“…من ذاك الذي سيتوجه معاليه بالضبط؟”

“………” السؤال كان بسيط، لكنه سقط كالقنبلة على الشرفة، الجميع صمتوا فجأة، خاصةً قيصر!

“…ماذا؟” إيملي اخذت تنظر حولها بإستغراب، “ألم تقرر بعد؟ أم تظن ان معاليه سيضع التاج فوق رأسه بنفسه؟ ألا يمكنكم التخطيط لأي شئ من دوني حقاً؟!”

“الأمر ليس بهذه الأهمية، صحيح؟” قيصر فرك بين حاجبيه ببطئ، “في العادة من الذي يقوم بالتتويج؟”

“في العادة من يضع التاج على رأس الملك او الإمبراطور يكون الإمبراطور السابق، اي والده، الخيار الثاني هو زعيم الطائفة الدينية المسيطرة على المملكة.” إيميلي عقدت حاجبيها قليلاً، “لكن لا يوجد سلَف لمعاليه ليقوم بتتوجيه، و كوكب يورا لا يملك طائفة دينية مسيطرة، معظمهم جماعات متفرقة يبجلون اسلافهم الموتى، من الصعب عليهم نشر دياناتهم.”

ثم عقدت حاجبيها للحظة و كأنها تذكرت شئ، “بالتفكير في الامر، هنالك بالفعل طائفة دينية بدأت تنتشر مؤخراً… تلك الطائفة الدينية تولدَت من شرح الانسة زارا لباحثي مدينة العلوم عن افكار معاليه عن معنى الإله الحقيقي و خلق الكون، حسب التقارير فقد وصلت اعداد متبعي تلك الطائفة الدينية لقرابة العشرة آلاف قبل اسبوع، و ما تزال في تزايد.”

“انا لن اخرج لأبحث عن زعيم لجماعة من عشرة الاف شخص حتى يتوج أبي!!” قيصر إلتف نحو إيملي متعجباً من مجرد الاقتراح، ثم نحو زارا، “حقاً الأن؟”

“باحثي المدينة يحبون سماع كل شئ عن والدي، كيف اعرف ان الامر سينتشر للخارج بهذا الشكل؟” دافعت زارا عن نفسها بقوة، لكنها ذهبت للإختباء خلف بيون من نظرات اخاها الاكبر.

“ارغغ..” هز قيصر رأسه، ثم إلتفت نحو ريتشارد، “اذاً انت افعلها.”

“انا؟” تفاجئ ريتشارد ثم هز رأسه، “انا اخاك الاصغر، كيف سيكون شكلي و انا اتوج أبي في وجودك؟ ثانياً، انا ما زلت معترض على مصطلح ولي العهد الذي يطلقوه علي، هذا غير منصب في حقك انت، الاخ ثيو، الاخ بيون و حتى الاخت زارا، يفترض اني الاخير في الترتيب.”

“توقف عن العبث.” قيصر اخذ خطوة و لطم ريتشارد على مؤخرة رأسه، “انت هو ابنه الحقيقي الوحيد، طبيعي ان يعتبرك الجميع ولي العهد. قًضي الامر، انت هو من سيقوم بالتتويج.”

“اسف، صِغ الامر كما شئت، لكن محتفظ بنظرتي، تتويج ابي في وجود اربعتكم سيكون تخطي لمكانتي لن اسامح نفسي عليه، و حتى ابي لن يكون مرتاحاً.” اسف ريتشارد خطوة للخلف.

“ماذا عنك انت، صاحب السمو؟” إيملي نظرت في عينا قيصر، “لا اعتقد ان احد سيعترض لو قمت بها انت.”

الجميع اومؤوا، حتى العفاريت اعطوا موافقتهم.

قيصر لم يكن من اقوى الشخصيات في الامبراطورية، أقدم قادتها، و الإبن الاول لمعاليه فقط، بل كان هو اقدم رفيق له، رافقه في ايام الكهف و كان هو من يصطاد ليطعم معاليه بينما كان منشغل برحلته البحثية التي غيرت كل شئ يعرفونه.

“انا؟ لا لا، هذا غير مناسب!” لوح قيصر عدة مرات، “انا لست سوى جينرال، كلب حرب اعمل بأوامره، كيف اتخطى حدودي و اضع التاج فوق رأسه امام مليارات المُتفرجين في حدث سيُزاع و يتم ذكره للأبد؟ ربما ألبسه حذاءه او شئ كهذا أنسب.”

“صاحب السمو، انت لا تساعد هنا…” ايملي عقدت حاجبيها قليلاً، “كلماتك تلك تعني انك ترفض ترشيح أي من الجينرالات الموجودين لفعلها… ماذا، هل تريدني انا ان اتوجه معاليه؟” ثم اومئت ايميلي بجدية، “لا بأس، موافقة.”

“…” رفع قيصر حاجبه واحد و اشار خلفها، “اذهبي و حضري له مشروب او شئ كهذا.”

“حاضر.” اخذت إيملي الكلام بشكل حرفي و ذهبت فعلاً.

” هل لي ان اقول رأيي يا صاحب السمو؟” آرو تقدم خطوتين و اشار لنفسه

“…..” قيصر لم يكن معجباً بأرو من الناحية العسكرية، لكنه يعلم انه السياسي الافضل في الامبراطورية بلا شكل، فلوح ببطئ، “تفضل، هل لديك حل؟ لا تقول انك ترشح نفسك.”

“هاها بالطبع لا يا صاحب السمو، انا ادرك ان حتى منصب جينرال اعلى او تخطي لمكانتي امامك و امام الجينرال الاعلى ساكار، انتما بقوتكما و انجازتكما فقط تستحقان هذا المنصب العظيم.” ثم اشار آرو لنفسه، “انا مجرد وسيلة معاليه للسيطرة على الاعراق المختلفة، ولا اعتبر نفسي اكثر من ذلك.”

“…” ساكار و قيصر شعرا ببعض الهدوء ينزل على صدورهم من ناحية آرو، فـ على الاقل ذلك الشخص يدرك مكانته.

“فكرتي هى كالتالي، طالما لا يوجد سلف لمعاليه من ناحية العائلة او المنصب، لما لا نجهز له سلف من ناحية أراضيه؟” آرو شرح بسرعة، “ما رأيك في الاباء الاشجار؟ انهم أقدم المخلوقات الذكية في كل اراضي معاليه، اعمارهم تُقدر بملايين السنين و يمكنهم صنع نسخ مُصغرة من انفسهم. يوجد ثلاثة منهم احياء، صحيح؟ فلنطلب منهم ارسال ثلاث نسخ تبدو عتيقة، و يضعوا التاج معاً على رأس معاليه.”

“…المشهد سيكون مبهر فعلاً، ربما نجعلهم يقولوا انهم اعظم شخص رأوه منذ ملايين السنين او شئ كهذا..” قيصر اخذ يربت على ذقنه، “…لكن أليسوا مجرد رعايا في النهاية؟ اشعر ان التتويج سينقصه الشرعية بهذا الشكل.”

” انا انا، انا سأتوج ابي!” زارا اخذ خطوتين لأمام بيون، “انا لست رجل لذا لا اهتم لترتيب ولي العهد، و لست جينرال، كما ان ابي يحبني اكثر منكم جميعاً، انا سأفعلها!”

“…..” اطال قيصر النظر في وجه اخته لبضع ثوان، يتخيل منظر الامبراطور الكوكبي روبين بورتون و هو يتم تتويجه على يد فتاة، ثم عاد لينظر نحو آرو، “فكرة الاباء الاشجار الثلاث لا تبدو سيئة جداً الان، سأذهب لواحد و انت اذهب للثاني، و سأرسل ثيو للثالث، سنتقابل هنا خلال ساعة.”

“اوووف!” ضربت زارا بقدمها في الارض، “انت دائماً هكذا، دائماً تـ—”

*اووووووووومممنننــــ*

كل شئ تحول لضوء ابيض شديدة الكثافة خلال جزء من الثانية، طاقة قامعة ضغط على الجميع.

كل من كان يتكلم بلع كلامه، كل من كان يتنفس احتفظ بالهواء في رئتيه لا يجرؤ على اخراجهم، الجميع فهموا في نفس الوقت ان هنالك شئ حدث، شئ لا يمكن ان يكون جيد.

في اللحظة التالية هدأ الضوء قليلاً، ما تزال الساحة بالكاملة مضاءة و كأن الشمس وسطها، لكن امكن للجميع فتح اعينهم و النظر نحو المصدر

نحو ما بدى كـ شمس غريبة الشكل، عند التدقيق في الامر، تلك الشمس اتضح ان لها ساقان و قدمان و رأس، ظهرت عالياً فوق المدرجات.

“هممم؟” ذلك الكيان المصنوع من الضوء الابيض اللامع نظر يميناً و يساراً بإستغراب، ثم نظر للأسفل نحو الثعلب الضخم على يمين المدرجات، و تكلم بنبرة صارمة، “ثعلب الصقيع، ما هذا المكان؟ هل تحاول الهرب مني؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:280$
سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 56/21


تنبيه: بداية من يوم 18 من هذا الشهر و حتى اخر هذا الشهر اي فصل اضافي هيكون بـ 10$، منعاً للشباب اللي بيخططوا يخلوني اشتغل صباحية العيد، و شكراً.

من Zeus

-+=