…هذا المجنون كان ينوي تلقي هجوم اخر!!

*اضطراب* *زلزلة* الهلع كان سيد الموقف، “انجوا بجلودكم!!” كل المدعوين على مقاعد الجماهير اعطوا ظهورهم لللمنصة و انطلقوا بأقصى سريعة في الاتجاه المقابل، كل واحد فيهم يريد التوجه للبوابات للهرب، او على الاقل الابتعاد عن العاصمة. لا يوجد احد يريد ان يختبر الوقوع تحت وطئة ذلك الهجوم مرة اخرى!

*بززت* *بززت* “تباً لكل شئ، لقد رُزقنا بسيد مجنون!” عدة بوابات فضاء فُتحت حول المنصة… سيرفون، هاروس، ساندريا التي ذهبت لأصطحاب والدها و بقية بعثة كوكبهم، تقريباً كل افراد الجيش الثالث و اتباعهم اختفوا في لمح البصر من الواقعة. “خذوني معكم!!” الملك ايكو و بقية زعماء الكواكب المفتوحة حديثاً تشاجروا على استخدام البوابات تاركين أتباعهم خلفهم في حالة هلع.

“…؟” آرو اخذ يتلفت حوله فلم يجد احد غير فلورا التي كانت تنظر له بتضرع، حتى هو لم يعرف ان كانت تتضرع له ليهرب او يبقى *ووش* حسه الروحي اندفع للخاتم لإستخدام مصفوفة الانتقال الفوري، لكن *وو…* الخاتم اُبطل و لم يخرج شئ، بيده اليمنى ربت على رأس فلورا و قبَل رأسها، “سننتظر قليلاً بعد، قليلاً فقط… لعله يُحدث بعد ذلك أمراً.”

“غرر…” كريكسس المطهر اخذ بضع خطوات للخلف و فرد اجنحته بعدما لاحظ ان ديفوس المتعالي و دورغر الملتهم قد اندفعوا في اتجاهات مختلفة، يريد ان يلحق بالركب هو ايضاً. لكنه قبل ان يضرب بجناحه بحث بسرعة عن رفيقه ليأخذه معه، هو يعلم انه لا يمتلك مصفوفة انتقال فوري.

فقط ليجده ما يزال واقف بجوار روبين، ينظر للأعلى بحاجبين معقودين تارة، و ينظر نحو روبين تارة اخرى، نظراته و تعابيره لم توحي بأن يستعد للهرب! “….” بعدما رأى هذا، كريكسس خفض جناحه مجدداً، و عاد للجلوس على الارض.

“توقف عن قول الهراء!” قيصر صاح بقوة، “اقسم بكل ما تحت السماء و فوق الارض، لو كنت تخطط للموت سأموت قبلك!”

بعد هذه الجملة اومئ ثيو و بيون بحزم و وضعوا ايديهم وراء ظهورهم فاتحين سيقانهم، وقفة ثبات عسكري.

حتى زارا التي بالكاد إستفاقت، أومئت بتعبير حازم غير معتاد على وجهها، “كان يفترض بنا الموت بعد الهجوم على عائلة كامدين، ثم كان يفترض بنا الموت من العمل بالسخرة كعبيد، حياتنا لك، مهما قررت.”

“حياتنا لك مهما قررت.” جينرالات الجيش الاولى صاحوا في نفس واحد و اخذوا وضع الثبات العسكري.

اما ريتشارد فلم يرد و لم يكن له اي ردة فعل رافض او عاطفي، عيناه مُركزتان نحو السماء و اللهب الاخضر يشتعل على يده، يفكر في كيفية المساعدة.

“لا يوجد احد هنا لديه اسباب لإتتباعك حتى الموت اكثر مني.” آمون تكلم بصوته الخشن، ثم *بووف* جسده تضخم لأكثر من اربعة امتار

*ززن* الدم تسرب من ساكار و بدأ ينضغط في اقحوانة واحدة بسرعة، ثم اخذ يتمشى بدون قول كلمة حتى وصل لجوار ريتشارد، الاثنان بدآ يحيكان خطة عمل جماعي للإستفادة من قوة الحياة و قوة الدم معاً.

“جميعكم، ما الذي–” روبين صٌدم و هو يرى المشهد حوله

“لا تحاول يا صاحبي، لا تحاول.” بيلي تقدم ضاحكاً و كاد يضرب على كتف روبين مازحاً، لكن تحديقة من هولاك جعلته يضع يده جانباً مجدداً، “في حياتك القادمة تذكر ان تعثر علينا فحسب، الامبراطورية لن تبني نفسها هيهي.”

“…..” أصر روبين على اسنانه و قبض يداه بقوة لبضع ثوانٍ، ثم تنهد، و تركهما، إعتلى وجهه بعدها تعبير راضٍ، إبتسامة صافية، و عينان تسيل منهما الدموع قليلاً، “سأحب ذلك، بيلي… سأحب ذلك.”

ثم نظر للأعلى، عيناه لم تعودا تحملان أي تحدي، “…انتي اسوأ عدو واجهته، ليس بسبب ذكائك، بل العكس تماماً، عدم صبر و عنادك و غطرستك التي لا تعرف حدود.” ثم رفع كتفيه ببطئ، “لقد خسرت اليوم، إفعلي ما تشائين.”

“عدم الصبر، العناد و الغطرسة… إن لم تكن توجه كلامك لي، كنت لأعتقد انك تصف نفسك، يا روبين بورتون.” تحدثت المرأة ذات الرداء الاسود بجلال مطلق و كأنها تنزل العقاب بإسم السماء، “أعتذر لنفسي اولاً لأني ساُخلص البشرية من شخص مثلك، لكن لا يمكنني الابقاء عليك حياً… إذهب في طريقك.”

*وووووه~* بحركة خفيفة، المرأة ذات الرداء الاسود ألقت الهجوم للأسفل.

“اااااااااااههــ.. لا لا لاااا!! روووببببيييييييين!!!! كنت اعرف ان هذا سيحدث! كنت اعرف ان هذا سيحدث!!!” يوري صرخت بكل ما لديها، القبة الحامية ثٌقبت و لم يعد لديها ما يكفي من قوة لإصلاحه، الان لم يعد الهرب للجانب الاخر من الكوكب مهماً، انها مسئلة دقائق معدودات حتى يتلاشى الغلافى الجوي و تتحول لمحض صخرة، كل الاحياء على ظهرها سيفنوا!

“هياااااااااا!!!” ساكار، قيصر، امون و ريتشارد، هولاك و كريكسس، و بقية الجينرالات و الجيش الذهبي المعتصم خارج الاسوار، الكل استعدوا للإطلاق نحو الهجوم الساقط قبل ان يبدأ الضغط يؤذيهم.

رينارا وضعت عيناها على روبين وحده و بدأت بتفعيل تقنية لمحاولة تهريبه، نسب النجاح سيئة جداً بسبب وحدات الروح القليلة التي تملكها لكنها ستحاول!

اما روبين.. فأغلق عيناه.

إبتسامة الرضا على وجهه… فقد سعى في حياته لفعل ما يحب.

عيناه ممتلئتان بالدموع… مستغرباً ان شخص مثله اكتسب ما بدى كعائلة.

متنهداً بلطف… يتحسر على كل تلك الاشياء التي كان يخطط لفعلها و لم يستطع.

لكن من يعرف.. لعل الموت ليس نهاية المطاف، ربما من خلق هذا الكون قد جهز شئ اخر بعده؟

الباحث بداخل روبين فرح عند التفكير في هذه النقطة، الإبتسامة على وجهه ازدادت قليلاً.

*صمت*

“همم؟” روبين عقد حاجبيه، فجأة كل اصوات صيحات المعارك، صوت انهيار الغلاف الجوري، و حتى صوت شتائم يوري اختفت كلياً، “…هل مُت بالفعل؟ …لا، لقد ذُقت الموت من قبل، هذا لا يشببه كثيـ–” ثم فتح عينه فقط ليرى مشهد عجيب.

كل شئ توقف و كأن الزمن يرفض التحرك

و امامه مباشرةً رأى كُرة ذهبية صغيرة تطوف، ثم تحولت تلك الكُرة بهدوء شديد لتأخذ شكل بشري مصنوع من الضوء، “مر وقت طويل، روبين~”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:285$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/51

من Zeus

-+=