*قعقعة* *قعقعة*
الاجواء تغيرت فجأة، كل من كان يتكلم صمت، و كل من كان يتنفس أمسك عليه نفَسه. ففي هذه اللحظة موجات من الطاقة جائت تضرب من الشرق، الجميع شعروا و كأن الفضاء نفسه ينقبض عليهم و ينبسط.
“همم؟” قيصر إرتفع في الهواء قليلاً و نظر في اتجاه تلك الاضطرابات، لقد كانت احدى البوابات الفضائية الكبرى، الفضاء بداخلها كان يتمدد و ينكمش، صواعق من الفضاء نفسه كانت تضرب كل شئ حول البوابة، و بدت و كأنها على وشك الانفجار
“ماذا يحدث هناك؟” زارا ايضاً تحفصت البوابة بتمعن، “هنالك شئ سيحدث، علينا اخلاء المواطنين من الممشى!”
كل جينرالات حزب قيصر اخذوا خطوة بالفعل و كانوا على وشك الطيران بسرعة لهناك، فالممشى ما يزال مملوء بالأطفال و كبار السن، لو انفجرت البوابة ستحدث مصيبة، شئ سيحول هذا اليوم الميمون لشؤم!

لكن الاوان قد فات–

*فروووووووم*

في تلك اللحظة خرج شئ من البوابة، رأس ثعبان عظيم له خمس قرون، ذلك الوحش نظر يميناً و يساراً، ثم فتح فمه و هدر، “فوااااااااااحححـــ!!!!”

هديره كان منخفض، لا يقارن بصيحة كريكسس، لكن تأثيرها لم يكن اقل، الجميع في المدرجات وضعوا ايديهم على قلوبهم، تلك الصيحة جعلتهم يشعروا بالحياة تتسرب منهم، برعب حقيقي دب في كل واحد فيهم!

و كانوا هم في حال افضل من اولائك الذين ما يزالوا يلعبون في الممشى، عندما سمعوا ذلك الهدير و نظروا خلفهم نحو رأس الثعبان الضخم شعروا ان نهاية العالم قد جائت، سقطوا جميعاً على الارض في رعب تام و بعضهم بال على نفسه.

*بززززتتتـ* بعد هديره القوي الذي أعلن به وصوله، صدم العقول و خطف كل الانظار، الثعبان ذا الخمس قرون اندفع من البوابة بقوة مرعبة، *هووووش*

“ااااه–!!” المواطنين القريبين من البوابة صاحوا برعب و هم يروا ذلك الوحش المرعب يتقدم نحوهم، لكن صيحتهم توقفت سريعاً، فذلك الوحش لم يعبئ بوجود احد، كل الاصوات سكتت تحته!

في ثانية واحدة خرج جسد الوحش الكامل، ما يقارب الـ 200 متر من القوة التدميرية و الصِقل العظيم، طريقة حركته الحلزونية كثعبان تسببت في تدمير الممشى

الامبراطوري بالكامل، كل الطِرق، كل النباتات النادرة سُحقت و كل الطيور هربت فزعة، و بالطبع، كل المواطنين لم يعد لهم أثر.

“توقف!” اسياد الحرب و افراد الجيش الاول حاولوا الوقوف في طريقه لكنه كان سريع جداً، و ايضاً بما انه خرج من بوابة فضائية، لا احد فيهم يريد تحمل مسؤولية الهجوم عليه بالسلاح، خاًصة و اشاعات تحالف ذلك الوحش مع معاليه قد انتشرت مؤخراً على يد الجيش الثالث.

“دورغااااااااااااااار!!!!” قيصر صرخ بكل ما اوتي من قوة ثم اندفع نحو القادم الجديد، اللهب الاسود يشتعل على ذراعيه، من خلفه تبعه باقي الجينرالات بحواجب معقودة و نية قتل، ساكار و آرو و من معهم ايضاً اندفعوا نحو البوابات، حتى هولاك وقف بسرعة و اقترب من الشرفة ليراقب الوضع بحماسة.

بين صرخات المواطنين في مقاعد الجماهير، تحرك دورغر السريع على الممشى، تكالب الجيش على ابعاد ما تبقى من مواطنين و محاولة اسياد الحرب امساكه ذيله، اندفاع قيصر الثقيل و وراءه كل رموز الامبراطورية… الزمن بدى و كأن توقف… حتى:

*كاتشاااا*

شئ هبط من السماء كصاعقة خضراء اللون على دورغر فدُفن رأسه في الأرض.

“همم؟” قيصر توقف في مساره للحظة مستغرباً مما حدث، قبل ان يتابع طريقه، المسافة بين الساحة الكبرى و البوابات لم تكن قليلة…

“حااااااااا!!!” الثعبان صاح بألم شديد و حاول رفع رأسه مجدداً، لكنه لم يستطع، كان هنالك ثِقل عظيم فوق رأسه، و كأن جبل هو ما سقط عليه من السماء!

ثم سمع صوت مدوي فوق رأسه، “تأدب يا زائر يورا، تأدب و إلا دُفنت فيها!”

*سووش* *سووش*

“اررغ!!”

دورغر لم يعجبه الكلام، ضرب بذيله عدة مرات في الارض و اطلق من بين حراشه غاز التآكل الارجواني، فتخلص من قبضات اسياد الحرب، ثم رفع ذيله و ضرب بشكل جانبي ليزيل اياً كان الموجود فوق رأسه.

*بااااااااااام*

لكن لعجِبه، ذيله ايضاً توقف عندما وصل فوق رأسه، لقد إصطدم بنفس الشئ، ثم *كرااااش* سمع دورغر بأذنه صوت حراشه و هى تتكسر فوق رأسه.

“حاااا– ماذا يحدث؟ انا ضيف هنا حااااااا ما الذي تفعلونه بضيفكم؟!” دورغر لم يتمكن من فهم ما يجري، فبدأ الصراخ بلسان البشر!

“ضيفنا يدمر ممتلكاتنا؟ يقتل مواطنينا؟ هل ظننت انك حليف مساويٍ لنا حقاً ايها الزاحف؟ انه يمكنك المجئ لفعل ما تشاء وقتما تشاء؟ أتحسب يورا باحتك الخلفية؟ خسئت!” بعدما انهى كلامه رفع ذلك الشخص قدمه و ضرب للأسفل مجدداً

*كراااااااكككـ*

“حااااااااا!!!!” مجدداً، دورغر صرخ بألم، هذا النوع من الإهانة لم يشعر به ابداً.

ما المشكلة التي حدثت؟ لقد تلقى دعوة و خرج من البوابة ثم بدأ يتقدم نحو مكان الدعوة، لا اكثر ولا اقل.

فبدأ اولائك الجنود الحمقى بمحاولة ايقافه لسببٍ ما، فشعر بالعناد و زاد سرعته اكثر، فلو سمع اتباعه ان بضع بشر اوقفوه ستكون مهزلة!

اثناء حروبه ضد امبراطورية الثعبان العظيم كان يحظى بمعارك شريفة حيث يتقابل جيشان، كان يقاتل عشرات الآلاف من الجنود بمفرده و يجبر بايثور على التراجع كل مرة، صحيح انه كان يفقد بعضاً من دمه كل مرة، لكنه كان محتفظاً بكرامته امام اتباعه و اعدائه.

عندما جاءه روبين بورتون لم يحاول قتاله بل اقنعه بإقامة علاقات معه بإستخدام درر طاقة لها ألفة نحو مسار الدمار، غرض شديد الندرة لا يقدر بثمن، اعتبرها دورغر نوعاً من القرابين لشخصِه العظيم!

لكن الان.. الان!!

“…..!!!!!” دورغر توقف عن الحركة، رأسه مُثبت في الارض و ذيله ممسوك من الاعلى، لا يمكنه تحريكه، يمكنه محاولة الهجوم بقانون التآكل، عمل غيمة ارجوانية تجبر ذلك الشخص فوق رأسه على التراجع، لكن شئ ما بداخله يخبره انه سيندم لو فعل ذلك.

ذلك الشعور الغريب بالضعف، شئ لم يختبره ابداً، أهذا هو… الذل؟

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:280$
سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 56/18

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=