحظت فيك عين لامعة ترفض الاستسلام، عين تضع هدف امامها و ترفض الموت، قلت لنفسي ان هذا هو ما اريده!”
ثم ترك اذنه و عاد لصفعه مجدداً *بااا* “لكني اخترت احمق! جبان!!”
“جبان؟ انا لست جباناً!” لوح بيون بقوة. في كامل الامبراطورية من يجرؤ على وصفه بهذا الوصف؟ هو يُلقى برأسه اولاً في اي موقف خطير!
“بل جبان، جبان يفضل العبث في الارجاء و مطاردة الموت بدلاً من تحمل مسؤولياته” روبين ضغط على اذنه اكثر، “انظر الى اخوتك… واحد قائد اعلى لجيش يهاجم عشرات الكواكب، الثانية أسس منظومة معلوماتية رهيبة و سيتزداد قوة الاف الاضعاف في المستقبل القريب، زارا تقود الامبراطورية بالكامل نحو التقدم من مدينة فاتح السماء، و ريتشارد اخضع الامبراطورية كلها بدون مشكلة واحدة داخلية، بينما انت.. انت!!”
روبين ضربه على رأسه، “انت لم تتقدم ابداً لأي منصب، لم تحاول ابتكار أي قوة، لم تفعل اي شئ سوى إلقاء نفسك في المعارك مُتمنياً الموت. و حسب ما فهمته من للتو، كنت تفعلها بقصد، حتى لا يكون بينك و بين من حولك علاقات قوية؟ إن لم يكن هذا جبناً، فماذا هو؟!”
“…انت لم ترِ ما رأيته.” بيون ضغط على شفتيه بقوة.
“ماذا تدري انت ما رأيت؟ أتحسب ان حياتي كانت وروداً و رياحين؟!” روبين ضربه مجدداً، “أتحسب نفسك ما تزال مراهق ايها الوغد العجوز، عمرك فاق المئة و سبعون عاماً، و مع ذلك تترك ليلة واحدة تقرر مصيرك للأبد؟ هل يفترض ان نشعر بالشفقة عليك لأنه تم سلخك حياً وانت صغير؟ أنضج قليلاً!”
*بففت* بيون بصق حفنة من الدم، عيناه بدأتا تحمران من انفجار الاوعية بداخلها، هو لم يرفع أي دفاع امام صفعات اباه، “انا لم اطلب شفقة من احد، انا لم اعرقل طريق اياً منكم، لما لا تنسوا امري فحسب؟!”
“اوه، انت لا تهم الان؟ حسناً دعنا نتكلم على اخوتك، هل تظنهم فرحين بحالك؟ يكفي ان كلما تقدم احد اخوتك للأمام، ينظر للخلف بشفقة فقط ليجدك تنازع بين الحياة و الموت في مكانٍ ما.” روبين نظر للأسفل نحو بيون بغضب، “لقد كلمني عليك اخوتك الاربعة مراراً، كلهم قلقين عليك، و كل مرة اخبرهم انك تحاول ايجاد طريقك الخاص و انك ستفوقهم جميعاً اشراقاً عندما تجده، لكن بلا فائدة… بهيمة!”
بيون نظر للأسفل، الدماء تسيل من بين اسنانه، “…ليس على احد ان ينظر للخلف، انا مجرد جندي ينتظر ساعته… مجرد عبد، و واحد غير بار على ما يبدو.”
“…اجل، اجل انت غير بار.” روبين أسند كلتا يداه على عرشه ثم تابع بجدية، “لقد إستدعيتك اليوم لأسلمك قانون مدمج جديد و ارفعك درجة، لكن يبدو ان هذا لم يعد ضروري، لن اضيع عليك قانون مدمج ثمين اليوم فقط لتذهب و تلقي بنفسك للتهلكة في الغد.”
“هاه؟” بيون رفع رأسه ببطئ
“انت معفي من خدمتك في الجيش الاول.” روبين اعلن ببرود، “لدي ما يكفي من جنود، لا اريد واحد انتحاري بينهم.”
“ما الذي تقوله؟ ما هذا الكلام؟ حياتي كلها في الميدان!! ماذا يفترض ان افعل بدون وجودي في الجيش؟!” وقف بيون احتجاجاً، عيناه تطقان جنوناً
“هذه مشكلتك.” روبين رفع كتفيه ببرود، “ازرع حقلاً او أسس شركة، قيل لي ان شركات الشحن عبر الكواكب تشهد طلبات كثيرة هذه الايام!”
“أهذا مزحة؟ ان كان أليكساندر اليد اليمنى لقيصر فأنا يده اليسرى، انا ادير المعارك في 3 كواكب مختلفة!” بيون صاح بعلو صوته، “لا يمكنك فقط جلب جينرال عاش 150 عام في الحروب و تخبره ان يزرع او يؤسس شركة!!”
“بالطبع يمكنني، لقد فعلتها للتو.” اظهر روبين ابتسامة من الأذن للاذن، ثم رفع اصبع واحد: “هنالك شئ واحد عليك فعله لأسمح لك بالعودة للساحة مرة اخرى.”
“ما هى؟!” سأل بيون بسرعة، عيناه مغطاتان بطبقة من الجنون
“تزوج.” انزل روبين اصبعه بجدية، “انت فقدت شغفك بكِبر زارا، اصنع لك شغف جديد.. تزوج و انجب طفلين على الاقل، بعدها عُد، اعتبر نفسك في اجازة مفتوحة.”
“ماذا تقصد بتزوج؟ منذ متى تتدخل في هذه الاشياء؟!” لوح بيون نحو البوابة، “قيصر و ثيو اكبر مني، اجبرهم على الزواج اولاً!”
“حالتهم مختلفة عنك، هم يركزون على اهدافهم، بينما انت لا.” روبين اشار له بجدية، “زوجة و طفلين، بعدها عد، هذا غير قابل للنقاش… لعل حالك ينصلح في وجود اطفال لتحميهم.”
“….” قبض بيون يداه بقوة، صوت صرير اسنانه غطى القاعة، “هل يمكننا المغادرة؟”
“بالطبع.” روبين ابتسم
*ووش* بيون إلتف بسرعة و بدأ يسرع نحو المخرج، واضح انه يريد الذهاب لتفريغ غضبه في مكانٍ ما
عندما سمع صوت روبين من الخلف، “خلال اجازتك، جِد بيون الذي ضاع منك في تلك الليلة، او إسكتشف واحد جديد، و مجرد نصيحة… لا تفكر في قتل نفسك… اختك ستحزن.”
“…….” الدماء سالت من فم بيون لبضع ثوانٍ، ثم ضغط على يداه و اكمل طريقه بدون النظر للخلف.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 47/28