“…اوه، ماذا يجري هنا، لدينا زائر؟”

“….!!!!” الصوت المألوف جذب فوراً كل الأعين، وكل القلوب اتجاهه

“أبي!”

“معاليك!!”

“المولى!!!”

“هييييهـ..!!!” الجماهير في المدرجات رفعوا ايديهم للسماء و بدأوا بالصياح بقوة، قبل ثانية كانوا يحبسون أنفاسهم، خائفين من اندلاع معركة يروحوا ضحايا بدون ان يلحظ احد الطرفين، لكن اخيراً الزعيم قد جاء!

حتى ملوك الكواكب صاحوا معهم بصوت عالٍ!!

“…كان علي ان اعرف انك ستأتي الأن، لن تضيع دخول درامي كهذا!” هاروس جعل الطاقة الأرجوانية تتلاشى متنهداً، لكن مبتسماً.

“معاليك.. هو نفسه المولى؟ انسان؟!” شظية الروح اندهشت من الشخص الذي ظهر امامه.

الطاعون الاحمر ليسوا أي ولاء لأحد، ليس لهم ولاء لملوك العفاريت انفسهم، في لحظة ضعف ملوك العفاريت يقوموا بأكلهم!

لذا عندما سمعت *المولى* هذه اكثر من مرة إعتقدت انه طاعون متحور عتيق، شخصية قديمة تمكن من السيطرة على ذلك المرض و ترويضه بطريقةٍ ما، لكن… انسان؟!
و ذهول الشظية لم ينتهي، فأشرت خلف روبين: “هاي أهذا شق فضائي خلفك؟!”

“من حضرتك؟” روبين لم يرد على سؤال الشظية، فقط وضع يداه وراء ظهره مبتسماً.

“انا الإمبراطورة الكوكبية رينارا، حاكمة امبراطورية المسارات التسعة المتعددة في القطاع 100 الكوكبي المتوسط، و السيدة العُليا لهذا الكوكب بدأً من اليوم.” رفعت الشظية رأسها قليلاً، “و من انت؟”

“اوه، امبراطورية المسارات التسعة، انتي تلك السيدة التي حلَت على كوكب جودا، مثير للإهتمام… انا روبين بورتون، صاحب هذا الحفل، و يصادف انه لا سيد اعلى لي.” قهقه روبين، ثم اشار حوله، “اسمعي ايتها السيدة، اليوم يوم سعيد على إمبراطوريتي، يوم تتويجي، ما رأيك نهدئ الاجواء؟ شاركينا الحفل كضيفة مُكرمة، بعدها نتكلم، ما رأيك؟”

“….” عقدت الامبراطورية رينارا حاجبيها، رد فعل ذلك الشخص كان غريب جداً

لقد اخبرته بمكانتها كإمبراطورة كوكبية في الحزام المتوسط، و اخبرته بنيتها ان تستولي على المكان، و مع ذلك يتحدث عن التتويج؟ أهو غير خائف كلياً، أم معتوه لا يعرف ما الذي يعنيه امبراطورية كوكبية متعددة في الحزام المتوسط؟!

“بل سنتكلم هنا و الان، أتحسب اني سأنتظر هذه المسرحية حتى تنتهي؟” رينارا ردت بحزم، اختارت تصديق انه مجرد معتوه، ثم اشارت نحو العفاريت، “و هؤلاء يجب ان يُقتلوا قبل ان نتبادل اي كلمة، فأنا لن ارعى أي حكومة تتعامل مع الطاعون الاحمر!”

“هاها حُلت القضية اذاً، نحن سنتابع التعامل معهم، يمكنك ان تتفضلي بالمغادرة.” ضحك روبين بهدوء. يقتل ساكار و آمون؟ يا لها من نكتة.

“انت… أأنت مثل كل الحمقى هنا؟ تدافع عن الطاعون الاحمر؟ أتعرف ما الذي يمثلونه؟ ماذا سيحدث لو انتشرت الاخبار انك تؤويهم؟ او ان انتشرت اني أنا ادعم امبراطورية تؤويهم؟!” شظية الروح صاحت بإهتياج، قبل ان يبدأ كفها يضئ مجدداً، “إن لم ترد فعلها بنفسك، فقف على الجانب و اتركني افعلها اذاً!”

“….” ساكار ضغط على يداه بقوة، هو كان يعرف ان المولى لن يتخل عنهم، لكن حقيقة انهم اصبحوا نقطة ضعفه لهو شعور مهين، و غير لائق بالشخص الذي رعاهم حتى هذه اللحظة!

رفع روبين يده بسرعة ليوقف قيصر و ريتشارد الذان بدأ بالتقدم نحو شظية الروح، ثم مبتسماً، “ايتها السيدة، لماذا تصرين على العِداء فور اللقاء؟ لا بأس، دعينا نتكلم قبل التتويج، انا سأتراجع عن كلمتي. ما رأيك ان تتراجعي قليلاً بخصوص العفاريت؟ دعيهم و شأنهم حتى ننتهي من كلامنا، وإلا…” ثم فتح عيناه ببطئ، شظية الروح شعرت ان تلك الاعين اخترقتها من اعلاها لأسفلها، قبل ان يتابع: “و إلا الـ 9327 وحدة روح المتبقين في شظيتك، لن يدعموا وجودك معنا كثيراً، لابد ان التجسيد في كوكب حزام يافع مجهد جداً.”

رينارا كادت ان تتراجع للوراء لكن كبَحت نفسها في اللحظة.

حقيقة ان ذلك الشخص قرأت قوتها الروحية المتبقية بهذه الدقة يعني انه اقوى روحياً منها، كيف يعقل لشخص في الحزام اليافع ان يملك اكثر من 9 الاف وحدة روح؟!
“….” بسرعة ألقت رينارا نظرة حولها، العدائية وصلت للحد الاقصى.

لقد أرادت ان تكرر ما فعله مع فولب و من معه، تنزل بالنور المشع فـ تلقي بعض الاوامر و تتلق التبجيل، حتى لو كان هذا المكان يعمل مع سيد اعلى قوي، كان يجب ان يخشعوا في حضورها!

لكن في المقابل قوبلت بقوة عسكرية بحتة، دليل على انهم لا يحترموا القادمين من الحزام المتوسط و لو قليلاً. و الان قائدهم جاء يهددها بشكل غير صريح انه يمكنه تدمير شظيتها بمفرده!

ما الذي يحدث في هذا المكان؟!

لكنها حاولت تهدئة نفسها… خسارة الشظية ثم التبليغ عن الكوكب لن يساعدها في شئ، ان كانت تريد ان تخرج بأي فائدة من هنا، ان تستفيد بهذا الكوكب العجيب… عليها ان تعامل سكانه بطريقتهم.

الهجوم على راحة يد رينارا انطفئ، الاشعاع الهائل الذي كان يُعمي ابصار الجميع تلاشى ايضاً و ظهر للجميع شكل تجسيدها الروحي الحقيقي.

عينان حادتان كعينا المفترسات، لكن مليئة بالرموش أسرة في نفس الوقت. اذنان حادتان طويلتان كآذان الثعلب، لكن مُذغبتان لطيفتان، انفها صغير تقريباً مخفي كأنوف القطط، و خلفها تتحرك تسع ذيول سميكة و طويلة.

هذه كانت المظاهر الغريبة و المختلفة فيها، فيما عدى ذلك فهى فمها صغيرة ذا شفتان مملؤتان كشفاة اجمل نساء البشر، ترتدي ثوب ملكي غير كاشف، لكنه كان ضيق عليها بما يكفي ليُظهر تفاصيل جسد بشرية، بل جسد يجعل اغلب الاناث تغلي من الحسد!

ما يزال جسدها و ملابسها و كل شئ فيها باللون الابيض المتوهج، ملامحها شديدة الجمال كان يشبوها شئ من عدم الوضوح، لكن لسببٍ ما هذا اعطاها هالة غموض زادها تألقاً… بعدما جذبت انظار الجميع بطريقة مختلفة، وضعت رينارا يدها اليسرى على خصرها، “فلنتكلم اذاً.”

“اوه، هذا.. طبعاً… تفضلي من هنا ايتها السيدة، لا يليق ان يسمع كلامنا الجميع، تفضلي.” حتى روبين استغرق بضع ثوانٍ حتى تمكن من ابعاد نظره عنها، ثم تنَح للجانب و اشار نحو المنصة بتواضع، بعدها صاح على قيصر، “ما الذي تفعله عندك؟ تعال قُدنا لمكان لائق!”

“…حاضر!!” قيصر استفاق من دهشته الاولى و انطلق مسرعاً امامهما ليرهم الطريق.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:280$
سعر الفصل 5$

~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 57/26

=====

صورة رينارا في ديسكورد

من Zeus

-+=