“تقول ان صاحب السمو ريتشارد نجح؟ نجح في ماذا؟!” ليونيد عقد حاجبيه مستغرباً، “صاحب السمو لم يظهر منذ قرابة العام، بعدها ذهب ليصقل روح الكوكب، لا توجد أي اخبار منه منذ وقتها.”

“….” ثيو حافظ على صمته لقرابة الدقيقة، يمسح الشارع بعينه كالصقر، حتى في النهاية اشار في اتجاه معين، “هناك!”

“…؟” ليونيد و كيري نظرا لذلك الاتجاه فوراً

هنالك كان يوجد رجل في الخمسينات من عُمره، بشوش الوجه ممتلئ الجسد، فتح باب منزله الصغير بضحكة كبيرة على وجهه المتلئلئ، ثم بضحكة كبيرة و تربيتات على الكتف، قاد 3 من ضيوفه للخارج و حياهم، “هاها، عودوا مجدداً!” و هم ايضاً بادلوه الضحكات و الكلمات المهذبة، قبل ان يفترقوا، و يعود الرجل للداخل و يغلق على نفسه مجدداً.

“…هل ترى شئ لا نراه، صاحب السمو؟” كيري عقد حاجبيها المزغبين

“انا أولي المُدن الثلاث التي خرجت منها شرارة الثورة مستوى عالٍ جداً من الانتباه، لن ابالغ لو قلت اني أحفظ وجوه كل الشخصيات المؤثرة هنا، اعرف من قريب من، و من صاحب من، و من لديه منفعة عند من، هذه احدى مسؤوليات منظومة سيوف الظل، الذراع الخفي للإمبراطورية، يجب ان نعرف كل شئ.” ثيو تكلم ببرود

ثم اشار نحو ذلك المنزل بوجهه، “ذلك الرجل الثمين و اولائك الضيوف الثلاث لا يفترض ان يعرفوا بعضهم، كل واحد منهم يسكن في طرف مختلف من المدينة التي يقطنها قرابة المليون الشخص، كل واحد منهم رئيس عائلة صغيرة او لديه تجارة خاصة به… ما الذي يفعلونه معاً؟”

“….” كيري و ليونيد تبادلا النظرات. يدركون ان صاحب السمو ثيو بدأ يُشربهم تفاصيل العمل، لكن لا اجابة لهم.

بعد بضع ثوان تابع ثيو، “ذلك النوع من الاجتماعات المشبوهة كثرت بعد قيام حركة الشعب، أي شخص لديه صلة بتلك الحركة كان يجمع شخصان او ثلاث من نفس مستواه الاجتماعي و يُطلعهم على كل شئ، من يريد منهم كان ينضم إليه، و من يأبه كان يتم تهديده ان يغلق فمه. ذلك النوع من الاجتماع كُثر بالذات بين الطبقة الغنية و النبيلة، فتلك الطبقة هى التي كانت تؤثر على طبقة الفقراء بسهولة، و هم ايضاً من كانوا يسهلوا عمليات نقل المتمردين و جمع الاسلحة و غيرها~ أي ما شهدتموه الان، هو لمحة من الماضي!”

“حركة الشعب عادت؟!” ليونيد نسي انهم مختبئين و صاح مندهشاً

“…” حتى كيري تأهبت، مع انها لا تهتم بحركة الشعب تلك هو حتى البشر كلهم، إلا ان هذه ستكون اول مهمة كبيرة لها!

“لا داعي للتفكير كثيراً.” ثيو هدأهم، ثم اعطى اشارة معينة نحو ذلك المنزل.

*وووش* ظل الباب بدأ يتحرك ثم في غمضة عين بزغ سيف ظل من الارض و ركع امام ثيو، “صاحب السمو.”

“…كانوا تحت المراقبة طوال الوقت؟” ليونيد فتح عينيه على اخرها

“هكذا يجب ان تعمل المخابرات و اجهزة جمع المعلومات، لو انتظرت حتى تنتهي الاجتماع لتبدأ في طرح الاسئلة، فما فائدة وجودك؟” ثيو اجاب بهدوء ثم إلتفت لسيف الظل، “نفس الشئ؟”

“نفس الشئ يا صاحب السمو، لا جديد.” سيف الظل اومئ

“يمكنك الذهاب.” اشار ثيو بهدوء، و بالفعل سيف الظل اختفى على الفور.

“…صاحب السمو، هل يمكنك ان توضح ما هو *نفس الشئ* ذاك؟” ليونيد سأل بتردد، غفلته عن كل ما يحصل يشعره بأنه دخيل!

لم يمر وقت طويل منذ كان ليونيد مثل سيوف الظل الذي غادر للتو، مجرد فرد يتلق الاوامر، يقال له اذهب للمكان الفلاني و قم بكذا. لكن الان و فجأة عليه ان يكون هو الشخص الذي يصدر الاوامر و يأخذ القرارات، هذا لم يكن تغيير بسيط!

“نفس الشئ هو دلالة على الظاهرة التي اجتاحت هذه المدينة و غيرها من مدن و ملاجئ كوكب يورا الفترة الاخيرة. اولائك الاشخاص في ذلك المنزل كانوا يتحدثوا عن معاليه و عن ريتشارد و عن امبراطورية البداية الحقيقية بشكل عام… لكنهم كانوا يتحدثون بالخير!” ثيو عقد حاجبيه قليلاً.

ما فعله ذلك الرجل السمين، سيكرره اولائك الثلاثة الذي غادروا، كل واحد سيدعو عدد من المعارف القريبين او البُعاد، و سيبدأ بالتحدث بكل ما هو جميل حول الامبراطورية، و سيبدأ شرح منظومة القواعد و القوانين التي فرضها ولي العهد ريتشارد و يفخم فيها!”

ثم إلتف ليقابل الاثنان، “الغريب ان الاشخاص الذين نشتبه فيهم انهم الاكثر ميلاً لصنع بؤر اجرامية، كالأشخاص الذين فقدوا العديد من الأعزاء عليهم او اكثر المضرورين من الامبراطورية، يتم استدعائهم في مثل هذه الجلسات كثيراً، و يتم تهديدهم بشكل مُبطن من قِبل مستضيفهم انهم مراقبون و انه سيتم التعامل معهم بواسطة كل سكان المدينة لو أقدموا على شئ!”

ثم اشار خلفه، “ما تسمعونه الان هو اكبر سبب وراء تلك الحالة الغريبة في الشارع… السكان انفسهم يُسكتون بعضهم، من يقل كلمة يتم استدعاءه العديد من المرات و ترهيبه، و يقوموا بتشجيع نشر الأعلام و مدح معاليه و النظام علناً.”

ليونيد اخذ خطوة للأمام، “هذا غير منطقي!! انتشار ظاهرة كهذه تعني ان هنالك من يدعمها و ينظمها، إن لم يكن نحن، سيوف الظل، من ايضاً لديه قدرة على شئ كهذا؟ ألم نعرفه بعد؟”

“أرأيت الجلسة التي انتهت للتو؟ يوجد 17 واحد اخرى تجري في هذه اللحظة في انحاء المدينة، بعد ساعتين كل واحد سيخرج من تلك الاجتماعات سيصنع اجتماعات خاصة به، و هكذا…” ثيو اشار نحو الباب، “يوجد قسم خاص في سيوف الظل يقتفي اثر تلك الاجتماعات لنعرف من اين بدأت، لكنها معقدة لأقصى درجة و لا يمكننا الوصول للمدبرين.”

ثم لفت ثيو وجهه الهادئ نحو المنزل، “ما يحدث الان هو نفس ما كان يحدث مع حركة الشعب، نفس طريقة نشر افكارهم و نفس طريقة اختباء الزعماء، المتغير الوحيد هو الهدف من تلك الاجتماعات.”

بعدها الهدوء على وجهه بدأ يتلاشى تدريجياً و هو ينظر لليونيد، “لقد سألتني قبل قليل عن دخل صاحب السمو ريتشارد في كل هذا، كيف انه نجح؟ لا اعرف. لكن من غيره؟ انا لم اقم بشئ، صاحب السمو قيصر لم يقم بشئ، اما إيميلي و زارا و غيرهم لم يقوموا بشئ، كما اني تأكدت شخصياً ان آرو لم يقم بشئ… اذاً من غيره؟ لا اعلم كيف، لكن اتمنى انه هو! …مجرد امنية.” ثم لامس حاجبها بعضهما، “و إلا فنحن في مشكلة حقيقية ان كان ما يزال هنالك يد خفية في الامبراطورية لا نعرف عنها شئ.”

“….؟!” كيري و ليونيد نظرا لبعضهما للحظة، قطرات من العرق بدأت تتصبب من رؤوسهم.

*قعقعة* *قعقعة*

“اااهـ!!!”

السماء دوت فجأة و كأنها على وشك التصدع و الانهيار، غيوم شديدة الكثيفة بدأت تظهر من العدم فوق المدينة!

*زلـــزلــــــــــــــــة*

“ماذا يحدث؟!”

ليونيد حاول الاستقرار على قدميه لكن الامر كان صعب جداً، الارض حرفياً كانت تنتفض، كل المواطنين خرجوا من بيوتهم خشية ان تُهد فوق رؤوسهم.

*ترشششـــــ*

ثم فجأة بدأ ينزل مطر، مطر غريب…

“….؟” ثيو طار للأعلى و بدأ يتلفت في كل الاتجاهات لير ما يحدث، ثم فتح فمه و إبتلع بضع قطرات “…جوهر طاقة؟!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

إجمالي دعم هذا الشهر:100$
الاخ عبدالله يعود لإنقاذ الموقف
سعر الفصل 5$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 20/2

من Zeus

-+=