“سمعت ان هنالك من يريد ان يراني؟” دخل روبين غرفة الإستقبال مباشرةً، لم يكن فيها سوى ميلا و أمامها يجلس قديس مستوى 26

“روبين!” ميلا وقفت بإبتسامة عريضة عندما رأت روبين قادم، هذه اول مرة تراه منذ شهور…

روبين أومئ إتجاهها بإبتسامة ثم عاد لينظر لإتجاه القديس الذي ما يزال جالس و يبدو عليه الغضب، بعدما نظر القديس لروبين من الأعلى لأسفل، اخيراً تكلم بنبرة كلها تعالي ” إذاً انت صاحب الجلالة روبين، ها؟ انت لم تتجاهل موعد تسليم ما يخص العائلة الملكية فحسب، بل تجرأت على جعل اولائك المهرجين يوقفوني و يجعلوني انتظر لأكثر من شهر؟! لولا ان صاحب السمو ألبيرت أمرني ان لا اثير مشاكل… فما كان ليمر هذا على خير! هيا سلم ما عليك تسليمه.”

“انت…!” ميلا تحملته كثيراً الفترة الماضية و لم تحاول الرد حتى لا تثير مشاكل لروبين، لكن ذلك الشخص تخطى حدوده!

روبين لم يرد فوراً، بل واقف مكانه ينظر للقديس و كأن الكلام لم يكن موجه له

موقفه اغضب القديس كثيراً، “ما الذي تنظر إليه ايه الوقح؟ هيا اخرج أياً تكن اللفيفة التي عليك تسليمها حتى اخرج من هذا المستنقع!”

*أياً تكن اللفيفة* عندما سمع روبين تلك الجملة تيقن من تفكيره السابق، ذلك القديس لم يكن له مكانة في العائلة الملكية و لا يعرف شيئاً عنه، أو ربما الحكيم ألبيرت لم يخبر أي حد بموضوع المفاتيح من الأساس..

روبين كان على شفا الرجوع من حيث أتى، عندما لمح بطرف عينه خاتم الصوت في يد القديس! عندها تكلم اخيراً، ” هي يمكنني اخذ هذا الخاتم للحظة؟”

“همف! لا تضيع وقتي يا ولد، انه كنز لا تستحق حتى ان تلوثه بنظرك، بغض النظر عن لمسه!”

تنهدت ميلا و هزت رأسها، اخيراً فهمت لماذا يتصرف ذلك الشخص بوقاحة.. انه لا يدري امام من يقف.

إبتسم روبين “إذاً رجاءً انت إستخدم الخاتم للتواصل مع الحكيم ألبيرت و اخبره ان روبين يود التحدث معك عبر الخاتم.”

إنصدم القديس من سماع هذه الكلمات و وقف فجأة، ” انت.. كيف تعرف ما يمكن لهذا الختم فعله؟ جاسوس!!” ثم تقدم بسرعة مادد يده يحاول الوصول لياقة روبين

لكن في منتصف الطريق وقفت أمامه و أطلقت هالتها بالكامل، ” إسمع هنا ايها القذر، انا أحترمك لأنك اكبر مني، لكن لو واصلت تفاهاتك فلا تفكر حتى في مغادرة هذا المكان حياً!”

روبين الواقف خلفها أمكنه بسهولة المقارنة بين هالة الإثنين، و مع ان ميلا أضعف منه بمستوىً كامل إلا ان هالته مساوية له تقريباً، لو بدأ قتال الأن فالفائز لن يكون واضح!

*يبدو ان وصفها كعبقرية المملكة الاولى لم يأتي من فراغ* عندما وصل روبين لهذا الإستنتاج أطلق صفير خفيف

عندما سمعت ميلا هذا الصفير لم تدري ما إن كان هذا إعجاباً بقوتها أم بمؤخرتها.. لكن في الحالتين وجهها إحمر و فقدت الغضب الذي كان بادٍ عليها، فأدارت رأسها قليلاً، ” هلا ركزت قليلاً؟ هنالك قديس يريد مهاجمتك هنا!”

“هاها انه مجرد احمق لن يجرؤ على مهاجمتي، هو فقط يريد التصرف بغطرسة قليلاً ليعوض إحساسه بالإهانة من الإنتظار” قهقه روبين

“انت..!” القديس إنفعل، لكنه لم يكن يجرؤ على تأكد نيته للهجوم، فهو بالفعل لا يجرؤ..

“هلا كلمت صاحب السمو فحسب..؟ رجاءً لا تنسى انه من أرسلك لي، انا لست مجرد شخص عشوائي من الشارع.. جرب، لن تخسر شئ..” رفع روبين كتفيه

كلمات روبين الاخيرة جعلته يفكر قليلا في العواقب لو كان يتكلم بجِد، و جعلته ايضاً يبتسم لفكرة انه إن كان يكذب و ليس لديه مكانة كافية فسيعطيه الحكيم الضوء الأخضر لمعاقبته،

فمرر طاقته في الختم ثم تكلم، ” صاحب السمو.. هل انت موجود؟ … صاحب السمو؟ …………… اها مساء الخير سيدي، لم اقصد إزعاجك …… حاضر حاضر سأتكلم، انا اعرف جيداً ان وقتك سموك ضيق، ذلك الولد الذي أرسلتني له لأخذ منه لفيفةٍ ما طلب ان يُكلمك من خلال الختم…… اجل هو روبين ذاك، سيدي انه يبدو كجاسوس رجاءً أخبرني أُعاقـ…… حاضر حاضر!!”

خلع الختم بسرعة ثم تقدم من جوار ميلا و أعطاه لروبين بوجه غاضب

روبين أخذه بإبتسامة و مرر به طاقته ثم تكلم مباشرةً، ” مرحباً يا صاحب السمو، مرت فترة على لقائنا، اعتذر عن جعل مندوبك يتأخر هنا..”

فسمع صوت في اذنه، ” هاها لا بأس لا بأس، هل جهزت ما إتفقنا عليه؟”

” هيه~ بصراحة لا، الفترة الماضية كانت مضغوطة جداً و نسيت الموضوع تماماً…”

“روبين… هذا لم يكن إتفاقنا…” الصوت أصبح اكثر صرامة بشكل واضح

روبين أخذ يفرك جبهته لثانيتين ثم رد، ” لدي حلان متاحان حالياً، الاول أعطني شهرين إضافيين و خلال سأتمكن من جمع مفتاح لتقنية، أو يمكنني تسليمك تقنية كاملة الان بنفس قوة شظايا النار، او ربما اقوى قليلاً، لكني سأوزعها على النبلاء التابعين لها و لن تكون حصرية للعائلة الملكية.. ما رأيك؟”

لم يسمع من حول روبين الطرف الاخر، لكنهم سمعوا كل كلمة روبين قالها بوضوح… خاصةً القديس من العائلة الملكية فتح عينيه على أخرهم مما يسمع، *تقنية كاملة بنفس قوة شظايا النار* عن ماذا كان يتكلم؟!

” تقنية كاملة جاهزة بنفس قوة شظايا النار؟ أهذا سؤال حتى؟! بالطبع سأخذ التقنية! نحن ننوي توزيع التقنيات على أتباعنا على اي حال، لا مشكلة عندي في إعطائك إياها للنبلاء التابعين لعائلك.” الحماسة كانت واضحة في صوت الحكيم، هذا افضل بكثير من تسليم مجرد مفاتيح، الملك فيليب حتى الان لم يكمل كتابة التقنية الاولى!!

” ممتاز، لقد وفرت علي الكثير…. اها هناك شئ اخر، الشخص الذي أرسلته لأخذ التقنية قاطع خِلوة مهمة جداً و أعاق افكاري لصنع تقنية جديدة كنت أنوي مشاركتها مع العائلة الملكية، بسببه سيتأجل عملي لأسابيع و قد لا أتوصل لها ابدا!! كما انه الان حاول مهاجمتي لولا ان ميلا قامت بحمايتي، هيه~ أهذا تعاملون أصدقاء العائلة الملكية يا صاحب السمو؟”

من Zeus

-+=