زارا ضحكت بصوت عالي عند سماع هذا، حتى ميلا قهقهت بصوت منخفض.. هى تعرف ان هذا لن ينتهي بشكل جيد على رأس القديس
“ماذا قلت؟! ذلك الوغد… رجاءً لا تؤاخذه فهو لا يعرف إتفاقياتنا، هو حتى لا يعرف انك صانع الخاتم، لا احد يعرف شئ سوى انا و جلالته، سأعوضك عن سوء الفهم هذا بمنحة ربع مليون عملة ذهبية لدعم أبحاثك، ما رأيك؟”
” هيه~ لا اعلم ما إن كانت النقود ستعوضني عن التقنية التي ضاعت مني أم الأذى النفسي الذي تعرضت له من محاولة الهجوم، لكن إن كنت ترى ان هذا المبلغ مناسب فمن انا لأعترض؟ ….. تمام، سأمرر الخاتم الان لصاحبه، إلى اللقاء.” عندما إنتهى روبين من اخر كلمة ألقى الخاتم نحو القديس الذي ما يزال واقف مُتعجب، ” صاحب السمو يريد ان يتحدث معك”
القديس إلتقط الخاتم و ومرر طاقته بسرعة، ” كيف يمكنني خدمتك يا صاحب السمو؟ …. ايه؟ انا فقط كنت- …… حاضر …. حاضر…. أعرف ذلك…. حسناً سيدي إلى اللقـ-..” لم يكن يتفرغ من اخر كلمة حتى صمت فجأة، وجهه يبدو و كأن الحكيم ألبيرت اخبره ان امه قد ماتت
لكنه لم يبقى في تلك الحالية كثيراً، بل تقدم و قدم إنحناءة كاملة لروبين، ” انا اعتذر عن سوء تصرفي.”
القديس كاد يبكي.. هو حرفياً لم يكن يعرف ما يحدث، الحكيم ألبيرت صرخ عليه و أخبره ان يعتذر و يتصرف بأدب إتجاه روبين كما يتصرف معه، لم يعطي تفسير او أي شئ.. ترك القديس و مُخيلته!
نظر له روبين بنظرة مليئة بالشفقة، هو لم يكن غاضب من هذا الشخص، يكفيه ما سيفعله به الحكيم ألبيرت عندما يرجع له و يعرف انه سيجبر العائلة الملكية على دفع مبلغ كبير بسببه، ” انتظر هنا، خلال نصف ساعة سأصنع نسخة من الذي تريده، هذا إن لم تكن تمانع الإنتظار طبعاً؟”
“أهاها تفضل تفضل، كيف امانع؟ رجاءً توخ الحذر في مشيك…”
التحول الذي طرأ على القديس صدم الثلاثة، زارا لم تستطيع إمساك نفسها و ضحك بصوت عالٍ مما جعل القديس يشعر انه يريد قتل نفسه!
روبين لم يعبئ له اكثر ثم نظر لميلا، ” هل يمكنك إستدعاء بيلي من اجلي؟ احتاج ان اخبره بشئ طالما كسرت خِلوتي على حال..”
أومئت ميلا، ” لا بأس” ثم إختفت ، ثم إلتف روبين و رجع لغرفته ليصنع نسخة من التقنية… تاركاً القديس الذي ما يزال يستوعب لماذا ميلا الشهيرة تاخذ أوامر من هذا الولد…
—————————-
النصف ساعة مرت بسرعة…
روبين عاد مجدداً لغرفة الإستقبال ، فوجد نفس الثلاثة اشخاص، بالإضافة إلى واحد جديد.. بيلي.
“هاها اخيراً أظهرت وجهك ايها الجميلة النائمة!” ضحك بيلي بصوت عالٍ عندما روبين قادم يحتفضن اللفائف
” تسك~ سمو الأمير الوسيم هنا هو من أيقظني غظباً.. دعني أعتني به بعدنا سنتكلم في أمورنا..” رد روبين بسخرية، لكن تلك السخرية قطعاً لم تعجب *الامير الوسيم* الذي أخذ يحرك عينه بين الإثنان بغرابة
رفع بيلي كتفه، ” لا بأس معي~”
روبين ألقي كل اللفافات على الأرض، ثم إلتقط واحدة منهم و مررها للقديس من العائلة الملكية، ” هذا ما انت هنا لأجله، بعدما تأخذها من يدي لا تتركها مجدداً إلا في يد صاحب السمو، مفهوم؟”
“حاضر!” أمسك القديس باللفافة بكلتا يديه، إياً يكن ما فيها، هو ليس بالشئ الهين بما انه جعل الحكيم ألبيرت يتصرف بهذا الشكل..
” أثق انك جلبت معك نصف مليون عملة ذهبية؟” سأل روبين
اومئ القديس، ” انهم في العربة الخاصة بي، قيل لي ان اعطيهم لك بعد تسلم اللفيفة، سأجلبهم فوراً!!” تكلم القديس بسرعة و إستدار ليتحرك
“انتظر! إذهب بالعربة لمكتب البطريرك و سلمها له، هو سيعرف ما يفعل بها… ايضاً عندما يرسل الحكيم ألبيرت التعويض عن إسائتك لي، سلمها للبطريرك ايضاً أو لبيلي الواقف امامك هنا،” روبين أشار نحو بيلي، ثم اكمل ” إن لم تكن من سيأتي فأخبر الشخص التالي ان يفعل ذلك.. رجاءً لا تخرجوني من خِلوتي مجدداً.. لو نسيت فسأشتكيك للحكيم ألبيرت مجدداً!”
عندما سمع القديس ان العائلة الملكية ستدفع تعويض بسبب تصرفاته سارت رجفة في أنحاء جسده، الحكيم بالتأكيد لن يدع ما حدث اليوم يمر!!
” حـ حاضر… أهنالك شئ اخر تريده؟” تمالك القديس نفسه و سأل
” لا شئ، رافقتك السلامة!” روبين إبتسم إبتسامة كبيرة و أشار نحو الباب..
القديس كاد يُغمى عليه، اليوم كان من اكثر الأيام إهانةً في حياته… لكن قرر ان لا يزيد الطين بلة، فأومئ إتجاه روبين و خرج بصمت…
بعدما خرج، هز بيلي رأسه ضاحكاً، ” هذا لم يكن جيد… على الأقل إحترم سِنه ايها الوغد ”
” كون شخصٍ ما نزل من رحم أمه قبلي لا يعني انه علي إحترامه، الإحترام يُكتسب! لو شخص اصغر مني مُحترم سأحترمه… اياً يكن، دعنا ندخل في موضوعنا، ما اخبار الجيش و التحضيرات في الاراضي الجديدة؟” روبين وجد لنفسه كرسي أمام بيلي
” هيه~ ليس جيد جداً.. إخترنا اماكن المصانع لتكون بعيدة عن بعضها لتُغطي كل ارجاء الاراضي الجديد، و حسب هذا قمنا بتجزئة الجيش من اجل حماية المصانع التي يتم بنائها حالياً… لكن هذا تسبب في ان الجيوش أصبحت عُرضة للحصار و الهجمات من المتمردين، لولا وجود القديسين الخمسة هناك لتمت إبادة جيوشنا منذ فترة…
سبب اخر لصمودنا حتى الان هو عدم تمكن المتمردين من حشد قوات كبيرة، و هذا بسبب الترويج للأخبار كما إتفقنا!
هنالك ترقب كبير في الأراضي الجديد، معظمهم يريدون رؤية ماذا سيحدث حقاً عند نهاية السنة التي أعلنا عنها، خاصة العائلات الكبرى كلها خرجت من منظومات التمرد، على الاقل ظاهرياً لم يعد لهم دخل بها و هذا أضعف المقاومة بشكل كبير..
لكن دعني اخبرك بشئ يا روبين… لو انتهت المهلة و لم نوفي بوعودونا، اخشى اننا سنودع تلك الأراضي للأبد..”
الموضوع التاليالموضوع السابق