“اخلاء الكوكب؟ الكوكب كله؟ نحن سنتركه؟!” قيصر اخذ خطوتين نحوه، من بين كل التوقعات لم يضع احد هذا الخيار في الحسبان

مع ان يورا كوكب صغير و لا يحتوي شئ ذا اهمية إلا انه ما يزال موطنهم، مسقط رأس الامبراطور، المكان الذي يتحتوي مدينة يورا الأثرية، القامة التاريخية و المعنوية لهذا المكان يستحيل ان تُعوض

*خطوة* *خطوة* من خلف روبين، خرجت شظية روح رينارا مُكتفةً يداها امام صدرها، مبتسمة بلطف و كأنها تشاهد مسرحية.

“أبي، هل ستسلم موطننا لتلك المرأة؟!” صرخ ريتشارد بغضب، “يمكننا القتال، ليس عليك ان تفعل اي شئ، انا– انا وحدي يمكنني تدمير هذه الشظية!”

*قبض* ثيو امسك كتف ريتشارد و هز رأسه، “بدون. جدل.”

“أ–” الكلمات وقفت في حلق الفتى، ثم سقطت دمعة من عينه، “…عـ على الاقل اعطها كوكب اخر، لدينا الكثير! اعطها واحد اخر، لا، اعطها اثنان، انا سأعوضك عنهم!!!”

“الامر ليس كذلك يابني انه مجرد اجراء وقائي، حسناً؟ والدك سيجد حل، انا دائماً ما اجد حل، صحيح؟” ربت روبين بضع مرات على كتف ريتشارد ثم دفعه معه اخوته نحو المدرجات، “انا لا اعرف متى ستصل لذا ابدأوا فوراً، ارسلوا اولائك الاشخاص لكواكبهم اولاً بعدها قوموا بإخلاء كل ما يمكن اخلاءه بسرعة، اجمعوا كل درر الطاقة و الكنوز و هربوهم، كل شئ، تلك الاشياء أهم من المواطنين انفسهم!” ثم نظر نحو العفاريت و بقية الجينرالات، و صاح بقوة حتى كادت عروقه تتمزق: “هل تنتظرون دعوة؟ حركوا مؤخراتكم!”

“حاضر!” الجميع على الفور تحركوا فزعين، سُلطة معاليه و هو غاضب كانت غير قابلة للنقاش، حتى ساكار و آمون تحركت اقدامهم بدون وعي، لا يعرفوا ماذا يجري!

“هيهي يا له من قرار… غريب؟” ضحكت شظية الروح بلطف، “هيهي اسفة اسفة، لكني كنت اتوقع انك اذكى من هذا.”

“رجاءً اهتمي بأمورك.” نبرة السخرية كانت ظاهرة على لسان الثعلبة، لكنها ليس مهتم لأمرها الان.

الخيار الذكي الذي تتحدث عنه رينارا كان غالباً الذهاب لكوكب اخر و ترك هذا *المكان العجيب* خاصةً ان ابناءه صرحوا بأن لديهم كواكب اخرى، فلماذا البقاء؟

ببساطة لأن كوكب نيهاري مدمر، لا يحتوي اي شئ يستحق النظر، غير الكوكب نفسه بالطبع. لذا طبيعي ان المرأة عديمة الصبر تتركه و تغادر بعدها تقوم بمسحه، فذلك الجُرم الضخم لن يذهب إلى اي مكان.

لكن لو جائت و غطت كوكب يورا بحسبها الروحي و رأت كل ما هنا… روبين شعر برعشة تسري في عموده الفقري.

مغادرته للكوكب لن تنقذه، بغض النظر عن كل الابتكارات، معظم الثروة التي اقتلعها من نيهاري موجودة هنا، هنا في يورا حتى بيوت الفقراء تحتوي على عدد من درر الطاقة. لو رأت المرأة عديمة الصبر هذا قد تنساه هو نفسه و تستقعد ليورا!

الحل الوحيد لإنقاذ هذا الكوكب هو اخذ كل ما يمكن اخذه قبل المغادرة، و إلا موطنه الصغيرة هذا سيضيع للأبد.

“هممم لكن كيف ستقوم بتهجير سكان كوكب كامل؟ يمكنني الشعور بوجود حوالي مليار شخص هنا.” تقدمت رينارا بضع خطوات ببطئ نحو شرفة المنصة، تراقب الجينرالات وهم يُحسوا الجميع على الاخلاء في مشهد مدمر، “التنقل بين الكواكب جسدياً عن طريق ضرب الفضاء ليس سهلاً على حالة وصل لكنه اسهل من التنقل بالسفن مثلاً، لا اعرف كم تبعد تلك المرأة بالضبط، لكنها بالتأكيد ستأتي خلال اقل من شهر طالما هى في نفس النطاق، فتلك الطريقة في التنقل تساوى تقريباً سرعة استخدام بوابات الفضاء لأول مرة!” ثم نظرت له مجدداً، “تنوي اخلاء الكوكب كله خلال 3 ايام؟ و بعدها ماذا؟ تموت معه؟”

“طالما رفضتي العرض فرجاءً اصمتي و غادري مع ثعلبك فحسب.” اشار روبين نحو بوابة الفضاء…

نفس سرعة التنقل ببوابة الفضاء اول مرة؟ أي بدون بوابة على الناحية الاخرى لتدعمها، عندما سافر روبين نحو نيهاري بهذه الظروف استغرب 8 ايام ليصل

امامه 8 ايام؟ هذه معلومة مهمة، بالتأكيد يمكنه التفكير في شئ خلالهم.

“اوه، نبرتك تغيرت معي، ألا تخاف ان أتي و اهاجمك انا ايضاً؟” عينا رينارا لمعت بنية سوء

“بتاتاً.” هز روبين رأسه، “انتي امرأة عقلانية بعض الشئ، سقف مطالبك عالي لكن يمكن التفاهم معك، لن تأتي إلى هنا و تخاطري بمشاكل مع الاكاديميات النجمية و قانون العاقبة، اقسى ما يمكنك فعله هو تسليط امبراطوريات يافعة علينا، او ربما انتظارنا حتى نصعد للحزام المتوسط و تهاجمينا؟”

“اووه؟” اللمعان في عين رينارا انطفئ، “تعرف عن الاكاديميات النجمية و قانون العاقبة؟ لماذا تخاف من تلك المرأة اذاً؟”

“…انتِ لا تعرفينها.” أصر روبين على اسنانه بقوة، تلك المجنون كادت تدمر كوكب نيهاري نفسه لأن روح الكوكب اغضبتها!!

ثم إلتفت نحوها، “لم يبق الكثير من الوقت لترضي بإتفاق، إقبلي الشراكة معي وسيبدأ عصر جديد في امبراطوريتك، سأسعد بأن اكتسب أول عميل لمنتجاتي، و انت ستحصلين على سيد حقيقة في ظهرك.”

“سيد حقيقة…” رفعت رينارا حاجبيها، “لا عجب…” ثم نظرت نظرة موسعة نحو المدينة، “للأسف، ما زلت اريد رؤية تلك الركبة على الارض.”

“إبقي و شاهدي ما سيحدث حتى تتدمر شظيتك اذاً، لأن هذا لن يحدث ابداً.” لوح روبين بإنزعاج

“لما لا تُكلم سيدك الاعلى؟ انت لم تخترع تلك البوابات، انها تصميم إنتيراس، كلمه ربما لديه بضع العلاقات لينقذك.” ثم ضحكت، “دعني اخمن.. انت لم تركع لسيدك الاعلى، كانت بينكم علاقة *شراكة* و هو الان لا يريد الانخراط في مشاكل معك؟”

“……”

“هيهي هذا ما تجنيه من النظر للأعلى اكثر من اللازم، انت الان في الموقف الذي احاول حمايتك منه، موضوع الشراكة و التجارة، الخدمات و كل تلك التفاهات لن تنقذك، لن توفر لك حليف حقيقي، فقط عبر التبعية.” ثم اشارت لإليزابيث التي كانت تقود عدد من الاشخاص نحو البوابات، “مثلما انت ستدافع عن اتباعك لو واجهوا عدو، انا ايضاً سأدافع عنك بكل قوة.” ثم اشارت للخلف نحو هولاك، “و ايضاً مثلما تتجاهل من لم يتبعوك، شركائك سيتجاهلوك وقت الحاجة.”

“…هل السيدة امبراطورة امبراطورية المسارات التسعة المتعددة دائماً ما تحب الكلام الكثير؟” روبين تكلم بصوت منخفض هذه المرة، إن قال ان تلك الكلمات لم تضربه في مقتل، فسيكون كاذب.

“هيهي كلا، اليوم يوم فريد، منعش و جميل~” فتحت رينارا ذراعيها على اخرهم

“….” إلتوت شفتا روبين، كان واضح ان تلك الرينارا تراهن انه سيخضع قبل وصول المرأة عديمة الصبر، “لا داعي للفرح كثيراً، خلال بضع ايام سيُكشف كل شئ، في تلك الاثناء سوف–”

*قعقعة* *قعقعة*

*كسر*

قلب روبين انقبض في تلك اللحظة و أُجبر على النظر في الاعلى، شاعراً ان هنالك جبل سقط فوق

و في الاعلى رأى شيئاُ عُجاب… السماء، بدت كالزجاج المكسور.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:285$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/34

من Zeus

-+=