بعد الاستفاقة من صدمة الجو الاولى، عاد الملك آيكو ليتحرك مجدداً…
المدينة كانت بدأت تمتلئ بالفعل بالناس، فـ بجانب القادمين بدعوة من الكواكب الاخرى، كان هنالك الكثير من اهل كوكب يورا في الارجاء، الكثير من الاطفال و الشباب ايضاً مما جعل الاجواء مبهجة جداً.
*كررر* رأى الملك بعينه رخام الارضية الأملس و هو يتشكل ليأخذ منظر كلب صغير و يلعب مع طفل، في مكان اخر تُشكلت احد اعمدة الانارة ليأخذ شكل ثور ثم ساعد امرأة عجوز لم تعد تقوى على الوقوف و حملها على ظهره.
و بعد ثوان، ذلك الكلب عاد ليندمج مع رخام الارضية، و ذلك الثور قام بتوصيل المرأة العجوز لأقرب استراحة و عاد لينتصب مكانه كعامود، هذا النوع من الاشياء كان يحدث في كل مكان حوله!
“هذا..؟” عقد الملك آيكو حاجبيه
“هاها هذه احدى ابتكارات مدينة البحث و التطوير، تحديداً انجاز خاص لقاعة الروح. انها مصفوفة على امتداد الجزء الداخلي للعاصمة الإمبراطورية توفر للمدينة كلها قوة روح و قوة حياة مستدامة يتم امتصاصها من عدة متطوعين، و بالطبع اولائك المتطوعين لهم اوقات راحة و يأخذوا اجر كبير مقابل اتعابهم.”
ثم تابع جوزيف، “فكرة المصفوفة مأخوذة من بطولات ولي العهد ريتشارد اثناء دفاعه عن العاصمة الامبراطورية السابقة، و لتخليد عمله البطولي. بالطبع المصفوفة لن تصل لـ 1% من قوة ولي العهد الهائلة، لكنها ستعمل على إراحة السكان و مساعدتهم و توفير اعلى درجات الرفاهية لهم، فالمدينة حية الان و تراقب كل شخص على حدى… يمكنك القول انه ذكاء اصطناعي للمدينة!”
“هذه المصفوفة ستعمل على خدمة كبار السن و الاطفال و العاجزين، كما انها ستجعل حالات ضلل الطريق تنعدم و تنهي على أي ظاهرة للإجرام قبل ان تبدأ!” فتح جوزيف ذراعيه بفخر شديد.
“ذكاء اصطناعي… مدينة بلا جريمة.. حتى ضلل الطريق ممنوع..” الملك آيكو اخذ يتمتم.
لكن كلمات و شرح البشري السمين جوزيف لم تكن كل شئ يدور في رأسه، فكل شئ حوله جاذب للنظر بشكل مخيف.
شوارع المدينة الخلابة و ارضياتها المليئة بالنقوش الجميلة و الممشى المتحرك المتخصص لكبار السنة و التنقل لمسافات طويلة، شاشات العرض الطائرة التي تبث لقطات من بطولات جيش امبراطورية البداية الحقيقية في المعركة الاخيرة، بل و على ما يبدو لقطات من كل المعارك ضد امبراطورية الثعبان العظيم، المباني الشاهقة التي تصل إرتفاعاتها لمئات الامتار
معارض السلاح المنتشر في الادوار السفلية و إعلانات الاكاديميات، و طاولات عليها طلبات انضمام لمدينة البحث و التطوير بغض النظر عن الخلفية، طاولات اطعمة و مشروبات من كل الكواكب منتشرة في كل الاركان، و استعراضات عامة من مختلف الثقافات…
الملك آيكو شعر انه… بداخل حلم غريب؟!
حتى استيقظ من ذلك الحلم عندما سمع صوت طفل صغير جذب انتباهه، “يا عم، يا عم، اين المرحاض؟” فـ من ذلك الذي يدعوه الطفل بالعم؟ كل أتباع امبراطورية البداية الحقيقي مجانين! هو، الملك ايكو، اصبح لديه رغبة في الركوع لذلك الجوزيف الذي لا يملك اي لقب رسمي!!
و بالفعل، رأى طفل بشري احمر اللون يتكلم مع شخص يرتدي درع ابيض لامع يركب على وحش تيرا مدرع بالأبيض ايضاً، بل كان ذلك الطفل يشد عباءته ناصعة البياض حتى ترك عليها بقعة طعام!
الدرع كان مصمم ليكون خفيف و جاذب جداً للنظر، عليه نقشة شمس امام الصدر و عباءة تغطى من الاكتاف و حد الكعب عليها رسمة اشعة، او في هذه الحالة كانت تغطي كتفه و تنزل على جانب وحش التيرا. مع ان الملك آيكو لم ير ذلك الدرع من قبل إلا انه واضح انه جزء من الحراس او شئ كهذا.
“همم؟” ذلك الشخص ذا الدرع الابيض إلتفت ليبحث عن مُناديه فوجد ذلك الطفل احمر اللون يقف بجانب ساق الوحش ما يزال ممسكاً بالعباءة.
و وراء ذلك الطفل شخص يركض نحوه كالمجنون، “اعتذر ايها السيد، انه مجرد طفل فلا تؤاخذه، انا سأنظف لك العباءة.”
صاحب الدرع الابيض اظهر ابتسامة اكثر انصياعاً من عباءته، “جلالة الملك شامشون، لا داعي للإنفعال، انها مجرد عباءة.” الشاب بعدها نزل من على التيرا و ميل قليلاً ليربت على شعر الولد الاحمر، “تعال يا عزيزي سأدلك على المراحيض العامة.”
“اها.. اجل.. شكراً..” شامشون تذكر انه ملك و استعادة رباطة جأشه قليلاً، لكنه لم يقدر إلا ان اعطى انحناءة صغيرة للشخص ذا الدرع الابيض و هو يغادر.
جوزيف بورتون عاد خطوتين بعدما رأى الملك آيكو يراقب الموقف بتمعن، “هذا الشاب من قوات الشرطة، سيوف الضوء. بداخل المدن التابعة للإمبراطورية لن تجد جندي واحد، لكن عليك ان تعتاد على وجود سيوف الضوء. و مع ذلك فكما ترى هم مدربون على خدمة الجميع و ارساء الامن بين المواطنين. احفظ اشكالهم جيداً فأنت سترى الكثير منهم من الان فصاعداً، لكن لا داعي للقلق، طالما تتبع القوانين، فلا خوف منهم… هيا تعال، الساحة الكبرى ليست ببعيدة عن هنا.”
*بلع* لم يعرف الملك آيكو كم مرة بلع ريقه اليوم، لكنه علم مؤكداً انها لن تكون الاخيرة.
هل شعر للتو بالتهديد من شُرطي بالكاد في المستوى 31؟ لا، ليس وحده… هنالك شخص اخر يُنادى بالملك، مثله، لكنه انحنى للشرطي!
حتى الان لم يتم تهديدهم بشكل مباشر لمرة و لم يتم التنمر عليهم بأي شكل من الاشكال، بل بالعكس، الجميع مهذبين جداً معهم و ينادونهم بألقاب رسمية، إذاً لماذا…
لماذا هذا الشعور الخانق بالنقص و الصِغر!؟
بدون شعور منهم بدأ هو بالإنحناء لذلك السمين، و الان ملك اخر بقوة امبراطور عالي المستوى انحنى لشُرطي بالكاد اخترق نطاق حكيم… ماذا سيفعلوا عندما يقفوا امام الجينرالات؟ بل عند لقاء ابناء الامبراطور الكوكبي روبين بورتون؟ لا… ماذا سيفعلوا ان وقع نظر روبين نفسه عليهم!؟
القشعريرة ضربت ظهر الملك آيكو، ثم تنهد… تلك التنهيدة اشعرته براحة كبيرة لسببٍ ما.
ربما زمن التعنت و المؤامرات و التفكير في المواجهة و اخذ الفوائد قد ولى.
ربما عليه ان يستمتع بالعرض فحسب.
“هيه~ رجاءً قد الطريق.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
إجمالي دعم هذا الشهر:180$
سعر الفصل 5$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 36/9