قبل بضع ثوان– العاصمة الامبراطورية
*هووووووووم*
“—أبي!!” الصرخات العالقة في الحناجر وجدت طريقها للخروج اخيراً، لكن الهدف لم يعد موجوداً
“أبي..؟!” ريتشارد، زارا، قيصر، بيلي و بقية المقربين من روبين فزعوا عندما وجدوه اختفى من مكانه و بدأوا بالتلفت عليه في جميع النواحي، ثم وقفوا و ركضوا نحو المنصة بسرعة *ووش*
“ماذا حصل؟ اين اختفى؟”
“روبين!!”
“أبـــــي!!!”
“انتشروا في المدينة و تتبعوا اي اثر لمعاليه!!”
بدأت تلك المجموعة بالصراخ و نشر حسهم الروحي في الارجاء و كأنهم يبحثون عن طفل ضائع، عقولهم توقفت عن العمل، لم يتوقف احد منهم للحظة للتساؤل عن سبب رفض الضغط عنهم فجأة، كل تفكيرهم إنصب على ايجاد روبين اولاً، و القلق على اي شئ اخر لاحقاً!
*ززن* ساكار اطلق كمية هائلة من اقحوانات العالم السفلي و نشرهم في المدينة و خارجها، يريد إلتقاط اي اثر روحي للمولى، آمون ايضاً صاح و اندفع في اتجاه معين للبحث عن طريق الرائحة، يريد فعل اي شئ للمساعدة.
“….” رينارا فتحت عيناها على اخرها و بدأت تتلفت ايضاً، ليس على روبين، بل على الهجوم. مع انها لا تملك قوة جسدها إلا انها ما تزال محتفظة بعينها التحليلية كخبيرة في حالة وصل، ذلك كان هجوم تدميري محض لم يكن به أي ألعاب، هجوم مُرسل للتعامل مع كواكب بأسرها.
أين ذهب؟!
اما آرو، هولاك و بقية اتباع روبين الذين لم يكونوا مقربين منه عاطفياً بدأوا بتحليل الموقف بشكل موضوعي.
“بورتوووون، اين انت؟!” هولاك وقف و اخذ يتلفت يميناً و يساراً مضيقاً عيناه، “…ذلك الشخص لن يموت بتلك السهولة، انه أعند من ذلك.”
“…انها تلك المرأة، لابد انها فعلت شئ، لقد اختفى هجومها في اللحظة التي اختفى فيها معاليه.” آرو تمتم بصوت منخفض، فقط حفنة قليلة من الاشخاص حوله امكنهم سماعه.
“…أما يزال يجب ان تناديه بمعاليه؟ اؤكد لك انه قد مات، من يمكنه التصدي لهجوم هكذا؟ …لقد انتهى كل شئ.” سيرفون أصر على اسنانه بقوة، “كل الأحلام الوردية حول الجيش الثالث ضاعت، الان حياتنا معلقة بـ إيفاء نيافتها بوعدها من عدمه، و حول ان كان اولائك الاشقياء مستعدون للتنفيذ ام لا.”
“نيافتها؟” عقد آرو حاجبيه للحظة، “أه صحيح، انها السيدة العليا لإمبراطورية الثعبان العظيم،” فتح آرو عينه على اخرها، “ألا يمكنك التواصل معها؟ ربما نصل حل يرضي الجميع، ما يزال يمكننا متابعة كل شئ، طالما ريتشارد ابن معاليه موجود يمكنني التجمع تحت رايته، و يمكننا العمل لصالحها بلا مشكلة.”
في هذه اللحظة سُمعت صيحة هزت المدينة، “ايتها العاهرة عديمة الفهم في الاعلى، لو حصل لوالدي أي شئ إنسي ان تأخذي منا مثقال إبرة من موارد او معرفة، إن عاش سنعيش، و ان مات فسيلحق به كل شئ، انا سأحرص شخصياً على ذلك!!”
بالطبع ذاك كان قيصر، بعينان حمراوات مليئتان بالدموع و فم يسيل منه الدم، كان واضح انه يعني كل كلمة يقولها.
الجميع اخذوا نفس عميق عند سمع تلك الكلمات و نظروا للأعلى ببطئ، منتظرين هجوم اخر ينزل ليقبض حياتهم جميعاً. لكن لحسن الحظ رأوا المرأة ذات الرداء الأسود تنظر نحو الغرب، لم تبدي أي اهتمام بالصبيحة القادمة من الاسفل
بعدما تيقن انه ما يزال في العمر بقية، آرو هز رأسه: “…حسناً انس الامر، اولائك الاشقياء ورثوا عناد أباهم، قضي علينا.”
“في الحقيقة، ما زلت اعتقد ان هنالك فرصة…” هاروس تمتم بصوت اكثر انخفاضاً، “لقد كنت موجوداً عند تسليم تقرير الجيش الذي هاجم جرينلاند، قالوا وقتها ان معاليه بعدما ظهر حدث شئ غريب… قالوا ان مدفع السفينة الام كان موجه نحوه و المارشال لونتا كان يضحك في وجهه. و في اللحظة التالية وجدوا السفينة الام تغير اتجاهها و دمرت ربع الاسطول تقريباً، و سمعوا المارشال لونتا يصرخ بعدما عض لسانه فقطعه، قالوا بأن عدة اشياء غريبة حصلت و كأن الواقع نفسه تغير لحظياً.”
“أتقول ان روبين بورتون هو من قام بشئ سحري للتو؟ انه يمكنه النجاة من هجوم حالة وصل؟ لقد شعرنا جميعاً بتلك الكرة و هى تهبط، توقف عن قول الحماقات يا هاروس!” سيرفون لم يكن مستعد لسماع اي كلام عن معجزات.
النجاة من هجوم حالة وصل؟ بل الأسوأ، هاروس كان يعتقد ان روبين قام بالتأثير على الهجوم و نقله بعيداً بطريقةٍ ما؟ مع انهم في كون تكون في الاحداث الخارقة للطبيعة منتشرة بسبب نطاقات القوة المفرطة، إلا ان هذا تخطى حدود المعجزة!
“ريتشارد!” في هذه اللحظة بيون صاح بقوة على أخاه، “ما الذي تفعله عندك؟ إستغل روح الكوكب و ابحث عن أباك بسرعة!”
“روح الكوكب؟!” ريتشارد الذي كان ينشر إبر من قوة روح القوية في كل مكان بدى و كأنه تذكر شيئاً، و صاح نحو تجسيد يوري، “أين هو والدي؟ أحضريه بسرعة!!”
“اررغغ..!!!” يوري نظرت للأسفل للحظة، بعدها للأعلى نحو المرأة ذات الرداء الاسود، بعدها للأسفل مجدداً و كأنه تترجى ريتشارد ان يغير أوامره
المرأة ذات الرداء الاسود ما تزال تضغط القبة الحامية للكوكب بكل قوتها، تلك القبة هى قمة ما يمكن ليوري القيام به كروح كوكب، اقصى قوة لدى الدرجة السادسة من الدفاع، مجرد وقوف المرأة ذات الرداء الاسود هناك بإرتاح يجعل يوري و كأن هنالك جبل فوق رأسها.
“يوري، لا اهتم بمشاكلك، انا امرك ان تفعليها، حتى لو مات الجميع اريد ان أراه مرة واحدة اخيرة!!” صرخ ريتشارد بجنون. ما حدث مع أمه لن يتكرر مرة اخرى، لن يفقد جثة احد احباءه هذه المرة. حتى لو مات اباه، يجب ان يجد جثته و يدفنها، او على الاقل يموت بجواره.
*بووووووووووووووووم*
في هذه اللحظة جاء انفجار من ناحية الغرب، “………!!!” كل القلوب إرتعدت و كل العيون فُتحت على اخرها، الجميع بلا استثناء شعروا بأن أرواحهم تريد الهرب من اجسادهم. مجدداً الجميع توقفوا، لكن هذه المرة ليس لأنهم وقعوا تحت ضغط كبَلهم، بل اجسادهم رفضت الحركة.
“يورررررري!!!” ريتشارد صرخ و كأنه يريد ان يدمر رئتاه
“حاضر!!” روح الكوكب ركزت جزء من قوتها للبحث، “وجدته، سأرجعه في نفس موقعه الاول، إستعدوا!” ثم بتلويحة صغيرة من يدها قامت بنقل الهدف للمنصة مجدداً
*ووش*
“اييك!” ثم بسرعة عادت للتركيز على الدفاع بخوف تريد ان ترى مقدار الضرر، “اممم؟” لكن لحسن حظها وجدت ان كل شئ ما يزال كما هو ما عدا بضع تشققات اضافية، المرأة ذات الرداء الاسود لم تحاول استغلال انشغالها
“هممم؟” بل كان هنالك شئ غريب، المرأة ذات الرداء الاسود كانت تنظر نحو المنصة، ليس بقرف و غضب، بل بعينان مفتوحتان على اخرهما كأنهما سيسقطا، و فمها الصغير فُتح و كأنه تستعد لقضم تفاحة ثم سمعتها تمتم، “مستحيل… مستحيل…”
ليس هى وحدها، كل الأصوات سكتت، هى لم تسمع حتى احد يصيح و ينادي بأبي مع انها متأكد انها نقلته
“ما الذي يحدث في الاسفـ–” بحذر، يوري ايضاً إلتفتت نحو الاسفل، فقط لتصمت هى الاخرى.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:285$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/46