“…روبين، أتريد فرصة اخرى؟”
روبين قهقه، “هل سترجعني بالزمن؟ هذا سيكون مثير للإهتمام.”
“السفر عبر الزمن للماضي خارج نطاق الطرح.” المستبصر هز رأسه، ثم اشار للأعلى، “لكن يمكنني تخليصك من هذه المصيبة.”
“….” روبين رفع رأسه لينظر في عينا المستبصر لبضع ثوانٍ، “هل تعطي كل بيادقك فرصة اخرى؟”
“لم تحصل مرة.” المستبصر رد بشكل حاسم، “من بين المرشحين هناك من أنساه وهناك من اختاره، و من بين من اختارهم هناك من ينجح و هناك من يفشل، و في الحالتين انا لا ارهم مرة اخرى بعد تسليم المهمة… و الاهم، في جميع الحالات لا يعرفوا شيئاً عني.” ثم رفع كتفيه، “جميعهم فشلوا و ماتوا، او نجحوا نجاح غير تام، في الحالتين لست بحاجة للنظر مرتين نحوهم، حتى الان انا لم اجدد شخص ينجح فيما اريده حقاً. في نظري، حتى هذه اللحظة كل المرشحين فشلوا بلا استثناء.”
“…لماذا انا؟” روبين إبتسم هاززاً رأسه، “لقد فشلت بشكل بين.”
“الذين فشلوا و تركتهم يُقتلوا لم يُحققوا ما حققته، معظمهم كان ليموت بمجرد الوصول لنيهاري و محاولة عمل حزب خاص به، البقية كانوا سيموتوا على مدار الخمسين عام، او عند بدأ الغزو.” ثم اشار له، “انت صنعت امبراطورية كوكبية، اوقفت الغزو ثم دعست الغازى… ما زلت لا اصدق انك تصديت لهجوم مباشر من هيلين!”
“…ما زلت فشلت.” أصر روبين على اسنانه بقوة، “مقارنة بمن نجح في اتمام المهمة، انا…”
روبين حتى لم يعرف ما هى تلك المهمات، لا المقصود منها ولا ما هو ذلك المجد، و لا يهتم. ما يغيظه فعلاً و يحرقه داخلياً ان هنالك اشخاص نجحوا في شئ حيث فشل هو!
“…انا لم احب اسلوبهم.” المستبصر نظر بعيداً، “كل الذين نجحوا في الجزء الاول من مهمتهم، بلا استثناء، نجحوا بإستخدام اقذر الطرق التي يمكنك تخيلها، هؤلاء لا يستحقوا المجد الحقيقي، و لم اتواصل معهم مجدداً لنفس السبب.”
“اما انت… انت صاحب افضل نتيجة للآن، افضل اكتشافاتي خلال المئة مليون عام السابقة، و صدقاً لا اعتقد انه يمكنني ايجاد بيدق جيد اخر مثلك خلال المئة مليون عام القادمة… اما بالنسبة لفشلك، فكلانا نعرف السبب.” المستبصر عاد ليشير نحو روبين، “كنت دائماً تضعني في مؤخرة عقلك، تعتمد علي لأظهر و اساعد في الوقت المناسب و اقف ضد *غريمتي* لو حاولت ايذائك، تفكر بطريقة عسكرية استراتيجية بحتة و لم تضع في عقلك للحظة واحدة اني ربما أعبث معك او اكذب عليك، مع انك حاول التواصل بي كثيراً و فشلت!” ثم وضع يداه وراء ظهره، “أهذا له علاقة بنشئتك الوحيدة ايضاً؟ تثق في الناس بسرعة و بلا حدود؟”
“هلا توقفت عن ذكر نشئتي!!” لوح روبين عدة مرات
“هل تريد فرصتك ام لا؟!” رجل الضوء سأل بصرامة، واضح انه اكتفى من الكلام
“…لم اعد اعرف.” إبتسامة غريبة ظهرت على وجه روبين، “ادرك انه يمكنك اخذي من هنا و المغادرة، لكني لن اترك ابنائي و اتباعي خلفي. ان تركتهم يُقتلوا لن تكون لحياتي اي معنى، سأفقد فخري للأبد!”
“….” المستبصر رفع حاجباه قليلاً، ثم تمشي للجانب حتى وصل لجانب زارا و مسح على خصلة شعرها، “انا اتفهم انقاذ ابنائك، لقد حصلت على صدمتك مرة و لا تستحق اخرى، لكن اتباعك ايضاَ؟! هذه الاعداد…”
“اجل، جميعهم!!” اصر روبين على اسنانه بقوة، “و ايضاً…” صاح روبين بقوة، “انا لا اريد ان اكون شرارة لبدأ حروب كونية بين اشخاص لا اعرفهم لأسباب لا اعرفها، ادرك ان مصيري بين يديك لكني ما زلت اريد طريقي الخاص!”
إلتفت المستبصر و اخذ بضع خطوات بعيداً عن زارا، نحو منتصف الساحة مرة اخرى، “…لا بأس، انت تغزو الكواكب عن طيب خاطر و تُعامل قتلى حروبك كمجرد اعداد، لكن الحميةَ بداخلك تظهر عندما تفكر في انك ستكون مجرد بيدق لإطلاق شرارة حرب لست طرف مباشر فيها، موضوع حرب كونية كبيرة و خسائر و كل هذا الهراء ليس في بالك… انا اتفهم، انا افهمك جيداً يا روبين، اكثر مما تفهم نفسك ربما. شخص يأكله الكِبر مثلك سيحب ان يكون في بؤرة الاحداث و ليس طرف جانبي، لكن اعتقد ان هذا احد اسباب مراهنتي عليك مرة اخرى، انا ايضاً اريد بيدقي ان يكون شخصية رئيسية دائماً.”
ثم اعطى ابتسامة باردة، “لهذا اخبرتك بكل هذا عني، مع انك، عفواً، ما زلت لا تستحق. كان يمكنني ببساطة ان اخبرك بأني سأنقذك و بعدها إفعل كذا كذا و انتهى الامر. لكن شكوكك نحوي كانت ستزداد و التوتر و التساؤلات كانت ستأكلك حياً، كما انك كنت دائماً ستظل تعتمد على ظهوري لإنقاذك… لقد تكلمتك معك مطولاً و اخبرتك بكل هذا لأرضي كبريائك و لتُخرج قدراتك الحقيقية، عالماً انك اصبحت… حسناً، لست لاعب، دعنا نقول انك ترقيت من بيدق لقلعة.”
“…سأنقذك اليوم يا روبين، ليس وحدك، بل سأنقذ اولادك و الكوكب كله… لأول مرة منذ فجر التاريخ سأتدخل في مهمة بشكل مباشر و اخاطر بضرب كل خيوط القدر و اخاطر بفضح ما افعله، سأضطر بعدها للتخفي لعدد غير معلوم من السنين حتى تُنسى هذه الحادثة و تندثر في طيات الزمن قبل ان اقوم بأي شئ اخر… عدد من السنين قد لا املكه.”
بعدها رفع إصبعين ببرود شديد، “مقابل انقاذ كل شئ هنا ستُتِم مهمتين من اجلي… و هذه المرة المهمات لن تكون اختيارية حيث يمكنك تركها في المنتصف و ابحث لك عن واحدة اخرى كما كان الحال مع نيهاري. و ان فشلت سأقتص منك شخصياً، لن ادعك تموت، بل سأذيقك عذاباً لم يره احداً من العالمين عقاباً على تضييع وقتي. ألم اخبرك انك لن تموت إلا ان سمحت انا بذلك؟ كل مرة تسمعها كنت تشعر بالراحة، المرة القادمة التي تسمعها لن تكون مرتاحاً جداً.”
*بلع* كلمات المستبصر كانت هادئة، هالته كانت مستقرة و تعابيرة عادية جداً، لكن روبين شعر بألم في جسده بالفعل، ذلك الرجل هو قطعاً يمكنه تنفيذ كل كلمة قالها، “…ما هما؟”
“مهمتك الاولى و احد اسباب مراهنتي عليك…” المستبصر انزل إصبع واحد، “اريدك ان تتكفل بشخصٍ ما بالنيابة عني.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:435$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 72/58