نفس الإسبوع مر على روبين ايضاً، مع انه كان اكثر هدوءً بكثير في مدينة يورا، إلا انه لم يكن اقل أهمية..

خلال الاسبوع لم يفعل روبين أي شئ سوى التمشي في المدينة و الإسترخاء في الحدائق و زيارة المطاعم، و ايضاً زيارة قبر والدته..

بينما زارا إنشغلت بمسؤولياتها إتجاه صنع الطلاسم لدار المزاد من جهة، و التدريب من جهة، و تعليم أسياد النقوش بشأن تقنيتي تقوية و تجديد الروح من جهة اخرى

كل شئ مر بيُسر و بلا مشاكل، خلال الـ 7 ايام إكتسبت مدينة يورا العديد من مُتخصصي قوة الروح الجدد

لكن اليوم الثامن لم يسري بنفس اليُسر..

كان هذا يوم الإجتماع الذي ستبدأ فيه زارا بإعطاء محاضرات كيفية رسم طلسم النار من المستوى السادس، لكن لم يحضر سوى 23 شخص…

احد فرسان عائلة بورتون ذهب لروبين بناءً على طلب زارا لإخباره بما يحدث، فكان رده *طبيعي* اكثر من اللازم، “اوه، أربعة فقط لم يحضروا؟ هذا افضل مما توقعت.. اخبر زارا ان تُحضر كل الطُلاب وتأتي إلى هنا، و انت احضر ايضاً بضع حراس، سننطلق خلال نصف ساعة.”

الفارس لم يفهم إلى اين سينطلقوا، لكنه اومئ و فعل ما أُمر به، في ظرف نصف ساعة وصلت زارا و الـ 23 طالب، و وصلت دستة حراسة المستوى العاشر

روبين اومئ عندما رأى الجميع، ثم سأل الطلاب ” هل تعرفون مساكن زملائكم الاربعة الذي لم يحضروا اليوم؟”

نظروا لبعضهم ثم اومؤوا اتجاه روبين، انهم يعيشون في مدينة يورا منذ فترة طويلة و نشأت بعض العلاقات البسيطة بينهم، خاصةً خلال الاسبوع الماضي العلاقات بين الجميع توضطدت، إن كان بعضهم لا يعرف مسكن احد الأربعة، فبالتأكيد واحد على الاقل يعرف.

“جيد، هيا بنا نحو أقرب واحد إذاً.” اعلن روبين و تحرك على رأس الجمع الحائر..

لكن حيرتهم لم تُدم طويلاً، بعد كسر باب شقة اول شخص من المُتغيبن، وجدوه مكفياً على مكتبه، ملامحه مُرتعبة و في يده قلم عليه حبر ناشف، و تفوح منه رائحة كريهة..

“اااه!!” بعض الفتيات بين الطلاب صرخن من المظهر

اما روبين فتجاهلهم و ذهب نحو المكتب فأخذ الكُتيبين الذان كانا ما يزال عليه، ثم أشار للطلاب ” تعالوا تفحصوا الجثة و اعرفوا سبب الوفاة بأنفسكم… اعرفوا مصير من يجرؤ على تحدي القسًم.
ثم وقف جانباً…

جميع الطلاب تصلبوا أماكنهم، هم بالفعل كانوا يأخذون القسم بشكل جاد، لكن رؤية العواقب بأعينهم…

في النهاية احد العجائز بينهم تحرك و شد شعر الجثة المُتعفنة فأوقعه أرضاً و بدأ يتفحص كل شئ في جسده، بعد بعض دقائق هز رأسه… ” لا شئ، لا يوجد اي علامة عن كيفية الموت، حتى لو كان بفعل سكتة قلبية لكنت عرفت، لكن هذا…”

“انظروا!” احد الطلاب أشار نحو الطاولة، الجميع نظر متعجباً في البداية لكن فهموا بسرعة..

كان هنالك مُثبتة و جاهزة للكتابة، و عليها نقطة واحدة…

نقطة.. الميت لم يستطع كتابة أول حرف!

حتى روبين كان مبهور بالنتائج و اومئ مبتسماً متجاهلاً الرعب البادي على الطلاب، ثم صاح ” جيد! هيا بنا نحو الثلاثة الاخرين!”

” أبي، ارجوك إعفني من هذا.. لا اريد الذهاب للبقية..” تكلمت زارا، و بدأت الفتيات بين الطلاب يومئن ايضاً

العجوز الذي كان يتفحص الجثة وقف اخيراً و انحنى قليلاً إتجاه روبين، ” لقد وصلت الرسالة، اعتقد انه من الأفضل لنا الرجوع و متابعة اول محاضرة.”

العجوز بدى متماسكاً و رزيناً في كلامه، لكن بعين الحقيقة روبين أمكنه رؤية انه يرتعش في كل انحاء جسده..

اومئ روبين بإبتسامة، ” هذا جيد ايضاً، يمكنكم الإنصراف جميعاً، إبقوا مطيعين لزارا و ادرسوا بجد!”

“حاضر!” رد الجميع و فروا من المنزل واحداً تلو الأخر

بعد مغادرتهم، ظل روبين مكانه يتفحص الجثة اخرى و يرى ما هو تأثير العقوبة و كيف تم التنفيذ و خلافه، ثم بعد نصف ساعة وقف اخيراً و أعطى الأوامر لإثنين من الحراس بأن يأخذوا الجثة إلى امام مكتب البطريرك، ثم أشار لبقية الحراس ليتبعوه و اخذ الكتُيبين معه و خرج في صمت بإتجاه الثلاثة الاخرين..

اثناان منهم كانا في وضع مشابه تقريباً، واحد ايضاً كان ينوي كتابة رسالة، اما الأخر فبدى انه على وشك الخروج من المنزل لفعل شيئاً… على الارجح كان ينوي تسليم الكُتيبين لشخصٍ ما

اما الرابع و الاخير فكان هو المشكلة.. كان مُلقىً على الارض ميت بنفس الطريقة، لكن الكُتيبين لم يكونا في المنزل و هنالك أثار على وجود اشخاص اخرين في المكان في يوم موته

بعد تحقيق بسيطة تبين انه جاء اشخاص ليأخذوا من المعلومات لكنه غالباً مات قبل ان يلفظ شيئاً، فأخذ اولائك الاشخاص الكُتيبين و هربوا…

ثغرة هائلة.

ما كان يخشاه قد حصل، التقنيتان التي تعب فيهما قد تسربا حتى بعد تفعيل العقاب!!

“تباً!!” ركل روبين الجثة بكل قوته، ثم صاح لمن تبقى من الحراس معه ” اعرفوا لي كل شئ عن ذلك الوغد، اريد تقرير كامل بشأنه و بشأن عائلته و أي جهة عمل بيها طوال حياته!”

“حاضر!!” إندفع الحراس واحداً تلو الأخر لنقل الأوامر للأقسام المعنية

و بقى روبين وحيداً في الغرفة و الغضب تملكه بالكامل…

في هذه اللحظة ادرك ان القسم على حماية شئ لن تكون ممكنة إن لم تكن من البداية لديك القدرة على حماية ذلك الشئ..

طالما التقنيات تنتقل عن طريق كُتب و لفائف، فلا شئ سيكون محمي حقاً…

من Zeus

-+=