“…هل انت متفرغ لهذه الدرجة؟”

بمجرد ظهور الفترة الصغيرة كالشبح، كل من في المقهى نزلوا على ركبتين، حتى العابرين بالصدفة في الشارع كلهم سقطوا ساجدين، سيف الظل ايضاً نزل على ركبة واحدة موطئاً رأسه، و كلهم صاحوا: “نحيي الروح الأم!”

“…الام؟” روبين ألقى نظرة حوله و بدأ يقهقه، “ايتها الشقية، ألا تحتاجين انتي لأم؟”

“احذر في كلامك معي اذا سمحت، انت لست مالكي.” يوري رفعت رأسها قليلاً مزعجة، “ما المشكلة لو نادوني بالأم؟ لقد وُلدوا على ارضي، يستنشقوا الهواء الذي اوفره لهم و يأكلوا مما تخرجه تربتي!”

“طالما انا لست مالكك، لماذا تتدخلي في شؤوني؟ اغربي.” روبين لوح بإنزعاج

هو فعلاً اراد عمل مشهد مع سيف الضوء، لقد اُثيرت شكوكه عندما رأى سيف الظل يقترب و اراد ان يعرف ماذا يحدث للمواطنين الذي يُشك في امرهم، ما ان كان الوضع هادئ فعلاً، ام انه يغلي كما يحسب لكنه غير مرئي بسبب القمع. لكن يوري خربت عليه كل شئ!

يوري امالت رأسها للأسفل قليلاً، “اذهب للمقر و اسأل عن ما تريده من هناك بدلاً من العبث مع المساكين هنا، الدُنيا مقلوبة عليك لكني لم اشئ فضح مكانك قبل ان تخرج بنفسك. الان و قد خرج، لا تضيع المزيد من الوقت، هيا امامي!”

“الدنيا مقلوبة في المقر؟ ماذا حدث؟ أهى انتفاضات؟” روبين عقد حاجبيه قليلاً، أما يخاف يحدث؟ هل الامبراطورية بدأت تتصدع بعد تضخم حجمها؟

“لا اعلم، هيا تعال لا تضيع المزيد من الوقت هنا.” يوري هبطت بسرعة و بدأت تدفع روبين من فوق الكرسي

“تسك~ من الجيد اني لم اقم بصقلك، انتي اكثر استفزازاً من نيري!” روبين شد الكوب و اخذ رشفة سريعة اثناء دفع يوري له، لكنها ارسلت رياح لتحمله من على الارض مما اغضبه اكثر، “اللعنة، حسناً سأغادر!!” في هذه اللحظة كتفه لمع بضوء ذهبي للحظة، ثم شق الفضاء و اختفى، و اختفت يوري في نفس اللحظة.

“……………..”

*دروب* بقية الاشخاص في المقهى، الشارع، و حتى سيف الضوء، لكنهم لبثوا في نفس الوضع، قطرات العرق تنزل من اجسادهم كلها، وجووهم شاحبة كأنما سمعوا همسات الموت، و اعينهم مفتوحة كأنما رأوه.

“…لقد دعاني بالأخ…”

“شششـ!!”

————-

العاصمة الامبراطورية– المنطقة الداخلية

*بزززت* روبين ظهر مجدداً امام مبنىً ضخم، و حوله عدد كبير من المباني الفرعية، كل واحد فيهم كان اكثر جمالاً و فخامة من الذي يليه!

الارضية مصنوعة من الرخام الأملس، نافورات المياه من مختلف الالوان تزين المكان و الحدائق الصغيرة المُلقمة بشكل مُقتن تملئ المنطقة… لكن لم يقف احد للحظة للإستمتاع بهذه المناظر الخلابة

*ركض* *صخب*

في هذه اللحظة كان امام روبين عدد هائل من الاشخاص يركضوا ذهاباً واياباً، بعضهم يحمل كومة اوراق و بعضهم يتحدث في خاتم الصوت بصوت عالٍ، جميعهم يتحركوا بسرعات كبيرة ما بين مجموعة المباني المبنية على شكل دائري… روبين شعر انه سقط في خلية نحل لا تنام ابداً.

“…اشعر بالارهاق بمجرد النظر لهم.” تمتم روبين و هو يراقب كل تلك الاعين التي تحوطها هالات سوداء، ثم تنهد و غطى المنطقة بالكامل بحسه الروحي، بعدها فتح عينه.. و اخذ خطوة.

————-

داخل المبنى الرئيسي للمقر–

*كرااك* الباب فُتح على قاعة كبيرة مليئة بالاشخاص، ودخل شاب بسرعة معه لفيفة عليها ختم خاص، “سيدة المقر، كوكب أر-37 يحتاج للدعم، المقاومة هناك فجروا القاعدة الرئيسي و مخزون السلاح تدمر.”

“ارسل الفوج 117 الجديد، و ارسل معهم انتاج مصنع 300 الحربي اخر 4 اشهر، هذا يجب ان يكون كافٍ.” ايميلي كتبت شئ على لفيفة و ختمتها بسرعة قبل ان يصل الشاب لمكتبها ثم ألقتها نحوه، صاحبها اخذها و ركض بسرعة للخارج مرة اخرى.

بعدها عدد من الاشخاص المجتمعين داخل القاعة اتفقوا اخيراً على شئ و تقدم واحد منهم لإيميلي، “وجدنا الموافقة على طلب الجينرال مارتن سيضر بالخزينة، التقديرات الاساسية تقول ان ذلك الكوكب لا يستحق المزيد من الاستثمار، لو سائت الامور اكثر فمن الأسلم ان نتركه فحسب.”

إيملي اومئت، “ارسل الف سيف ضوء و 500 سيف ظل، و ليعلم الجينرال مارتن ان هذا اخر تعزيز يتلقاه.” ثم كتبت شيئاً و سلمته لهم.

“سيدة المقر، مصروفات الجيش الثالث يجب ان يُعاد النظر فيها، لقد زادت بشكل كبير ولا يمكننا تحمل تجنيد المزيد من الجنود قبل بدأ جمع حصاد جيد من الكواكب الجديد.” عدد اخر من الخبراء تجمعوا امام ايميلي.

“اجمعوا لي احصائية شاملة عن اعدادهم و مرتباتهم في الفترة الاخيرة، و ان كان هنالك طلبات لزيادة التجنيد و سببها.” ايميلي أسندت كلتا يداها على المكتب، و بدأت تُدلك بين عيناها بإصبعيها الوسط.

ثم تكلمت بصوت مسموع، “سيلين، هل اتممتي البحث الذي طلبته مؤخراً عن مصانع المصفوفات؟ أما يزال الانتاج متباطئ؟”

احدى الفتيات تمكنت من التقدم من بين الزحام و وقفت امام المكتب، “كلا سيدة المقر المشكلة لم تعد موجودة، ولي العهد تدخل و عاد الانتاج في زيادة.”

“ولي العهد؟ ما الذي فعله؟” ايميلي رفعت رأسها قليلاً، الصداع الشديد ظاهر في عيناها المُنكسرة.

قبل 3 اسابيع حصلت حادثة في احد المصانع حتى انفجر اثناء العمل على تطوير مصفوفة هجومية جديدة، و منذ وقتها العمال يُطالبوا بتحسين ظروف العمل و رفع مستويات الحماية، و لأنهم لا يجرؤوا على عمل اضراب شامل، تباطؤوا في عملهم.

“…لا اعلم كيف فعلها بالضبط يا سيدة المقر، لكن اثناء عملنا بالبحث الذي أمرتي به، سيوف الظل اعترضوا الطريق و اخبرونا انه لا داعي للمتابعة، ان ولي العهد اعلن انه سيتول الموضوع، و بالفعل انتهى في نفس الليلة.”

قبل ان ترد ايملي، سُمع صوت في القاعة جذب كل الانظار، “هيهي ذلك الشبل من ذلك الاسد!”

“همم؟” ايميلي امال جسدها للجانب حتى تتمكن من رؤية المُتكلم، بقية الموظفين افسحوا الطريق ايضاً ليكشفوا عن المُتكلم بدلاً من ان يُعاقبوا هم، فظهر عند الباب شاب مبتسم ذا لحية خفيفة و شعر قصير، “اهلاً ايميلي، مشغولة كالعادة كما ارى.”

“…جلالتك؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:235$
سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 47/17

من Zeus

-+=