“مستحيل…” روبين اخذ خطوة للأمام، فاتحاً فمه على اخره. المرأة ذات الرداء الاسود لم تندفع للخلف، بل لم تتحرك قيد أنملة بينما تركت كم هائل من طاقة الترميد تغطيها!

“هذا..؟” حتى رينارا نظرت نحو الاعلى مستغربة، قوانين الدمار لا يملكن العبث معهم.

جنود امبراطورية الثعبان العظيم كمثال، كان يمكنهم انتاج قانون التآكل فقط طالما بداخلهم دم دورغر، حتى اولائك مثل المارشالات كان يتعين عليهم احراق الدم لإنتاج قانون التآكل و الحصول على نسبة من المقاومة ضده. بل دورغر نفسه كان يستخدم قانون التآكل بحكمة شديدة، فلا شئ يستعصي على الدمار!

اما ما تفعله تلك المرأة.. أكانت تحاول الانتحار؟!

*ووش* *ووش* *ووش* طاقة الترميد كانت تندفع بسرعة عالية للأعلى و بكثافة كبيرة، لذا لم يتمكن احد من رؤية ماذا يحدث معها، لكن هنالك شئ الجميع متأكد منه، الضغط على القبة الحامية التي صنعتها يوري لم يخف، و لم يسمع احد صرخة الم واحدة قادمة من الاعلى!

*ووووشششــ*

“……؟؟؟” روبين فتح عين اكثر، كما لم يفتحها من قبل.

استمر اندفاع طاقة الترميد للأعلى لبضع ثوانٍ حتى خرج كلها من الكوكب اخيراً من نفس الشقوق التي دخل منها حتى بدأ يختفي في الفضاء، يستهدف اي كوكيب تعيس الحظ يحوله رماداً… لكن بعد انقشاع كل شئ، ظهر المخفي.

المرأة ذات القناع الأسود كانت ما تزال هناك، بلا خدش على ملابسها، فقط واقفة هناك تنظر نحوه بعينان يملأهما الغضب.

“كيف.. كيف يعقل هذا؟!” روبين اخذ خطوة اخرى للخلف بدون وعي، حتى رينارا لم يبدو انه مستوعبة ما حدث للتو.

“……” المرأة ذات الرداء الاسود نظرت للأسفل، بغضب و تعنت، لكن ايضاً بدهشة.

حقل الجاذبية لم يكتفي بطرد طاقة الترميد، بل بدأ يرتفع لأعلى، يدعم القبة التي صنعتها روح الكوكب، في هذه اللحظة يمكنها الشعور بجسدها يُطرد للخلف شيئاً فشيئاً…

…التنقل عبر الفضاء جسدياً، بل عبر القطاعات، لم يكن بالشئ السهل. كل من في حالة وصل يمكنهم استعمال طاقتهم لتمميع الفضاء قليلاً فيكون السفر عبره اسهل، يصنعوا نوعاً من الممرات الفضاء الآمنة لأنفسهم إن صح القول. لكنه لم تفعل هذا، لقد دمرت طريقها إلى هنا، و الفضاء الذي كانت تتعامل معه لم يكن من الدرجة الرابعة الضعيف كفضاء يورا!

…طاقة الترميد التي انطلقت نحو الفضاء للتو كانت جزء كبير مما تبق من مخزونها. لو قامت بضغط تلك الكمية من الطاقة كهجوم لـ في اقصى الاحوال كانت ستدمر جزء من القارة في الاسفل و يتمكن الجربوع من استخدام قانون الفضاء خاصته للهرب. لذا استخدمت هذه الطريقة طويلة الامد لكن الفعالة، وظيفتها كانت النزول لسطح الكوكب و التغلغل حتى الوصول لمركزه الكوكب و تدميره، إستعملت ضغطها الجسدي كـ حقنة لإعطاء هذا السم القاتل للكوكب.

لكن الجربوع طردها كلها… ما تبق معها من طاقة بالكاد يساوي ما تم فقده للتو!

“….” ببطئ، تلفتت المرأة ذات الرداء الاسود حولها، عيناها الثاقبتان تبحثان عميقاً داخل الفضاء، تحاولان البحث عن أي جُرم قريب.

لو تحركت الان نحوه يمكنها البحث عن اي كوكيب كبير و تستريح لتستخدم الفوضى البدائية للإستفاء، مع الراحة لبضع اسابيع يمكنها استعادة شئ من قوتها و العودة إلى هنا مرة اخرى. اما لو هاجمت مجدداً فقد لا تتمكن حتى من الصمود حتى تجد كويكب.

“…” ثم عادت المرأة ذات الرداء الاسود للنظر للأسفل، للنظر نحو روبين.

هل سيبق مكانه ينتظرها بعض اسابيع؟ في وجود تلك الدخيلة، لن تستغرب لو اخذ الجربوع كل المقربين له و هرب للحزام المتوسط. هناك حيث سيلقى حماية، و يكون له عدو هائل يستعمل قانون الحقيقة، شخص صنع هذه الامبراطورية الهائلة خلال 3 عقود!

لا… يجب ان يموت او يركع اليوم!

“انت جيد، ايها الجربوع، اعترف لك بهذا… لكنت أحب ان يكون لدي تابع مثلك، لكن يا خسارة…” ثم بدون مقدمات اخرى، المرأة ذات الرداء الاسود اشارت للأسفل بإصبعها، ثم، *فرووو*

جسدها بدأ يضئ بوهج رمادي خافت، كما حدث قبل قليل عندما تركت شلالات الترميد تندفع للأسفل، لكن هذه المرة قامت بتجميع كل تلك الطاقة على طرف إصبعها حتى تحولت لُكرة بحجم رأس رجل بالغ مليئة بالأشواك، يحتوي تقريباً ربع ما بقي لديها من قوة فأسقطت فُرص نجاتها اليوم بشكل اسوأ، ثم بهدوء شديد تمتمت: “…مُت.”
*شرووووم*

كرة الطاقة الرمادية فوراً صنعت ثقب ضخم في القبة الحماية بدون لمسه.

“اااااااههـ!!!” يوري صرخت بقوة، الألم بادٍ عليها و مسموع في صوتها، لكنها تحملت و عادت للتركيز على الثقب، و بطريقةٍ ما أعادت إغلاقه، ثم صرخت للأسفل، “روبين، لو لمست تلك الكرة الارض ستُدمر نصف القارة المركزية! افعل شيئاً!!”

“…؟!” عينا روبين اهتزت، تلك المرأة ما يزال يمكنها الولوج لهذا النوع من القوة؟ أكان تقييمه للوضع خاطئ؟!

بسرعة قبض روبين يداه و أصر على انيابه، ثم قبض للأسفل *شييييـــ* السجادة الزرقاء الضخمة التي طردت شلالات الترميد قبل قليل انضغطت بسرعة، قوة الجاذبية الطاردة الهائلة تجمعت في جزء صغير جداً فإزدادت فاعليتها بشكل كبير، “هيااااااا!!!”

روبين صاح بقوة و رفع كلتا يداه للأعلى، موجهاً تلك السجادة الصغيرة لتكون تحت هجوم المرأة ذات الرداء الاسود مباشرةً، لكن بزاوية 45 درجة. روبين لم يريد ايقاف الهجوم، هو يعرف ان هذا مستحيل الان، تلك القوة المُركزة لن تقف من اجل شئ، أمله الان هو تحريك مسارها بطريقةٍ ما و إلقائها في المحيط!

“….” عقدت المرأة ذات الرداء الاسود حاجبيها قليلاً عندما فهمت ما يريد روبين فعله، و بالفعل لاحظت ميل طفيف بدأ يظهر على الكرة كم ان سرعته بدأت تخف بشكل يكاد يكون ملحوظ، لكنها لم تبدي اي رد فعل… كما كان يفعل دائماً، انه يؤجل المحتوم، لكن ليس هذه المرة.

*شروووومممــــ* الكرة الرمادية ذات الاشواك اخذت تنزل بشكل متباطئ، لكن تنزل، لم تترك غيمة، ذرة غبارة او نسيج من فضاء يورا إلا و دمرته في طريقها، لأول مرة يشعر الموجودين بزلزال يرج السماء بدل الارض، لكن هذا ما كان يحدث الان.

“ااااااهههــ!!!” روبين صرخ بصوت عالٍ، خطته يمكن تنجح فقط لو كانت المسافة بينه و بين هيلين عشرة اضعاف ما هى عليه الان، تلك الكرة حتى مع بطئها و انحرافها ستسقط فوق العاصمة الامبراطورية لا محالة!!

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:285$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/42

من Zeus

-+=