*رفرفة* *رفرفة*
“راااااااااااوووووررر–” كريكسس فتح فاهه مجدداً و اطلق هدير مدوي، مجرد صوته تسبب في تشتيت كل الغيوم فوق العاصمة.
جناحيه العظيم بدى و كأنهما يمزقان السماء نفسها، جسده الضخم يبدو كلوحة فنية مزجت اللونان الاسود و الازرق لتخرج اعظم تجسيد للدمار، مجرد تقدمه في الجو كان يضغط على كل شئ تحته، نفَسه الملتهب الذي يخرج من انفه من كل زفير كان يحرق الفضاء امامه.
“ما الذي جلب ذلك الشئ هنا؟” ساكار إمتعض، آمون و بقية جينرالات العفاريت تركوا وقفتهم المسترخية، بدوا و كأنهم مستعدون للقتال.
في الحقيقة كريكسس لم يتعرض لأياً منهم من قبل، حتى معركة ساكار ضد كريكسس، كان ساكار هو المُهاجم برفقة قيصر و ريتشارد، الثلاثة تنمروا عليه حتى اسقطوه، لذا كريكسس هو من يجب ان يكره ثلاثتهم بسبب هذا
لكن هنالك شئ بداخل ساكار، لا، بداخل العفاريت، اتجاه ذلك اللهب الازرق، شئ يثير غريزتهم للهرب!
لكن بالطبع كجينرالات عظام هم لن يفكروا في الهرب، اول فكرة ستخطر في بالهم ستكون تدمير مصدر التهديد.
“ما بكم؟ استرخوا.” قيصر رفع يده امام العفاريت، نبرته مُلزمة بلا مجال للتأويل.
“…لا بأس، رائحته الكريهة غير مناسبة للمكان فحسب.” ساكار اشار لرفاقه بأن يهدأوا ايضاً، “من دعى وحش مثله في حدث كهذا؟”
“انا دعوته.” قيصر اشار لنفسه، “ارسلت دعوات لملك الوحوش ديفوس و ملك الوحوش دورغر ايضاً.”
“دورغر و ديفوس ايضاً؟!” زارا فتحت عيناها على اخرها، “لماذا؟”
“اجل، ما المشكلة؟ ربما كانوا عدوان عند نقطة ما لكن معاليه تفاهم معهما، و هما الان يساهمان بالكثير من الدماء من اجل الجيش الثالث، يمكن اعتبارهم حلفاء بدرجةٍ ما.” ثم اشار نحو الجماهير، “اما لماذا… انظر إليهم.”
“…” زارا، بل و جميع الحضور حولوا انظارهم نحو المدرجات، هنالك كان ما يقارب الـ 200 ألف ينظروا للأعلى، نحو كريكسس القادم الذي يشق السماء شقاً، بأفواهٍ مفتوحة على اخرها و اجسادٍ مرتعشة، حتى ملوك الكواكب الاخرى شعروا انهم على وشك الوقوع على رُكبهم من الضغط.
“هذا الحفل مصنوع لنتفاخر امام العوالم بقوة الإمبراطورية، بسُلطة معاليه، تسجيلات هذا الحفل ستُزاع سنوياً في كل ارجاء الامبراطورية لسنوات و سنوات قادمة.” ثم لوح بهدوء نحو كريكسس، “كيف اترك فرصة دعوة تلك الكائنات المهيبة؟ فقط وجودهم سيرفع من شأن التسجيلات عدة مرات!”
“اوه…” رفعت زارا حاجبيها، “كريكسس انضم للإمبراطورية لذا طبيعي ان يستجيب، لكن هل تعتقد ان ديفوس و دورغر سيأتوا؟”
قيصر رفع رأسه و كتف يداه، “من الافضل لهم!”
..كريكسس مسح بعينه المدينة حتى وجد موقع المدرجات و عرف فوراً اين عليه ان يهبط *رفرفة* *رفرفة* بهدوء خفف من سرعته ثم بدء يلتف فوق المدرجات و المنصة، حتى اخيراً هبط بجوار نوتة الدمار-1
ثم رفع و اطلق هديراً مصحوباً بشلال من اللهب الازرق مرة اخرى، “رااااااااااااوووورر—” قبل ان يرقد بجلال و عظمة شديدتين بجوار السفينة.
“هيهي علي ان اعترف، ذلك الويفرن فهم المقصد من دعوته تماماً.” ضحك قيصر و هو يرى تصرفاته.
لحظة من الصمت أغرقت المدرجات، حتى فِرق الترفيه و شاشات العرض توقفوا، جميع الاعين سقطت على كريكسس… هذا كان هو اول ظهور رسمي له كفرد من الامبراطورية، مما اثار الرعب و الفضول في صدور الكثيرين
خاصةً ان المركبة الفضائية الحربية التي كان الجميع يراها ضخمة جداً و يمكنه حمل جيش جرار بداخلها، لم تبدو كبيرة جداً مقارنةً بالوحش الذي تخطى طوله الـ 60 متراً!
*باام* هناك، و اثناء سقوط كل الاعين على كريكسس، سقط شئ من على ظهره، الصمت جعل ذلك السقوط يدوي في اذان الجميع.
“همم؟” الاعين جُذبت لتلك البقعة فوراً. هناك ظهر شخص ذا لون بشرة ازرق شاحب، يميل للبياض اكثر من الزُرقة. طوله حوالي 3 امتار، عضلاته المفتولة ظاهرت للعيان حتى من تحت ملابسه، لكنها لم تبدو مؤذية للعين او مخيبة، بالعكس جسده كان ممشوق جميل و كأنه مرسوم بالقلم.
“….” هولاك تجاهل نظرات مئات الآلاف عليه و كأنهم غير موجودين، بل بدأ هو يرد لهم النظرات، او بمعنى ادق، بدأ ينظر نحو مدرجات الجماهير المدعوين…
مواطن.
كمواطن يجب ان يذهب لتلك الجماهير و يجلس بجوارهم.
يجلس بجوار حفنة من الحثالة عديمي الاسم؟!
ثم شاح بنظره قليلاً بجوار المدرجات، كان هنالك حفنة من الاشخاص ينظروا نحوه بشئ من الترقب، من منظرهم، هالاتهم و اختلافاتهم، عرف هولاك فوراً انهم ممُثلين لأعراق و كواكب… ربما مكانه بينهم؟
*تفو* بصق هولاك بجواره، ثم تلفت حتى إستقرت عيناه على المنصة، و بدون لحظة تفكير قفز نحوها.
*بااااام* هبط هولاك ما بين حزب قيصر و حزب آرو، “مرحباً، لقد تأخرت قليلاً، انا اعرف لا داعي للوم.”
“لم يدعوك احد اساساً.” قيصر رفع حاجباً، ثم اشار نحو المدرجات، “اذهب و اجلس هناك، هذه المنصة مخصصة لأصحاب المناصب العالية في الامبراطورية، لا مكان لك بيننا.”
“لا داعي لهذه الحدة، صاحب السمو قيصر.” تقدم آرو بسرعة و وقف امام هولاك ليدافع عنه، “حتى لو لم يملك لقب رسمي هو ما يزال بطل ساهم في النصر، يجب معاملته بشكل يليق ببطل.”
“هل ستعرفني كيف اعامل رعاياي الان؟!” قيصر فك يداه المُكتفتان ثم اشار نحو هولاك، “لقد تلقى عرض اكثر من مرة للإنضمام لنا و رفض، هل علي ان احمل على كتفي لأنه تكرم علينا بحضوره؟”
“لكلاٍ ظروفه يا صاحب السمو، ربما هو فقط يريد ان– هوي!!” آرو حاول متابعة الدفاع عن هولاك، لكنه شعر بأحدهم يقبض على قرنيه و ألقها للخلف، ثم سمع صوت هولاك، “لا تقف امامي يا هذا.”
قيصر ضحك شامتاً على المنظر، “همف، هذا ما تجنيه عندما تتدخل فيما لا يعنيك، انت لم تتعامل مع هذا الهمجي من قبل ولا تعرف شيئاً عنه.”
*خطوة* تقدم هولاك نحو قيصر بعد هاتين الكلمتين، ثم بسرعة مخيفة مسح على شفتيه بإصبعه الأكبر، “لا تشغل بالك بي يا كوكو، عندما يأتي اباك سأتفاهم معه.”
ثم ترك الحزبين في صدمة و ذهب خلفهم قليلاً، و جلس.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:280$
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 56/16