نظر الحضور لبعضهم البعض، ثم بدأ الواقفين بالجلوس على الطاولة ايضاً واحداً تلو الأخر،
بسرعة وجد روبين نفسه امام 56 شخص من مختلف الأعمار جميعهم ينظرون له نحوه بطرق مختلفة… بعدما جلس اخر شخص فيهم، اخذ احد الفرسان كبار السن الزمام و سأل، ” روبين بورتون.. لقد سمعت هذا الإسم كثيراً خلال فترة إقامتي هنا، تبدو كشخصية مثيرة للإهتمام… هل يمكننا معرفة سبب دعوتك لنا هنا بهذه العجلة اليوم؟”
إبتسم روبين إبتسامة كبيرة، ” أتمنى انكم لم تعتادوا على تلقي الرواتب بدون عمل أي شئ، حضراتكم لم تنسوا انكم هنا للعمل لصالح عائلة بورتون، أليس كذلك؟”
رد ذلك الشيخ مجدداً، ” بالطبع لم ننسى، ألهذا نحن هنا؟ سنعرف مهمتنا اخيراً؟ من سيوجهنا؟ لماذا لم يحضر البطريرك؟”
بدأ الحضور يومؤون، جميعهم من عائلات و خلفيات و قوى مختلفة، التعامل و السيطرة عليهم جميعاً تلزم شخصية قوية، لماذا جمعهم هذا الشخص؟ لقد رضوا بهذا الشيخ ليكون قائداً غير رسمي عليهم بشكل مؤقت بسبب موقفه الذي يمثلهم جميعاً
ما عدا واحداً فيهم هو الذي صاح، ” عن ماذا تتحدث انت؟ العم روبين له مكانة هائلة في عائلتنا، و البطريرك براين قال بضع مرات ان حضور العم روبين يساوي البطريرك و اكثر! ارجو من الجميع ضبط انفسهم اكثر أمام رموز العائلة التي تدفع رواتبكم.”
كان هذا أنتوني بورتون، في العشرينات من عمره، المستوى التاسع ، و الشاب الوحيد في العائلة غير روبين الذي لديه روح أقوى من المتوسط
كلامه لم يؤخذ بمحمل الجد كلياً… الحضور نظروا له بقرف و بعضهم بتكبر، أياً تكن مكانة روبين في العائلة كيف لها ان تكون مثل تلك الخاصة بالبطريرك؟
ذلك الشيخ الذي تكلم سابقاً رد مجدداً ” هوهو حماس الشباب جميل، لكن اخشى اني ما زلت أُصر على مجئ البطريرك ليُعلمنا بما علينا فعله و-..”
عند هذه النقطة لم يستطع إضافة كلمة، ضغط هائل سقط فوق رأسه جعل شريط حياته يمر امام عينيه!
جميع الحضور شعروا بالضغط فوق الشيخ، لو كان نفس الضغط فوق بعضهم لقتلهم بلا شك!
هنالك شخص واحد في الحجرة يمكنه توليد ضغط كهذا…
“يكفي يا ميلا، مخاوفهم مشروعة، لا داعي لترويعهم اكثر..” ضحك روبين بصوت عالٍ
بـ “همف” أبطلت ميلا الضغط مما سمح للشيخ بالتنفس مجدداً، ثم تابعت كلامها بدون ان تنظر إتجاهه ” عندما يتكلم روبين فهو لا يمثل عائلة بورتون وحدها بل عائلة برادلي ايضاً، انصحك ان تعتدلوا في كلامكم من الأن فصاعداً.”
عندما سمع روبين هذا قهقه قليلاً لكن لم يقل شيئاً، لكن الكلمات كان لها وقع اخر على البقية.. هذا كان تصريح خطير!
لم يقل احد كلمة اخرى، حتى ذلك الشيخ الذي اخذ القيادة بدأ يعُد أنفاسه و لم يتكلم مجدداً.. جميعهم منتظرين ما سيقوله *ممثل بورتون و برادلي* ، حتى لو كان ضد إرادتهم…
روبين انتظر لبضع ثوان اخريات حتى تأكد ان الجميع قد صمتوا و تقبلوا مكانته، بعدها بدأ يتكلم ” لابد ان جميعكم تعرفون علاقة عائلة بورتون بالطلاسم التي ظهرت مؤخراً؟”
اومئ الجميع
إبتسم روبين ” جيد، هذا شئ لا يخبى فعلياً فنحن لدينا مزاد لهم داخل مدينتنا، دعوني اسألكم… ماذا إن اخبرتكم انكم ستعملون بشئ له علاقة بالطلاسم؟”
“ماذا؟!”
“هل سنصنع طلاسم؟!”
” أليس عجوز جبل في مكانٍ ما يصنعهم و يستغلكم لبيعها؟”
” اهدأوا يا رفاق، ربما يقصد ان نعمل في نقلهم او حمايتهم مثلاً.”
” سيد روبين، رجاءُ وضح اكثر..”
كلام روبين لم يمر مرور الكرام.. أي شئ له علاقة بالطلاسم في هذا العالم اصبح موضوع شيق، فماذا عن عملهم بشئ يخص المجال؟
روبين هز رأسه، ” لن اتكلم اكثر عن الموضوع حتى يتم قبولكم رسمياً، هنالك شرط عليكم تنفيذه حتى تبدأون العمل معنا..”
تخلص ذلك الشيخ من رهبته الاولى بعد ضغط ميلا و سأل، ” أي شروط؟ لم يخبرنا احد بشئ قبل مجيئنا إلى هنا.. اخبرونا انهم يريدون اشخاص لديهم ارواح قوية فحسب!” لكن بعدما انهى كلامه نظر بطرف عينه بخوف لميلا ليرى ما إن كان اغضبها بطريقةٍ ما
“صحيح، أي شروط؟ انا هنا منذ 10 اشهر و أتلقى راتب بالفعل، إن رفضت ذلك الشرط هل سأعيد ما أخذته؟”
“رجاءً إهدأوا، ما اخذتوا سيبقى معكم، هذا شرط جديد يجب تنفيذه، من لا يوافق يمكنه المغادرة فحسب و لن يعترضه احد…” أعلن روبين
عندما رأى ان الجميع اطمئنوا اكمل كلامه، ” صانع الطلاسم ارسل لنا هذه الألواح” ثم اخرج ثلاثة أرواح التي كانت مركونة بجوار قدمه و وضعهم على الطاولة امامه، ثم اكمل ” من يمرر حسه الروحي داخلها و يقسم على شئ، فذلك الشئ يجب ان يُنفذ و إلا ستكون العواقب وخيمة… و انا احتاجكم ان تقسموا على بضع أشياء على اللوح اولاً قبل قبولكم رسمياً معناً”
“نُقسم على لوح؟ هاهاها أهذه فقرة المهرج قبل العرض الرئيسي؟ هاهاهـ- ” احد الحضور بدأ يضحك بصوت عالٍ، لكن ضحكته لم تكتمل، فقد قاطعته لكمة طاقة من ميلا سحقت فكه السفلى و تركته غارقاً في دماءه على الارض، مُغماً عليه
الجميع يعلمون انه من طلب هذا لنفسه لهذا لم يكن هنالك رد فعل إتجاهه، لكن الجميع بدأوا ينظرون لبعضهم بنظرات كلها سخرية و بعضهم بدأ يبتسم و يحاول كتم ضحكته.. إن لم يكن هذا الإعلان مُسلي فماذا يكون؟
إبتسم روبين إبتسامة كبيرة و أكمل كلامه، ” يسعدني ان إعلاني الصغير رسم البسمة على وجوههكم، فنحن قد نكون زملاء يومياً ما و هذه الروح الجميلة ستكون إضافة جيدة لنا… لكني اخشى اني ما زلت سأصر على موضوع القسم، اليوم من يتلو القسم الذي سأخبركم به سيبقى و يعمل معنا، و من يرفض يمكنه التفضل بالمغادرة.. لا خيار ثالث.”
الموضوع التاليالموضوع السابق