جزء من نمط القانون الرئيسي النار، مع جزء من نمط القانون الرئيسي للظلام و جزء من نمط القانون الرئيسي الرياح، مع عدة أجزاء صغيرة من قوانين ثانوية اخرى
هذا هو النمط المُركب *نمط الإنعكاس الكلي* الذي أتى به روبين في الأيام التي إستغرقها في التأمل
الفكرة الرئيسية هى قيام النمط بعكس الحرارة التي تسقط على جدران الفرن الحجرية و تعيد توجيهها لداخل الفرن، و بالتالي لن يحدث تضارب مع نمط توليد الحرارة و ايضاً لن تُفقد أي حرارة بشكل غير ضروري عبر تسريبها من خلال الجدران، بل سيحفظ جدران الفرن ببرودة الغرفة العادية بينما الجحيم يشتعل في الداخل
الفكرة الأساسية تبدو قابلة للتطبيق، لكن التنفيذ لم يكن سهلاً ابداً..
روبين أخذ يحاول ربط قطع الأنماط المتناثرة ببعضهم بأخذ القانون الرئيسي للظلام كالجسد الرئيسي بسبب ما يحتوي من خواص إمتصاص و قابلية للطرد
عملية حل الأُحجية لإخراج نمط جديد مثالي قابل للعمل إستغرقت ثلاثة أشهر!!
لكنه في النهاية كان له ما أراد… أول نمط مُركب ينتجه في حياته.
لم يكن عليه ان يقلق بشأن كيفية اخفاءه في الصخور او طريقة التفعيل لأنه سبق و نجح بإيجاد الطريقة سابقاً في نمط توليد الحرارة، لكنه إستغرق اسبوعان كاملان ليعمل توليفة جيدة لصناعة الحبر اللازم لرسمه
اخيراً، و بعد 7 اشهر من العمل الشاق … طريقة صُنع أسلحة مُصنفة .. قد إنتهت!!
روبين كان مسرور جداً بنفسه عندما كتب أخر سطر عن توليفة الحبر، لقد قفز قفزة كبيرة في علومه، و العالم كله سيقفز قفزه كبيرة للأمام عندما تظهر نتائج هذه الأبحاث للنور
و من شدة سروره كافئ نفسه بمكافئة غير إعتادية، جلب الطعام الذي تُرك أمام بابه… و أكل بشكل طبيعي بدون تسرع!!
ثم ذهب إستحم و حلق لحيته!!
الموضوع قد يبدو تافه لأي شخص عادي، لكن هذه فعلاً تعتبر رفاهيات منذ دخل روبين هذه العُزلة البائسة… فحتى النوم هو لا ينم اكثر من 4 ساعات اسبوعياً حتى تحول ما حول عينه لللون الأسود من شدة الإرهاق
حتى مع محاولة التأني و عدم الإستعجال، كل هذه المكافآت إستغرقت نصف ساعة تقريباً، ثم رجع ليجلس جلسته الأولى…
عندما بدأ هذه العُزلة كان لديه ثلاثة أهداف:
– عمل تقنية لقانون ثانوي ناري … هذا تم خلال شهر
– عمل منظومة لصنع أسلحة مُصنفة … تم خلال 7 اشهر
– إيجاد حل لمشاكل الخيانة… هذا ما عليه الدور، الوقت المتاح 4 أشهر.
شئ مثير للسخرية ان روبين وضع ترتيب اعماله بناءً على مدى صعوبتهم في وجهة نظره، و مع ذلك ثاني أصعب مشكلة إستغرقت 7 اشهر، إذاً ماذا عن الثالث و الأصعب في نظره؟
لكن هذا هو الحال.. إن لم ينجح فلا يمكنه سوى الإعتماد على القدر و يأمل خيراً…
بعدما هدأ نفسه اخيراً بعد نوبة هلع أصابته بعدما بدأ مباشرةً، بدأ يفكر بجدية
تسريب المعلومات.. التلصص.. الخيانة… كل هذا ينبع من الشخصية، ماذا يمكن ان يفعل لمنع شئ كهذا؟
يضع شخص يراقب كل واحد يتعامل معه؟ و من الذي سيراقب ذلك المُراقب؟!
المراقبة الجسدية و التهديدات و خلافه بلا فائدة، هنالك شئ واحد روبين إعتمد عليه عندما وضع هذه النقطة في رأسه… الروح!
الجسد مجرد ألة تتحرك حسب ما يُملي عليها الروح، الدليل على فهمه هو انه يمكن للروح ان تبقى على هيئة أشباح هائمة، لكن الجسد سيتعفن بعدما تتركه الروح
إن كان أي تهديد او مراقبة جسدية لن ينفع… إذاً ماذا عن التهديد الروحي؟
روبين جمع فهم واسع للقوة الروحية خلال الـ 5 اشهر الأولى بعد رجوعه لعائلة بورتون، و نيته هى الإعتماد على هذه الأرضية الجيدة من فهم القوى الروحية لبدأ فهم الروح اكثر و محاولة التأثير عليها
التأثير على الروح… فضلاً عن 4 اشهر، هذه الفكرة الوقحة ما كانت لتخطر على رأس احد اخر ولو بعد 40 الف سنة!
روبين يعرف جيداً مدى غطرسته تفكيره، لكن أساسه الذي يعتمد عليه هو ان القوى الروحية نابعة من الروح، إن كان بإمكانه تقوية تلك القوى الروحية يعني ان هذا يقوي الروح نفسها بشكل غير مباشر.. أليس تقوية الروح يُعد تلاعب ايضاً؟
ان كان بإمكانه التلاعب فيها بطريقة، لماذا لا يجرب طريقة اخرى؟
بهذه العقلية بدأ روبين أبحاث المُرتكزة على الروح و كيفية التأثير عليها، و بسرعة مر اسبوع…
خلال الاسبوع إستلهم روبين بضع افكار، فمشكلته الأساسية كانت الوصول للروح نفسها حتى يبدأ التأثير عليها، لكنه بدأ يُعامل الحس الروح كإمتداد للروح نفسها
مر إسبوع ثاني، شكوك روبين بدأت تتأكد… الطاقة الطبيعية ليست إمتداد للجسد، لكن الطاقة الروحية بالتأكيد إمتداد للروح!
*طرق طرق طرق*
في اخر يوم في الاسبوع الثاني، طُرق الباب لأول مرة بعد إنقطاع دام 8 اشهر و نصف…
روبين لم يغضب، بل إستغرب.. الفتاتين بالتأكيد لن تزعجانه بدون سبب، فترك ما يفعله و ذهب ليفتح الباب فوجد زارا، فسأل مباشرةً ” أهناك مشكلة؟”
و لو أنه للوهلة الأولى كاد ان لا يُميزها، فـ زارا اخيراً وصلت لعُمر البلوغ و خلال الـ 8 اشهر إزدادت طولاً بشكل ملحوظ و بدأت تظهر عليها بعض الإنوثة، عندما رأت نظرة روبين المُستغربة شعرت زارا بالإحراج فنظرت في الأرض و تكلمت بسرعة، ” اسفة على إزعاجك يا ابي، هنالك مبعوث من العائلة الملكية ينتظرك منذ اكثر من شهر، حاولنا منعه من التواصل مع منذ وقتها لكنه لم يعد يطيق الإنتظار اكثر…”
” مبعوث العائلة الملكية؟ هذا… أهااا!! لقد مر اكثر من سنة على لقائي بالحكيم ألبيرت، تباً الأيام تجري بسرعة…” لطم روبين جبهته، ” سحقاً.. انا لم أُجهز مفاتيح لأي قانون…”
وقف روبين عند الباب يفكر قليلاً ثم خرج، “حسناً، اين هو ذلك المبعوث؟”
” انه ينتظرك في غرفة الإستقبال، هو حالياً يجلس مع زوجتك و قال انه لن يخرج قبل ان يراك.”
” أي زوجة؟ انا لم أتزوج بعد!” إنتفض روبين و نظر جانباً لزارا
“اممم.. هذا ما تُعرف به ميلا عن نفسها أمام الناس الأن، تقول انه زوجتك…”
“….” لم يتكلم روبين اكثر، هز رأسه بإبتسامة و توجه نحو غرفة الإستقبال…
الموضوع التاليالموضوع السابق