في الخارج–

الجو كان مشحون بطريقة غير طبيعية… الجماهير الذين يقارب اعدادهم الـ 200 الف كانوا ما يزالوا اماكنهم، ليس من اجل التتويج، بل لانهم يخشوا ان يغضبوا معاليه لو غادروا، و إلا لإختفوا جميعاً في البوابات بحلول الان!

فجلسوا اماكنهم بلا حراك، جباههم تسقط العرق شلالات، حتى شاشات العرض حولهم لم تعد تجذب اي نظرة عابرة، كلهم خائفين ينظرون لأقدامهم في هلع و ترقب، خائفين من ناتج كلام تلك المرأة المضيئة مع معاليه. المرأة الخلابة، لكن الشرسة، التي اسقطت جميع القوى في الامبراطورية ببضع تلويحات و هددت روح الكوكب!

و ليسوا هم فقط، حتى الاجواء عند المنصة لم تكن افضل حال، الجميع ينتظروا الناتج بفارغ الصبر، خاصةً العفاريت، هذا اللقاء سيكون مصيري بالنسبة لهم.

*خطوة خطوة خطوة* قيصر اخذ يمشي ذهاباً و اياباً واضعاً يداه وراء ظهره، وجود أباه في الداخل بمفرده مع تلك المرأة بمفردهم لا يريح قلبه ابداً

الوحيد الذي بدى هادئاً بينهم لم يكن سوى هولاك، ما يزال سانداً ظهره على احد الجدران، اشار نحو قيصر، زارا و البقية: “ما بالكم جميعاً؟ هل هنالك داعٍ لكل هذا؟ الفتى الكبير جاء و الموضوع انتهى، هدأوا الناس و عودوا لما كنت تفعلونه.”

“ألا تدرك المأزق الذي يواجهنا يا هذا؟ أليس لديك أي احساس بمحيطك؟” قيصر اخيراً وجد هدف لغضبه و قلة الحيلة المتراكمة في صدره، “تلك المرأة قوية جداً، من يدري ماذا ستفعل ان فشلت المفاوضات؟”

“انت تبالغ كثيراً، أباك سيكون بخير.” لوح هولاك بتساهُل، “لقد مر بما هو اصعب.”

بعد هذه الجملة، ساكار إلتفت نحوه، “اووه؟ يبدو انك واثق في قوة معاليه اكثر منا، لربما هذا لم تشارك في القتال ضد شظية الروح معنا و جلست تراقب من بعيد كالفانون؟ لأنه قوي جداً و سيأتي لينقذ الجميع؟”

“بالضبط! اللعنة، ربما انت لست غبي لاعب في الطين كما اتصورك!” فرك هولاك ذقنه، ينظر في وجه ساكار بتمعن

تعابير ساكار تحولت للسخط، “لطالما رأيت كل الصفات القذرة فيك و الان رأيت الكذب ايضاً. اسمع يا نفاية نيهاري، حتى لو معاليه اعطى الاوامر بقتلنا او تهجيرنا اليوم، سأتأكد من قتلك اولاً.”

“هاها و لمَ الانتظار؟ تعال نبدأ الان!” ضحك هولاك بصوت عالٍ، ثم اشار لنفسه و هو جالس، “لن اتحرك من مكاني أو اغير طريقة جلوسي، سأدمرك من هنا.”

“…!!!” غضب ساكار انفجر، *زززن* في لحظة ظهرت اقحوانة عالم سفلي واحدة في يمينه، تلك الاقحوانة اخذت تستنزف منه دماً بسرعة و كمية عالية و مع ذلك لم تكبر او تتكاثر، فقط سرعة دورانها زادت و هالتها انفجرت

“يكفي!” ريتشارد امسك بكتف ساكار، “أهذا وقته؟ كيف سيكون منظر ابي و هو يدافع عنكم و انكم لستم مرض او طاعون في حين انكم هنا تفتعلون المشاكل؟”

*زززنـــــ* دوران الاقحوانة هدئ ثم عادت لمجرى دماً مجدداً. ترك ساكار وضعية التحفز الهجومي و فتح فاهه مجدداً، “إستمتع بحياتك لبضع دقائق، كلمتي ما تزال قائمة، لن اذهب قبلك.” قبل ان يتوجه للوقوف بجانب آمون و الجينرالات العفاريت الثلاث.

“رُح رُح، جِد لك فخذ قزم نئ تسلى به و ريحنا من صوتك.” اشار هولاك بعيداً بضع مرات كأنما يطرد كلب. “همم ماذا كنت اقول، ” ثم بدى و كأنه يحاول تذكر شئ، و اشار نحو ريتشارد، “اهاا، والدك قوي يا ولد، حاول ان تهدئ الجماهير و–”

“اخرس!” اللهب الاخضر اشتعل في عينا ريتشارد و اعطى أمر غير قابل للنقاش، ثم أدار ظهره و ذهب ليقف بجوار قيصر مجدداً

“…العائلة كلها وقحين، لا يوجد تربية هذه الايام.” حك هولاك رأسه برفق

*خطوة* ريتشارد وصل لجانب قيصر، و بجانبهم مباشرةً بيون و ثيو، “…ما العمل؟ ماذا سنفعل لو ضغطت تلك المرأة على أبانا ان يطرد العفاريت؟” ثم اشار بعينه نحو ساكار، “يمكنني الشعور بأنهم يتحدثوا عبر تقنية نقل الخواطر منذ فترة و تعابيرهم ليست جيدة. إستئصال العفاريت لن يكون سهلاً ابداً.”

“انس امر العفاريت، هنالك مشكلة اكبر.” قيصر جزء على اسنانه بقوة، “هل رأيت كيف كانت تنظر للمدينة و كل شئ حولها؟ هل سمعت صوتها و هى تتكلم عن اللهب الاسود؟ اخشى انه حديثهم لن يقتصر على العفاريت، هم سيكونوا مجرد ورقة.”

اومئ بيون، “وصول تلك المرأة جلب كارثة كنا في غنىً عنها.” ثم إلتفت نحو قيصر، “أكان عليك ان تدعو ملك الوحوش ديفوس؟”

“كيف اعرف ان هنالك شظية روح لعينة في رأسه؟ انه مجرد وحش ضخم!!” صاح قيصر بصوت منخفض

“اهدأوا.” ثيو اشار لثلاثتهم، “كلامنا لن ينفع ولن يضر، كل ما يمكننا فعله هو انتظار الاوامر.” بعدها نظر للمدينة، “الاوامر قد تكون تسليم كل ما رأته المرأة.” اشار لنفسه، “قد تكون إبطال الامبراطورية و الخضوع لتلك المرأة كلياً،” بعدها اشار بعينه نحو العفاريت، “قد تكون تدميرهم بغرض كسب ثقتها.”

بعدها عاد لينظر في اعين اخوته ببطئ، “اياً كان ما سيخرج به ابانا، لن يكون جيد، فإسترخوا، و إستعدوا للتنفيذ بدون جدال.”

*تررر* من وسط الجميع، صدر الصوت الذي يعرفوه جميعاً، صوت قطع الفضاء الخاص بمعاليه.

لكن هذه المرة لم يقفوا احتراماً، بل وقفوا ترقباً *بلع* الجميع تقريباً بلعوا ريقهم، إلتفوا ليواجهوه بأعين و افواه مفتوحة، اياً كان من يقال الان قد يغير حياتهم للأبد.

“قيصر!!” روبين خرج راكضاً من الشق الفضائي بهلع مما زود الشعور بالخطر في قلوب الجميع، ثم اخذ يتلفت حوله بسرعة و كأنه ينسى الكلمات، “ها انت ذا، ريتشارد، و جميعكم، اريدكم ان تبدأوا بإخلاء الكوكب على الفور!!”

“ماذا؟!” الجميع صاحوا في نفس الوقت

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:285$
سعر الفصل 5$
السعر مؤقتاً لحد اخر الشهر الحالي 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/33

من Zeus

-+=