“…اريدك ان تتكفل بشخصٍ ما بالنيابة عني.”

“أتكفل بشخص؟” ابتسامة مرتاحة ظهرت على وجه روبين، “مثل.. أرعاه و ارشده، او شئ كهذا؟”

“هاهاها” المستبصر ألقى رأسه للوراء و ضحك بصوت عالٍ، ثم عاد لينظر نحوه بجدية، “لا.”

*بلع* “رجاءً فسر اذاً.” روبين لم يكن لديه اي افكار ايجابية اتجاه هذه المرة.

عندما كان ما يزال فارس رُتب له ان يدخل في صراع ضد حالة وصل، ماذا ستكون مهمته الان و هو امبراطور كوكبي؟ يُقاتل عائلة ديسترا المجرية؟!

المستبصر ألقى نظره بعيداً، “…كما ذكرت لك، كل المرشحين الذي اختارهم و اوجههم نحو رقعة معينة، إما يفشلوا فيُقتلوا و يُمحى كل اثر لهم من بعدهم -انا اتأكد من هذا بنفسي- او يستخدموا طرق ملتوية خسيسة لتنفيذ المهمة، فُتنفذ بشكل غير كامل، و هؤلاء اتناسى وجودهم كلياً، فالعقد الذي بيننا قد تم و لا يمكنني لومهم على الطريقة، فأنا لم احدد طريقة، لكن ترشيحهم يُرفع و لا ارشدهم اكثر.”

“لكن في مرة واحدة، مرة واحدة فقط… كُسرت هذه القاعدة، فلم ينتج فاشل او منتصر.” ثم رفع تغيرت تعابيره قليلاً، “احد المرشحين استخدم قانون السببية السيادي الذي اعطيته له ضدي، استشعر خيوط القدر، رأى الطريق الذي يسير نحوه و اكتشف ما احاول فعله، فأوقف المهمة و هرب!”

“هرب؟ كيف؟!” روبين فتح عيناه على اخرها، كذب المستبصر و طريقته في التخفي و اعطاء المهمات مخفية لأبعد حد، هو بنفسه جربها. خاصةً لو انه هو من اعطى ذلك الشخص قانون السببية السيادي، يفترض ان يشعر بإمتنان لا نهائي اتجاهه ولا يشك فيه ابداً.

بل من يمكنه الهرب من كيان كهذا على اي حال؟!

ثم تابع المستبصر، “بعدما إكتشف ما يجري تراجع بسرعة و اعاد تقييم الموقف، عندما شعر بالخطر و انه لا يمكنه الوقوف ضدي حقاً، استخدم قانون السببية السيادي لإتمام المهمة في النهاية، لكن أتمها من بعيد و بشكل سطحي جداً، بشكل لا ينتج عنه أي عواقب تذكر… فإنتهت تلك الرقعة كأنها لم تبدأ، مُضيعاً بذلك 73 الف سنة من التجهيز.”

“الطريقة التي تتكلم عنه بها، يبدو انه قد…؟” بضع قطرات من العرق نزلت من على جبين روبين

“قد إستغفلني؟ قلها، لن اشعر بالإهانة، لقد فعلها بلا ريب.” رفع المستبصر رأسه قليلاً، عيناه تلمعان بضوء غريب

“اوه لا لا، ما كنت لأقول ذلك..” روبين يعلم يقيناُ انه سيشعر بالإهانة لو قالها هو!

لكن ذلك الشخص… يضحك على كيان مثل المستبصر، و ينجو؟! هذا…

“ذلك الولد لاحظ الطريق الذي يسير فيه و بحث فيما حدث للمرشحين الذهبيين من قبله، كان يعلم اني لن اظهر له مجدداً حتى لو فعل فعلته حتى لا اكشف نفسي، و مع ذلك، لقد عاش طيلة حياته بعيد عن الانظار حتى لا يستفزني بإستعماله لقانون السببية السيادي الذي نصب عليّ فيه على مرأىً من الجميع، لكنه ما يزال ذا شأن كبير و يستخدم بيادق من بعيد ليسير اموره… أعتقد انه تعلم شيئ او شيئين مني في هذا الصدد~” ابتسامة غريبة ظهرت على وجهه

ثم رفع كتفاً، “كان، و ما يزال، يمكنني تدميره عقاباً على اللعب معي. لكنه اصبح شخص ذا تأثير هائل و القضاء عليه سيضرب اوتار القدر ضرباً، بعدها سأضطر للتخفي بعدها لفترة طويلة، و قتله من عدمه لا يشكل لي فارق، يمكنني اعتباره فشل اخر و انسى امره… هو ايضاً يعرف هذا، و راهن عليه.”

“…لكن هذا لا يعني اني احب ان يتم إستغفالي.” ثم إلتفت نحو روبين، “بما اني سأدخل وضع الصمت لفترة بسببك، فأنت من ستتعامل معه بالنيابة عني.”

“…………” روبين أبق على التواصل العيني مع المستبصر لعشر ثوان كاملة قبل ان يبدأ بفرك جبهته.

لقد كان غبياً عندما ظن ان المستبصر سيطلب منه شئ مثل مهاجمة من عائلة ديسترا.

لماذا يجعله يتشاكل مع عائلة مجرية لديها قانون جوهري، عندما يجعله *يتعامل* مع شخص لديه قانون سيادي عاش لعدد غير معروف من السنين، شخص حرفياً لعب على المستبصر و ما يزال يلعب معه!

“كيف تريدني ان اتعامل معه بالضبط؟” اطلق روبين ضحكة ساخرة، بقوته الحالية هو تقريباً مات على يد هذه الهيلين التي اصبحت تبدو تافهة في نظرهِ بعد سماع هذا الحوار!

“تعامل معه بما تراه مناسب.” لكن المستبصر اجابه بجدية، “هو لا يريد ان يكون بيدق، لا بأس، لكني اريد استعادة قانوني السيادي، انا لا ادير عمل خيري.” ثم تابع ببرود، “اقتله، اسجنه، استعبده، اكتسبه صديقاً بعصاً سحرية لو اردت. المهم ان تتعامل معه و تخلصني من تلك الجبهة المفتوحة.”

اقتله؟ اسجنه؟ استعبده؟! …روبين كاد يبكي، هذه المهمة ببساطة غير منطقية، على الاقل ليس الان!

بعد الصمت لبضع ثوانٍ اخرى، روبين فتحه فمه اخيراً: “…ما هو الحد الزمني لهذه المهمة؟” لو قال له خلال 50 عام مرة اخرى فالأفضل له ان يدع ذلك الهجوم اللعين ينزل و ينهي الامر!

ابتسم المستبصر و اجاب بدون تردد: “مفتوح… إستغرق ما تشاء من وقت.”

“هوو~” روبين اطلق تنهيدة مرتاحة، يبدو ان حتى المستبصر يعرف مدى صعوبة المهمة، “لا بأس، انا اقبل المهمة الاولى.”

—————–

في مكان ما في اعماق الحزام الكوكبي المتوسط–

*تِك* *تِك*

“هممم؟” بداخل مكان شديد الرطوبة، حالك الظلمة، فُتحت عينان، عينان سوداوان بالكامل، لا يمكن تميزهما من محيطهما الداكن إلا بشعيرات الدم شديدة الحمرة التي تبدو و كأنها تصنع كوناً صغيراً بداخلها

ذلك الشخص مد يده قليلاً و مسح على الهواء، عدد هائل من الخيط شديدة الدقة ظهر من العدم، كلهم متصلين به، مجرد ظهورهم أضاء الموقع فوراً

لقد كان كهف ضخم، كهف لا يوجد فيه شئ سوى عرش داكن مُحطم، و شاب ثلاثيني جالس عليه بملل و كأنه لم يتحرك منذ الف عام… يرتدي ثوب احمر و اسود غير مُهندم، شعره اسود طويل و يرتدي عدد من الخواتم، وجهه لم يكن قبيحاً ولا وسيماً، لكن عيناه العميقتان اعطته طابع ساحر يلبث في الذهن للأبد.

ذلك الشاب مد يده بحاجبيه معقودين و اختار احد تلك الخيوط ثم لوح للبقية ليختفوا، “……”

تعابيره التي بدى و كأنها تيبست تغيرت في لحظة لتعبير مُتحمس، عيناه السوداوتان نبضت بالحياة و فمه المُغلق كشر انيابه مبتسماً، “خطر… ضدي انا؟ مر زمن بعيد هيهي مثير للإهتمام هاهاها!!” ثم وقف، و تمشى خارجاً و هو ما يزال يضحك.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:435$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 72/59

من Zeus

-+=