“…لم يُعرف خصائصه، لم يُستخدم و لم يُسمى؟” روبين تمتم بصوت منخفض، “ما الفارق بين هذا و بين انه لا يوجد اساساً؟ لماذا لم تقولي ان هنالك سبع قوانين سيادية فقط؟”
(هذا لأن المعلومة الشائعة في الحزام الكوكبي المتوسط هى انهم ثمانية، انا فقط انقل له ما يعرفه الاشخاص العاديين، اما التفكير و البحث عن الخبايا فهو مهمتك انت) رفعت ايفرجرين كتفيها الصغيرين، (المتعارف عليه انهم ثمانية و انه قطعاً هنالك واحد غير مكتشف بعد هو بسبب اعلان السلف مُستخدم قانون التوازن السيادي، حيث قال ان الثامن ضرورة لبزوغ الكون، لكنه لم يحدده. و جاء من بعده مختار حقيقة عظيم و أكد على كلامه.)
“…مثير للإهتمام،” روبين عدَل المقعد و عاد ليجلس عليه بهدوء، “بعد كل تلك السنين و كل تلك الشخصيات العظيمة ما يزال هنالك قانون سيادي غير معروف؟”
(هاي، قلت انك تفكر في قانون سيادي، صحيح؟ ربما هو الثامن هيهي.) قهقهت ايفرجرين مازحة
“هاه هاه هاه، مضحك جداً!” لوح روبين عدة مرات، “ان فشل كل هؤلاء، فكيف انجح انا؟ انا ليس لدي من الخبرة ولا المستوى ولا القوة الكافية لأفكر في شئ كهذا، في الحقيقة لو كان علي اختيار اسم للقانون الذي افكر فيه من بين اولائك السبعة فغالياً سيكون قانون الخلق!”
(اوه، انت تبحث في قانون الخلق السيادي؟) عينا ايفرجرين لمعت
اومئ روبين، “جالت الفكرة في رأسي منذ دمج الزمكان، قانونين جوهريين نتج من اتحادهم قانون سيادي، او يمكن القول ان فهمهم بشكل كامل و بمواطن تداخلهم أمكنني من الوصول للقانون السيادي. فسألت نفسي… أليس الحياة و الموت أجدر بالدمج؟” ثم هز رأسه، “حاولت بالفعل، لكن هنالك شئ مفقود، الحياة و الموت قطبان متضادان لا يمكن الدمج بينهما، علاقتهما علاقة تكاملية بحيث يبدأ واحد عندما ينتهي الاخر… فتركت الامر جانباً لفترة.”
“…بعدها ظهر بايثور و اصحابه و معهم مسار الدمار، سألت نفسي، أليس الدمار هو الموت لكل ما هو ليس حي؟ شرارة ما بداخل قلبي اخبرتني ان اجرب إلقاء قانون التآكل الثانوي بين الحياة و الموت لأرى ما سيحدث، و لسببٍ ما وجدت رد فعل ايجابي من انماط القوانين الثلاث، لم يكن هنالك اي تلاحم بالطبع او شئ كبير نتج، لكن لم اجد تنافر كالسابق!”
ثم فتح ذراعيه برفق ضاحكاً، “هذا كل شئ في جعبتي، بعد تلك النقطة من بحثي من يكن لدي وقت كافٍ للتنفس، مررنا بعامين من الحروب المتتالية حتى وصلنا لهذه النقطة.” ثم نقر على مكتبه، “و مع ذلك فبحثي في ذلك القانون لن يتوقف، لو قانون التآكل الثانوي نافع في تلك المعادلة فقانون الدمار الرئيسي سينفع اكثر، و طالما قانون الدمار نافع فما سيختم تلك المعادلة سيكون قانون النشئ، او التشكيل الرئيسي، القانون الذي يمكنه اعادة تشكيل المواد.”
(هممم لا اعرف بشأن كل هذا، لا يوجد اي معلومات منتشرة عن طريقة الوصول لقانون الخلق السيادي في الحزام الكوكبي اليافع او المتوسط، لكن هذا يبدو صحيحاً نوعاً ما~) رفعت ايفرجرين كتفيها، (أعتقد ان ما لديك من معلومات عن قانون الخلق، يساوي ما لدى مختار الحقيقة الثاني من معلومات عن قانون التوازن؟)
هز روبين رأسه، “انا اقرب بكثير لقانون الخلق السيادي، فـ لدي بالفعل خارطة لكيفية الوصول له، سواء كنت خاطئ او محق سأعرف بعدما ادمج الاربعة، لكن هذا الكتاب عن التوازن لا يوجد فيه شئ عن طريقة الوصول لقانون التوازن السيادي، انه فقط شرح عن وجوده و كيف يمكن استنتاجه…”
ثم عاد لينقر على المكتب، “..ثمانية قوانين، ثمانية كيانات، كُلهم وجدوا قبل نشأ الكون المادي حولنا، الان بدأت الامور تضح قليلاً… الزمكان فتح المكان المناسب للكون، الفوضى البدائية ظهرت لتكون *المقادير* الاساسية لكل شئ، قانون الخلق استخدم الفوضى البدائية لصنع كل ما هو مادي، و التوازن ظهر ليكبح كل شئ في حدود مثالية، ثم ظهرت السببية لتقود كل شئ اخر حتى يومنا هذا… لكن هنالك عدة اشياء لا افهمها.”
(اوه، مثل ماذا؟)
“اولاً، ما هو قانون الهوية السيادي؟” عقد روبين حاجبيه قليلاً، “لدي بضع افكار لكن لا يمكنني وضع يدي على شئ معين..”
رفعت ايفرجرين اصبع واحد اخذةٍ وضعية المُعلم، (الهوية هى ما تجعلك ذكري بشري و ما تجعل الارنب ارنب، ما تجعلك تستيقظ صباحاً لتجد نفسك ما زلت ذكر بشري و لا تتحول لصخرة، انها الشئ الذي يعطي كل شئ اخر مظهر و هدف و خصائص و يبقيها على هذا الحال ريثما تموت او تُدمر.)
“اووه؟ يمكن القول انه يعمل جنباً إلى جنب مع قانون الخلق السيادي اذاً.” فرك روبين ذقنه، “ماذا عن قانون الحقيقة السيادي؟ ما موقفه من كل هذا؟ لا استطيع ايجاد دور له في عملية نشأة الكون.”
(اسفة هذا دورك هيهي) رفعت ايفرجرين يدها، (في الحزام الكوكبي المتوسط هنالك من يقول ان الحقيقة وُجدت لتحول كل شئ لأنماط مما يسهل عمل ترابطه، و البعض يقول انها موجودة كمشرف على كل شئ، و هنالك من طرح فكرة ان قانون الحقيقة يُقربك لشئٍ ما.. النظريات لا تعد ولا تحصى، لا شئ اكيد حيالها. ألديك شئ اخر؟)
“اجل، الروح! قانون الخلق يصنع المواد و ينهينها، يمكنه اعطاء صفات حيوية للأجساد و يسلبها، و ربما اكثر بكثير… لكن لا علاقة له بالمخلوقات الحية الحقيقية، لا يمكنه خلق انسان كامل عاقل مثلاً. يمكن من خلاله صنع جسد بشري ملئ بطاقة الحياة لكنه سيكون هامد كأنه في غيبوبة ولن يستيقظ ابداً، و هذا لأنه لا يحتوي على روح، و يستحيل ان تكون الروح احدى مكونات قانون الخلق لأنه قانون غير محدد الملامح اساساً. كنت اعتقد اولاً ان الروح هى قانون سيادي، لكن كلامك جعلني اتراجع. و لا يعقل انها القانون الثامن الغامض، لابد ان الحكماء السابقين فكروا في الامر و استبعدوا الفكرة، اذاً ما هى الروح؟”
رد ايفرجرين تأخر قليلاً هذه المرة، (لا داعي للتفكير في شئ خارج حدود قدراتك المحدود كإنسان، إستعمل ما هو متاح لك منها فحسب، الروح ليست من امرك.)
“…؟!” عقد روبين حاجبيه بقوة، لقد اجابته بسهولة عن الهوية و كل القوانين السيادية لكنها تمتنع عن الروح؟ بل تحذره من *قدراته المحدودة كإنسان*؟
هل يعقل ان هنالك ما هو اعلى من القوانين السيادية الثمانية؟!
الموضوع التاليالموضوع السابق