“…ارجو ان لا تكون مستاء من هذا، ساكار، انت رأيت بنفسك…” روبين تنهد عندما سمع ساكار يتحدث عن ابعاد العفاريت عن الكوكب.

“على ماذا استاء؟ منذ بدأ يتشكل وعيي و علمت انه يمكننا ان نزداد قوة فقط عن طريقة اكل الكائنات الحية الذكية و انا اعرف ان هنالك شئ غريب حيال عرقنا، و مع الوقت تأكدت من هذا… الطاعون الاحمر، نحن مرض، وباء، اعداء للحياة.” تكلم ساكار بكل برود، “و على الرغم من هذا إحتضننا المولى، و حتى اتباع المولى يعاملونا معاملة جيدة، ماذا يمكن ان نطلب اكثر؟”

ثم تابع رافعاً رأسه، “لكن ما يزال علينا ان نعرف قدر انفسنا و نتعامل مع البقية على اساسه، فـ نتخفى جيداً خارج موطننا و نبعد انفسنا عن الشبهات، حتى لا نهلك، ولا نُهلك الامبراطورية معنا.”

“….” روبين اطال النظر في وجهه لبضع ثوان اضافية، ثم اشار نحوه و إلتفت نحو آمون، “آمون، انت هو اول حليف لي في نيهاري و حلقة وصلي الاولى مع العفاريت، انت من وضعت بني جنسك على اول الطريق. لكن لولا صاحبك هنا، بصراحة لما عاش العفاريت لليوم. انت اصبحت الان قوي بما يكفي لتكون جينرال اعلى تتلقي اوامرك مني وحدي، لكن ارجو ان تساعد ساكار في هذه الشؤون الداخلية قدر استطاعتك، لا اريدك ان تشعر بالحرج عند اخذ الاوامر منه.”

“اعرف، ايها المولى، آمون منشغل بالحرب و لا شأن لي بما يحدث داخلياً، كل شئ في يد ساكار، لو اراد مني الانتحار يوماً من اجل مصلحة العفاريت سأفعلها بدون تردد.” آمون أعلن

“لن يصل الامر لهذه الدرجة.” ضحك روبين بصوت عالٍ، ثم عاد ليمرر نظره بينهما، “اذاً، هل هنالك اخبار سعيدة اخرى في جيش العفاريت؟ هل حصلتم على اي متحولين جدد؟”

“تقريباً.” ساكار رد بهدوء، “نحن نختار الجينرالات على اساس قوتهم الفردية و قدراتهم الخاصة. كل جينرال يمكن القول انه متحول أصغر، لو جاز التعبير، خاصةً بعد كل تلك الحروب التي خاضوها بدأت قدراتهم تظهر اكثر. لكنها لم تنضج بما يكفي لتقارن بقدرة امون و قدرتي بعد.”

“برأيك ما الذي يوقفهم عن ان يصبحوا متحولين بشكل كامل؟” روبين سأل مجدداً

“الموهبة الفطرة و الخبرة هما اهم عاملان، بعدها يأتي عامل الوقت.” رد ساكار بثقة، “هم ليس لديهم موهبة فطرية لمسار الدم كالتي وُلدت انا بها، و ليس لديهم خبرات حياة او موت كثيرة كالتي مر بها آمون، و لا يملكون عزيمته الحديدة ايضاً، لكن اثق انه يمكنهم التعويض عن هاتين الخصلتين بالوقت، به يمكنهم زيادة ألفتهم في مسار الدم و استكشاف ذاتهم.”

“دعنا نعمل على الطريقة الاولى اذاً.” ابتسم روبين، ثم لوح بلطف، “انا اعرف انكم اكثر مواطني الامبراطورية تعاسة ايها العفاريت، فأنا لم اعطيك اي تقنية مهمة، في البداية حاولت جعلكم تستخدموا نظام الطاقة الداخلي لكن هذا اثبت فشله بسرعة، و حتى نظام الوشوم ليس متكافئ معكم، انتم كائنات خُلقت من الدم و إلى الدم.”

“في البداية قررت ترك الامر جانباً، فمجال الدم واسع جداً ولا يقل خطراً و صعوبة عن دراسة بقية القوانين او دراسة الروح، كما اني لم اجد احد منكم يتطور لألاحظه، او اجد واحد منكم يحاول دراسة الدم مثلاً… فماذا كنت سأفعل بهذه المعرفة حتى لو حصلت عليها.”

ثم اشار نحو آمون، “لكن رؤية تحول امون العملاق في مدينة الامل غير الكثير، جعلني اضع في حسباني ان تطوركم ممكن لو وجدتم دَفعة مناسبة.” و ابتسم، “اعتقد ان عليكم شُكر امون مجدداً، فللمرة الثانية هو جعلني اشعر ان هنالك امل في العفاريت، للمرة الثانية وضعكم على الطريق.”

“…..” امون حافظ على صمته، هو لم يختبر الخجل كثيراً في حياته، لكن بالتأكيد هذا هو!

“المولى، ماذا تقصد بالضبط؟” ساكار امال نفسه للأمام قليلاً

روبين اخرج لوح معدني كبير، ككِبر الالواح التي تحمل قوانين الفضاء و الزمن، و سلمها لساكار، “تفضلوا.”

“…هذا…؟!” ساكار مرر فيه حسه الروحي، المعلومات بدأت تنطلق في رأسه، معلومات اصابته بالشلل المؤقت!

“اخي، ماذا ترى؟” آمون سأل بسرعة

“انه يرى نتاج ابحاث الدم التي اجريتها على مدار السنين، ابحاث حول دم الوحوش و البشر و حفنة من الاعراق الاخرى التي تملك جزيئات متغيرة، و فوق هذا، ابحاث عن دماء العفاريت انفسهم و كيفية عملها، و نصائح مثل كيفية امتصاص قوة ضحاياكم بأفضل وسيلة،” ثم اشار نحو امون، “هنالك ايضاً مقارنة بين دمائك قبل التحول و بعد، و شرح لما يحدث داخل ساكار عند ضغط دم، شرح لما يحدث في جسدك عند التضخم، تفضيلات لتحولات اخرى و كيفية الوصول لها، —”

“….” لو كان لدى امون عين لسقط على الارض الان، هو فقط اكتفى بفتح فمه ببطئ من تحت قناعه و هو ما يزال يسمع المزيد و المزيد من الشرح من معاليه، يسمع اشياء لم يفكر فيها من قبل!

“هوو.. هوو..” اخيراً بعد عدة دقائق، ساكار وطئ دماغه مجدداً و بدأ يتنفس بصعوبة، ثم رفع رأسه ببطئ، “المولى، هذا…؟!”

“اعرف، انها مجرد ملاحظات و معلومات عامة، افضل ما ستجده هى ترشيحات او نصائح، لن تجد تقنية معينة كالتي أسلمها لبقية اتباعي، اعتذر بشأن هذا.” روبين تنهد، حتى بعد امضاءه سنين في ابحاث الدم، ما يزال يشعر بالتقصير من ناحية العفاريت

“…..” ساكار ظل مركزاً على روبين لبضع ثوانٍ، ثو واقف، نزل على ركبتيه و يديه، “لم نكن لنطلب هدية افضل.”

*باا* آمون تبعه بسرعة، “عرق العفاريت سيذكر كرم المولى للأبد.”

“هاي، ما الذي تفعلونه؟ هيا قوموا بسرعة.” روبين نزل من على عرشه و ساعد الوحشين على النهوض، ثم ربت على اذرعهم مبتسماً، “طالما لا تشعروا بالظلم، فأنا راضٍ.”

“اي ظلم ايها المولى؟” رفع ساكار اللوح و هزه، “نحن بالفعل على قدم المساواة ببقية الجيوش، بل نفوقهم في كثير من النواحي بوجودي انا و امون فقط، فماذا بعد وجود هذا اللوح معنا؟ ان لم اتمكن من صنع متحولين اخرين بهذا اللوح، فلن يكون هنالك داعٍ لوجودنا!”

“سيكون هناك متحولين اخرين؟” آمون سأل، هو لم يرى ما رآه ساكار، فقط سمع بعض العنوانين من على لسان روبين

ساكار نظر لشريكه و أكد بثقة، “على الاقل الجينرالات!”

“…!!” اصدر امون صوتاً صاخباً متفاجئاً، ثم نزل ليركع مجدداً، “شكراً لك ايها المووولى!!”

“اثبت!” روبين اوقفه في منتصف الطريق، ثم دفع بهما نحو الباب بلطف، “هيهي هيا اذهبا و اصنعا المزيد من المتحولين من اجلي!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 47/25

من Zeus

-+=