“…لماذا تنظون إليّ هكذا؟” روبين اخذت يتلفت ببطئ حوله
لقد فتح عينه متيقناً انه الان على ظهر جزيرة ما، او ربما يرقد في قاعد بحر الغرب بعدما تحول لرماد، لكنه فتح عينه ليجد نفسه على المنصة مرة اخرى.
بل وجد نفسه محاصراً بالعشرات من الوجوه المألوفه، شعر بمئات اللالاف من الاعين الساقطة عليه!
الصمت… لو كان لتلك الكلمة تعريف لكانت هذه اللحظة هى تعريفها. حتى الطائر الصغير الذي تم نقله من البحر الغربي عن طريق الخطأ كان يراقب روبين فاتحاً منقاره.
الصوت الوحيد الذي سمعه كان من نطاق الروحي: (هاهاااي، لقد فعلتيها يا ايفرجرين، هبَتك انقذت حياة المالك حقاً!)
(عااااااااا، اخبرتكم! اخبرتكم جميعاً!) صرخت ايفرجرين و اخذت تركض حول نيري كالمجنونة، لقد كانت تشعر بالإساءة منذ اليوم الذي قال روبين عن هبتها انها تساعد في تعذيبه، (هكذا تكون هبة جوهرية هاهاها كُلي هذا!!)
ضحكة نيري توقفت عنه، (هل تسخرين من هبتي؟ تعالي!) قفزت بسرعة فأمسكت ايفرجرين من قرنيها و اخذت تعضها.
شاعراً بكل هذا، روبين هز رأسه برفق و قطع التواصل مع نطاقه الروحي مؤقتاً، لم يرد سماع صرخات ايفرجرين حالياً.
“…معاليك؟ أهذا حقاً انت؟”
“أبي…”
الجميع بدأوا يعودوا لأرض الواقع تدريجياً، الجميع يعرفوا ما رأوا جيداً، يعرفوا هالة هذا الشخص الذي لا يمكن تزييفها، يعرفوا تعابير وجهه و طريقة كلامه المميزة، يوقنوا ان روح كوكب يورا لن تحاول اللعب عليهم في موقف كهذا، و مع ذلك، الحس السليم بداخلهم يرفض التصديق
“انت…” قيصر هبط ببطئ من السماء، اللهب الاسود حوله بدأ يتلاشى، ثم زاد سرعته تدريجياً، الدموع التي لم تجد طريقها لعينه عندما اعتقد ان والده قد مات، سالت اخيراً، “هاها كنت اعرف انك لن تتركنا و شأننا بهذه السهولة، لقد اقلقتنا عليك ايها الوغد العجوز!!”
“همم؟” روبين نظر للأعلى و لمح قيصر يقترب كالقذيفة، تعابيره المستغربة من الموقف تحولت لخوف فوراً: “لا.. لا توقف، انتظر!!”
لكن قيصر لم يبدو انه يستمع، سرعته زادت تدريجياً حتى *باااا* لكمة نزلت على وجه قيصر من حيث لا يحتسب، لم يشعر بشئ إلا و رأسه يعانق احدى ابراج العاصمة *طاااخ*
“من تجرؤ؟!” بسرعة خرج قيصر من المبنى و صرخ غاضباً، “انت؟ ما الذي تخطط لفعله بحق الجحيم؟ هل تريد الانشقاق؟!”
الشخص الذي لكَمه كان هولاك، الذي كان يقف الان امام روبين كحائط سد يخفيه ورائه!
“اُقدر حماستك و كل شئ لكن استعمل حسك الروحي و افحص اباك، لا اعتقد انك تريد قتله فور رجوعه من على شفير الموت.” ثم اشار نحو الجميع حول روبين، “الكلام لكم جميعاً، اهدأوا انفسكم و اضبطوا مستويات قوتكم اولاً او لن ادع احد يقترب خطوة!”
*كرااك* آمون كان اول شخص إمتثل لكلمات هولاك، و فوراً عصر قبضتيه عصراً، ثم اخذ خطوة للوراء بعدما كان يستعد للإقتراب.
“حسي الروحي؟” قيصر اختار تصديق هولاك حالياً و فعل ما يقول، “أبي، انت…؟”
“اجل، لقد عدت كما ولدتني امي، ارجو رعايتكم جميعاً خلال الفترة القادمة!” ضحك روبين و وقف ببطئ ناظراً للأعلى، “…هذا ان كان لدينا الفرصة.”
روبين لم يكن بالغ كثيراً بقول تلك الكلمات، من ناحية مستويات الطاقة فهو في المستوى الاول، اي انه اضعف من طفل عمر السادسة. طاقة حياته ترتفع ببطئ لكنها الان في مستوى 3% بالكاد. من حيث الجسد فقد اُعيد تشكيله من الصفر، هو لم يعد يشعر بالقوة التي كان يجمعها على مدار عقود بإستخدام وشم تقوية الجسد، بل كل الوشوم مُسحت بما فيهم وشم الزمكان. اما من ناحية الروح فـ قد فقد كل الـ 250 الف وحدة الاحرار في محاولة ايقاف هجوم ماحق الطبيعة.
بالطبع معظم تلك الاشياء خسائر مؤقتة. لكن في الوقت الحالي، اي واحد فيهم يمكنه قتل روبين فقط عبر احتضانه!
“هاي، هل اتفاقنا سارٍ؟” صاح روبين بدون اي دعم طاقة لصوته، بالكاد كان يمكن سماع في المدرجات المجاورة، بل حتى اولائك بجواره شعروا بالضعف فيه.
“اوه!” يوري بسرعة تدخلت لعالجة الامر. نظرتها نحو روبين في هذه اللحظة تغيرت كلياً من شخص يسعى خلف موته، لشخص قد يستطيع فعلها حقاً لطريق المجد. لكنها عادت للنظر للأعلى… هذا ان نجو اليوم.
في الاعلى، حافظت المرأة ذات الرداء الاسود على الصمت لبضع ثوان، ما تزال تحدق في عينا روبين مباشرةً و كأن المسافة بينهما غير موجودة، “…كيف فعلتها؟”
“فعلت ماذا؟” ضحك روبين بخفة
“أجبني!” صاحت المرأة ذات الرداء الاسود، “كيف نقلت هجوم ماحق الطبيعة؟ و كيف عدت حياً بعدما تلقيته؟ لقد رأيت كل شئ…” نبرة صوت المرأة ذات الرداء الاسود تغيرت قليلاً، هى كانت تنظر ناحية الغرب قبل ان يقع الانفجار، فبسهولة تمكنت من تحديد اين ذهب هجومها و هناك رأت ما حصل
“انت… لقد تلقيت هجومي بشكل كلي، لقد انفجر على بُعد متر واحد منك.” رفعت المرأة ذات الرداء الاسود يدها قليلاً و اشارت نحو روبين، صوتها اخذ يعلو تدريجياً حتى تحولت عيناها للإحمرار قليلاً، “انت… انت! تمكنت من النجاة بعض تلقي هجوم ماحق الطبيعية؟ هجوم يُشكل 5% من اجمالي قوة حالة وصل؟ قوتي انا؟!”
كلمات المرأة ذات الرداء الاسود جعلت مئات الالاف من الحضور يتناسوا صدمة معجزة بعث روبين و يعيدوا التفكير في المجريات… لم يكن هى من قصدت اخفاء معاليه عنهم؟ بل معاليه هو من قام بإرسال الهجوم نحو الغرب و هو من قصد تلقيه بمفرده؟
كيف فعل ذلك؟ هم لم يتمكنوا من التنفس حتى اثناء هبوط ذلك الشئ… بل و ايضاً، نقل الهجوم بهذا الشكل بعيداً، ألا يعني هذا انه خاطر بحياته فقط ليقوم بحمايتهم؟
“أعني.. تلقي هجوم ثم النزول لهذه الحالة ليس بالشئ الذي افتخر به كثيراً، لكن اجل اعتقد ان هذا صحيح.” رفع روبين كتفيه، ابتسامة غريبة ظهرت على وجهه، “ألم تعلمي؟ …بعض الخنافس لها جلد سميك.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:285$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/48