“..همم؟” كومتا الاوراق جذبوا انتباه روبين على الفور

السبب الاول هو ان كل *الكتب* الاخرى عبارة عن كومة من الاوراق ايضاً لكنها مرتبة منظمة و مربوطة بـ سلك من الجانب ليسهل تصفحها، اما هذه فهذه كانت كومة بمعنى الكلمة، غير منظمة تماماً و تحتوي على احجام ورق مختلفة، لولا ان هنالك ثِقل كبير من المعدن فوق كل واحدة لملأت الاوراق ارض الكهف كله بحلول الان
و ايضاً، لماذا هى كبيرة جداً؟ اكبر كتاب في المكتبة يحتوي على حوالي الف ورقة من الصفحات، لكن هاتين الكومتين تحتوى ما لا يقل عن 70 الف ورقة لكل واحدة!

“مثير للإهتمام…” روبين غير اتجاهه و توجه نحوه الكومتين، ثم ازال الثقل المعدني عن واحدة، “اووه؟”

كانت هنالك ورق مختلفة كلياً على السطح، اصغر بشكل ملحوظ من بقية الورقة، و فوراً روبين لمح الكلمات عليها، و كأنها مخصصة ليراها من يرفع الثقل، الكلمات عليها كانت مختصرة جداً و مكتوبة بخط ضخم: *اهلاً بُني، لا تقرأ هذا الكتاب إلا بعد المرور بكل شئ اخر في الكهف، كل ما تراه حولك هو نتاج عملي انا و جدك الاعظم، نمهد الطريق لكم لتفتحوا اعينكم عن حقيقة العالم، لعلكم ترونها بأنفسكم ذات يوم، اقرأ… و بالنسبة لهذا الكتاب، يفضل ان لا تقرأه قبل ان تتسلم الشعلة و تصبح مختار السماء التالي، لن تكسب منه شئ سوى الصداع.*

“اوه؟ اذاً هذا هو ارث مختار الحقيقة القادم؟” روبين رفع حاجبيه بدهشة، لقد سمع ان مختار السماء الاول ترك العديد من الكتب لأحفاده و تم تمرير سراً حتى وصلت لمختار السماء الثاني، أتلك الكتب كانت تحتوي على انماط؟

“لا اصدق… كل ما هو حولي، هو ارادة مختاري السماء الاول و الثاني تمرير رايتهم للأجيال التالية من عائلتهم؟ يفضلون ان يخرج مختار سماء اخر من صُلبهم بعد عشرات او مئات الاف السنين، على ان ينشروا هذه المعرفة الهائلة للجميع؟” ضحك روبين بسخرية، “لكن وا أسفاه، لكن قُتل على يد عائلته و لم يُعرف احد مكان المكتبة قبل موته، فوقعت في يد هولاك، ثم يدي.”

(و هل نشرت انت اكتشافاتك للجميع ايها المنافق؟ …اقصد يا مالكي العزيز؟!) ايفرجرين صححت نفسها بسرعة

“ألم اعطها لفريق البحث و التطوير؟ هؤلاء ليسوا مختارين على اساسي عرقي او عائلني بل حسب القدرات! ثانياً ذلك الفريق اصبح لهم مدينة خاصة الان و يمكن لكل السكان من كل كواكبي الـ 13 الانضمام لها، هؤلاء هم من سيتمكنوا من استيعاب حصادي و ترجمته لأشياء مفيدة بحق، ما الفائدة لو نشرتها للفلاحين و التجارة؟ من يريدها عليها ان يسع لها.” روبين لوح نافياً الإتهام

ثم فتح يداه على اخرها و اشار حوله، “لكن انظري لهذا، الالاف، لا، مئات الالف من القوانين الثانوية التي كان يمكن ان تغير نيهاري للابد لو تم استغلالها لطريقة صحيحة، لكنها ها هنا ترقد تحت التراب بدون فائدة، انظري لهذا و قارنيه بالنهضة التي حققتها انا في يورا و كل مكان ذهبت إليه!”

(اجل اجل انت رائع يا مالكي العزيز~)

“تسك~ فتاة مستفزة.” اثناء دورانه قام روبين بتفعيل عين الحقيقة، “لقد اوصى ان لا اقرأ *الكتاب* قبل ان اتفحص كل شئ في المكتبة، ماذا بقي ايضاً؟”

روبين ذهب بنظره الذهبي نحو الجدار الرابع و بدأ يتلفت ببطئ، “…قوانين ثانوية لمسار الجاذبية، قوانين ثانوية لمسار النبات، شروحات عن خصائص الطاقة، افكار حول قوة الروح، همم تلك المكتبة كاملة حول سلاح الطاقة، افكار عن تطويره… تلك المكتبة تحتوي اوشام غير مكتملة، و تلك هناك… بذور مصفوفات؟! يبدو ان التفكير في المصفوفات مسار طبيعي للاحداث..”

روبين فتح عيناه بدهشة ثم تابع نحو الجدار الرابع الذي فيه الباب الذي جاء منها، هو ايضأً كان ملئ بالكتب، “…اوووه؟ تلك المكتبة تحتوي مجلداتعن تقنيات نظام طاقة داخلي! يوجد العشرات منها..”

(طبيعي انه يعرف عن نظام الطاقة الداخلي، كيف برأيك تمكن من الوصول للدرجة الثالثة من الحقيقة؟ بالأوشام؟) ضحكت ايفرجرين

“…لم افكر في الامر، لكن معك حق، مع اني استخدم قانون الزمكان السيادي عن طريق وشم، إلا ان قانون الحقيقة مختلف، لا يمكننا رؤية انماط له و لا يمكننا وشمها، الطريقة الوحيدة لإستخدام هى عن طريقة الانماط بنفسها في مركز تجمع الطاقة” فرك روبين ذقنه، ” و مع ذلك الامر غريب.. لديه كل تلك التقنيات الجاهزة لمسار الطاقة الداخلي و مع ذلك لم ينشرها او يشجع عليها ابداً.”

(ربما لم ير انها يحتاج، لقد ورث نظام الاوشام عن جده الاكبر و بدأ بتطويره فحسب، ربما رأى ان هذا هو امثل مسار تدريبي للعمالقة!) رفعت ايفرجرين كتفيها الصغيرين في نطاقه الروحي

“لكن لم ير اضرار وشم تقوية الجسد؟ على عكس متدربي النظام الداخلي الذين يحتفظوا بالطاقة في اجسادهم على هيئة اساسات طاقة صلبة، ذلك الوشم يحول الطاقة الطبيعية إلى قوة جسدية بحتة، و لهذا بعد الموت لا تعود الطاقة في اجسادهم للكوكب بل يأكلها الدود و الحيوانات المفترسة و يتحولوا لبروتين فحسب، هذا النوع من التدريب مضر جداً للكوكب لأنه أخذ فقط بدون عطاء.”

(انت تبالغ في القلق على تلك الفتاة لأنها وقفت في صفك، همف،) كتفت ايفرجرين يداها، ( نيهاري ما يزال يجذب المزيد من الطاقة ليل نهار من حول الكوكب و بوتيرة ثابتة، منسوب الطاقة لن ينخفض في اي وقت قريب!)

“لكن سينخفض، أليس كذلك؟ الكوكب يستمر في جذب الفوضى البدائية و تحويلها الطاقة طبيعية بشكل مستمر و بوتيرة عالية ليل نهار بسبب الطاقة المفقودة للوشوم، امتصاصها و تحويلها السريع للطاقة لا يتسبب في رفع مستوى الطاقة في الكوكب بل بالكاد يجعلها مستقرة، هذا يسبب ارهاق للكوكب ككل، يكسر دور الحياة و التوازن في البيئة، و يقود نحو انهيار محتوم. انتي لم تحتاجي حتى لتخبريني بهذا، يمكنني بعيني رؤية ما يحصل يومياً في كوكب نيهاري!” هز روبين رأسه

ثم اشار نحو ركن معين، “تلك الاوشام الهجومية لا مشكلة لي معها، مع انها مليئة بالعيوب إلا انه يمكن استغلالها، لكن وشم تقوية الجسد معيب و مدمر، يستحيل ان انشره بين كواكبي، كيف لم ير مختار الحقيقة الثاني ذلك؟!”

(ربما ليس لديه عين ذهبية.) ضحكت ايفرجرين

“توقفي عن المزاح، لم أر للأن فارق بين عيني و عين مختار السماء الثاني سوى اللون.” ضحك روبين ثم بدى و كأنه تذكر شئ، “…المستبصر تكلم عن موهبة خاصة تكون مع مستخدمي حقيقة معينين، و انه ربما فأل الحق هو موهبة خاصة، لكن لا اذكر شئ اخر مختلف.”

(همم، ماذا عن عباءة الذهب؟) ايفرجرين فكرت بصوت عالٍ

تدخل ايفرجرين اضحك روبين، “هاها لا اعرف بخصوص هذا.” ثم عاد للنظر نحو الكومتين، تحديداً نحو الكومة الثانية التي ما يزال عليها الثقل، “حسناً، انتي هو الشئ الوحيد الذي لا اعرف ما بداخلك بعد.. فلنر.”

روبين ازال الثقل، اول شئ رآه كان ورقة مكتوب عليها: *هذا انا، اسمي هو… حسناً، لم يهتم احد بإسمي و انا حي، و لن تهتم انت يا من عليك الدور في تفقَد إرثي، يمكنك ان تتذكرني بمختار السماء الثاني، ربما ليس من السئ ان يُترك اسمي يندثر في التراب معي…*

من Zeus

-+=