*سووش*
“ريتشارد!” قيصر اخيراً وصل لمكان الواقعة، “هل انت بخير؟”
بعد خروج السؤال من فمه مباشرة، قيصر ادرك مدى سخافته.
*سووش* *سووش* وراءه مباشرةً وصل رايدين، آمون و ساكار، و آرو بعدها بدأ يصل بقية الجينرالات تباعاً، جميعهم تحركوا من المنصة مستعدين للمشاركة في قتال شرس، لكن المشهد الذي ظهر امامهم كان مختلف تماماً.
رأس الثعبان العظيم ذا الخمس قرون كان تحت قدما شاب يشتعل رأسه بلهب اخضر، بالطبع لم يكن سوى ريتشارد، و طرف ذيله كان في يده اليمنى. الوحش الذي يصل طوله لـ 200 متر، كان مُطبق لنصفين بشكل شديد الغرابة، يتلوى مكانه كـ دودة تم ضربها بالحذاء، مع ذلك لا يستطيع الإفلات!
*اضطراب* فجأة مدرجات الجماهير بدأت تصفق بحرارة
“هيييييه!!”
“يعيش ولي العهد!”
“ولي العهد هو حامينا، هو الاقوى!”
المدينة بدأت تهتز بالأصوات و القفزات، ذلك الظل المرعب الذي بدى و كأنه يجلب الموت المؤكد للجميع، توقف بهذه البساطة و تم اخضاعه بهذه الطريقة المهينة، كيف لا يفرحوا بوجود ريتشارد؟ كيف لا يشعروا بأن الدماء تغلي داخل عروقهم؟
“….” الملك امثال شامشون، إيكو و غيرهم كلهم بدأوا يتبادلون النظرات، العرق النازل على جباههم ازداد اضعافاً، كلهم بدأوا يشكروا السماوات ان ذلك الشخص لم يكن هو من جاء لكواكبهم اول مرة، كلهم بدأوا يفهموا مقاييس القوة في الطبقة العليا للإمبراطورية بشكل اكثر وضوحاً.
أما ساكار، آمون، آرو و حتى هولاك الذي ما يزال واقف عند المنصة، كلهم رأوا المشهد بشكل مختلف كلياً.
“اللعنة!” هولاك إلتفت و ركل احد العواميد خلفه فدمرها.
اما قيصر فلم يشغل باله كثيراً، لقد هبط بجوار عين دورغر و امسك بجفنه حتى كاد يقتلعه، “ايتها الدودة الوقحة، ارسلت لك دعوة كضيف مُكرم فجئت لتدمر اراضي الامبراطورية و تقتل رعاياها؟ هل تظن اني سأتردد للحظة في تفريغ جسدك من كل الدماء اولاً ثم اشويك هنا و الان؟!”
“حاااا ماذا يحدث؟ هل دعوتني لتقم بإهانتي؟ أي رعايا؟ لم ألحظ اي شئ غير بضع بشر وضيعين كانوا في طريقي!!” صوت دورغر المكتوم كان يهرب من فتحة صغيرة جداً من فمه بما ان ريتشارد واقف على وجهه، لكنه كان مسموع بما يكفي.
“هؤلاء البشر هم الرعايا ايها الوغد الضخم!!” قيصر ركل عين دورغر بقوة، “هل تحسب ان البشر مثل التراب يمكنك الدوس عليهم كما تشاء؟!”
“حاااا! لم اكن افكر في الامر! لقد تقدمت فحسب!!” اخيراً دورغر فهم قليلاً شئ مما يحدث، او تقريباً فهم. أهُم يهاجموه هو، دورغر الملتهم، بسبب حفنة من الفانون؟!
قيصر تنهد على هذه الاجابة ثم بدأ يفرك بين عينيه، بعدها طاف للأعلى قليلاً حتى هبط بجوار ريتشارد، “انت سمعته، هو لم يأتي بنية سيئة، هو سئ بطبيعته، ماذا علينا ان نفعل؟”
*وووش* اللهب الاخضر على رأس ريتشارد انطفئ ببطئ حتى ظهر شعره الابيض المنسدل، “انت هو الاخ الاكبر، قرر ما تراه مناسباً.”
عاد قيصر للنظر للأسفل نحو دورغر، “… تخريب الممشى و الاجواء الاحتفالية يمكن التغاضي عنه، اعتقد ان عرضك السابق أجج حماس الحضور اكثر من السابق، لكن اولائك الضحايا…” هز قيصر رأسه، “دعنا نسجنه حتى يأتي أبانا و هو يتصرف معه.”
“ضحايا؟ اخي قيصر، انا لا ابيع بطاطا هنا.” ريتشارد قهقه بصوت منخفض، دفع ذيل الثعبان فألقاه بعيداً، ثم إلتفت نحو الارض بجواره و رفع يده ببطئ، *كررر*
امام أعين قيصر و مئات الالف من الجماهير حدث امر عجيب، الارض من اول البوابات و حتى البقعة التي اعترض فيها ريتشارد الوحش، بدأت تتشقق و يخرج منها عدد من البشر، لقد كانوا البشر الذي اوشك دورغر على سحقهم، كلهم احياء بدون ذرة غبار عليهم!
“الضوء! ..ألم أمُت؟”
“أمي!!”
الدماء في اجساد الجماهير اندفعت في رؤوسهم، “…..هيييييييييييهه!!!!!!” بعضهم بدأ يبكي من شدة الدهشة الحماس!
“…أكنت تراقب الوضع طوال الوقت بإستخدام روح الكوكب؟ ألهذا تأخرت علينا؟” تنهد قيصر مرتاحاً
“حدث كبير كهذا يلزم له مراقبة كبيرة.” ضحك ريتشارد
“…لكنك اصبحت قوي جداً؟” قيصر نظر لأخاه من الاعلى لأسفل، ما يزال مستواه 47 كما هو، لكن عروقه كانت ظاهرة بشكل أوضح من ملامح وجهه و النبضات في العروق كانت كأن لها قلوب خاصة، “أكل هذا بسبب صقل روح يورا؟”
هز ريتشارد رأسه، “هيه~ لا تفكر كثيراً، لك أضعت جزء كبير من الطاقة التي جمعتها من بحر الحمم على هذا التافه، ربما علي ان اقوم بزيارة اخرى إلى هناك، أتمنى ان طاقة الحياة لم تتبدد جميعها بعد..”
“حاااا عذراً، هل يمكنك حاااا متابعة التكلم في مكان اخر!!!” دورغر كان يبكي، “البشر احياء صحيح؟ المشكلة حُلت، صحيح؟! حااا!!”
“…” قيصر نظر للأسفل لبضع ثوانٍ، بعدها اومئ مرة واحدة بقوة، “دعه يا ريتش، بعد التتويج سأخبر ابانا بما فعله و هو سيقرر عقابه.” بعدها ضرب رأس دورغر مرتين بقدمه، “أثق انه سينظر إلى اي يذهب بعد الان، صحيح؟!”
“صحيح، صحيح!!” دورغر اجاب بسرعة
*بززززززتتتـ*
*قعقعة* *قعقعة*
مجدداً، اضطرابات مشابهة لمشهد خروج دورغر جائت من بوابة فضاء اخرى
ساكار، قيصر و آمون خصيصاً تحفزوا، لا يمكنك ترك ريتشارد يتعامل مع اي شئ اخر في وجودهم.
*بزززتـــــ* الفضاء داخل البوابة إنبعج قليلاً و خرج منه ببطئ ما بدى كرأس ثعلب بيضاء كالثلج بدون أي ملوثات.
رأس الثعلب فتح عينه و ينظر يميناً و يساراً، عينه وقعت على دورغر و الواقفين فوق رأسه، ثم إلتفت نحو ساكار، آمون و آرو و البقية الذين ينظرون نحوه بتحفز و نية قتل
“…واضح اني جئت في وقت غير مناسب، وداعاً.” ديفوس سحب رأسه للخلف مجدداً و أغلقت البوابة.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:280$
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 56/19