إنفجر بيلي ضحكاً “هاهاها الحق يُقال، ميلا كان لها يد في الموضوع لكن ليس بالكامل، انا و البطريرك براين وافقنا ايضاً حتى نطلب الموارد و المساعدات و بسهولة، و حتى تتواصل خطيبتك مع والدها بسهولة ايضاً ولا تشعر بالغربة..”

رفع روبين كتفه، ” اعطيت الخواتم لكم و يمكنكم إستخدامها كما شئتم، هيا إذهب الأن.. امامك سفر طويل.”

اومئ بيلي ثم إختفى من الغرفة..

وجدت ميلا اخيراً اللحظة المناسبة لفتح الموضوع و لم تتردد، ” روبين، بالنسبة لتلك الألواح…”

“إنسي الأمر، لن أبيعك شئ الأن!” هز روبين رأسه و ذهب فأخذ الألواح الثلاثة و بدأ يتحرك نحو الباب

لم تفقد ميلا الأمل و هرولت خلفه، ” إذاً ماذا عن فيما بعد؟ أبي يمكنه دفع الكثير من اجلك مقابل لوح واحد”

روبين توقف في طريقه و نظر نحو زارا، ” إسبقيني و اخبري أعمامك ان يجمعوا لي الاشخاص الذي يتمتعون بقوة روحية عالية و يرسلهم إلى قاعة الإجتماعات، انا سأكون في الإنتظار هناك.”

“حاضر!” اومئت زارا و غادرة مسرعة

أما روبين فعاد و نظر نحو ميلا بإبتسامة خبيثة ببعدما اصبحا بمفردهما

ميلا شعرت فوراً برجفة تسري بأنحاء جسدها بعدها رأت هذه النظرة، ” ما- ماذا تريد؟”

“دعيني امسك صدرك قليلاً و سأبيعك واحد من الألواح الثلاثة في يدي.” إبتسامة روبين تحولت لواحدة بريئة و عينان لامعتان

” ااه..!” ميلا غطت صدرها مباشرةً بعد سماع كلماته، ثم تقدمت نحوه و لطمت روبين على مؤخرة رأسه

ميلا تحكم بقوتها لكن مع ذلك الضربة كانت قوية بما يكفي لإفقاد فارس ضعيف لوعيه!

مع ذلك روبين اخذ يحك مكان الضرب و هو يضحك ” سأعتبر هذا الرد *لا* إذاً..” ثم بدأ يتحرك مجدداً إلى وجهته

ميلا ايضاً تبعته مجدداً، لكن بصمت هذه المرة…

بعد دقيقتين وصل الإثنان لقاعة الإجتماعات بداخل المنطقة الإدارية، حيا روبين الحراس بإبتسامة و دخل مباشرة بدون ان يعترضه احد

القاعة كانت فارغة بالكامل، لا يوجد بها سوى طاولة بيضاوية كبيرة في منتصفها، روبين مشى بهدوء و جلس على الكرسي على رأس الطاولة

ميلا ايضاً جلبت كرسي و جلست بجواره مباشرةً على رأس الطاولة مما جعل روبين يضحك بصوت عالٍ

خلال بضع دقائق بدأ اشخاص من مختلف الأعمار يصلون للقاعة واحداً تلو الأخر، كل من يدخل يرى روبين و السيدة الجميلة خلفه يجلسان بهدوء فيعتقد انهم مثله لكن جاؤوا قبله

بعضهم بعدما يصل كان يجد له كرسي و يجلس ببساطة، بعضهم قرر الوقوف على الجانب، بعضهم بدأوا بالدردشة بينهم.. و بعضهم حتى كانوا يريدون إزاحة روبين من الكرسي الرئيسي و الجلوس مكانه لكن قوة ميلا القامعة جعلت الكلمات تقف في حلقهم

خلال ساعة وصل العدد الكُلي للحضور لـ 54 شخص، بعضهم شباب صغار لم يصلوا للفروسية بعد، و بعضهم فرسان عجائز بينهم و بين الموت خطوة..

في الحقيقة هذا كان اول تجمع لهم، كلهم جاؤوا بسبب الإعلانات و بعدها جلس كل شخص في غرفته و بدأ يتعامل مع من حوله كمواطن في مدينة يورا، توصيل المُرتب و المعلومات و غيرها كان يتم بشكل مباشر بينهم و بين ابناء عائلة بورتون، لذلك لم يكن هنالك أي إختلاط حقيقي ببقية المرشحين إلا ان كان عن طريق الصدفة، حتى اليوم..

بعد نصف ساعة اخر وصل شخصين إضافيين، و معهم فارس قوي اومئ نحو روبين بإبتسامة و تكلم ” جميعهم هنا الأن كما طلبت يا روبين، سأكون خارج القاعة ما إن إحتجتني”

ثم خرج و اغلق الباب خلفه، تاركاً قاعة يحطوها جو خانق… الجميع ينظرون نحو *روبين* بغرابة!

جميعهم بالطبع سمعوا عن روبين الذي يعد ذا مكان عالية لدى سكان هذه المدينة، الدمية التي إختارتها السيدة ميلا برادلي لتتحكم في العائلة من خلاله، لكنها كانت اول مرة يرونه.

لكن حتى لو كان ذا مكان كبيرة.. من اعطاه حق جمعهم و الجلوس على رأس الإجتماع بهذا الشكل؟

و ثانياً، إن كان هذا روبين، إذاً تلك المرأة القوية التي تجلس بجانبه هى….؟

” السيدة ميلا..؟” احد الشباب الصغار لم يستطع كبح فضوله و سأل

ميلا لم ترد كلامياً، لكنها اومئت… و هذه الإيماءة كانت كفيلة بقلب جو القاعة مجدداً

إحترام، خوف، ترقب.. الكثير من التساؤلات جالت في رؤوسهم عن سبب دعوة ميلا لهم، و عن سبب عدم حياء ذلك الروبين الذي يجلس بجانبها و كأنه خطيبها فعلاً!

اولاً نظرات إستحقار، بعدها نظرات كراهية…

روبين قهقه بعد هذا المشهد و نظر نحو ميلا، ” هل يعجبك هذا الأن؟ ما الذي جلبك خلفي على أي حال؟!”

احد الفرسان كان على وشك القفز على روبين لخنقه عند سماع هذا، و بعض كبار السن إبتسموا كأنهم بالفعل يمكنهم رؤية ميلا و هى تصفعه، لكنه سرعان ما سمع صوت رقيق ” انت كنت غائب لشهور طويلة في خلوتك يا عزيزي، ما المشكلة إن رافقتك قليلاً قبل ان تعود للإشغال عني؟”

وقع كلام ميلا على رؤوس الحاضرين كان كالصاعقة، الرسالة لم تصلهم كلهم بنفس الشكل فهنالك من يعتقد انها تُمثل و هنالك من إعتقد انها تلعب لعبة ما… لكنها قطعاً جعلتهم جميعاً يفكرون اكثر، و حتى لو كانت تمزح فهذا جعلهم يحترمون روبين اكثر..

روبين إبتسم عندما رأى هذا، هذه هى الوجوه التي كان يريد رؤيتها من البداية، و لهذا ايضاً سمح لميلا بالمجئ معه… احياناً إستعارة بعض النفوذ لا يضر~

روبين في هذه اللحظة اخيراً تكلم ” ايها السادة، رجاءً إجلسوا على الطاولة.. أمامنا يوم طويل.”

من Zeus

-+=